اقتباس من رواية فيصل العاق

كاللهيب يأجج ما بداخله سقطت دموعه و بدأ يضرب برأسه في الجدار زاد نحيبه حين أتى موعد الجرعة هز رأسه پعنف ثم قال
مش هاخد لا لا مش هاخد يارب ساعدني يارب يا رب ارجع لحياتي الطبيعية يارب أنا همي كبير اوي و مش قادر عليه لوحدي .ساعدني يارب .
الله أكبر و أنت قادر تخرج من اللي أنت فيه أبدء من جديد و انسى القديم يا كارم انسى طالما عاوز تبدأ من جديد ربنا غفور رحيم و مستحيل يقفل باب رحمته في وش حد .

تلك الكلمات الداعمة كانت صاحبتها حياة 
زوجة فيصل وقفت مقابلته و قالت بنبرة حانية 
ربنا يخفف عنك يا ابني و يشيل همك أنت لسه في عز شبابك و خسارة عمرك يروح ورا السمۏم دي قوم و اقف على رجلك و الله لو الف واحد اجبرك تبطل مش هتبطل القرار دا لازم يكون نابع منك أنت قوم و خليك قوي أنا سمعت إنك كنت من احسن المحامين و كاير شهد لك بمستقبل عظيم .
سقطت دمعة من عيناه حين ختمت حديثها و قال بنبرة تملؤها اليائس
مستقبلي ! هو فين مستقبلي ما راح خلاص زي كل حاجة ما راحت أنا انتهيت خلاص !
أنت زي ما أنت و باب التوبة لسه مفتوح قوم صلي و اسجد و قول يارب و الله ما هيخذلك ابدا قوم يا كارم صلي قوم ادعي ربنا قوم و قول للشيطان انك اقوى منه و هتقدر تبطل .
بعد مرور عشر دقائق
هبطت على سلالم الدرج بهدوء تقابلت مع زوجها الذي سألها بنبرة حادة 
كنتي فين يا حياة ! 
مالك يا فيصل في ايه !
رد فيصل بنبرة غاضبة
قلت كنتي فين !
ردت كاذبة
كنت بأكل الطيور هكون فين يعني ! ما أنت عارف إن بطلع لهم كل يوم ! 
ايوة بس النهاردا طلعتي بدري عن معادك و نزلتي متأخرة ممكن اعرف ليه التأخير دا !
سألته حياة بنبرة ساخرة
غريبة عمرك ما سألت سؤال زي دا هتيجي بعد العمر دا كله و تقولي كنت فين !
تحكم فيصل هذه المرة في غضبه الشديد و قال بنبرة اهدأ من ذي قبل
مش القصد أنا بس سمعت إن ابن ايمن دا فوق و سمعت انه واد مش مظبوط و خفت يتعرض لك
ردت حياة قائلة
حرام عليك لسه لحد دلوقت بتشك فيهم دول ناس غلابة و في حالهم و لا حد سمع لهم حس من وقت ما دخلوا البيت يا فيصل !
ما تقولي يا مرات عمي انك كنتي في الشقة عنده و قعدتي معاه اكتر من ساعة و خارجة لامؤاخذة يعني الضحك من الودن دي للودن دي هو عدم لامؤاخذة يعني كان بيقولك نكت في الساعة ونص اللي قعدتيهم معاه !
انتهي الاقتباس