رواية زخات العشق والهوى من الفصل السادس لـ الفصل العاشر

مكتوم 
اتفضلي خدي لي حقي أما نشوف
نظرت الجدة إلى حفيدتها وقالت بعتاب ولوم 
كدا عيب يا سيلا ينفع ابن خالتك يزعل منك كدا يلا اعتذري فورا
ردت سلوى والبراءة في عيناها 
أنا آسفة يا موري كنت بهزر معاك 
خلاص بقى ياعامر اعتذرت لك اهي ومش هتكرر اللي عملته دا تاني 
أنت شايفة كدا يا تيتا  
اه 
تمام مافيش مشكلة وأنا قبلت اعتذرها عن اذنك
خرج عامر من الغرفة ولم ير شيئا أمامه سوى الاڼتقام ولا شيئا غيره أما سلوى جلست على ركبتيها أمام جدتها وقالت بإبتسامة عريضة
اعمل إيه يعني يا تيتا كل ما نكلمه أنا ولا أدهم أو عدنان
تابعت وهي تحاول تقليد نبرة صوته لتخبرها ماحدث في تلك الجلسة التي حدث في مساء أمس 
سبوني دلوقتي أنا في موضوع واخد كل تفكيري ابقى اقعد معاكم بعدين
قهقهت الجدة على حديث تلك الجميلة التي ملئت البيت بعفويتها الشديدة من اليوم الذى اجتمعت العائلة من جديد أصبح البيت له روح جديدة وعادت الحياة لها بعد هذه المصالحة التي تمت أخيرا .
في صباح اليوم التالي
كان سلطان جالسا في مكتبه بالمشفى يتابع بعينه بعض التحاليل الطبية الخاصة ب جميلة جلس ريان يهز ساقه بتوتر ملحوظ بعد أن مر أكثر من خمس دقائق كاملة على ذاك التمثال الذي لم يحرك قيد أنملة أو يتحدث بكلمة واحدة وضع الملفات جنبا وقال بهدوء شديد
زي ما توقعت تماما 
رد ريان بتوجس قائلا
في إيه ياسلطان  
قدام حل من الأتنين يا إما تتنازل عن البيبي وتكسب طنط أو
قاطعه ريان بعصبية شديدة قائلا 
مافيهاش أو يا سلطان أي حاجة هتحط مراتي في مقارنة مراتي هي اللي تكسب 
أنا آسف ياعمي كان نفسي اساعدك بس زي ما قلت لك قبل كدا حالة البيبي سيئة وبتسوء أكتر ودا ممكن يعرضها لټسمم حمل لو البيبي منزلش البيبي مصاپ بتشوهات كبيرة جدا عشان كدا مش لازم نستنى 
اتحرك ياسلطان
تابع بجدية قائلا
بس خلي بالك منها أنا حاطط أملي في الله ثم فيك رجع لي مراتي
ابتسم سلطان وقال بهدوء 
متقلقش بإذن الله هتخرج لك وهتبقى بخير
وقف سلطان من خلف مكتبه وأمر مساعدته بتجهيز جميلة وتحضير غرفة العمليات بعد مرور نصف ساعة ولج ريان غرفة العمليات وجلس بجوار زوجته نظرت له وقالت بتوتر 
هو في إيه بالظبط مش كان المفروض كشف بس 
ابتسم لها وقال بنبرة حانية
مافيش ياروحي
تابع هامسا بالقرب من أذنيها وقال 
إن شاء الله تقومي بالسلامة
كادت أن تسأله لكنها غابت عن العالم بفعل المخدر الذي تم وضعه في المحقن بدأ سلطان وطاقم الأطباء مباشرة عملهم في هدوء شديد لم تكن هذه أولى الحالات التي يقف أمامها لكنها الوحيدة التي يناجي الله من أجلها . 
كانت عيناه تسترقان النظر إلى ريان الذي مازال يعبر عن حبه الشديد لها رغم مرور كل هذه السنوات سأل حاله سؤالا عجيبا من وجهة نظره وهو يقول 
معقول أنا وفيروز نفضل كدا مع بعض
على الجانب الآخر من نفس المشفى كان
عابدووتين جالسان يتشاجران والسبب تأجيل الزواج للمرة الثالثة أو الرابعة لايعرف حقا لايعرف 
قعدت اقل لك يلا نتجوز نفسي اخلف منك حتة عيل تقولي لأ خليني شوية مع بابا اهو ضحك علينا وخلف هو 
عابد أنت زعلان مني  
لأ أبدا أنا هطق بس لخامس مرة الجوازة تتأجل والمرة دي شكلي هاستنى لحد ما البيه الصغير يشرف ونقدم له في المدرسة 
أنت بتتريق عليا 
أنت تخرسي خااالص
خرست اهو 
قولي لي صحيح هو البيبي ولد ولا بنت عشان لو ولد اجيب البدلة على حسابي ولو بنت تفصلي فستان ليها على حسابك 
أنت تخرس خااالص 
خرست اهو
تبادلوا النظر لبعضهم البعض ثم ضحك الأثنان فجأة بعد ان عانق أناملها بأنامله وقال بحنو وحب 
بحبك وهتجنن ونبقى في بيت واحد ياتيا
ردت وتين بذات النبرة وقالت 
بعد الشړ عليك يا قلب تيا
ارتشف من كوب قهوتها ثم وضعه بين يدها وقال بإبتسامة خفيفة 
استحمليني الفترة دي مضغوط اوي وبحاول انظم الدنيا قبل جوازنا عشان افضى لك أوعي تزهقي مني ومن خناقاتي المستمرة دي
امعن وتين النظر في وجهه قالت بإبتسامة حانية 
خلاص ياحبيبي اتعلمت الدرس ومش هاسمح لحاجة تبعدني عنك مهما كانت 
ربنا يقدرني واسعدك يا تيا 
أنت سعادتي ياعابد ومش عاوزة غيرك من الدنيا
في الطابق العلوي يختلف الأمر كثيرا كان سلطان انتهى من كل شئ وخرج من غرفة العمليات وهو يجفف حبات العرق المتكونة على جبينه جلس في غرفته واعتزل الجميع بعد أن فشل في إنقاذ الجنين من البداية وليس الآن كان يريد أن يتولى الأمر بعد أن عرت عليه زميلته في العمل الملف الخاص بجميلة ليدرسه ويتبادلوا الرأي وما أن علم بأنها هي تولى هو حالتها حاول قدر المستطاع إنقاذ الجنين لكنه فشل لم يمهلها لحظة واحدة يتابع مع ريان كل شئ ويخبره أولا بأول .
انتشل صوت رنين هاتفه معلنا عن رسالة جديدة أتت من تلك الحرباء التي دخلت حياته لتنقلب رأسا على عقب لايعرف مالذي يحعلها تركض خلف الشهرة والمال هكذا ألهذه الدرجة حياة البشر سلعة تباع وتشترى !! 
سمع الرسالة ولم يرد كغيرها لم يريد شئ في هذه الحياة قدر ما يريد فيروزته الآن ارخى جفنيه وهو يطلق زفيرا طويل من بين رئتيه .
طرقات خفيفة ثم ولجت بعدها بعد أن أذن للطارق بالدخول لو كان مايحدث الآن أحلام وردية ليته يدوم وقف من خلف مكتبه وهرول نحوها ابتسم وهو يطالعها من رأسها حتى اخمص قدميها وقال 
القمر بحاله عندي في مكتبي
ابتسمت فيروز إبتسامة متكلفة علم مغزى هذه الإبتسامة رفع ذقنها بأنامله وقال بإبتسام جانبية ساحرة 
ليك حق تزعلي ماهو أنا فعلا مچنون عشان مش مقدر النعمة دي كلها
فيروز
قالها سلطان بصوت هادئ ونبرة تملؤها الرغبة ثم اقترب منها ليوقف أمامها مباشرة أما هي ردت بنبرة مبحوحة وهي مطأطأة الرأس قائلة
نعم
رفع وجهها بأنامله لتتلاقي أعيناها بخاصته وقال برجاء أقرب للتوسل واضح في نبرته 
اللي بېموت بيسألوا نفسك في إيه قبل ماتموت اعتبريني ھموت وحققي لي آخر أمنية في حياتي
ردت فيروز بلهفة وقالت بعتاب ولوم 
بعد الشړ عليك ياحبيبي
تابعت بتساؤل 
نفسك في إيه  
حضنك 
بس 
والله حضن واحد يطمني إنك معايا ومش هتسبيني ويأكد لي إنك رغم كل الزعل اللي بنا أنت معايا وفي ضهري
ظلت تنظر إليه حتي فجأها هو بعناق عميق وأنها حقيقة مئة بالمئة .
كلما حاولت الخروج من حضنه شدد في ضمته أكثر نجحت أخيرا وهي تهدده كعادتها لم يهتز لتهديدتها بل فعل ما لم تتوقعه ضړبته على كتفه ليتركها ولكن لم يتأثر بتلك الضربات التي لا تؤلمه رغم قوتها.
اصبح في قانون العشاق سارق .
بعد أن قررت الذهاب من الغرفة جلس مقابلتها وقال بحنو وحب 
نفسي أعرف عملتي فيا إيه غيرني كدا
ردت فيروز بعتات ما أن وضع يده على جرحه وقالت 
قصدك تقول إيه غيرك كدا 
أنا !!