اليتيمه
المحتويات
بالنسبة لى دلوقتى وعلى رأي كاظم بتاعك ده ست النساء
أدمعت عيونها قائلة
بجد يامراد
رفع يده يمررها على خد شروق السليم قائلا بحب
بجد ياقلب مراد
تعالت ضحكاتها ليتيه فيها ثم نهض قائلا
لأ أنا همشى بقى قبل ما أتهور يابنت الناس
توقفت عن الضحك وهي تقول بحزن
إنت هتمشى وتسيبنى
ڠصب عنى بقالى كام يوم غايب عن البيت والشغل هروح أظبط شوية حاجات وهرجعلك ونهاد جت أهي هتقعد معاكى لحد ما أرجع وأوعدك مش هتأخر
إتسعت إبتسامتها وهي تقول
محمد رسول الله
ليغادر تتبعه عيناها بعشق قبل أن تتنهد قائلة
بحبك يامراد بحبك أوى
قالت بشرى بعصبية
قصدك إيه يابهيرة
تلفتت بهيرة حولها تتأكد من عدم وجود أحد يمكنه سماعها وعندما إطمأنت قالت بهدوء
زي ما قلتلك اكيد محتاجة وقت عشان أكسب ثقتها من تانى وبعدين يحيي آخد باله منى كويس حاساه مش مرتاحلى ومراقبنى فمينفعش أتسرع عشان مغلطش
تمام يابهيرة بس إنجزى على ما أشوف مراد كمان ده راح فين بس خليكى جاهزة عشان ممكن أتصل بيكى فى أي وقت مفهوم
قالت بهيرة
مفهوم
أغلقت بشرى الهاتف بوجهها لتقول بهيرة بضيق
بتتكلم كدة ليه وبتتأمر بس على إيهأمال لو مكنتش محتاجانى كانت عملت فية إيه حاجة تجيب الضغط
لتبتعد بخطوات غاضبة ليظهر يحيي من أحد الأركان يتابع إبتعادها بعيينه ليتأكد تماما من حدسه وتقسو عينيه وهو يتوعد لها ولمن خلفها بعذاب شديد
لسة بتفتكر إن ليك زوجة وبيت تسأل
عليهم يامراد
نظر إليها مراد مطولا للحظات لتشعر هي رغما عنها بالإضطراب من نظراته الخالية من المشاعر والتى تمتلئ ببرودة كالجليد تماما تتساءل هل عرف بفعلتها لتنفض هذا الإحتمال فأنى له أن يعرفليقاطع أفكارها قائلا ببرود
لتنهض قائلة بعصبية
أمال فاضى لإيه بالظبط هاكنت فين يامراد المدة اللى فاتت دى كلها
نظر إلى عيونها مباشرة وهو يقول ببرود
كنت مسافر فى شغل
رفعت حاجبيها قائلة بسخرية
شغل بردهشغل إيه اللى الشركة متعرفش عنه حاجة وشغل إيه اللى مخلى شكلك كدة وكأنك منمتش من شهور
مظنش إن الوقت يسمح أشرح لسموك الشغل ده ده غير إنك قولتيها بنفسك انا فعلا منمتش ومحتاج أنام عن إذنك
كاد ان يغادر متجها لغرفته حين إستوقفه صوتها وهي تقول پغضب
إنت هتستعبط يامراد
إنتى إزاي تتكلمى معايا بالشكل ده إنتى نسيتى نفسك ولا إيهانا مراد الشناوي واللى يطول لسانه علية أقطعهوله مفهوم
مفهوم
قبل أن تقول بغل
والله وطلعلك صوت يامراد بقى عايز تقطع لسانى طب نهايتك هتكون على إيدى وبكرة تشوف
قالت رحمة بإستنكار
إنتى بتقولى إيه بس ياماما لأ طبعا يحيي مستحيل يتجوز علية أو يفكر حتى يعملها
قالت بهيرة بهدوء
وليه لأ يارحمة ماباباه عملها قبل كدة وإتجوز مامة هشام وباباكى عملها بعده وإتجوزنى ويحيي نفسه إتجوزك بعد راوية إيه اللى يمنعه يتجوز تالت ده شئ بيجري فى دمهم ياحبيبتى مجرى الډم
كادت كلمات بهيرة ان تفتك بقلب رحمة شكا فبالفعل حدث كل ما قالته والدتها ولكن لوالد
يحيي ويحيي ظروفا أجبرتهم على الزواج وهو ۏفاة زوجتهم الأولى وإضطرارهم للزواج مرة ثانية أما أباها فخضع لسحر أمها ولم يكن له حق أبدا فى ذلك ولكنها لن تلومه الآن وقد واراه الثرى لتتساءل بقلق ترى هل من الممكن أن تأخذه منها أخرى خاصة وهو يعلم بعدم قدرتها على الإنجاب كادت بهيرة أن تبتسم إنتصارا وهي ترى ملامح الشك على وجه إبنتها ولكنها مالبثت أن شعرت بالصدمة حين إختفت تلك الملامح ليحل مكانها يقينا وهي تقول
مستحيل
أصدق إن يحيي ممكن يتجوز علية أنا بحب يحيي ويحيي بيحبنى ياماما ومستحيل يعمل كدة عن إذنك أنا رايحة لهاشم عشان ده ميعاد أكله
تابعتها بهيرة بعينيها يتآكلها الغيظ وهي تقول
طالعة هابلة زي أبوكى
بينما إبتسم يحيي بعشق وهو يتابع صعود رحمة بعد ان إستمع إلى كلماتها ليدرك انها أصبحت تثق بعشقه لها لينظر إلى بهيرة ويدرك أنها أصبحت أيضا خطړا شديدا لابد من إقتلاعه فورا
الفصل الثامن والعشرون
كانت بهيرة تقف فى الحديقة إلى جوار رحمة التى كانت تلاعب هاشم بالكرة ينتابها التوتر الشديد فقد هددتها بشرى فى الهاتف اليوم إن لم تحضر رحمة إليها بعد ساعة من الآن فلتعتبر إتفاقهما لاغى وسترسل ليحيي ورحمة كل تسجيلات محادثاتهما مع حذف صوتها بالطبع لتخشى بهيرة غدر بشرى وټهديدها وها هي تتحين الفرصة لإحكام خدعتها حتى حانت من رحمة إلتفاتة لوالدتها لتتظاهر بهيرة بأنها على وشك الإغماء لتصاب رحمة بالجزع وتسرع إليها تسندها وهي تقول بقلق
ماما مالك فيكى إيه بس
قالت بهيرة بصوت حاولت أن تبث الضعف به
قعدينى بس يابنتى وأنا أقولك
طمنينى ياماما إنتى كويسة
قالت بهيرة بعيون غشيتها دموع التماسيح
الحقيقة يارحمة إن أنا مريضة بالقلب
كتمت رحمة بيدها شهقة كادت ان تخرج منها وبهيرة تستطرد قائلة
أنا كنت متابعة مع دكتور بس لما الدنيا ضاقت بية مبقتش أروحله وفى الفترة
الأخيرة بقت تجيلى نوبات دوخة وضيق نفس زي ما إنتى شايفة
قالت رحمة من خلال دموعها التى سقطت حزنا على والدتها
ياحبيبتى ياماما
تظاهرت بهيرة بالإستكانة وهي تقول
كان المفروض أروحله من شهر أعمل باقى الأشعة والتحاليل بس للأسف مروحتش وشكل حالتى متأخرة يارحمة أو جايز قربت أمو
قاطعتها رحمة وهي تضع يدها على فم والدتها قائلة بجزع
بعيد الشړ عنك ياماما طول ما فيه أمل لحالتك يبقى مفيش يأس وأنا معاكى وبإذن الله هتقوميلنا بالسلامة ياحبيبتى
أمسكت بهيرة بيد إبنتها الموضوعة على فمها بين يديها قائلة
لكن يارحمة العلاج غالى و
قاطعتها رحمة قائلة بصوت قاطع
مفيش لكن أنا قلتلك طول ما فيه أمل يبقى هنمشى وراه ولو كلفنى علاجك كل حاجة بملكها هدفعها ياماما وأنا مبسوطة إنك موجودة فى حياتى
ربتت بهيرة على يدها قائلة بحنان زائف
يخليكى لية يابنتى
لتمسح رحمة دموعها وهي تنهض قائلة فى تصميم
أنا هاخد هاشم أوديه لروحية عشان تاخد بالها منه وهتصل بيحيي وأجيلك عشان نروح للدكتور بتاعك دقايق بس مش هتأخر
مش قلتلك هابلة زي أبوكى
لتتسع إبتسامتها الساخرة وعيونها تلمع بإنتصار
طرقت بهيرة جرس الباب لتفتح بشرى وتلمع عيونها وهي ترى مجدى الذى يحمل رحمة الغائبة عن الوعي لتفسح له الطريق بالدخول تتبعه بهيرة لتنظر بشرى خارج المنزل تتأكد من أن أحدا لم يرهم أثناء دخولهم المنزل لتغلق الباب بهدوء وقد شعرت بالراحة لتشير لمجدى الواقف بهدوء ينتظر أن ترشده لحجرتها لتسبقه وهي تفتح باب الحجرة بحذر ليدلف مجدى
إليها ويضع رحمة الغائبة عن الوعي على السرير بجوار مراد الغائب عن الوعي بدوره ثم يخرج من الحجرة تتبعه بشرى لتقول بسرعة
كدة تمام أوى إمشوا بقى بسرعة لإنى كلمت يحيي وأكيد قرب ييجى مش عايزاه يلمحكوا مفهوم
قال مجدى
وقلتيله إيه
قالت بشرى
زي ما إتفقنا قلتله إلحقنى يايحيي انا لقيت مراد مع واحدة فى البيت هو طبعا فضل يهدينى أكيد فاكر إنها أي واحدة
ميعرفش إنها مراته رحمة الصدمة هتبقى كبيرة عليه وأكيد هيفكر يموتهم بس أنا هكون موجودة وهمنعه
أومأ مجدى برأسه قائلا
تمام وأنا هكون قريب عشان لو إحتجتينى
قالت بسرعة
كويس أوى يلا بقى إمشوا بسرعة
قالت بهيرة فى جشع
طب وفلوسى انا مش جبتها لحد عندك
قالت بشرى بحنق
يخلص بس الموضوع ده وكل اللى طلبتيه هتاخديه يلا بقى إمشوا عشان ألحق أظبط الدنيا قبل ما ييجى
غادر الإثنان لتدلف بشرى إلى الحجرة وتحاول ذرف بعض الدموع وهي تنتظر قدوم يحيي بفارغ الصبر
دق جرس الباب لتسرع بشرى بفتح الباب وهي تتظاهر بالإنهيار التام ليقول يحيي بجزع
فين مراد يابشرى
أشارت بشرى بيد مرتعشة إلى حجرة النوم ليتجه يحيي إليها فأسرعت بشرى ووقفت بين يحيي والباب تقول فى جزع مصطنع
بلاش تدخل يايحيي صدقنى مش هتتحمل الصدمة ولا هتقدر تتقبل اللى أنا شفته
عقد يحيي حاجبيه قائلا
قصدك إيه يابشرى
قالت بشرى بحزن مفتعل
الإتنين اللى جوة دول أقرب الناس لقلبك والإتنين خانوك وخانونى يايحيي
إزداد إنعقاد حاجبي يحيي وهو يشعر بالتوجس فى قلبه ليقول بصرامة
إبعدى عن طريقى يابشرى
قالت بشرى
بس
هدر بها يحيي قائلا
قلتلك إبعدى
تظاهرت بالخضوع وهي تبتعد عن طريقه ليدلف إلى الحجرة ويشاهد هذا المنظر الذى هز كيانه وأعاده إلى الماضى بكل قسۏة ليقف متجمدا يطالع أخاه و زوجته على وشك الإستيقاظ لتفتح عيونها وترى زوجها الواقف بوجه خال من المشاعر ينظر إليها لتقول بضعف
يحيي
صمتت بشرى على الفور ليقول يحيي بنبرة جليدية
إنزلى إستنينى فى العربية
أطرقت رحمة برأسها لتغادر الحجرة بخطوات منكسرة تشعر بأنها
الآن لديها رغبة واحدة المۏت فلم يعد هناك سبب تعيش لأجله فالضړبة تلك المرة قاصمة فيحيي الذى منحته كل شئ دون حدود او قيود خذلها من جديد ولكن تلك المرة قاټلة نظرت إلى سيارته بحزن لا هي لن تعود معه فقد إنتهى كل مابينهما وربما آن أوان فراقهما للأبد
كادت بشرى أن تتحدث ليقول لها يحيي بصوت حاد
إطلعى برة يابشرى
قالت بشرى بقلق
هتعمل إيه يايحيي
هدر بها قائلا
إطلعى برة
غادرت الغرفة بسرعة لتزرع الصالة جيئة وذهابا بقلق حتى رأته على أعتاب الحجرة عيونه بلون
الډماء لتقول متوجسة
عملت إيه فى أخوك يايحيي
قال يحيي بصوت متهدج
كنت هقتله وأقتلها بس خسارة أضيع روحى فى واحد زيه وواحدة زيها أنا همشى دلوقتى هروح أطلقها وإبقى قوللى للى جوة ده إن أخوه يحيي ماټ
ليبتعد متجها إلى الباب ليغادر المنزل فإستوقفه صوتها وهي تقول
يحيي
إلتفت إليها لتقول بتسرع
أنا هعمل إيه
نظر إليها بتساؤل لتقول متلعثمة
اللى يعنى عملته ده عين العقل بس أنا هيكون مصيرى إيه
عقد حاجبيه قائلا
مش فاهم قصدك إيه
إقتربت بشرى من يحيي قائلة
أخوك وطلع خاېن وحقېر وأكيد هطلق منه وإنت أكيد هتساعدنى ورحمة وهتطلقها طيب أنا وإنت هنعمل إيه
إزداد إنعقاد حاجبيه لتقول مستطردة
بما إننا أخلصنا فى حبنا وملقيناش من اللى حبيناهم جزاء غير الخېانة فإيه رأيك نبقى أنا وإنت
مع بعض يايحيي وأهو بالمرة يكون ده إنتقامنا الحقيقى منهم
لم يظهر على وجهه أي تعبير لتقول مستطردة وقد إنتعش الامل بقلبها لعدم رفضه القطعي تقرر ب
رأت إبتسامته الساخرة قبل أن يقول
تعرفى يابشرى لو إنتى آخر ست على وش الأرض مستحيل هقرب منك عارفة ليه
نظرت إليه وهي تعقد حاجبيها قائلة
ليه يايحيي
إنتفضت وإتسعت عيناها على آخرهما حين إستمعت إلى صوت مراد وهو يقول پحقد
عشان إنتى أحقر إنسانة خلقها ربنا يابشرى
إلتفتت تنظر إلى هذا الذى يقف أمامها ينظر إليها بكره شديد لتعود بنظراتها إلى يحيي الذى نظر إليها بسخرية لتدرك ماحدث لقد أرادت أن تنصب لرحمة فخا فكانت هي من أعد لها الفخ ووقعت هي فيه بكل رعونة لتقول بتوجس
إنتوا مالكو
متابعة القراءة