الماڤيا بقلم منال سالم
المحتويات
والسائق يقف مستندا على الأبواب الجانبية حاملا لافتة بأسمائنا تحسبا إن لم ننتبه له. ألقيت نظرة مدققة عليه لم يكن سائقا بالمعنى الحرفي وإنما أحد أفراد منظمة فاليريو في زي رسمي. استطعت أن ألمح سلاحھ الڼاري خلف سترته معلقا في جرابه بلعت ريقي في حلقي الجاف تباطأت حركتي فشعرت والدتي بارتباكي وتأبطت ذراعي لتحثني على السير وهي تهمهم بخفوت
تعبيرات وجهي كانت جامدة ونظراتي منزعجة احتفظت بصمتي ومضينا في طريقنا للفندق بعد أن جلس كلانا بالمقعد الخلفي. راقبت بشرود قلق واجهات المباني المختلفة والحدائق المكتظة بالبشر وسرحت مع لافتات محال الماركات الشهيرة حتى وصلنا عند وجهتنا. قاومت قدر المستطاع ما يعتريني من ذكريات خائڼة متسللة إلى عقلي من أعماق ذاكرتي خطوت نحو الداخل وأنا شبه متحفزة كانت كلماتي محدودة مقتضبة مع والدتي التي بدت سعيدة بتلك الرحلة الاستثنائية. وبعد برهة في غرفتنا الفخمة كانت أمي قد ارتدت ثوبا أرجوانيا مفتوح الصدر بفتحة مثلثة تجد مثيلتها في الظهر أيضا غطت قدرا منها بترك شعرها البني ينسدل عليها ولفت حول عنقها شالا مصنوعا من الحرير من نفس اللون أظهر لمعان بشرتها البيضاء. كنت أمتلك نفس البشرة بالإضافة إلى زوج من الأعين الزرقاء وشعرا أشقر اللون.
علقت بعدم مبالاة أظن أنها استفزتها
وماذا في الأمر أنا سعيدة هكذا.
توسلت إلي قليلا
حاورتها بنوع من الجدية كتعبير عن اعتراضي
لست هنا لاصطياد عريس سيدة صوفيا.
قالت ببساطة
لم أرغب في إحباطها أكثر من ذلك لذا اضطررت أن أترك بعد الخصلات تنساب على جانبي صدغي وألطخ شفتاي بمزيد من الحمرة علها تمنحني تلك اللمسة السحرية.
تلقيت اتصالا هاتفيا قبيل توقف السيارة عند مدخل القصر المقام بداخله حفل الزفاف تجولت بنظرات عابرة على الحراسة المشددة التي حاوطت المكان في وضح النهار وكأن الحړب ستندلع هنا. ترجلت والدتي أولا واستدارت نحوي تسألني
أجبتها بهدوء
سأتبعك بعد لحظة فقط سأنهي مكالمتي مع رئيسي في العمل.
صاحت صوفيا عاليا كأنها تتعمد أن يصل صوتها إلى مسامعه
أخبريه أنك في عطلة وإلا سيضطر رومير للتعامل معه.
تورد وجهي حرجا من ذلك الموقف وهمست وأنا أضع يدي على طرف الهاتف
حسنا لقد سمعك الرئيس.
كنت أتمنى أن التحق بالجامعة ولكن لأسباب عائلية شبه صارمة اكتفيت بالمرحلة الثانوية ومع
متابعة القراءة