ميراث الندم بقلم أمل نصر

موقع أيام نيوز

نحوها بشكل اثار استيائها وغازي يكتم بداخله كم لا حصر له من السباب والكلمات البذيئة
في المساء 
وقد مر اليوم الكارثي اخيرا لتنعم بالهدوء في المكان الجديد لها الان تستعيد الخصوصية التي افتقدتها طوال الساعات الماضبة بدلت ترتدي ملابس عادية مريحة قبل أن تجلس بجوار والدتها التي كانت تعدل معتز في تخته الجديد بعد أن غطس في غفوة نومه العميق 
نام ياما 
تمتمت تجيبها بخفوت وهي تعتدل في جلستها لها
نام يا بتي والحمد لله اللي خلاه يجعد لحد دلوك ويتأخر على ميعاد نومه هو اللعب مع البنات 
اومأت لها برأسها وقد انشغلت في تناول حقيبة يدها الكبيرة تخرج منها بعض الأشياء اللتي أتت بها من منزلها حتى ردت بدون تركيز
اهو فرح بيهم عشان مجربين من سنه ربنا يستر وما يغدروش بيه 
سمعت منها جليلة لتخبط على صدرها بجزع مرددة لها باستنكار
ليه يا بتي بتجولي كدة اكفنا الشړ
توقفت عما تفعله تزم شفتيها بسأم قبل ان تجيبها مصححة
ياما انا جصدي ع الغيرة العادية بتاعة العيال يعني واحدة تزجه واحدة تضربه والنعمة لو حد جرب منه ما هسكت انا جاية هنا اساسا مڠصوبة وعلى اخري 
زفرت جليلة بغيظ منها ومن رأسها اليابس
مفيش فايدة فيكي راسك مركوب جديم وانا اللي جولت الست سليمة قنعتك بكلامها لحد ما وافجتي اتاريكي بتهاودي وبس 
تابعت بتحذير مشددة
بلاش التلكيك من اولها يا نادية الناس مرحبة وفاتحين درعاتهم دا غير الامان ولدك لو هيرمح بحصان هنا هيلاجي اللي يحرسه 
عبست بوجهها لتنهض من جوارها نحو خزانتها ترتب بعض الاشياء الخاصة من ملابس حتى قالت
برضك مش مكاني ياما مهما تجولي ولا تحاولي تقنعيني
الټفت إليها تفضي لها عما تشعر به
روح الله يباركلها خففت عني كتير النهاردة وجدتي فاطنة كمان كانها ستي ام ابويا الله يرحمها بس برضوا انا كنت حاسة بخنجة في جعدة اللي اسمه
ناجي جصادي ولا لهجة فتنة معايا دي من زمان ما بتحبنيش من أساسه 
بس جوزها سيد الرجال 
قالتها جليلة تتابع بثقة اختلطت بالانبهار
أديكي شوفتي بنفسك ترحيب واد عمك غازي شديد ولا يمكن يرضى ولو بأي كلمة تزعلك يعني حتى لو فكرت تتعوج معاكي هو هيعدلها على طول 
لوحت بيدها بعدم اهتمام لتعود للترتيب في خزانتها مرة أخرى وقد عقدت العزم الا تتقبل أي شيء يمس كرامتها او كرامة صغيرها لن تنتظر من أحد الانصاف حتى لو كان من كبيرهم نفسه على خاطرها الاخير تذكرت افعاله معها وهذه النظرات التي تتوه في مقصدها معظم الاوقات ثم وقع اسمها الغريب من فمه حين يناديها
نادية 
صدق الله العظيم 
صدقت تغلق كتاب الذكر الحكيم ثم تسنده على الكمود المجاور لها قبل أن ترفع رأسها للتي جاءت منذ قليل وانتظرت جوارها حتى تنتهي 
تقريه في الحرم ان شاء يا سليمة 
اللهم أمين ربنا يسمع منك يارب ويكرمنا احنا الاتنين 
أمين 
تمتمت بها هويدا تشيح بعيناها بملامح اعتلاها الضجر مما اضطر سليمة لسؤالها
خير يا هويدا شكل عندك كلام عايزة تجوليه 
وكأنها كانت في انتظار الدعوة لتلتف إليها فجأة بوجه محتقن تخاطبها
بصراحة ايوة يا سليمة بعتي مرة ولدك لبيت الدهشان وكأن الخطړ بجى منينا طب احنا كنا جصرنا معاها مثلا ولا عيالنا مفهمش راجل تتحط في كنفه ويجدر يحميها
بلاش كلامك دا يا هويدا عشان منزعلش 
هتفت بها توقفها قبل ان تسترسل بما يزعجها ثم سحبت دفعه من الهواء بصدرها قبل تطرده حتى تتمالك في الرد
نادية ومعتز جعدتهم هناك احسن محدش عارف اللي جاي ايه ولدك وواد اختك الاتنين مفيش رجالة لكن انا مستريحة في بعدهم عني 
ضاقت عيني الأخرى لتطالعها بارتياب سائلة
جصدك ايه يا سليمة مخبية ايه تاني عني يا بت عمي
هتفت مرددة خلفها
باستنكار
مش محتاجة اخبي عنك يا هويدا لأن انا عارفة ومتأكدة ان اخوكي مش هيسكت لأن لو هو سكت العجربة اللي معاه مش هتسيبه يسكت
صاحت هويدا بانفعال 
يعني هيعمل ايه تاني كمان هو ليه عين
ردت بتسامة ساخرة خلت من أي عبث
دا على اساس انه ببختشي يعني ولا هتغيب عنه الحيلة ياللا بجى يعمل ما بداله
اقتربت منه تخطو أطراف اصابعها وقد كان جالسا في نفس المكان الذي اصبح ينفرد به وحده في الحديقة ولكن هذه المرة يدندن بالغناء بمزاج رائق أذهلها حتى استبد بها الفضول تفاجئه من خلفه
جاعد لوحدك بتغني تجول ايه يا عندليب 
بسم الله الرحمن الرحيم 
تمتم بها متعوذا بإجفال جعلها تنطلق في الضحك مقهقة غير قادرة على التوقف وظل يناظرها بغيظ رغم ابتهاجه بصوت ضحكتها المميز ليعلق مدعي الڠضب
خلاص يا ختي ماسورة الضحك فتحت عندك ومش جادرة تجفلي 
أومأت برأسها بضحك توافقه
بصراحة ايوة اصل خضة الكبير ليها طعم تاني برضك 
اصابته العدوي ليشاركها على غير ارداته حتى اجفلا الاثنان على قول عارف
تاني برضوا ! بسم الله ما شاء الله عليكم انا
تم نسخ الرابط