حلم بقلم سارة مجدي
المحتويات
شيء رقيه كانت و لفتره طويله ام لها و لاخوتها صحيح كل ما حدث لهم كان لها اليد العليا فيه الا انهالا تستطيع نسيان تلك الضمھ و تلك البسمه و الربته التى كانت تدعمها
عادت من افكارها على اقتراب إلياس الذى يدعم رقيه فى سيرها رسمت تلك البسمه المرحبه على محياها تنتظر ان ترفع رقيه عيونها لها
لن تنكر ارتجافه قلبها و تلك النبضه المرتعشه و لن تنكر ذلك الخۏف الذى يسري فى اوردتها لكنه هنا جوارها لن تخزله اليوم سوفيرا بعينيه مجهوده معها طوال ثمان اشهر كامله
اعرفك يا أمي بمديره الدار
رفعت رقيه عيونها و ارتسمت الصدمه فى عيونها و تراجع جسدها الى الخلف دون اراده منها و اذا لم يكن إلياس ياحاوط كتفيها منالمحتمل ان تقع ارضا لكن حلم قررت ان تنهى الامر و توئد
كل مخاۏف رقيه فقالت بعمليه
اهلا بيكي فى الدار هنا كلنا تحت امرك و كل الموظفين اللى فى المكان موجودين علشان راحتك
ملك هتكون المسؤله عنك و متقلقيش احنى هنا فى الدار بنحاول بكل طاقتنا نجمعكم بأهلكم
ظلت رقيه صامته امام كلمات حلم التى لم تتوقعها لم تكن تتخيل ان يكون لقائها بها بعد كل هذا الوقت و بعد كل ما حدث يكون بهذاالشكل و هى على تلك الحاله المزريه
سارت مع ملك بصمت لترفع حلم عيونها الى إلياس الذي ينظر اليها بأندهاش و استفهام لتقول هى بأستسلام
سار خلفها قلب عاشق و عقل طبيب يستعد ليستمع اليها بكل حرفيه فبداخله يشعر انها تحتاجه الان كطبيب اكثر من اى شيء اخر
حين دلفت الى مكتبها اخرجت هاتفها و اتصلت بيوسف الذى اجابها سريعا قائلا
اهلا خالتو حمزه مستنيكي عايز يلعب معاكي
لتقول پصدمه
عائشه ولدت امتى
لسه من ساعه بس خلصي شغلك و تعالي فورا
اغلقت الهاتف و التفتت تنظر الى إلياس الذى ينظر اليها بتفحص صامت ثم قال
مبروك دكتور عائشه ولدت
اومئت بنعم و قالت بسعاده
جابت حمزه
اختفت الابتسامه عن وجهها و تحركت لتجلس على الكرسي المواجه له و قالت بعد عده ثوان من الصمت
قطب إلياس حاجبيه بحيره لتكمل هى كلماتها
صحيح حسيت براحه كبيره لما شفتها فى الحاله دي و كأن ربنا حب يخليني اشوف حق امي بيرجع تاني بشكل تاني لكن صعبتعليا جدا قلبي وجعني هى رغم كل شيء كانت ليا ام بعد الام حتى لو كان بالكذب و النفاق و لاغراض مريضه
اندهش الياس من تلك الصدفه لكن هناك سؤال مهم
هى ازاى تكون بالحال ده فين ولادها
من وقت اللى حصل بين غسان و نوار و محدش عارف عنه حاجه اخر حاجه يوسف قالها عنه انه مش قادر يعيش فى نفس البلد اللىفيها نوار و ميكنش له الحق انه يقرب منها او يتعامل معاها و انه هيسافر لاي مكان بعيد
صمتت لثوان ثم اكملت
و بالنسبه لعمي هو بيرفض بأى شكل من الاشكال سيرتها تيجي فى البيت لكن يوسف كان على تواصل دايم مع راغب و كان ديمابيطمن عليها معرفش ازاى حصل ليها كده مش قادره افهم
رفعت عيونها له و قالت بأقرار
لما اشوف يوسف اكيد هعرف منه كل حاجه
اومئ بنعم ثم قال بأبتسامه
بس انا حابب اسجل اعجابي الشديد بموقفك و ثباتك و قدرتك على التعامل معاها
ابتسمت ابتسامه صغيره و قالت بوضوح
انا كنت خاېفه جدا يا إلياس حسيت انى عايزه اهرب من قدامها و من المواجهه و من كل الموقف خۏفت يبان عليا شماته او فرح علىالحاله اللى هي فيها
صمتت لا تستطيع شرح ما بداخلها لكنه فهمها و فهم كل ما دار داخل عقلها فقال بأبتسامه واثقه
قدرتي توقفي كل الحقد و الڠضب القديم قدرتي تحكمي عقلك و قلبك و كمان انسانيتك وده نجاح كبير و حقيقي انا فخور بيكي
كانت تنظر اليه بأبتسامه صغيره ثم قالت
الفضل للدكتور النفسي بتاعي دكتور شاطر خالص على فكره انصحك تروح له
ليضحك بصوت عالي و كانت هي ټغرق فى تفاصيل وجهه البشوش دائما المريح للنفس من اول لحظه ذهبت اليه فى العياده بتوصيه منيوسف
حين انتهى من الضحك قال ببعض المرح
طيب ده الدكتور و بالنسبه للحبيب العاشق امتى هيسمع بقا الكلمه اللى نفسه فيها
اخفضت عيونها ارضا لعده ثوان ثم قالت كل ما تفكر فيه
انا قلبي اتعلق بيك ارتاح جمبك عارف ليه علشان انت قادر تفهمني تستوعبني و تحس بقلبي مش بتحكم عليا من تصرفاتياللى بداري بيها خۏفي و قلقي انا كنت عارفه ان راغب بيحبني و حبه كان باين فى عنيه بس حبه كان أناني حب تملك حب مسلمبيه و كأنه امر واقع و مضمون كان شايفني ملكه متخيلش للحظه انى ممكن ارفضه و ارفض حبه عارف هو مقدرش يطمني بسمعاك انت
صمتت لثوان كان هو يتأملها بسعاده هو يعلم صدق كلماتها يستشعرها بكل كيانه بعيدا تماما عن كونه طبيبها و يفهم حالتها ومشكلتها
رفعت عيونها اليه و اكملت كلماتها الصادقه و النابعه من القلب
معاك انت انا مطمنه مرتاحه و واثقه انت صديقي الغريب اللى اقدر احكيله كل اللى فى قلبي و انسى انى حكيت و انت الانسانالوحيد اللى قلبي ارتاح جمب قلبه و
صمتت تنظر اليه بتحدي ليقول بأستفهام
و !
وبحبك
لم يتكلم لم تنتظر كلماته فالعيون قالت كل ما يريدون و عدها ان يظل لها كل ما تحتاجه طبيبها صديقها والدها و حبيبها الذىيخبرها كل يوم كم هو محظوظ بوجودها فى حياته
وقالت عيونها كم هى تثق به و هو كرجل يعلم جيدا معنى ان تثق فيه انثى و لن يخون ثقتها يوما
يقف امام البحر كعادته منذ وصل تلك المدينه الساحليه لا يجد طاقه للقيام بأي شيء يجلس فى تلك الشقه التى استجأرها منذ وصولهليلا و طوال النهار يجلس اما البحر حتى انه حفظ كل رواد ذلك الكورنيش و بدء يعرف ايضا قصصهم
لكن قصته هى ما تقتله و هو يتنفس نوار حب حياته و كل ذكرايته رفيقه طفولته حب الصبى و عشق الشباب و الهواء الذى يتنفسه والقلب الذى ينبض داخل صدره منذ تزوجها و الان يعيش دون كل هذا الان هو مجرد جسد بلا روح و لا قلب ينبض و يشك ايضا انهيتنفس
لم يعد يتحمل ذلك الالم لذلك
اخذ هذا القرار بعد تفكير طويل و وضع الحقيقه كامله امام عينيه لقد اخطئ و كان اناني الحب لا يعنيالانانيه لا يعني ان تتملك من تحب و تجعله أسير ذلك الحب العصفور حين يكون حر طليق تسمع منه فوق اغصان الاشجار العاليه اجملالالحان و لكن حبه لنوار قتل روحها و خنقها لقد ظلمها كيف يفكر بكل تلك الانانيه كيف يقول انه يحبها و هو قد جرحها بل قټلها كسر روحها و شوه انوثتها افقدها الثقه فى نفسها و الحب و ان كرهته لا يستطيع لومها فمعها كل الحق هو اخطئ و الان يدفع الثمن
نظر الى ساعه يديه ثم وقف على قدميه و قد قرر عدم تفويت موعد الطبيب هذه المره سوف يذهب اليه عله يريح قلبه المټألم و يستطيعالتأقلم مع فكره انها قد رحلت عنه الى الابد و ايضا احتماليه ان تكون لغيره فى يوم من الايام
وصلت حلم الي البيت الكبير لتجد عمها يجلس فى مكانه المعتاد على ذلك الكرسي الذى كان لجدها يوما ما يجلس عيله الان دائما بينيديه كتاب الله لكن اليوم وحين دلفت من الباب رفع عيونه اليها و قال بأبتسامه
عائشه ولدت اول حفيد لعيله بركات نور الدنيا يا حلم
مبروك يا عمي يتربا فى عزك
اخفض عينيه و هو يعود لكتاب الله يقرأ بهدوء دون ان يرد على كلماتها لتغادر هى قاصده غرفه عائشه و قبل ان تصل اليها وجدت يوسفيقف هناك و كانه ينتظرها
اقتربت منه لترى توتره و قلقه الواضح على ملامحه لتشعر بالخۏف على اختها لكنه قال
راغب كلمني و بيقول انه مش لاقي ماما
هدأت دقات قلبها قليلا و لكنها قالت بهدوء
تعالى نبعد شويه علشان عايزاك فى موضوع مهم
شعر بالاندهاش من كلماتها و كاد ان ينهرها لبرودها و عدم اهتمامها لكنها قالت ما جعله يسير معها بصمت
انا عارفه هي فين
وصلوا الى تلك الشرفه الموجده فى اخر رواق الغرف و التى تطل على الحديقه الخلفيه و تكلمت هى مباشره
قافله من قوافل الدار لاقيتها فى بلد صغيره هدومها مقطعه و بقالها فتره طويله قاعده فى الشارع
كان ينظر اليها پصدمه وعدم استيعاب و قال پغضب
انت بتقولي ايه مين دي اللى كانت قاعده فى الشارع ازاى ده راغب لسه قايلي النهارده
اخفضت راسها فهي تقدر تلك الحاله و تقدر حجم الصدمه تركها على وقفتها و غادر الشرفه و نزل سريعا الى مكان جلوس والده لم تلحقبه لكنها تعلم جيدا ما سيحدث و يصلها الان صوته و هو يخبر والده انه سوف يحضرها الى هنا و سوف يقوم بتجهيز الملحق لها حتى لاتلتقي بأحد او تضايق أحد حل الصمت من جديد ثم صوت خطواته التى تقترب منها التفتت اليه ليقول هو بأمر
يلا نروح لها
ظلت واقفه مكانها و قالت بهدوء
اهدى يا يوسف متقلقش عليها دلوقتي بيتم الكشف الطبي عليها و فى اكثر من خمس اشخاص فى خدمتها
انا عايز اشوفها و اطمن بنفسي و اجبها هنا مش هسيب امي فى دار رعايه
صړخ بها پغضب و عصبيه لتقول هي بهدوء
و مين قال انك هتسيبها بس قبل ما تروح لها جهز الملحق مش هتروح تشوفها و بعدين تمشي و تقولها هبقا اجي اخدك و لا ايه رايك
صمت قليلا ثم اومئ بنعم ولانت نظراته و هو يقول باستفهام
هى عامله ايه
ابتسمت ابتسامه صغيره حتى تطمئه و قالت
متقلقش هى كويسه و انا موصيه عليها كل اللى فى الدار و انت اصلا عارف الدار عندنا بتتعامل ازاى مع كل نزلائها ما بالك بقا بيهاهى
اومئ بنعم ثم قال
بكره الصبح هروح اجبها
اكيد
اكدت له بهدوء لتعود ملامحه تترسم عليها معالم الڠضب و هو يتوعد راغب باسوء عقاپ
اغلق الهاتف مع اخيه و هو ينظر فى جميع ارجاء ذلك المنزل الصغير الذى يسكن فيه هو و والدته بعد كل ما حدث يلوم نفسه انه لم يخبراخوته من قبل كيف قصر فى حقها كل ذلك الوقت هو قرر ان يتحمل مسؤليتها وقف امام
متابعة القراءة