رواية بقلم ايمان حجازي
المحتويات
انتي
يعني اللي مضايقك في موضوع السفر هو .. اقصد يعني انتي لسه من جواكي ...
قطعتها مرام في ضيق نافيه انا فاضيه من جوه ومن بره .. مبقاش في حاجه تشدني .. يمكن الحاجه الوحيده اللي كنت بتمناها في حياتي هو .. وهو عمل ايه !! .. دمرلي
________________________________________
حياتي
سألت ايمان مره أخري في حيره انتي متأكده !! ..
امم بتطرديني بالذوق يعني .. تمام انا كمان همشي عشان تعبانه
اسرعت مرام انتي عارفه انه مش كده وانا ياما اتحايلت عليكي انك تفضلي معايا هنا بدل ما تكوني هناك لوحدك
اخفضت رأسها في الارض شذرا واجابتها انتي عارفه يا مرام موقفي من الموضوع ده .. يلا تصبحي علي خير
وبعضا منها في باريس ولندن ولكنها كانت تريد ان تتخذ من المانيا موطنا لها .. اخبرتها اولفت وبالتأكيد بعد اخذ الاوامر من ناجي ان تنتقل الي الأردن لتشتهر في الوطن العربي واخذت تقنعها ان ذلك الافضل لها كي تظل بجوارهم وايضا ان الناس هناك في غايه الطيبه والود ويشبهون المصريين كثيرا ولن تشعر بالغربه بينهم وظلت تحاول تقنعها حتي بالفعل تركت المانيا وسافرت معهم واصبحت شبه مستقره في بلدها الثانيه الأردن.. وها هم يريدون منها الذهاب مره اخري الي مصر .. كيف يتجرئون الي فعل ذلك ! .. علي الرغم من رفضها القاطع الذهاب اليها الي ان الشوق الي بلدها مصر كان يتغلب عليها وكان يدمي قلبها ..
اول ما جال بخلدها هو ذلك الشخص الذي كان السبب في هروبها منه بعدما تخلي عنها.. فلم يكن منها بد سوي أن تترك تلك البلاد باكملها وكل ما يذكرها به..
رحلت وتركت له الوطن بكل ما فيه من ذكريات جمعت بينهما... القاسيه.. والجميله
تمتمت في بكاء عايزينني ارجع تاني ازاي ! .. مش هقدر ..
دلوقت عايز تروح فين يا عبدالله !
قالها ادهم وهو يقود السياره بعد ان اتم اجراءات خروجه من السچن فقطعه من شروده وقال في برود وديني عند بيت الحسيني .. في حاجات لازم اخدها من هناك وبعدين هترجعني علي فيلتي القديمه
اجابه عبدالله بنفس اللكنه انت طلبت مني حاجه وانا هنفذها لان ده طريقك وانا وانت في الاخر هنستفاد منه زي ما بتقول .. لكن انا كمان ليا طريقي ومتحاولش تمنعني اني امشي فيه
تمتم ادهم في نفسه انا عارف مين اللي هيرجعك عن اللي في بالك يا عبدالله وبرضه هيمشيك في الطريق اللي ان عاوز تمشيه بس من غير ما تاخد
بالك
اخذ عبدالله يتذكر ما قاله له ادهم بعد اخباره بمۏت اخيه انه يريده في امر مهم قبل اسبوع .. هتف
ادهم . كنت عارف من زمان انك نفسك تفتح شركه امن يا عبدالله .. وده اللي انا بطلبه منك دلوقت
اجابه وقلبه يعتصر وهو يطوي الصوره بيديه شركه ايه في الظروف دي يا ادهم !!.. ومين الشخصيه اللي هتقبل ان واحد رد سجون زيي يأمنها
اسرع ادهم نافيا صدقني .. عشان مۏت حمدي لازم تعمل كده .. امشي معايا في طريقي عشان نوصلهم .. والشخصيه اللي هتأمنها هي اللي محتاجاك انت تحديدا
ضاقت عينا عبدالله وهو ينظر له في شك قصدك ايه !! .. اي علاقه ده بمۏت حمدي ومين الشخصيه دي !!
اجابه ادهم ممهلا ممكن تهدي وهفهمك كل حاجه بس في الوقت المناسب .. الشركه انا بالفعل جهزتها وكل حاجه مستنيه بس وصولك .. حتي الشخصيه اللي هتتأمن كلها أسبوع بالكتير قوي وهتكون موجوده في مصر دا اذا موصلتش قبلها
زفر عبدالله في ضيق انت ليه بتكلمني باﻷلغاز .. يا تكون صريح معايا يا اما انسي اني انفذ لك حاجه .. اما مۏت اخويا فأنا هعرف ازاي اوصل للي عملو فيه كده وادفعهم التمن غالي قوي
ربت ادهم علي ساعده مترجيا ارجوك يا عبدالله صدقني مش هتندم .. انا فعلا محتاجك عشان اوصلهم .. متعاندش عشان نعرف نرجع حق حمدي
وافق عبدالله بعد توسلاته فأجابه ببرود وثقه .. موافق اني امشي معاك في طريقك .. بس ده ميمنعش اني كمان اعمل اللي انا عايزه وامشي في الطريق اللي يريحني
ابتسم ادهم في انتصار قائلا براحتك طبعا اعمل اللي انت عايز .. مع اني واثق انك في الاخر هتعرف ان انا الصح وهتكمل في طريقي
افاق عبدالله من شروده مره اخري علي صوت ادهم وهو يتوقف بالسياره ويهتف .. خلاص وصلنا يا عبدالله ..
كانت تجلس مرام بصحبه اولادها في الطائره المتجهه الي مصر بعد الحاح كبير من جميع من حولها في ان ذلك خيرا لها لطبيعه عملها وتعيينها بمكانه كبيره
________________________________________
في الوطن العربي وان حياتها المهنيه وسمعتها تتوقف علي ذلك بالفعل فليس من الممكن ان تجوب بلاد العالم ولم تخدم بلدها وموطنها الاصل التي نشأت به .. فأخبرتها اولفت ان بقائها في مصر لن يستغرق الا سنه واحده فقط كي تممم علي المجمع الطبي للقلب وامراضه الذي سيتم افتتحاحه بأسمها في بلدها والذي يضم الحالات الحرجه وايضا الفقراء .. فبعد ان اخبرتها ان بلدها تحتاجها هي الاخري واخذت تعرض عليها حالات لأناس فقيره مريضه ټموت من قله الاهتمام وعدم توافر مكان لعلاجها مستغله طيبه قلبها وحبها لمساعده الغير فأقتنعت بالسفر الي مصر .. بعد سبع سنوات .. سبع سنوات بعدتها عن موطنها واصلها .. تغللت غصه عميقه داخل قلبها حين تذكرت تلك السيده التي تدعي هدي الزين واخر لقاء جمعهم والذي كان بدايه الهجر واول اسباب انفصالها عن من أسر فؤادها...
تسللت دمعه رقيقه من مقلتيها وهي تتذكر تلك الايام وتتمني ان لا تستعيد اي منها مره اخري ....
علي الجانب الاخر كان يقف عبدالله علي مشرفه منزلهم .. منزل العائله الكبيره عائله الحسيني .. اخذ يتطلع حوله ويتأمل المكان .. لم يتغير كثيرا عن قبل بأستثناء بعض النباتات التي نمت في مقدمه المنزل الواسعه ...
عبدالله .. خد تعالي هنا مش كل مره هتعذبني عشان تاكل!!
ليجيبها الطفل في مرح يا ماما مش عايز اكل تاني شبعت انا عايز العب
نظر عبدالله خلفه ليجد طفل صغير يخرج من ذلك القصر وبيده كره ووالدته تجري خلفه بالطعام فظل واقفا مكانه عندما تعرف علي هويتها .. اخته رشا صغيرته التي طالما احبها ودللها وكان بمثابه الاب لها .. تزوجت وانجبت .. يبدو ان الكثير قد تغير خلال تلك السبع سنوات .. عندما كان حمدي يزوره لم يقص عليه اخبار اهله فقط يخبره انهم بخير .. حيث اخبره ان والدته منعتهم جميعا من زيارته وكأنه لم يكن من بينهم يوما وكأنه لم يكن طفلها المدلل وفلذه كبدها .. ظنت انه كان سببا رئيسيا في مقټل رحاب ولم تسامحه ابدا .. ولا يعرف احد حقيقه الامر غير حمدي ..
طلب حمدي منه كثيرا ان يخبرهم بهويه رحاب والذي كانت تحمله في احشائها ولكن عبدالله رفض بشده كي لا يشوه سمعه ابنة عمه كي يتذكرها الجميع بالدعاء لها وليس عليها اما هو فبكل الاحوال تم نطق الحكم عليه بسبع سنوات ولا مفر في ذلك ..
عبدالله !!!!!!
قائله انت اللي وحشتني قوي يا عبدالله .. خرجت امته وليه مقلتلناش انك خارج !!
انزلها عبدالله من بين يديه وهو يردد في سخريه وكان هيفرق معاكي يعني !! .. كنتي هتيجي مثلا تقابليني
لما اخرج !!
systemcodeadautoads امك منعتني عنك وعن البيت كله لو كنت عملت كده وده بأيدها وتقدر تعمله .. لكن انا برضه عملت اللي بأيدي اعمله وسميت ابني علي اسمك يا حبيبي ڠصب عنها وعشان تفضل جنبي دايما
ثم اشارت الي طفل صغير يراقب ذلك المشهد فنادت عليه .. عبدالله .. تعالي سلم علي خالك عبدالله يا حبيبي
اي اللي جابك علي هنا يا عبدالله !! ... مش حمدي الله يرحمه بلغك انك ملكش مكان هنا تاني .. رحاب ومكفكش !! .. فضلت مشغل اخوك ورا اللي ما تتسمي اللي اتجوزتها من ورانا لحد ما رجعلي هو كمان مېت .. جاي ليه !! .. جاي تكمل علي باقي اللي في الدار وتقتلهم !!
خرج كل من كان بالقصر خلفها يستمع لحديثها ويري عبدالله منهم من يكن له الكراهيه مثل والدته ومنهم من يشتاق له ويشعر ببرائته ..
وعلي الرغم من ان حديثها كان ېمزق قلبه فهي تظل باﻷخير والدته مهما بذر منها .. ولكن تغلب كبريائه ولم يجيب علي حديثها ووجه حديثه الي اخته قائلا في برود وكأن شيئا لم يكن وصليني علي اوضه حمدي يا رشا وتعالي معايا
نظرت رشا الي والدتها في تردد ثم قوت قلبها وبكل ثقه فيها .. هاخد اللي محتاجه ومش هتشوفو وشي تاني.... مع إنه بيتي أنا ومن فلوسي
ثم صعد الي غرفه حمدي بصحبه رشا اخته واخذ يقلب بها وكل الاوراق التي تخصه واللاب توب الخاص وايضا الكاميرا خاصته اخذ يلملم كل ما يراه مهما امامه كي يبدأ في طريقه او يجد اي خيوط توصله الي من فعل به هكذا .. جمعتهم له اخته في شنطه صغيره .. شكرها علي ذلك وودعها هي وصغيرها واعطاهم عنوانه كي تأتي هي وزوجها لزيارته حتي وان كان ذلك دون علم والدتها فأخبرته ان زوجها لا يكترث لحديث والدته وهو ايضا
يريد زيارته والتعرف عليه من جميل ما سمعه منها عنه...
ترك عبدالله قصر الحسيني وسط ذهول الجميع بمجيئه وذهابه ايضا اتي في وهله .. وذهب في وهله اخري وكأن شئيا لم يكن ..
وجد ادهم ما
________________________________________
زال بالخارج ينتظره فاسرع اليه يلا يا ادهم وصلني علي فيلتي في حاجات برضه محتاجها من هناك ..
تسائل ادهم في عجب يعني انت مش هتستقر هناك برضه !!
اجابه عبدالله وهو يتذكر من سلبت عقله في حزن والم عجيب تسلل داخله لأ.. ليا ذكريات هناك لو فضلت فيها مش هقدر اكمل الطريق اللي عايز امشيه ..
قاد ادهم سيارته الي تلك الفيلا
متابعة القراءة