المغربلين شيماء سعيد
المحتويات
الولد دة عمل إيه هتقوم تكمل عليه
بسخرية سأله
عملت إيه يا غلبان و الدنيا جاية عليك!
حمحم و هو يحرك يده على خصلاته السوداء الناعمة مجيبا
كنت معدي أنا و الواد عابد يروح ابن ضحك من غير أي إحترام بيقلل من كارم الريس يا عم منصور
للحظات ظن أن منصور فقد النطق أو حدث له أي مكروه ليقطع الصمت صوت عابد الغاضب
أردف بسؤاله الأخير على صمت الحاج منصور المريب ضړب منصور بيده فجأة على الطاولة قائلا
قوم يا أنت و هو من هنا بدل ما اخلي الكل يضحك عليكم النهاردة مش نفر واحد
خرجوا بنفس الثانية ليسند بظهره على المقعد ببعض الإرهاق رفع يده يمر بها على أعلى رأسه يخفف من حدة الصداع لولا انتظاره لمحبوبة قلبه لكان عاد إلى منزله
بقلق كبير اقتربت منه قائلة
حاج منصور أنت كويس ياخويا!
سؤالها عنه يعطي له مزيج بين الحب و التوتر و كأنه مراهق بأول سن البلوغ كلمتها الأخيرة يكرها لحد الجنون أخويا لتقول تقول حبيبي سيكون الأمر أكثر من رائع و مميز
حد يشوف البدر في عز الشمس و يكون في حاجة كفاية عليا عيونك يا جليلة فيها الدنيا كلها بالنسبة ليا
كويس إنك بخير يا حاج
بزفرة تعب مع تنهيدة عميقة أخذها ليسيطر على أفعاله مردفا بقلة صبر
تركته و صعدت لتجلس على مكتبها قائلة بصوت مرتفع
قهوة الحاج منصور يا واد يا زكريا
شيماء سعيد
بحى المغربلين الشقة الخاصة بجليلة
بالمساء تجلس فريدة بحزن شديد بجوار فتون على فراشها تحمل بداخلها ذنب كبير تجاه جليلة و بنفس الوقت هي مشتاقة إلى شقيقها فاروق ابتلعت لعابها قائلة لفتون بتوتر
أومأت لها الأخرى بحماس و إهتمام شديد لتكمل فريدة حديثها
أنا روحت شركة المسيري عشان أقابل أبيه فاروق بس طلع مسافر
انتفضت فتون على أثر حديث فريدة غير منتبهة لجرس المنزل إذا علمت جليلة ستكون العواقب وخيمة فاروق و جليلة عبارة عن شعلة من النيران ټحرق الأخضر و اليابس ضړبت على صدرها بحركة عفوية قائلة
ده!
ردت عليها فريدة بضيق
فاروق أخونا يا فتون بيحبنا زي جليلة بالظبط مش ذنبه إن بابا كتب كل حاجة له و إحنا لا و خصوصا جليلة اللي كانت شايلة كل الشغل معاه خطوة خطوة فاروق عايزنا نعيش معاه و يدي لينا كل حاجة حتى قالي إنه ممكن يعمل ليا برنامج خاص لو عايزة و ينشر ليكي في أحسن دار نشر المشاكل بينه و بين جليلة إحنا مش فيها خالص بقى
هتفت فتون پغضب من توأمها الحمقاء
و هو عرف إننا عايزين كل ده منين! منك صح! أنا بجد زعلانة منك يا فريدة حياتنا الخاصة مش من حق فاروق إنه يبقى جزء منها و لو بتقولي العيب في بابا عشان كتب كل حاجة له فهو كان يقدر يرجع الحق لينا لو عايز ده إحنا مش كلاب عشان يرمي لينا عضمة
قطع حديثهم دخول جليلة المفاجئ بإبتسامة سعيدة من الأذن إلى الأذن ثم أردفت و هي تقول لفريدة بسعادة أم لابنتها
كبرتي يا فريدة و بقى ليكي عرسان حضري نفسك الحاج منصور و إبنه عابد برا في الصالون عابد طالب إيدك يا بيضة
شيماء سعيد
استغفروا لعلها ساعة استجابة
الفصل الثاني
بداية الرياح نسمة
حي المغربلين
الفراشة شيماء سعيد
جسدها يرتجف من الړعب كأنها بشهر ديسمبر لا تشعر بما يحدث حولها العالم خلفها بوادي و هي بوادي آخر لا يصل إليها أصواتهم أو أي كلمة تخرج منهن
نظرات الشفقة بعين نساء العائلة و الغل الواضح بتعبيرات صفية ترى أمام عينيها حقيقة غير قادرة على تصديقها عثمان فر هاربا بليلة ظلت تحلم بها معه منذ نعومة أظافرها
كل ركن بالمكان يذكرها بشيء يجمعها به هنا تعلمت على يده القراءة و هنا تذوق أول وجبة
متابعة القراءة