الثلاثة يشتغلونها

موقع أيام نيوز


لكفها ليحتويه لتنظر إلى عينيه فأومأ لها برأسه ..لتشعر رغما عنها بشعور لم تشعر به منذ زمن طويل..إنه يساندها كما كان يفعل دائما بالماضى..لقد كان هو عضدها فى كل المواقف التى مرت بها مع أبناء العائلة..ومع أخويه..كان الحامى لها ..والذى معه تشعر بالقوة لتتحدى من تسول له نفسه بمضايقتها..وها هو يعود ويساندها..ولكن يظل الفرق كبير فلم تعد هي رحمة الماضى..ولم يعد هو أيضا يحياها.

أوقفت بشرى سيارتها..تتعجب من أنوار المنزل التى مازالت مضاءة..لتهبط منها وتغلقها..متجهة إلى باب المنزل المفتوح على مصراعيه لتزداد حيرتها ..عقدت حاجبيها بشدة وهي ترى رجلين ..أحدهما شابا فى اوائل الثلاثينات من عمره..والآخر رجلا فى حوالى الخمسين من عمره..يرتدى بذلة كحلية ويحمل حقيبة جلدية فى يده..مغادرا المنزل فى عجلة وهو يحادث أحدهم فى هاتفه قائلا
جاييين علطول ياماجد بيه..إحنا خلصنا هنا خلاص..مسافة السكة بس .
تجاهلتهما بشرى وهي تدلف إلى المنزل لتجدها تقف بجوار يحيي وعلى مقربة منهم وقف مراد بملامح متجهمة..لتعود بنظرها إلى رحمة تتأمل فستانها الأسود الذى أضفى عليها جمالا أثار حقد بشرى خاصة وهي تلاحظ عيون يحيي التى تعلقت بها..لتعقد حاجبيها بحيرة وهي تسمع روحية تقول بطيبة
مبروك ياست رحمة..مبروك يايحيي بيه.
إكتفت رحمة بإبتسامة هادئة بينما قال يحيي برصانة
الله يبارك فيكى ياروحية.
قالت بشرى بحدة
ممكن اعرف إيه اللى بيحصل هنا فى غيابى
إلتفت
إليها الجميع ..فاستطردت قائلة فى غيظ
بقى أنا أغيب ومحدش يسأل عنى ..لأ 
وكمان بتحتفلوا فى غيابى..طب على الأقل عرفونى بتحتفلوا بإيه..وإزاي بتحتفلوا أصلا وراوية معداش على ۏفاتها أسبوع
إكتست ملامح رحمة بالضيق ممتزجا بالحزن..بينما عقد يحيي حاجبيه..ليتقدم منها مراد بخطوات حازمة قائلا
مش وقت الكلام ده يا بشرى..تعالى معايا.
نفضت يده قائلة فى عصبية
لأ وقته يا مراد..من حقى أعرف إيه اللى بيحصل ولا أنا مش من أهل البيت
كاد مراد أن يتحدث لولا أن إقترب منها يحيي وهو يقول بهدوء
لأ طبعا من أهل البيت ..ومن حقك تعرفى ..لإن الموضوع مش سر ولا حاجة..
لينظر مباشرة إلى عينيها وهو يقول فى ثبات 
أنا ورحمة إتجوزنا...النهاردة.
إتسعت عينا بشرى پصدمة وهي تقول
إتجوزتواإنت ورحمةإنت أكيد بتهزر مش كدة
هز يحيي رأسه نفيا ببرود قائلا
لأ بتكلم جد يابشرى..وأنا من إمتى بهزر معاكى
أفاقت بشرى من صډمتها لتقول بإنفعال
ما هو مستحيل أصدق..إن يحيي كبير العيلة..إتجوز رحمة..رحمة اللى....
قاطعها يحيي بلهجة تحذيرية تتحداها أن تنطق بكلمة وهو يقول
قبل ما تقولى أي كلمة تندمى عليها..لازم تعرفى إن رحمة بقت مراتى..يعنى أي إهانة فى حقها هي إهانة فى حقى أنا..وإنتى عارفة إن مفيش حد لغاية النهاردة قدر بس يفكر يهين يحيي الشناوي..فيا تباركيلها ..يا تطلعى أوضتك ..مفهوم
يحيي.. أنا بفكر نسيب البيت ونمشى..إنت شايف بشرى وعمايلها وأنا مش عايز مشاكل فى البيت.
تفحص يحيي ملامح أخاه وهو يقول
بشرى بس يايحيي هي السبب ..ولا فيه سبب تانى يخليك عايز تسيب البيت
قال مراد وهو يحاول تمالك نفسه والثبات تحت نظرات أخيه المتفحصة
انا قلتلك من زمان..موضوعى إنتهى يا يحيي..أنا خوفى كله دلوقتى من بشرى.
ربت يحيي على كتف أخيه قائلا
لو على بشرى متقلقش..أنا أدها وأدود يامراد..بس أهم حاجة تكون إنت مرتاح..وأنا هرتاح أكتر وإنت جنبى ياأخويا.
لم يجد مراد مفر من المكوث بالمنزل منصاعا لرغبة أخيه.. وليتحمل العڈاب فى سبيل ذلك..فهذا مصيره منذ أن أحبها..العڈاب وحده.....وبصمت.
يتبع
الفصل الحادى عشر
.بالڠضب يعصف بكيانها..كيف يتزوجها رغم كل شئ فعلته بالماضى..كيف ينتهى بتلك الرحمة زوجة له..كيف
إنها الملامة..نعم..هي وحدها الملامة على ذلك..تركت لها المجال خاليا لتعاود ألاعيبها من جديد وتتزوجه بالنهاية..ولكن زواجها منه وبتلك السرعة..هذا ما لم تكن بشرى تتوقعه أبدا..فلم يمر سوى أسبوع واحد فقط على مۏت راوية ..هل كانا ينتظران مۏتها ليعيدا معا عشق الماضىهل نسي لها يحيي خيانتهاوهل غفرت له خذلانه إياها
حقا لقد أصبح

تفريقهما الآن أصعب مما كان بالماضى فلقد أصبحا زوجين..وتلك الفكرة وحدها تشعل كيانها إشتعالا.
توقفت عن التفكير حين دلف مراد إلى الحجرة ليجدها واقفة متأهبة..تنظر إليه بحدة.. ليدرك أن تلك الليلة لن تمر بسلام..ألا يكفيه ما يعانيه الآن وهو يتخيل رحمة مع أخيه..لتظهر بشرى بالصورة وتستنزف آخر طاقته المنهكة..ليستدعى كل ذرة فى كيانه تجعله قادرا على تحمل تلك المرأة..وهو ينظر إلى وقفتها المتحفزة فى ثبات..ينتظر ثورتها..وهي لم تنتظر..بل ألقتها فى وجهه قائلة بصوت يحمل الغيظ فى طياته
إنت إزاي توافق على جوازهم..إزاي تسمح بالمهزلة دى
نظر إليها فى برود وهو يقول
وأرفض ليه..ده أخويا الكبير ورحمة..وبعدين حتى لو كنت رفضت تفتكرى كان أخويا يحيي مش هيتم الجوازة عشان خاطر رفضى ده
قالت بشرى بعصبية
يابرودك ياأخى...
قاطعها مراد قائلا بحدة 
بشرى.
إنتفضت بشرى من حدته الفجائية لتلاحظ أنه بدوره مصاپا بالضيق وربما بالحنق أيضا من زواجهما..فقد نسيت أن زوجها بدوره يحب رحمة ولابد وأنه الآن يعانى مثلها..لتحاول أن تبعد حنقها جانبا وهي تقترب منه قائلة بنعومة
أعذرنى يامراد..إنت عارف إنى مبطيقش رحمة..والكلام ده من زمان أوى..لإنى أكتر واحدة عارفاها وعارفة أخلاقها...وهي كل اللى عايزاه فلوس عيلة الشناوي..بدأت بهشام ومش بعيد تكون هي السبب
 

تم نسخ الرابط