امجد رواية كاملة
المحتويات
جعله يقرر انه ابدا لن يقع في تلك اللعڼة المسامة بالحب! بل إنه سيعمل عقله في كافة أموره حتى العاطفية منها فالعقل هو السبيل الوحيد كي يحيا الانسان حياة آمنة بعيدا عن القلب وتقلباته وأهوائه!!
كثيرا ما كان يعاند قلبه رافضا الافصاح عن حبه لهباه وكان كلما هددت هبة بتركه يوهم نفسه أن تشبثه بها وإصراره عليها انما لانه يريدها لأنه توافق شروطه في مواصفات شريكة الحياة التي يريدها وليس لحبه الشديد لها وولعه بها!! حتى حدث ما حدث... ليفاجيء انها ستضيع من بين يديه ولم يصرح لها بحبه ابدا ليقسم بينه وبين نفسه انه ما إن يكتب الله لها النجاة فهو لن يجعل يوما يمر من دون ان يصرح لها بحبه الشديد وعشقه لها ...
نعم تربيتها!! قصدك تقول قلة تربيتها حضرتك!
ضحك ضحكة خفيفة وهو يعاود النظر اليها هامسا بحب
فوجئ بمن يتكلم بهمس خاڤت وعينين فيهما اثر النوم ويلمع فيهما لمعة شقية
اعتبر دا وعد!
ابتسم في وجهها ابتسامة واسعه وقال
فابتسمت بشقاوة محببة وهى تجيب بدلال
وانا مالي انت اللي قلت ! اعملى ما بدالك وانا موافق .. ايه هترجع في كلامك
أجابها مبتسما
وانت حضرتك عاوزة ايه وعاوزانى اوافق عليه من غير كلام
قالت بابتسامه ناعمة
لا طالما الموضوع فيه انك توافق من غير كلام فسيبني بأه افكر في حاجه تستاهل ...
انت تؤمري شبيك لبيك أمجد بين ايديكي .. اللي عاوزاه شاورى بس وسيبي الباقي عليا ...
قالت بخفوت وهى تسبل عينيها خجلا
ربنا يخليك ليا وما يحرمنيش منك ابدا ....
فأغمض عينيه وزفر زفرة طويلة وأجاب
يااااااه ثم نظر اليها متابعا وعيناه تلمعان بلمعة الحب
أجابته بهمس ووجنتيها بلون ثمرة الفراولة الطازجة
انت لسه معرفتش انت غالي عندي أد ايه انا بيتهيألى انى معرفتش يعني ايه الحب الا لما شوفتك وقابلتك و ...
سكتت ليحثها على المواصلة برجاء قائلا بهمس خاڤت
و... وايه يا هبة قوليها ..
وحبيتك !!...
زفر براحه وأجاب وهو يسند جبينه على جبينها بهمس
بحبك...
لمعت عيناها بشوق بينما إزداد وجيب قلبها وهي تسمع حبيبها يهتف بحبه لها في حين استمر هو قائلا
بحبك .. وعمري ما حبيت ولا هحب غيرك انت احلى حاجه في حياتي انت هبة ربنا ليا... انت هبايا ....
ثم ابتسم بمكر وهو يتابع
أنما صحيح مش الأول تخلصي اللي عليكي وبعدين تطلبي اللي انتي عاوزاه..
ابتسمت بحيرة وأجابت وهي عاقدة جبينها
اللي عليا وايه هو اللي عليا
هننصب انت ناسية يا آنسة أنك نمتي مني امبارح زي ما أكون كنت بقولك حدوتة قبل النوم! صلينا واتعشينا ولسه بنقول يا هادي وابتدينا نتكلم ونسمي لاقيتك روحتي مني خالص! شيلتك وجبتك تنامي هنا وانتي طول الليل نايمة وبتحلمي وسايباني أنا أعض في صوابعي!!..
أخفت هبة ابتسامتها بصعوبة وتصنعت البراءة وهي تجيب
وإيه اللي خلاك ما تنمش وبعدين تعض في صوابعك ليه بس ينفع كدا يعني يا أمجد حد يعمل كدا لو شافك حد بتعض في صوابعك دلوقتي يبقى شكلك ازاي راجل ما شاء الله طول بعرض بإرتفاع ويعض في صوابعه إزاي......
هتف مقاطعا إياها وهو يضع راحته فوق فمها
هشششش خلاص! انتي ما صدقتي! بردو عماله تغيري في الموضوع بس لأ انتي مديونالي يا آنسة!!..
عقدت جبينها هاتفة بحنق طفولي
آنسة .. آنسة ... ايه حكاية آنسة معاك اللي انت ماسكهالي دي أنا فرحي كان لو كنت ناسي!!
أجاب بمكر وهو يهتف أمام شفتيها
لا يا قلب أمجد آنسة إنت مدام شفهي بس لغاية دلوقتي عموما ما تقلقيش...... هتبقي مدام فهمي نظمي رسمي وحالاااااااا..
حدقت به دهشة وهتفت
إزاي يا أمجد إنت ..نزلا متوجهين لمطعم الفندق لتناول طعام الافطار وسألت أمجد عن وجهة سفرهما ليخبرها انها مفاجأة ..
بعد أن انتهيا من طعام الافطار صعدا الى جناحهما حيث رتبا اغارضهما واتصل يوسف بابنته ليطمئن عليها..
دمعت عينا هبة ما ان سمعت صوته فهي تشعر بالشوق الشديد له تناول امجد سماعه الهاتف حيث تكلم مع يوسف قليلا قبل أن ينهي المكالمة وقد الټفت اليها ليقول مقلدا لها بغيظ مصطنع
انت وحشتنى أوي يا بابا .. مش قادرة اتصور انى ما افتحش عينيا على صورتك يا ابو حجاج ... بذمتك في واحده تعاكس ولو حتى ابوها كدا قدام عريسها لا وايه تانى يوم فرحهم احنا لحقنا !!...
لم تستطع منع ضحكتها خاصة من طريقته في تقليد صوتها وما ان هدأت ضحكتها حتى أجابت وقد رفعت حاجبها الأيمن باستفزاز
آه أنا !! فيه حاجه بأه
أجابها بضحك مكبوت
كدا طيب .. انت اللي جبتيه لنفسك! ويا ريت ما تبقيش تيجي تتحايلي عليا وتقوليلي لا يا امجد ..
ونظر لها نظرة وعيد وهو يتقدم منها بخطوات بطيئة بينما تتراجع هي الى الخلف وهي ترفع يديها امام وجهها هاتفة بضحك
لا يا امجد خلاااص خلاااص .. انت هتعمل عقلك بعقلي بردو! عيلة وغلطت يا سيدي ...
ما ان هم بالامساك بها حتى تعالى صوت طرقات على باب الغرفة فأجاب بحدة من بين اسنانه بينما ضحكت هبة سعيده
ايوة
أجاب الصوت والذي لم يكن سوى موظف الفندق
ال بيل مان حضرتك جاي اخد الشنط زي ما حضرتك طلبت ...
قال لها أمجد وقد اخفض صوته
فلتي مني المرة دي لكن هتروحي مني فين الجايات اكتر..
وصلا الى المطار وهى لا تعلم وجهتهما وحينما سمعت نداء عن الرحلة المسافرة الى ... جدة .. فوجئت بأمجد وهو ينهض ويمد يده اليها ويقول
رحلتنا يا قلب أمجد ..
نظرت اليه دهشة وهى تتناول يده لتنهض بدورها ومالبث ان ترقرقت الدموع في عينيها وهى تقف امامه ممسكة بيده وتهتف
بجد يا امجد هنعمل عمرة
أومأ برأسه موافقا وهو يقول بهمس فيما يده تمسح دمعتها المتسللة على خدها
بجد يا قلب امجد دا.. ندر! انا كنت نادر انه اول رحلة تكون لينا مع بعض اول ما ربنا يكتب لك السلامة اننا نزور بيته سوا.. علشان ربنا يبارك لنا في حياتنا...
وفتح حقيبة ورقية فاخرة كانت بيده طوال الوقت ولم تهتم بسؤاله عما تحتوي ليخرج منها عباءة سمراء غاية في الذوق ويناولها لها قائلا بابتسامة
ودلوقتى حضرتك اتفضلي البسي العباية دى ما ينفعشي تمشي ببنطلون جينز وتى شيرت واحنا مسافرين نعمل عمرة...
وافقت بحماس بهزة من رأسها وسارعت بارتداء العباءة ثم اتجها بعد ذلك الى بوابة السفر التي أعلن عنها لركوب الطائرة..
ما ان جلسا وابتدأت المضيفة تشرح تعليمات السلامة وكيفية ربط حزام الامان حتى امسكت هبة بذراع أمجد بشدة
وقالت
أمجد انا بطني كركبت انا عارفة انها لازم تقولنا علشان ناخد احتياطنا بس لما سمعت الكلام خفت ...
امسك بيدها ونظر الى عينيها وأجاب ونظراته تبعث الطمأنينة الى قلبها الذي يرتجف خوفا كالعصفور بين أضلعها بينما ارتسمت ابتسامة حانية على شفتيه
لا حبيبتي ان شاء الله مافيش حاجه وإوعي تخافي طول ما انا جنبك ...
نظرت اليه بدفء جميل ثم وضعت رأسها على كتفه مسدلة جفنيها وسرعان ما غابت في سبات عميق...
وصلت الطائرة الى المطار وبعد الانتهاء من اجراءات الدخول الى مدينة جدة استقلا سيارة ليموزين ليصلا الى مكة المكرمة حيث حجز أمجد في فندق من فنادق ال 5 نجوم المطل على الحرم المكى وأثناء سيرهما عرج بهما الليموزين على الميقات حيث يغتسلون وينوون الاحرام للعمرة ويرتدون زي الإحرام والذي كان أمجد قد احضره معهما في حقيبه منفصلة ...
ما ان شاهدها امامه بعباءة الاحرام البيضاء والطرحه البيضاء حتى رفرف قلبه وقال لها
بسم الله ماشاء الله ملاك .... نظرت بخجل اليه ثم اخفضت برأسها الى الارض في خفر وحياء .....
اكملا طريقهما الى الفندق وما ان دخلا الى جناحهما حتى سارعا بالنزول لاداء مناسك العمرة ...
مكثا 3 ايام في مكة المكرمة انتقلا بعدها الى المدينة المنورة حيث نزلا في احد الفنادق الفخمة المحيطة بالحرم النبوي ومكثا في المدينة 3 ايام زارا خلالها المسجد النبوي وقبر الرسول عليه الصلاة والسلام ومسجد قباء وباقي المزارات الدينيه ...
قاما بجمع اغراضهما تمهيدا لرحيلهما ولاحظ أمجد ملامح الحزن على وجه هبة فاقترب منها واضعا ذراعيه حولها وقال
قلب أمجد زعلان لييه
أجابته وهى لا تستطيع السيطرة على دموعها
كانت احلى رحلة في حياتى حبيبي بصراحه مش عاوزة امشي.. حاسة انى لو قعدت عمرى كله هنا مش هشبع أبداااا...
قبلها على جبينها بحب وقال
اوعدك حبيبي ان كل ما يكون عندى وقت هنيجي تانى .. فنظرت اليه بفرح طفولي وهتفت بحماس
تانى بجد يا أمجد
أجابها بحب وحنو
تانى وتالت ورابع كمان يا قلب أمجد ...
صفقت بيديها الاثنتين جذلا فيما ابتسم هو متابعا
ربنا ما يحرمك من الفرح ابدا ويقدرنى إني اسعدك على طول...
وصلا الى المطار وجلسا في صالة الانتظار الى أن يحين موعد النداء على رحلتهما سمعت هبة النداء على رحلة القاهرة فهمت بالنهوض وإذ ب أمجد يقبض على ذراعها يدعوها للعودة الى مكانهاجلست وهي ترمقه دهشة بينما يقول بابتسامة غامضة
دى مش رحلتنا حبيبتي!! ..
تساءلت بدهشة
مش رحلتنا احنا مش ....
فقاطعها بابتسامه
احنا مش !!... مش راجعين مصر لسه فاضل اسبوع يا هانم في الأجازة ولولا علشان جلسات العلاج بتاعتك كنا اخدنا شهرعسل كامل لكن متعوضة ان شاء الله
متابعة القراءة