رواية روعة كاملة الفصول 🤗🤗

موقع أيام نيوز

كده هو يعني بيتعب ويشقى لمين 
محمود بجدية
اسمع يا عادل اللي انت عملته هتدفع تمنه غالي وضړبك ليا أختك اللي هتشيله وجوازي يخصني أنا لوحدي بعف نفسي يا أخي ملكش فيه 
عادل تعف نفسك! وهي مين يعفها أراد أن يفتك به لكن ياسين حال بينهما من جديد إلى أن تحدث الحج سعيد قائلا
ان جيت للحق يا محمود انت يابني محتاج تتربى من أول وجديد وانت شرحه يا عادل 
عادل بذهول
وأنا غلطت في ايه ياعم سعيد
سعيد غلطت إنك جوزت اختك لنطع زي ده
تحدث إلى محمود ونظراته مسلطة عليه بمزيج بين الازدراء والرفض لسلوكه قائلا
انت اللي زيك محسوبين عالرجالة غلط بقالك أربع سنين منزلتش اجازة وكل ما نقولك سافر لمراتك تقول السنه الجاية واحنا كلنا عارفين انك رافض تنزل بسبب حرصك عالفلوس وبعدين حتى لو هتتجوز يبقى بالحسنى والأدب عالقليل علشان خاطر ابنك 
ترددت الكلمة برأس ياسين دون غيره كثيرا من لزوجته سواه كي يعفها ويغنيها
الفصل الثاني
حياتنا بحور أمواجها صدمات متتالية لكننا نصمد وندعي القوة إلى أن ينكسر مجدافنا فنعجز عن المقاومة وكلنا لديه مجدافه الذي يؤازره من قبل المجيء إلى الدنيا مجداف وهب لنا الحياة وشكلنا بداخله رحم سقانا ترياق الوجود لكننا مجبرين على تجرع فقدانه ذات يوم 
ارتعد الصغيران وهرولا للاختباء خلف ظهر والدتهما التي تنهدت بيأس مما يحدث لقد أطاح مۏت والدته بكل شيء لا تدر ما الذي أصابه بات قاسېا غاضبا لا يمل من الشجار ورغم ذلك تضع له الأعذار فقد عانت هي الأخرى من الفقد وتعلم يقينا
اقتربت هي منه تعاتبه بنظرات صامته كي لا يستمع طفليها إلى ما تقول وأشاح هو بناظريه عنها فما يقرأه من لوم تهديه إليه لا يستطع أن يتقبله 
تحدثت همس بهدوء حذر قائلة
يلا يا ايدو خد اخوك وروحوا اوضتكم وأنا هحصلكم بابا راجع من الشغل تعبان ومش عاوز دوشة
اطاعها الصغيران في صمت واقتربت هي من زوجها تسعى لتهدأتها باحتواء فتراجع قليلا يود الهرب من حصارها الدافئ له لكنها لم تسمح له وواجهته قائلة
الولاد صغيرين ولسه ميقدروش يفهموا الصح والغلط من أول مرة وعلى فكرة مفيش مشكلة انهم يدخلوا اوضة ماما الله يرحمها متنساش انهم كانوا متعلقين بيها جدا وليل نهار كانوا جنبهم 
تحدث هو بحدة قائلة
وأنا قولت مفيش مخلوق يقرب من حاجة أمي ولا خلاص ناوية تقلبي اوضتها ملاهي لولادك 
همس بحزن انت عارف كويس ان علاقتي بوالدتك كانت اكبر من أي كلام أنا من يوم جوازنا وبعدي عن أهلي ولقيت فيها أم تانيه بحنانها وطيبة قلبها وربنا عالم ۏجعي وحزني على فراقها لكن انت رافض تعترف بمۏتها ومعذب نفسك ومعذبنا معاك المۏت علينا حق وانت راجل مؤمن وفاهم كويس 
فيصل پغضب ملكيش دعوة ودي آخر مرة ياهمس هسمحلك تتكلمي معايا بالشكل ده أنا لا مچنون ولا مريض نفسي علشان سيادتك تحللي شخصيتي ووالدتي حتى لو اختنق صوته فعجز عن نطق تلك الكلمة ليهمس بضعف قائلا
هتفضل عايشة جوايا مستحيل انساها 
وتلك الفاكهة الشهية استطاعت بمهارة أن تخفي عطبها الكامن بداخلها عن الأعين فبدت للراغبين ثمرة مثالية يتاهفت الجميع إلى قطفها لكنها تحتضر دون شكوى 
كتمت شهقاتها بكفيها لن تسمح له بالتشفي بها استمعت إلى حديثه مع والدها بقلب ممزق ها هو يخبر والدها بما تمنته كثيرا لقد انفصل عن عروسه ابتسمت ساخرة لم يتغنى بتلك الكلمات بسعادة وارتياح هل يخيل إليه أنها قد تهرول إليه عائدة إلى مداره من جديد آه مكتومة قالتها تحث نبضها على التريث 
احتضنت جسدها بتعب واغمضت عينيها قائلة باصرار 
هتندم يا فارس هتشوف إنك بقيت ولا حاجة بالنسبة ليا هخليك تحس بالۏجع والألم اللي دوقته على إيديك 
نفضت الغطاء عن جسدها وتحركت بثقة تجاه مرآتها وبدأت في تزيين وجهها بما يناسبه من مستحضرات للتجميل لكنها تعمدت أن تعتمد لمسات جريئة زادتها جمالا يغلفه بعض الثقة والتحدي صففت شعرها ورفعته إلى الأعلى وخرجت مسرعة إلى خارج غرفتها ستقابله وتثبت له أنها بخير 
تهادت في مشيتها وطرقت الباب قائلة بمرح
بابا أنا صحيت وخارجة بعد شوية محتاج حاجة!
كانت روحه تهفو إلى
رؤيتها فمنذ ارتباطه بأخرى وهي تحرمه من لقاء كان يمنحه سعادة باتت بعيدة عنه كبعد كاميليا تلك المتناقضة العنيدة العاشقة له الرافضة لوصاله
التقت اعينهما فهوى قلبه بين ابتسامة محياها ونظراتها الشرسة وبقيت هي ثابته رغم انكسارها الدامي 
مد إليها يده هامسا 
اخبارك ايه يا كاميليا وحشتيني اقصد يعني وحشاني أنا وعمتك 
كاميليا بهدوء اهلا يا فارس أخبارك ايه معلش انت عارف بقى شغلي واخد وقتي كله عن اذنك لازم امشي دلوقتي 
تحدث والدها بحنو
اتعشى الأول معانا وانزلي 
كاميليا بحزن قرأه والدها بصوتها
مليش نفس يا بابا ومعنديش وقت تصبحوا على خير سعيدة اني شوفتك يا فارس 
غادرت وأرسلت إليه رسالتها باتت تعامله برسمية مهلكة لآماله في الرجوع وتنهد بندم فقد تخلى عنه بمليء ارادته متسرعا كعادته
يقولون أن الصبر مفتاح لكل فرج لكنهم لم يذكروا السبيل إليه من أين نأتي به!
كيف أمضي في الحياة بمفردي وليتك خليتني وحيدة وتركت لي نفسي فربما ساعدتني على النجاة لكنك سلبتني إياها دون رأفة بي 
جلست رضوى على رأس الطاولة في صمت تتناول طعامها بشراهة دون وعي منها تبتسم في مرارة بين حين وآخر وفتياتها الثلاث ينظرن إليها باشفاق وتخوف أن يكبرن ذات يوم ويصبحن مثلها عاجزات بلا حيلة 
حاولت مرام مشاكسة والدتها لعلها تنتبه إليهن قائلة
عارفه يا ماما أنا وجودي هنتكرم في المدرسة نهاية الأسبوع
رضوى بخفوت ماشي يا مرام كملوا أكل وادخلوا ذاكروا أنا هنام ومحدش فيكم يصحيني 
تقى اقعدي معانا شوية يا ماما احنا زهقانين 
رضوى بحدة 
مش عاوزه اقعد مع حد وبعدين زهقانين من ايه بطلوا دلع بنات أنا مش ناقصه قرف 
جودي بحزن يعني احنا قرف وزهقتي مننا وبابا كمان زهق وسابنا نروح لمين يعني!
أصابت كلمات الصغيرة صميم القلب والروح فدفعت رضوى عن نفسها نظرات الضعف التي صوبتها فتياتها إليها واحتقن وجهها پغضب القهر قائلة بقسۏة 
أنا عوزاكم تسيبوني في حالي سمعين مش أبوكم يروح يتجوز ويعيش حياته وأنا اقعد اربي لوحدي ولو مش عجبكم حالي واسلوبي روحوا عيشوا معاه وسيبوني اجهشت في بكاء مرير فاقتربت منها مرام تضمها إليها وبقيت جودي وتقى بعيدا يتطلعان إلى اڼهيار والدتهما الذي كسر بداخلهما جدار الثقة والأمان
نفخ بضيق دخان سيجارته يتصاعد لكن الألم القابع بداخله يأبى الخروج بصحبته تعجب من حاله فقد امتنع سنوات عن الټدخين وها هو الآن يرجع هل فقد نفسه أم أنه كان يحيا سنوات بشخص يختلف عنه نفض يده پغضب ودهس بقايا سيجارته بقدمه ويداه تمسكان بعلبة التبغ لاشعال واحدة أخرى 
شهقت همس بدهشة وأخذت تسعل بقوة بعدما دلفت إلى الغرفة التي باتت معبأة برائحة الدخان 
اقتربت منه بلهفة قائلة بحدة طفيفة
ايه ده يا فيصل ايه القرف ده أنت پتدخن
فيصل بهدوء نعم ممنوع الټدخين ولا حاجة!
جلست إلى جواره وقد فاض بها وعجزت عن الصمود فتهاوت دموعها واخذت شهقاتها في التزايد إلى أن القى فيصل بكل شيء واقترب منها بترقب وخوف هامسا 
حبيبتي بټعيطي ليه يا همس ارجوك اهدي 
نظرت إليه بسمائها المتعبة وتحدثت بصعوبة وكأن الكلمات تجذبها إلى اعماقها هموم الحياة 
ليه كده ياقلب همس ليه مصمم تبعد وتخوفني منك يا فيصل احتضنت وجهه بكفيها وهمست بخفوت 
أنا حاسه بيك يا عمري بس ساعدني يا فيصل اتكلم معايا احكيلي 
اخفض بصره وتنهد بيأس
اطمني أنا بس متلخبط بقالي فترة ومرهق من الشغل عاتبها بعشق 
وانت كمان بعدتي وأنا اتعودت على قربك
همس بعتاب أنا اللي بعيدة أنا مفيش في حياتي غيرك انت وأولادنا مليش غيركم يا فيصل وانت عارف!
تقدر تقولي الټدخين ده هيعملك ايه ايه فايدته ومن امتى بدأت تدخن
احنا متجوزين بقالنا اكتر من عشر سنين ولا مرة شفتك پتدخن 
قبل يدها بحنو واعتذر بهدوء 
آسف أنا عارف انك بتتعبي من السجاير 
همس وانت! يعني علشان أنا بتعب هتدخن برة مثلا 
فيصل بمزاح هاديء
خلاص بقى متكبريش الموضوع دي سېجارة كده تفاريح
لم تيأس ولن تفعل فهي لا تستسلم سريعا القت بعلبة السچائر بعيدا وقبل أن يعترض جلست بين يديه تختبيء منه بمرح قائلة
لو ضړبتني هخاصمك 
قبل رأسها بقوة وابتسم من تبدلها الدائم فهي قوية بصورة مخيفة وضعيفة بشكل مثير واستطاعت بعشقها له أن تخرجه من دائرة الصراع بين ما مضى ومازال يحيا بداخله ولكن هل تكفي قوة عشقها لانتشاله من بين براثن القهر والظلم أم أن بداية الطريق إلى الهاوية قد حانت 
تحدثت بثبات وثقة يغمرها دلال محبب إلى صديقتها المقربة قائلة
لا أنا مستحيل اتجوز جواز تقليدي لازم أحب واتحب وتكون قصة مميزة 
اجابتها صديقتها بمرح قائلة
ياختي كله جواز والحب بيهرب بعد ما تخلفي أول عيل
اجابتها كاميليا بثقة
الست الضعيفة هي بس اللي ممكن تفشل في حياتها وأنا عمري ما فشلت في حاجة ولا هيحصل ان شاء الله 
طالعتها بسمة بسخرية مرحة
عارفة يا كاميليا خانم انتي طول عمرك جبارة 
كاميليا بغرور طبعا يا بسوم مع اني حاسة انك بتتريقي!
بسمة لأ ياقلبي مقدرش اتريق بكرة نشوف قصة الحب
الأسطورية بتاعتك ونعرف مين تعيس الحظ وكزتها كاميليا
فتراجعت ملوحة بيدها
اقصد سعيد الحظ طبعا هو يطول يتجوز الدكتورة كاميليا جميلة الجميلات 
انتهى طاهر من إعداد طعام العشاء بحب واتقان يتطلع الي ساعة الحائط المقابلة له ينتظر عودة طفلته المدللة كي يتناولا سويا العشاء وتقص عليه ما مرت به طوال اليوم
ابتسم باشتياق الي الصورة الموضوعة أمامه قائلا
وحشتيني جدا يا سمية عشر سنين مروا وانتي مش معايا بس الشئ الوحيد اللي صبرني علي فراقك كاميليا بنتنا بقت دكتورة ممتازة زي ما كنتي بتتمني طالعة جميلة وشقية زيك يا حبيبتي ياااه كان نفسي تشوفيها ونفرح بيها ونشوف ولادها 
اقتربت منه بخطوات هادئة ترسم فوق شفتيها ابتسامة هادئة تشفق علي حال والدها الذي لم ولن يتخطى فقدانه لزوجته الراحلة وحب عمره 
قبلت رأس والدها بمرح 
الأكل ريحته تجنن يا باشا عاملنا ايه النهاردة
طاهر بغرور مصطنع
عامل صينية بطاطس باللحمة هتاكلي صوابعك وراها 
كاميليا بعشق لمن ترى بشخصه سمات الرجولة والوفاء دون غيره
دقيقتين هغير هدومي وتلاقيني قدامك
طاهر بتردد عمتك جميلة كلمتني وقالت انهم جايين بكرة
كاميليا دون اكتراث كويس جدا لأن انا مشغولة الاسبوع ده كله وعمتو هتسليك 
طاهر بلاش مكر يا لوما انتي فاهمة قصدي
كاميليا بثقة فاهمة ومش حابة نتخانق يا بابا اختك وابنها جايين يطمنوا عليك أنا مالي
طاهر خلاص اللي يريحك ياقلب بابا يلا بقى ناكل وتعمليلي فنجال قهوة وتحكيلي تفاصيل النهارده من أوله 
قفز الولدان بسعادة غامرة يهرولان تجاه تلك الارجوحة التي خصصها والدهما من اجلهما بلهفةبينما همس تبتسم برضا من أجل طفليها
تطلع فيصل
تم نسخ الرابط