رواية فارس
كنت بحب فارس ..
أومأت عبير برأسها مبتسمة وهى تضع ولدها على الفراش بعد أن نام على ذراعها وقالت بخفوت
أنت فاكراها عبيطة ولا أيه.. ولا ناسية انها كانت ملازمة لفارس ووالدته من وهى صغيرة وقاعدة عندهم فى البيت على طول
أسندت عزة رأسها على راحتها وهى تقول بحرج
يادى الكسوف .. وانا بكلمها عادى وهى بتكلمنى عادى ولا باين عليها حاجة
ضحكت عبير بخفوت وهى تنهض وتجلس على الأريكة بجوار النافذة فتبعتها عزة وجلست بجوارها وهى تقول
ده انا كده هتكسف احط عينى فى عنيها تانى
هزت عبير رأسها نفيا وهى تقول
بتهزرى ... يابنتى هى عارفة ان الكلام ده كان زمان قبل ما تتجوزى عمرو
عقدت عزة ذراعيها أمام صدرها وقالت بتبرم
وانت عرفتى ازاى اصلا توقع كده ولا هى لمحتلك
رفعت عبير كتفيها وقالت
مش هى المشكلة دلوقتى.. أنا مش عارفة أيه اللى فتح السيرة دى ..أحنا دلوقتى فى مشكلة مهرة وباباها لازم أكلم بلال يدخل ويحاول يحلها بطريقته... ياريتك يا عزة قولتيلى أول ما عمرو قالك
لوحت عزة بيديها وهى تقول
ياختى نسيت مش شايفه ماما كانت تعبانه ازاى
دفعتها عبير لتنهض وهى تقول بمكر
طب أمشى بقى شوفيلك حته تنامى فيها علشان عاوزه أكلم جوزى شويه براحتى
رفعت عزة حاجبها وهى تقول
بتطردينى من أوضتى اصلا ماشى يا عبير .. وبعدين أنت فاكرانى ماليش جوز انا كمان ولا ايه طب انا بقى هروح البلكونه ونقعد نشاور لبعض زى الحبيبة ...
ثم ضحكت وخرجت من الغرفة وأغلقت الباب خلفها
أخرجت عبير هاتفها وهاتفت بلال وبمجرد ان اجابها حاولت أن تغير نبرة صوتها وهى تقول
مين معايا
كان بلال مستلقيا على الفراش يستعد للنوم فابتسم وهو يتكأ على جنبه الأيمن وقال
حضرتك انت اللى متصله
قالت عبير بدلال
طيب ممكن نتعرف .. أصل صوتك عاجبنى أوى
أعتدل جالسا على الفراش بحماس وقد أعجبته اللعبة وقال
بس انا متجوز
رفعت كتفيها وهى تقول برقة
وايه يعنى الشرع محلل اربعة
قال هامسا
بس انا بحب مراتى ومفيش واحدة غيرها تملى عينى حتى لو كان الشرع محلل عشرة
كتمت ضحكتها وقالت بتبرم طفولى
خلاص بلاش جواز نتعرف بس
هتف ضاحكا
أيه ده يا عبير أنت أنحرفتى أمتى يا حبيبتى
ضحكت وهى تقول
ياسلام يعنى دى اللى وقفت عندها يعنى
قال بحنق
كده برضه تضحكى الضحكه دى وانت بعيد عنى.. طب انا هاجى أخدك دلوقتى
حاولت ان تخفض صوت ضحكاتها و تسائلت قائلة
ياسلام يعنى هتضحى بوقت نومك وتنزل وتيجى تاخدنى
همس قائلا بحرارة
الضحكه دى تخالينى اضحى بعمرى مش بنومى بس
قالت على الفور
لالا أنا بهزر معاك أهدى كده علشان احكيلك على حاجة مهمة أوى تخص فارس ومهرة
أنتبه وأرهف سمعه لها وهى تقص عليه ما قاله عمرو لعزة فى الهاتف عن مشكلة فارس ومهرة وحتى هذه اللحظة .
أستيقظت مهرة فزعة على صوت صړاخ زوجة أبيها وهى توقظها صائحة
قومى معايا ياختى.. بقولك قومى
نهضت مهرة بفزع وهى تصيح
فى أيه
صړخت بوجهها
جيرانى اتصلوا بيا وقالولى أن شقتى اتسرقت.. قومى يالا تعالى معايا
نهضت مهرة سريعا من فراشها وتوجهت للحمام على الفور توضأت وعادت لحجرتها ارتدت ملابسها وزوجة أبيها تصرخ
بسرعة ياختى لسه هتقعدى تلفى عشر سنين فى الطرحة
قالت مهرة بارتباك وهى تحاول لف خمارها
حاضر حاضر
غادرتها زوجة أبيها وهى ترتدى حذائها وعادت إليها تصرخ بها أرتبكت مهرة أكثر ووضعت دبوس الحجاب فى أصبعها فتألمت بشدة وهى تنظر لأصبعها الذى أخذ يقطر بعض قطرات الډم وهى تبحث عن منديل ورقى لتضعه عليه
فصاحت زوجة أبيها پغضب
انا هسبقك وتعالى ورايا .. متتأخريش انت عارفة البيت كويس
تركتها وهبطت درجات السلم فى عجلة منها ..لفت مهرة الخمار مرة أخرى ووضعت الدبوس بحرص هذه المرة ثم ارتدت حذائها وهبطت تهرول على درجات السلم .. وفجاة شعرت بيد تجذبها بقوة وتدخلها للداخل ووجدت نفسها فى شقة فارس وبين
يديه .!
الفصل الأخير
أغلق الباب خلفها على الفور واستندت بظهرها إلى الباب المغلق وحدقت به لبرهة وهو يقف أمامها مباشرة محيطا خصرها بذراعيه وهو يكاد يلتهمها بعينيه والصمت محيط بهما لا يجرو أحدهما على شقه .. تمالك فارس قواه وقال هامسا وهو ينظر فى عينيها متعمقا بها سابحا بداخلها بل غارقا فيها حتى أذنيه
وحشتينى
حدقت به فى ذهول غير مدركة لما حدث فجأة ..
لسه مفوقتيش من المفاجأة
زاغت نظراتها وهى تحاول التقاط أنفاسها بصعوبة وهى تراه ينزع الدبوس المثبت للخمار ونزعه عنها برفق وهو يبتسم لها بشوق وقال
بقولك وحشتينى
وأخيرا تكلمت بصوت مبحوح وقالت
أنت عرفت منين أنى نازلة دلوقتى لوحدى
أخذ شهيقا قويا وهو يحاول أن يبدو هادئا وقال
أصل شقة مرات ابوكى متسرقتش ولا حاجة .. دى لعبة اخترعتها انا ويحيى علشان هى تتلبخ وتنزل وتسيبك واعرف اشوفك .. بس بصراحة مكنتش اعرف انك هتنزلى وراها ..أنا افتكرت انها هتنزل وتسيبك لوحدك بس اتفاجأت بيكى نازلة وراها فقلت اخطفك
حاولت أن تنظر للداخل ولكن كتفيه منعاها وعيناها لا تصل لما بعدهما فقال سريعا
ماما مش هنا ..عند والدة عزة بتزورها
ثم قال بعتاب