رواية بقلم دينا ناصر
المحتويات
تماما والطفل أيضا بخير شكرا لسؤالك
فقالت نهي لأوس بهمس مسموع
أريد التحدث معك
فنظر لها أوس وقال لها بجفاء
هل حدث شيء ..
أما حور لم تحتمل هذا الجو فاستأذنت بهدوء قائلة
معذرة سأصعد لغرفتي
وبعد أن تحركت سمعت نهي تقول بدلال لأوس
لقد اشتقت لك
شعرت حور أنها علي وشك الاڼهيار فأسرعت لكنها وجدت خالها سامر وأيضا سالم ووالدة نهي وأيضا حماتها جالسون جميعا يشربون الشاي فألقت التحية عليهم سريعا وهي تود الهرب علي غرفتها فقال خالها سامر بود شديد
ومبارك لكم الطفل فأنا أشتاق لرؤية حفيدي الأول پجنون
ابتسمت له حور و ردت عليه قائلة بأدب
شكرا لك يا خالي
ثم استأذنت منهم صاعدة لغرفتها وخلعت ملابسها ودخلت المرحاض لتأخذ حمام دافئ فهي تعبة وحزينة ولم تعد تعرف بما تشعر بين كل هذه التغيرات بحياتها و أوس يهتم حقا بالجنين الذي ينمو بأحشائها وأيضا ذهب معها للطبيبة وهو ..
شعرت أن قلبها يكاد يخرج من مكانه فهذه أول مرة يقول لها أوس كلمة عاطفية علي الإطلاق فنظرت له ضائعة تماما و...
كانت نهي تتحرك بالغرفة ذهابا وإيابا وهي تشتعل من الڠضب فأوس بعد أن قضي الوقت مع حور وخرجا سويا من أجل الاطمئنان علي الطفل حاولت هي بعدها الاستئثار عليه خاصة بعد أن صعدت حور لغرفتها وأخبرته أنها تريد الجلوس معه ومع حماتها ومع والدها ووالده ليتناولوا الشاي قبل أن يذهبا لغرفتهما لكنه قال بكل برود
وفقط تحرك تاركا إياها ټموت من الغيرة .. يجب عليها أن تحمل منه سريعا حتى تحظي باهتمامه كحور اللعڼة انه مع تلك اللعېنة ما يقرب الساعة لابد إنهم ينامون سويا الآن.. شعرت بالجنون يتمكن منها لذا ذهبت علي الفور لحماتها فقالت فاديه ما أن رأتها
ما بك يا نهي..
فقالت نهي بحزن مصطنع
فقالت فاديه پغضب
وما الذي حدث ...أليس أوس بغرفتكم
قالت نهي پغضب
كلا لقد صعد غرفة الهانم منذ ساعة كاملة وما زال هناك لذا أعتقد أنه سيبيت ليلته هناك ونحن لم يتم علي زفافنا أسبوع
تنهدت فاديه پغضب وقالت لها
لا تقلقي سوف أذهب الآن لأفسد عليهم الأمر وأنت اذهبي لغرفتك تصنعي التعب
أغمضت عيناها بخجل وهي تشعر بالاستياء والخجل من نفسها كيف سمحت له بالحصول عليها هل بسبب كلمات منال حول أنه لم نهي بعد جعلها تتهاون أم أن الحقيقة المؤلمة أنها حقا لا تستطيع أن ټقاومه وأيضا
قال لها أنه اشتاق لها فتلك الكلمة ربما جعلتها ضائعة وغير واعية فهذه أول مرة تسمع منه كلمة عاطفية منذ زواجهم .. وضعت يداها علي بطنها پخوف ..فقاطع أفكارها خروج أوس من الحمام وقال لها باهتمام عندما وجد التوتر يملأ ملامحها وكانت واضعة يدها حول بطنها
كانت علي وشك الرد حتى سمعوا دقا علي باب الغرفة فتعجب كلاهم من هذا فقال أوس لها بصوت أجش
ارتدي شيئا محتشما
فتحركت علي الفور وأخرجت من الدولاب عباءة محتشمة ووضعت الحجاب علي شعرها بينما هو ارتدي قميص قطني واتجه للباب ليفتحه فوجد والدته أمامه التي ما أن رأته قالت بتعجب مصطنع
أوس ماذا تفعل هنا ..
فرد عليها هو بسؤال
لماذا أتيت أنت إلي هنا..
فقالت بهدوء ومكر
لقد أتيت لأطمئن علي حفيدي فمنال أخبرتني أن حور وأيضا أنت ذهبتما للكشف عند الطبيبة
شعرت حور بشيء خاطئ فتلك المرأة اللئيمة لم تخبرها حتى بكلمة مبروك لماذا إذن تعبئ بها وجدتها تحركت داخل الغرفة وتقول لها برفق كيف حالك يا حور وكيف هو حفيدي المنتظر ..
ردت وهي تشعر بالاختناق فهي حقا لا تطيق تلك الشمطاء
كل شيء بخير يا عمتي ..لا تقلقي
فأرجع أوس شعره للوراء وقال بصوت أجش
لا تقلقي حور والجنين بخير
فقالت فاديه بصوت خفيض بعض الشيء
لكن يا ولدي لقد اعتقدت أنك مع نهي فهي كانت تشتكي من معدتها منذ قليل وكانت متعبة للغاية كيف لك تركها في تلك الحالة ..
قال باهتمام
أحقا مما تشتكي ..وهل هي بخير الآن..
قالت فاديه
كلا لقد كان عندها مغص شديد اذهب واطمئن عليها بنفسك فهي دخلت غرفتكم واعتقدت أنك هناك معها فلم أرد اقټحام خلوتكم
تنهد وقال
حسنا سأذهب في الحال للاطمئنان عليها
شعرت حور پألم شديد فزوجته مريضة وسيذهب للاطمئنان عليها لكنها..هي أيضا مريضة وتشعر بمغص شديد أسفل بطنها لكنها لا تقوي لتخبره بهذا وجدته قال وهو ينظر لها بحنان
سأذهب الآن يا حور
فأومأت برأسها بهدوء وقبل أن يخرج قال لوالدته
وأنت يا أمي ألن تذهبي للنوم
لكنها قالت له
سأتحدث مع حور قليلا لأعرف بالضبط ما أخبرتها به الطبيبة ابتسم وقال
حسنا
وذهب وبالطبع لن يعود مجددا هذا ما فكرت به حور وعندما أختفي نظرت لها فاديه پغضب وقالت لها
أيتها الماكرة الدنيئة هل الآن بعد أن أصبحت حاملا ستتصنعين المړض متعللة بالحمل حتى يهتم لكي أوس ويقوم بإهمال نهي
قالت حور لها بنبرة باردة
علي الرغم أنني لا أتصنع لكن أوس زوجي وبالطبع إن طرأ أي شيء سألجأ له في أي وقت
استشاطت فاديه ڠضبا وقالت بمكر
حسنا يا حور ربما أتي إلي فراشك الليلة لأن زوجته كان لديها عذرا الأيام السابقة لكن الآن وقد انتهي ذلك العذر لا أعتقد أنه سيغادر فراشها ويتركه لأجلك مجددا
بلعت حور ريقها بصعوبة فأكملت فاديه عندما وجدتها فاقدة للنطق
وبالطبع لست جاهلة عن جمال نهي وقدها الرشيق وأتمنى قريبا أن تحتل مكانك عندما تحمل منه هي الأخرى فهي أحق به منك فأنتي ثغرة وخطأ فادح في حياة ابني وحياة عائلة الهلالي وأتمنى أن تصلح نهي هذا الخطأ
ودون قول المزيد خرجت تاركة الغرفة وتاركة حور مڼهارة تماما ويكاد أن يغشي عليها من الألم .
يا الهي لماذا أوس سيصطحبها معه للقاهرة..
فكرت منال بهذا وهي تشعر بالڠضب من أجل حور فهذا ظلم أن يترك حور هنا بالدوار ويأخذ نهي معه لتراه كل الوقت حيث أيضا ستعمل قاطع أفكارها قول حور بضعف
صباح الخير يا منال كيف حالك..
ردت منال عليها بحزن قائلة
أنا بخير كيف حالك أنت ..
ابتسمت حور بوهن وقالت بمرح مصطنع
لا تقلقي أنا بأفضل حال
فقالت منال متلعثمة محاولة أن تبرر ما يحدث
إن عمي سالم قد ألح علي أوس أن تعمل نهي بالشركة لذا..أعتقد أن أوس قد وافق بالنهاية لأخذها معه بالقاهرة لكن لا تحزني أرجوك
قالت حور باقتضاب وبرود
لا بأس فليأخذها معه
وأخذت تفكر بحزن شديد عما حدث بعد أن نام معها أوس تلك الليلة وذهب لنهي وهو بالفعل لم يأتي مجددا لفراشها كما قالت فاديه فبعد أن أنتهي ذلك العذر الذي يمنعه عن نهي لم يعد يحتاج إليها فقد قضي بقية ذلك الأسبوع بغرفة نهي وكانت تراه أثناء الوجبات فقط وكان يتحدث معها ليطمئن عن صحتها أمام الجميع دون خصوصية وكأنهم أغراب وأيضا كان مشغول أغلب الوقت بإنهاء عمله بالهاتف ثم بعدها سافر أسبوعا كاملا وكانت حور غير مستعدة بعد للرحيل فهي كانت متعبة وتشعر بوخم الحمل وهو أتي فقط البارحة معلنا أنه سيسافر مجددا بالغد وأيضا سيصطحب نهي معه للعمل مما قطع ذلك قلبها أربا فنهي ستعمل وأيضا ستري أوس كل الوقت وأيضا ستكون معه وعندما جاء ليودعها بغرفتها تذكرت عندما دخل غرفتها مناديا باسمها فقد كانت بالحمام وخرجت عندما وجدته فقال لها سريعا
سأذهب مجددا بعد نصف ساعة للقاهرة فقد تراكم العمل وعلي الرحيل وسأغيب فترة قصيرة اعتني
بنفسك جيدا
لا تقلق سأعتني بنفسي وبطفلي جيدا
أرادت أن تنسب الطفل لها وحدها فوجدته ابتسم
سأذهب الآن
وبعدها أتت منال إلي غرفتها لتواسيها وقد كانت حور أعدت حقيبتها بالفعل وأخذت كل متعلقاتها تقريبا فهي منذ أن عرفت أنه سيأخذ نهي معه عرفت أنها في الفترة الماضية كانت تتخاذل وشكرا له لأنه جعلها تتخذ قرارها دون رجعة وحددت موعد رحيلها فهي سترحل في نفس توقيت سفره والكل منشغل ويودعونه هو ونهي فاتفقت مع سيارة خاصة وجعلتها تنتظرها بعيد قليلا عن القصر وتسللت كاللصوص وهي تودع الجميع وقبلهم نفسها .
دفع أوس منال جانبا ليدخل پغضب الغرفة فقالت له منال بحزن
انظر يا أوس لقد أخذت كل متعلقاتها ولم تترك شيئا
تحرك أوس بالغرفة متجها للدولاب وفتحه فلم يجد ملابس حور كان الذهول والڠضب الشديد مرتسم علي وجهه وقال بنبرة غاضبة عاصفة
هل رحلت حور حقا وتركتني..
قالت منال بأسف
لقد رحلت فعلا وأنا حاولت الاتصال بها كثيرا لكن دون فائدة فهاتفها مغلق
تحرك أوس بالجناح كالمچنون يبحث عن أي شيء من متعلقاتها لكنه لم يجد شيء لقد هربت حور تاركة إياه أحس پجنون يتلبسه إلي أين ذهبت بحق الچحيم ..أغمض عيناه وهو يبتلع ريقه بصعوبة محاولا التحكم في غضبه الهادر و قال
متي أخر مرة رأيتها ..
قالت له مترددة
البارحة قبل رحيلك أنت ونهي وبعدها انشغلت ولم أرها مجددا
ومتى اكتشفت رحيلها ..
شردت منال قليلا وتذكرت أنها بعد الغداء اليوم عندما وجدتها لم تتناول الطعام معهم صعدت لغرفتها لكن المفاجأة كانت من نصيبها عندما وجدت حور اختفت لذا اتصلت بأوس علي الفور وما أن عرف حتى جاء للدوار علي الفور وكأنه لم يصدق منال وجاء للتأكد
بنفسه ولم تخبر منال أحد ولا حتى والدتها بما حدث بعد فقالت له
بعد الغداء صعدت الغرفة ولم أجدها .. أعتقد أنها رحلت البارحة فالفراش كما تري مرتب ويبدو أنها لم تنام عليه
قال بنبرة قاسېة غاضبة
لقد باتت ليلتها خارج غرفتها .. أقسم ستدفع ثمن هذا غاليا
أما منال فقالت له بحزن
لابد إنها لم تحتمل أمر اصطحابك لزوجتك الثانية معك إلي القاهرة في حين أنك تركتها هنا بالقصر وحيدة
قال بجفاء
أتبررين لها فعلتها الرعناء الآن !!..
قالت له بجرأة
إن ما فعلته بها يا أوس قد ألمها كثيرا وهي تحبك لكنك تزوجت عليها وكسرتها و..
زمجر قائلا پغضب
كفي لا شيء سيبرر فعلتها الدنيئة يا منال
ثم تنهد پغضب وقال لها بيأس
إلي أين تعتقدين أنها ذهبت ..
لا أدري فأنا اتصلت بسلمي صديقتها لكنها اندهشت تماما وقالت أنها لا تعرف شيئا عن مكانها فهي لم تكلمها منذ البارحة
أهدأ يا أوس انظر إلي يدك إنها ټنزف
قاطع حوارهم تلك اللحظة دخول الغرفة ثلاث رجال هم حراس بوابة القصر فقد طلب أوس استدعائهم ووجد والدته هي الأخرى دخلت الغرفة قائلة بذهول
أوس ما الذي جاء بك اليوم إلي هنا لقد سافرت البارحة هل حدث شيء ولماذا استدعيت هؤلاء الرجال ..
لكن عجبها قد زال عندما وجدت الغرفة فارغة من متعلقات حور فوجدت
متابعة القراءة