امراة العقاپ لـ ندى محمود
المحتويات
_ هتفضلي مكشرة كدا كتير !
رغم تبعثرها الداخلي إلا أنها استمرت في البقاء شامخة وثابتة وأجابت عليه ببرود وبنفس كلمته في الصباح
_ أنا مش مكشرة دي طبيعتي
ظهر شبك ابتسامته على ثغره وسكن لثواني معدودة قبل أن يعود ويهمس باسمها
_ جلنار
في تصرف لا إرادي منها التفتت برأسها له بعد همسته باسمها وعلقت عيناها على خاصته البندقية الثاقبة كعيني العقاپ تماما لحظات طويلة مرت من الصمت بينهم حتى قطع هو الصمت بهمسة جميلة ونظرة دافئة
............ ..........
_ الفصل التاسع عشر _
اعترف بالحقيقة التي كان يخفيها منذ إعلانها التمرد عليه وبداية الشجارات التي لا تنتهي بينهم وإصرارها على الانفصال قالها بوضوح شديد وأوضح رغبته في بقائها معه ورفضه لفكرة الفراق .. لكن لا تزال هنا نقاط ناقصة يحب أن تضع فوق الحروف لتكمل المعنى تماما .
_ ومش عايز تطلقني ليه .. مش على أساس إنك مش بتحبني !
أصدر تنهيدة خرجت مصاحبة تأففا قوي منه و هو يجيبها
_ مكنتش اقصد ياجلنار .. قولتها في وقت عصبية ! إنتي مصممة على الطلاق عشان كدا !
_ اللي اعرفه إن الكلام اللي بيتقال وقت الڠضب بيكون
________________________________________
هو الحقيقة .. وبيني وبينك إنت معملتش أي حاجة تثبت عكس اللي قولته
ثم مدت يدها تعبث بقميصه في رقة مقصودة وأعين شرسة كلها قوة
_ والأولاد اللي كنت متجوزني عشانها الحمدلله معانا هنا فمتتوقعش إن ممكن اسمح إن تحصل حاجة بينا واجبلك طفل تاني .. impossible مستحيل
_ مش هطلقك
اتسعت الابتسامة فوق شفتيها وردت عليه بثقة
_ براحتك .. وادينا قاعدين وخلينا نشوف هتفضل ثابت على مبدأك كدا لغاية امتى
ثم نزعت يده عن ذراعه وسارت للخارج وهي تبتسم بتشفي وتلذذ متمتمة لنفسها
مدينة كاليفورنيا ......
يباشر أعماله جالسا فوق مقعده أمام مكتبه في غرفته الخاصة بشركته .. يرتدي نظارة العمل المعتاد على ارتدائها أثناء عمله لأن كثرة التطلع في الأوراق والحاسوب تتعب عيناه وتسبب له الآلام .
انفتح الباب دون طرق أو استآذن مسبق ودخلت نادين وهي تسير بحذائها العالي المعتاد الذي يصدر اصواتا عالية تجذب الانتباه إليها ولم يكن هو بحاجة لرفع رأسه لينظر للمتطفل الذي اقتحم الغرفة دون آذن فصوت حذائها كفيل ليكشف له هوية المتطفل خرج صوته حازما قليلا
كانت على وشك الابتسام لولا أنها لاحظت نبرته الصلبة فضيقت عيناها ببعض الدهشة وسارت نحوه وهي تتمتم
_ حاتم إنت عنجد زعلت منى مبارح !
رفع نظره لها وهتف بضيق مزيف
_ ومزعلش ليه !
اقتربت ووقفت بجوار مقعده ثم هزته في كتفه بخفة وهتفت مشاكسة وهي تضحك
_ بلا ولدنة !!
لانت حدة نظراته وقال بابتسامة خفية
_ احنا موضوعنا دلوقتي في التأخير يا أنسة مش زعلت ومزعلتش
_ ما أتأخرت اجيت على الوقت الطبيعي واللي تعودت عليه
ظهرت ابتسامته أخيرا وقال مستسلما لكن بنبرة تحمل الجدية
_ طيب خلاص .. المهم أنا مسافر خلال اليومين الجايين
ضيقت عيناها بحيرة وهتفت فورا بشيء من الحزن
_ لوين !
تنهيدة طويلة تبعتها همسة حازمة
_ مصر
لجمت الصدمة لسانها فبقت تتطلع إليه للحظات بسكون .. وألف سؤال يدور في ذهنها وأول سبب استنتجته هو رغبته في رؤية جلنار ! .
زكأنه هو فهم ما يجول بعقلها الآن فأسرع بإنقاذ الموقف يكمل في لطف
_ في شغل مهم ولازم اكون موجود بنفسي هناك وكلها اسبوع وهرجع تاني .. وفي الحقيقة كنت هسألك واشوفك لو حابة تيجي معايا ياريت والله
صمت تام يهيمن عليها وهي مستمرة في التحديق به بيأس حتى وجدته يلوح بيده أمام وجهها حتى تنتبه له فوقفت بصلابة وشموخ متمتمة بقوة
_ لا مو بدي .. سافر إنت وخلص شغلك وأنا بنتظرك هون
_ ليه !!
نادين ببساطة مزيفة
_ مو حابة
حاتم بترقب لردها
_ مش حابة تسافري مصر ولا مش حابة تسافري معايا أنا
_ بشو راح تفرق يعني !
رد بابتسامة ساحرية ونبرة دافئة
_ لا هتفرق طبعا لو مش حابة لمجرد إنك مش عايزة تروحي مصر فده أمر هين ومقدور عليه أما لو الاحتمال التاني فكدا هيكون الكلام مختلف
لا
متابعة القراءة