القديمة تحلى نرمين محمود
المحتويات
شقق مفروشه...
_ المرة الجاية تاخدها وماله يا حبيبي...عشان تبقي ډيوث..تتجوز ديه وتبقي عارف اللي بتعمله بس هي ركباك ومدلدلة رجليها...
م انا اربي وديه تيجي ټخطف عقلك ع الجاهز ومن غير مجهود ...
ثم صاحت پغضب ...
_ البت ديه تقطع علاقتك بيها...انت سامع ولا لا..وهتتجوز ميرنا..ولو مش عاوزها ف هتبقي لا ديه ولا ديه...قعدتك عندي هنا اكرملي..
انتظر ذلك الاسبوع حتي يستطيع الوقوف علي قدميه ..لم يفته ما رأي عليه ابنته الكبري بالمشفي...كانت اضخم بكثير من حجمها عندما تزوجت وانجبت عدي حفيده...
هاتف عابد يطلب منه المجئ إليه حتي يتحدث معه..كان عابد يحمل هم تلك المقابلة علي كتفيه...ماذا سيقول لوالدها اذا ما سأله السؤال المعتاد...ما سبب زواجه من اخري..ليس ذلك فحسب بل أنه جاء بها الي ابنته بمنزلها دون أن يعرف له جفن..حتي أن ابنته لم تعترض فمن المؤكد أنه ينتظر سببا جلل ...
خبط ناصر علي المكتب بقوة قائلا بصوت حاد...
_ انا مجوزتهاش عشان تتهان يا عابد...اتجوزت علي بنتي ليه...
الي هنا وفقد صبره فهتف بضيق شديد..
_ عشان عاوز احس اني راجل...
تجمد ناصر بمكانه لم يستطع فهم ما يقوله عابد ..كيف يريد أن يشعر برجولته...ألم ينجب منها عدي..
حك ذقنه قليلا ثم هتف بنبرة حزينة جادة...
_ عاوز احس اني مرغوب فيا عندها......عاوزها تستني رجوعي من الشغل بابتسامة ..عاوز وعاوز وعاوز عشان احس بس اني راجل...
لما اتجوزت عليها جريت ع البيت ورحت قولتلها كنت عاوز اشوف غيرتها عليا..بس لاقيتها بتزعق ف وشي وبتعيط ..قالتلي اني ناقص وحاسس انها كتيرة عليا..وعشان كده رحت لواحدة ناقصة زيي عشان اسد فراغات شخصيتي..
انا معرفش انا قولت لحضرتك الكلام ده ازاي..بس انا بعتبرك زي والدي وهي بنتك ومن حقك تطمن عليها...
من بينهم جميعا لم يتعاطف مع احد كما تعاطف مع كلاهما...نهض من مكانه وربت علي كتفه ...الان فقط فهم جملة زهرة بوقت زواج تمارا ...
_ طلقها يا عابد..طلقها وارتاح وريحها يا ابني..
ابتسم عابد بسخرية مريرة قائلا...
_ حضرتك عاوزني انا اقول لتمارا ..انت طالق!!!...طلاقها وإني احررها مني يبقي انا بنتحر...انا بحبها...بحبها من اول يوم شفتها فيه...بحبها ...جبت منها سجدة عندها سنتين ..تمارا الصغيرة نسخة شكل وطباع...هي اللي بمسكها وابوسها والاعبها عشان احس بوجود تمارا جنبي...
_ سجدة مين..وشبه مين..
_ سجدة يا عمي ..سجدة عابد سلمي...حفيدتك التانية اللي مكنتش تعرف بوجودها...
استند ناصر بكفيه علي طاولة المكتب وعادت تلك النخزات مرة أخري...فاته الكثير والكثير بحياة بناته وجميعها ذكريات سيئة تري اي منهما سيستطيع محوه....
بالشقة التي استأجرتها زهرة بمنزل عابد...دق الباب فذهبت حتي تري هوية الطارق اولا..وجدته رجل يرتدي زي ما مدون عليه اسم محل الورود الموجود بالمنطقة لكنها شكت به فلم تفتح الباب وسألته من الداخل...
_ أيوة..حضرتك عاوز مين..
_ انا شغال ف محل الورد اللي تحت والبوكيه ده جه لحضرتك..ولا تستلميه وتمضي علي استلامه...
عادت تسأله من جديد..
_ طب لو فيه كارت علي البوكيه لو تسمح تقولي من مين..
تأفأف الشاب بنفاذ صبر..منذ أن دخل تلك البناية ويوجد بها شئ غريب ..التفتيش الذاتي عندما حاول الدخول ...
_ من ناير يا فندم..ممكن بقي تفتحي الباب وتمضي بالاستلام...
فتحت زهرة الباب بحذر وبيدها الأخري سکين حتي تدافع عن نفسها...أمد الشاب يده بباقة الورود وبالدفتر ..
_ اتفضلي يا فندم...البوكيه وياريت تمضيلي ع الاستلام هنا..
فعلت زهرة كما املاها الشاب واخذت الباقة ودلفت الي المنزل وهي تضم الباقة الي صدرها ..
اشتاقت الي أفعاله قبل أن تكون زوجته فعليا وأمام الله..ثلاثة أشهر كان يغدقها بحنانه وحبه
لها حتي ترضي عنه ...ولم تتغير أفعاله تلك بعد زواجهم الفعلي لكنها كانت تقل بسبب انشغاله بعمله...
_ بحبك بردوا..بحبك وكل اللي انا بعمله ده فترة بحاول انسي فيها اللي حصل أو اتعايش معاه...
ووضعت يدها على بطنها قائلة بحزن شديد..
_ عاوزة حته منك جوايا..عاوزة احس بيك ف كل نفس بتنفسه...
اخرجها رنين هاتفها من شرودها ..أمسكت الهاتف ثم ابتسمت عندما شاهدت رقمه يضئ شاشه الهاتف..
_ ايوة..
_ يا ستار يا رب...بقي ديه طريقة يا شيخة تعاملي بيها واحد لسه جايبلك ورد...
هتفت هي بجدية مصطنعة...
_ بقولك ايه ...هتقول انت عاوز ايه ولا اقفل ..
جاءها همسه الخبيث الوقح الذي تعشقه ولكن رغما عنها تصاعدت الحرارة الي وجنتيها...
_ اللي انا عاوزه مبيتقالش ف التليفون وانت ست العارفين انا مواضيعي بتطول ...انا هقفل بقي لاني عارف انك مش هتردي...بس كلها كام يوم وتبقي ف بيتي وتحديدا ف حضڼي ...سلام يا زهرتي..
اغلق الهاتف معها وظل ينظر إليه وهو يبتسم بعشق خالص يريدها بين أحضانه الان حتي يطفئ ڼار شوقه إليها...منذ حاډثة اختطافها وبعدها دورانها علي المشافي وهو لم يلمسها قط..
تمهيد براحة فقد اثمرت أولي مراحل استردادها...
توعك معدتها أصبح ممېت...منذ فجر أمس وهي تجئ وتذهب الي المرحاض تفرغ ما بجوفها..لا تعلم السبب لكنها بالنهاية علمت أنه بسبب اكل ذلك المطعم الذي أصرت الدخول إليه بالرغم من تحذير ياسر لها...
دلفت إليها سيلين بعد أن دقت الباب لفترة ولم تستمع لصوتها ففتحت الباب بقلق...
اقتربت منها سيلين عندما شاهدت جلوسها منحنية اعلي الفراش..
_ ايه ده..مالك يا زمزم ..
ردت بصوت واهن..
_ مفيش تعبانة بس شوية...
سيلين باصرار...
_ قوليلي مالك انت شكلك عاوزة دكتور اساسا..
أشارت لها زمزم حتي تقف مكانها وتحاملت علي نفسها...
_لا لا...مفيش داعي انا بس اكلت امبارح اكل الظاهر كده إنه مش نضيف وهو الي بهدلني كده...بصي انا بس عاوزة حد يجبلي العلاج ده ..
اخذت سيلين الورقة التي أشارت إليها زمزم قائلة...
_ حاضر يا حببتي هقول لصفيه تجبهولك...
وخرجت من الغرفة...أما زمزم فقد تمددت علي الفراش بتعب شديد حتي تأتي لها سيلين بالدواء...
بغرفة زمزم القديمة...
دلفت شيما الي الغرفة بملامح مغتاظة وغاضبة فقد تلصصت علي غرفة زمزم كالعادة واستمعت الي شكوتها من ۏجع معدتها وعلمت السبب...
ولكن سيفيدها كثيرا إضافة بعض الكليمات التي ستغير مجري الحديث وتسئ الفهم...
الټفت وقاص إليها يغلق ازرار قميصه فلاحظ توترها المصطنع..قطب جبينه قليلا وهتف بتساؤل..
_ مالك يا شيما متوترة كده ليه...
ردت هي بارتباك مصطنع ..
_ مم...مالي يعني..م ااانا كوو..يسوة اهو..
اقترب منها وقاص وهتف بصوت حاد تعرفه جيدا...وتعلم أنه لن يتركها حتي يعرف..
_ كلامي مبحبش اعيده..فيه ايه..
ابتلعت ريقها وهتفت بصوت خبيث...
_ بصراحة كده انا كنت راحة اطلب اكل من صفية..وبالصدفة سمعت صوت زمزم وهي عمالة تتوجع جيت ادخلها لاقيت سيلين دخلت وبعدين سمعتها من جوة بتقولها أن بطنها ۏجعاها وعمالة بترجع...سيلين قالتلها دكتور زمزم انتفضت وزعقتلها قالتلها لا دكتور لا انا دلوقتي هبقي كويسة...ببب..بس ااا..
وقاص بنفاذ صبر...
_ بس ايه يا شيما..
_ بصراحة كده انا شاكة فيها...انا عارفة أنه مش من حقي ادخل ..بس لما الاقي حاجة تمسك وتمس اسمك يبقي اتكل..
قاطعها وقاص پغضب وصوت مرتفع..
_ ما تخلصي بقي...هو ايه المقدمة الطويلة العريضة ديه..
شيما بسرعة خوفا من غضبه هذه المرة..فهي تعمدت الا تذكر شقيقته بالسوء حتي لا ينفضح أمرها اذا واجهها..
_ زمزم علي علاقة مع الدكتور اللي بتروحله..نسيت تليفونها ف يوم وانا كنت قاعدة بالصدفة فقريت رسالة جيالها..كنت شاكة فيها الصراحة عشان بتتكلم ع الواتس كتير جدا..ف فتحتها لقيتها بتكلم الدكتور ده..وطبعا العلاقة بينهم اطورت لان انا اعرف الموضوع ده من كذا شهر...
أنهت شيما كلامها پصرخة الم عندما جذبها وقاص بسرعة لم تتداركها من خصلاتها قائلا پغضب...
_ ولما انت عارفة كل ده متقوليش ليه..سيباها ع حل شعرها ولا انت كمان زيها !!..انا هربيكي يا شيما بس لما هي تتربي الاول حاااااضر..
ولفظها من يده وخرج من الغرفة پغضب...بعد خروجه تنفست شيما الصعداء ودلت موضع الالم وهي تبتسم بخبث وفرحة ...
كان ياسر يتحدث بالهاتف بملامح متجهمة وضيق جلي يظهر علي محياه ...يرفض حديث ذلك الرجل ويرفض ما يطلبه منه..
_ انا بحبها...حبيتها بجد ...ومش هسيبها...وهي كمان بتحبني..
جاءه صوت الطرف الآخر يقول پغضب..
_ يعني ايه...ده اتفاق...اتفاق يا ياسر ...اللي انا قلته هيحصل بدل م اقلب الترابيزة عليك...اعقل كده ونفذ اتفاقنا...
عاد ياسر يتوسل إلي ذلك الرجل من جديد...
_ ليه عاوزين تدمروها كده!!..كفاية بقي سيبوها ..انا حبتها بجد..اللعبة قلبت بجد وحبتها واتعلقت بيها زي ما هي اتعلقت بيا..
جاءه صوت..قدري يقول پغضب عاصف...
_ اسمع يا ياسر...الحكاية كلها كانت لعبه امك عارفة كده كمان انا استعنت بيك لأنك زي ابني...وحط مېت خط تحت زي ديه...ف النهاية ولائي كله لابني واحافظ علي شرفه واللي يخصه....ابعد عنها يا ياسر...زمزم تخص عيلتي وبيتي...
واغلق الهاتف بوجهه دون زيادة كلمة اخري ...لم يستمع ياسر الي اي
من كلماته وفتح هاتفه مرسلا إليها برسالة..
_ انا بحبك...
الفصل الثامن عشر...
غلي الډم بعروقه بعد ما سمعه من زوجته ...الجميع بالمنزل يعلم بعلاقتها مع ذلك الطبيب..كيف كان هو كالابله بينهم..
عقد العزم على تنفيذ خطته هو وعمه وبأسرع وقت..اليوم سيقوم بها...لن ينتظر اكثر من ذلك ..بالاحري لا يستطيع..
اجري اتصالا هاتفيا مع عمه..
_ أيوة يا عمي...هجبها النهاردة..كل حاجة هتخلص النهاردة اه...بس حضرتك اللي هتتصل بيها تجبها..بحجة ايه...اي حجة يا عمي اي حجة...طيب سلام...
اغلق الهاتف ونظر أمامه بشړ ..
_ لو طلعتي مدوراها يا زمزم موتك هيبقي علي ايدي النهارده ...
وخرج من المنزل كاملا حتي لا تشك به....
بعد مرور ساعتان خرجت زمزم من المرحاض افضل حالا بكثير يوجد بعض النغزات لكنها ليست كالسابق..بفضل ذلك الدواء الذي وصفه لها ياسر حتي تخرج ما بجوفها كاملا....
_ اوف...اخيرا هديتي ووشك رجع للونه..الحمد لله..
قالتها سيلين بتعب شديد..
_ الحمد لله..أن..
قاطعها رنين هاتفها كان والدها ...تعمدت زمزم تسجيل رقمه حتي تعلم هوية المتصل اذا كان هو ولا ترد عليه...
_ مين يا زمزم..
رفعت الهاتف أمام
وجهها قائله بفتور..
_ ناصر باشا..
_ طب ردي شوفيه عاوز ايه..
_ لا مش لازم يتصل بحد تاني يطلب منه اللي هو عاوزه...
ظل ناصر يتصل بها لمده خمس دقائق متواصلة كلما فصلت المكاملة أعاد الاتصال بها من جديد..
سيلين بحدة خفيفة...
_ يا زمزم حرام عليكي لا يكون تعبان ولا حاجة وملقاش الا انت يتصل بيها..ردي شوفيه عاوز ايه
متابعة القراءة