روابة للقدر حكاية بقلم سهام صادق

موقع أيام نيوز

تعمدت فتح ازرار قميصها الضيق من علو... رجع بمقعده خطوتان بمقت تاركا قلم توقيعه 
فأعتدلت سيلين في وقفتها وطالعت تحركه بأندهاش 
في حاجه ازعجتك يافندم 
اغمض حمزة عيناه ثم نهض من فوق مقعده ووقف يطالع الطريق من نافذة مكتبه 
سيلين شغلك هنا انتهى 
تجمدت ملامحها پصدمه واتسعت عيناها وهتفت بنبرة
مذبذبه
ليه يافندم انا عملت تصرف يضايقك 
اراد ان يخبرها انه بمقت الاعيب النساء بل. يفهمها بسهوله... كان يراها في البدايه مديرة مكتب رائعه ولكن عندما دخلت دائرة ناديه شقيقته مقت تصرفاتها... نبرتها المذبذبه وتذكره لاحترامه لوالدها جعله يهتف بنبرة لطيفه بعض الشئ
أنتي هتتنقلي لفرع الشركه في دبي... اظن ده كان حلمك في البدايه
سقط قراره على مسمعها فجمدها في وقفتها فلمعت عيناها بالدموع ف ناديه قد عشمتها بزواجها منه
بس ده كان زمان انا دلوقتي عجبني الشغل هنا
لهم افكار شقيقته ف سيلين كما توقع وقعت بحبه بل وارادته بالفعل.. استدار نحوها ببطئ وكانت الحقيقه واضحه على ملامحها
مستقبلك اهم ياسيلين... اهم من لعبه وهدف هتطلعي خسرانه منه
.................................... 
رفض بشده ذهابها لاحد البلدان لآخر مره كمراسله تعمل في إحدى القنوات الفضائيه 
جاكي قولت لكي عودي
فهتفت برجاء
مراد هذه آخر مره لي بالعمل... ارجوك اجعلني أودع عملي بأنجاز حقيقي 
احتدت ملامحه وهو ينهي هذا النقاش 
انجاز من جاكي تلك البلد الذاهبه إليها بها نزاعات بين شعبها... قولت لا جاكي 
فضحكت بدلال وسعاده من خوفه عليها 
ارجوك مرادي... مره واحده حبيبي 
دلالها ورجائها اوصلها لهدفها ليتنهد بقله حيله مع اصرارها 
جاكي رغم رفضي فلن اقمع أحلامك ولكن عملك كمراسله سينتهي 
اتاه صوتها الناعم 
لا تقلق حبيبي 
ووضعت يدها على احشائها فاليوم علمت بحملها 
عندما سأعود سأخبرك بخبر يسعدك ياحبيبي 
تمنت سعادته بالفعل كما هي سعيده..
.....................................
العمل كان هادئ منذ سفر شهاب لرحله زواجه... يومان مروا وهي تأتي للعمل تنهي بعض الأعمال البسيطه ثم تكمل باقي اليوم دون شئ يذكر
وضعت سماعات الأذن الخاصه بهاتفها الجديد الذي ابتاعته بالتقسيط من احدي المغتربات معها بالسكن
واغمضت عيناها تسرح براحه مع ما يطيب النفس والقلب 
وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي 
وقف يتأمل اندماجها وهو حانق... فقد جاء اليوم لفرع الشركه الذي يديره شقيقه من أجل احد الأوراق الهامه التي تطلب اطلاعه وامضته ولكن قدومه قد جاء بنفع ليطردها من عملها
وصفق بيداه بقوه ثم هتف ساخرا 
نسيب شغلنا وخليني مع اغاني الحبيبه 
فأنتفضت ياقوت فزعا من صوته ونهضت من فوق مقعدها تزيل سماعات الأذن من اذنيها وقبل ان تحرك شفتيها وتخرج الكلمات من فاها تحرك من أمامها نحو غرفه المكتب صارخا بها 
حصليني 
اتبعته بقلق وهي تخشي طردها... وطرقت باب غرفه المكتب والقلق يدب بقلبها 
كان يقف معطيا ظهره لها تلامع عيناه بالحده والجمود سمع نحنحتها المرتجفه ليستدير نحوها بجسده
ده اخر تحذير ليكي على الإهمال... المره الجايه في طرد ومش معنى انه متوصي عليكي وتعينك جيه بالوسطه يبقى مسمحولك بالتجاوزات.. ده مكان شغل ياأنسه
ألقى كلماته عليها بحزم جاف وكادت ان تدافع على حالها لكنه اشار إليها بالصمت 
رجعي مكتبك وهاتي الأوراق اللي كان مفروض شهاب يطلع عليها 
خرجت من مكتبه تتماسك تهتف لنفسها وهي ترتب الأوراق المطلوبه 
متعيطيش يا ياقوت.. خليكي قويه 
عادت اليه بالاوراق ليرمقها بنظره جامده.. وقفت تنتظر اطالعه علي الأوراق وامضاته ولكن كان اليوم هو يوم تعويض راحتها في الأيام السابقه 
مدير حسابات تهاتفه ليأتي..موظف الشئون القانونيه وقهوه تأتي بها واوامر لا تنتهي 
حمدت ربها انها تعمل تحت اداره شهاب وليس هو.. وانتهى اليوم اخيرا لتجلس فوق مقعد مكتبها تأخذ أنفاسها متمتمه
الحمدلله اليوم خلص
رتبت مكتبها وبعض الأوراق وضعتها في الملف الخاص بها... ليخرج من المكتب يطالعها 
أنتي لسا ممشتيش
ثم اردف پحده ومقصد 
ياريت النشاط اللي شوفته وقت وجودي يبقى علطول كده حتى لو المدير مش موجود 
اهانتها عباراته ولو كانت صمتت منذ ساعات فلن تصمت الان
حضرتك بتهني عشان لقيت السماعات في ودني رغم ان مكنش في شغل مطلوب مني 
فأتسعت عين حمزة من جرأتها.. لتخرج هاتفها من حقيبتها ثم ضغطت على احد الازرار 
اتهمتني اني قاعده بحب وبقضي وقتي.. اه انا
كنت قاعده فعلا بحب وبقضي وقتي بس في حاجه اهم وافيد من الدنيا كلها ياحمزة بيه 
وحملت حقيبتها لتترك غرفة المكتب بعدما دافعت عن حالها برضى 
استنى عندك 
ألتفت نحوه بجرأة وداخلها كان قلبها يرتعش 
مبعترفش بغلطي مع حد
وصمت للحظات ثم اردف قبل ان ينصرف من أمامها مغادرا الشركه 
بعتذر علي سوء ظني ياأنسه ياقوت 
السعاده ارتسمت على شفتي ياقوت لتقف غير مصدقه ان حمزة الزهدي بغطرسته وجفاءه اعتذر منها
لتصيح كالاطفال مصفقه بيداها 
ده اعتذر مني 
.................................. 
ضحكت سماح بصخب وهي تستمع لفعله ياقوت وسعادتها بما حققته اليوم
كل ده عشان اعتذر منك..لاا حمزة الزهدي عمل انجاز في حياته 
لتشير ياقوت نحو حالها 
انا ياسماح بقى حد يعتذر مني
واردفت تخبرها عن شعورها وهي تقف أمامه 
لو تشوفيني قدامه كنت عامله زي القطه اللي واقفه قدام الأسد 
ضحكات سماح تعالت بقوة حتى بدأت تسعل دون توقف.. لتتجه نحوها ياقوت تضربها على ظهرها وهي الأخرى تضحك 
................................... 
وقف شريف جامد في مكانه وهو يرى أحدهم يصطحب مها من امام المدرسه نحو سيارته الصغيره ويحادثها لتبتسم إليها
ضاقت عيناه پغضب وخاصه وهو يرى نظرات الرجل لتفاصيل جسدها الذي أظهره الثوب الذي لم يراه به من قبل ولو كان رأها به لحذرها من ارتدائه 
زفرة حانقة أطلقها من شفتيه وتمني لو منهم ولكم ذلك الرجل الذي يساندها لدخول السياره ويترك يداه تتحسس جسدها ليس كمساعده وإنما شهوة يشعر بها كونه رجلا ويفهم نظرات الرجال مثله 
..................................... 
رفعت سماعه مكتبها تتلاقى الأوامر من مديرة مكتب حمزة بأن تأخذ احد الملفات الموجوده لديها وتذهب اليه في عنوان الشركه التي املتها له 
نظرت للعنوان بقله حيله فهى لا تعرف إلا بعض الامكنه هنا ومازالت خبرتها محدوده وتتعلم كيف تذهب وتأتي 
بعثت علب الملف ووضعته في حقيبتها وغادرت المكتب تدق على سماح تسألها عن المواصله التي يجب عليها اتخاذها ولكن سماح لك ترد عليها 
فوقفت خارج الشركه تنظر لسيارات الأجرة تحسم قرارها 
مش مهم يا ياقوت نبقى نوفر الفلوس ف حاجه تانيه... اترفهي في تاكسي النهارده 
واوقفت سياره أجره لتملي السائق العنوان 
وبعد مرور نصف ساعه كانت تخرج من سيارة الاجره وتنظر للشركه المدون عليها انها خاصه بالحاراسات... تعجبت من امتلاكه لشركه هكذا ولكن تذكرت هيئه جسده المتناسق والقوي 
وبخطوات بطيئه كانت تدلف الشركه... لتنظر لهيئه الموظفين واجسدهم مندهشه وبأعين متسعه 
هي الشركه كلها رجاله كده ليه 
وعندما وقعت عيناها على فتاتان في الاستعلامات... ذهبت نحوهم مبتسمه تخبرهم بهويتها وأنها اتيه من فرع الشركه الأم لجلب ملف 
أشارت إليها الفتاه نحو المصعد... فتحرك ياقوت خطوتان ثم عادت للفتاتان متمتمه 
انتوا شغالين هنا ازاي... ده كلهم مصارعين 
ضحكت الفتاتان... فأكملت ياقوت سيرها ضاحكه الي ان وصلت أخيرا لمكانه 
لتدلف مكتب واسع للغايه ثم حجرة وجدت بابها مفتوحا على وسعه وحمزة يسير بين بعض الراجل يلقي عليهم تعليماته 
لتتحرك نحوه وعيناها متسعه على أجساد الرجال الضخمه
صوتها خرج غير مسموع 
حمزة بيه 
وفزعته من صياحه بالواقفين... فنظرت لهيئتها 
انت عامله زي الصرصار كده ليه
كانت تقف خلفهم مباشره ولم ينتبه أحدا لدلوفها الغرفه... انحنت نحو حقيبتها تخرج الملف حتى تكون مستعده لاعطائه له فور ان ينهي حديثه 
وصرخه خرجت من بين شفتيها.....
يتبع بأذن الله
الفصل الثاني عشر.
_رواية للقدر حكاية.
_بقلم سهام صادق. 
حالة من الصمت احتلت المكان على اثر صړاخها الذي صدح فجأة.. عيناها كانت مسلطه على قدمها التي دهست..لم تستطع رفع عيناها لأعلى خشية مما ستراه ولكنها لن تظل هكذا
اعتدلت في وقفتها ببطئ وتوتر لتتسع حدقتيها وهي تجد أنظار الموجدين بالغرفه وأولهم حمزة مسلطه نحوها
دقيقه كامله مرت وهي على تلك الحاله حتى صدح صوت حمزة منهيا اجتماعه بالمتدربين الجدد بشركته
اتفضلوا انتم.. ولينا لقاء تاني ياشباب 
ابتعدت عن طريقهم تجر قدمها التي دهست بصعوبه.. عيناها تعلقت بأعين حمزة الحاده... لتشيح وجهها عنه تنتظر توبيخه 
فين الملف اللي طلبته 
ادهشها عدم صراخه بها .. تعطيه الملف وهي تود ان تهرب من امامه
اتفضل يافندم 
واردفت بلهفة
اقدر كده امشي يافندم
كادت ان تسير بقدمها التي مازالت تؤلمها.. لتقف جامده في مكانها 
انا اذنتلك تمشي 
هتف بها بعدما رمقها بنظرة لم تستطع تفسيرها ولكنها اربكتها 
وأرخت كتفيها بقله حيله تنظر إليه وهو يتجه صوب مقعده خلف مكتبه 
نظرت حولها تتأمل مساحه المكتب الفخم التي تعد اوسع من غرفتها المقيمه فيها... لم يعيرها ادني اهتمام واستمرت في وقفتها لعشرة دقائق تنتظر ان يخبرها ان تجلس او تنصرف ولكن لا شئ حدث 
وتنفست براحه وهي تجده يرفع رأسه عن الأوراق بعدما وقعها 
يداه امتدت بالملف فأسرعت تأخذه منه كي تنصرف من أمامه
فوجودها معه يربكها 
وتجمدت في وقفتها قبل ان تستدير بجسدها وتغادر 
تطلعي على الفرع الرئيسي توصلي الورق للسيد مدحت في الشئون القانونيه مفهوم.. الورق يوصل ليه هو
بهتت ملامحها وهي تستمع الي امر اخر من اوامره التي تخلوا من الذوق.. كانت تظن انها ستعود بالاوراق للشركه التي تعمل بها ولكن مشوار اخر ستذهبه حتى أنه لم
يراعي آلم قدمها 
حركت رأسها وهتفت بنبرة خافته 
حاضر 
وداخلها كانت تود ان تصرخ به تخبره ان لولا حاجتها للعمل وأنها لن تجد وظيفه مثل التي تعمل بها لكانت ألقت بوجهه الأوراق وجلست ب بيتها عزيزه النفس 
وضحكه ساخره صدحت داخل روحها فأي بيت تتحدث عنه هي مغتربه بمدينة أخرى وتعيش في غرفه بسكن مغتربات تبحث عن لقمه عيش وحياه تعول فيها نفسها 
سارت خطواتان.. ثم أشرقت ملامحها وهي تسمعه يحادث أحدهم عبر الهاتف 
خلي السواق يجهز عشان يوصل الانسه ياقوت لفرع الشركه الرئيسي 
تبدلت كل ارائها عنه تلك اللحظه وغادرت وهي سعيده بتخليصها من پهدلة مواصلات أخرى 
دلفت للسياره التي كان سائقها ينتظرها لتجلس بأسترخاء متمتمه بخفوت
الراحه حلوه.. ياسلام لو عندي عربيه زيها 
حديثها الخاڤت وصل لمسمع السائق فضحك رغما عنه
.....................................
وقفت مستمتعه بالأجواء تلتقط لنفسها الصور تحت انظاره.. كانت كالطفله الصغيره أمام عينيه بملامح مشرقه مما زاده حنقا منها فهى تستمتع ب رحلة زواجهم على أكمل وجه وما هو إلا متفرجا 
مش كفايه كده
ألتفت نحوه بأبتسامه واسعه وحركت كتفيها بدلال
لا انا مبسوطه بالمكان ياشهاب
احتدت ملامحه ولكن ليست لها انما نحو ذلك الذي وقف يرمقها بأبتسامه وتفحص... يده طبقت على رسغها واخذ يجرها بضيق خلفه 
قولت كفايه كده 
سارت معه حانقه من تصرفه الاهوج...الي ان وصلوا لغرفتهم بالفندق فدفعت يده عنها 
سيب أيدي يا شهاب
عيناه استقرت نحوها.
هنفضل في لعب العيال لحد امتى ياندي
تفننت في صنع مكرها رغم أنها لا تجيده الا ان آلام قلبها جعلتها تدرك اللعبه.. شهاب ماهو الا رجلا شرقيا يعشق من تجعله يأتيها هو وليست هي رساله ادركتها
تم نسخ الرابط