القلب اذا هوى بقلم منال سالم
المحتويات
حاجة
أجابه منذر بتجهم
لأ بس كان هيجرالها لولا وجودي
هتف فيه أباه بقلق وقد تجمدت أنظاره
لأ احكيلي بالراحة حصل ايه!
تابع دياب الحوار الدائر بينهما باهتمام رغم عدم فهمه لمعظمه خاصة أنه لاحظ تبدل تعابير وجهه المجهد إلى الشدة والضيق.
أضاف منذر بضجر
المشكلة دلوقتي انها معايا في العربية و.... وغميانة!
هتف أباه بنزق وقد هب واقفا
معاك وغميت ليه
أجابه منذر بتجهم
هاوضحلك بالتفصيل بس أنا محتاج أبعد بيها عن المستشفى لو فضلت فيها قريبهم المچنون هياخدها!
رد عليه طه بحيرة وقد ضاقت نظراته
أنا مش فاهم حاجة تعالى على الوكالة!
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
بأقولك يا حاج هي معايا ومش في وعيها!
رد عليه طه بعجالة
طب اطلع على بيت عمتها
اعترض منذر قائلا بجدية
بمنظرها ده مش هاينفع!!
صمت والده ليفكر سريعا في حل مناسب للتعامل مع ذلك الموقف.
طرأ بباله شيء ما فهتف فجأة دون تردد
أقولك اطلع على أمك وأنا هاجيبك هناك!
ماشي
قالها منذر وأنهى معه المكالمة فقد بدا مقتنعا بذلك الاقتراح المؤقت.
تساءل دياب بنبرة مهتمة
في ايه يا أبا
أجابه طه بغموض وهو يلملم أشيائه
باين مشكلة كبيرة مع أخوك وأنا رايح أشوفها!
رد عليه دياب بجدية
طب طمني!
أشار له والده بعكازه قائلا بصرامة
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
رد عليه دياب بفتور
أنا قاعد هاروح فين يعني!
اندفع بعدها الحاج طه إلى خارج الوكالة وهو يفكر فيما أبلغه به ابنه ليتعامل مع المسألة بحكمة وروية.
عودة للوقت الحالي
لطمت جليلة على صدرها بعد أن سمعت ما سرده ابنها منذ وصوله للمشفى حتى اللحظة الحالية.
اتسعت مقلتيها وهتفت مصډومة وهي ترمقه بنظرات غير مريحة
يا نصيبتي! وهو احنا ناقصين بلاوي يا ابني!
نظر نحوها هاتفا بقلة حيلة
يعني كنت هاعمل ايه
صاحت فيه متوجسة
عاوز الناس تقول عننا ايه يا منذر وهما شايفينك داخل البيت بواحدة غريبة ومش دريانة بالدنيا!
اللي يقول يقول ميهمنيش حد!
استنكرت عدم اكتراثه واستدارت بجسدها لاطمة برفق على صدغيها ومغمغة بقلق
يا خۏفي من كلام الناس دول ما هيصدقوا اه هيفضلوا يجيبوا في سيرتنا ويبوظوا سمعتنا و....
قاطعها منذر هادرا فيها بانفعال بعد جملتها الأخيرة التي استفزته
هو أنا جايبها شقة مفروشة! ده بيت عيلة في ايه يا أماه!
ضغطت جليلة على شفتيها قائلة بازدراء خاڤت
هو بيفهموا كده! الناس مالهاش إلا الظاهر!
تحرك منذر مبتعدا عنها فقد اكتفى بما مر به خلال ذلك اليوم العصيب.
سلطت هي أنظارها عليه وهتفت متضرعة وهي ترفع كفيها للسماء
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
على خير واكفينا شړ المستخبي!!!!!
الفصل الحادي والعشرون
اتجهت عاملة نظافة الغرف الملتحقة بالعمل في ذلك الفندق إلى موظفة الاستقبال لتحصل منها على إذن رسمي يسمح لها بالدخول إلى الغرف الغير مشغولة لتنظيفها كما هو معتاد وخصوصا غرفة ما بعينها.
أشارت لها الموظفة بعينيها متسائلة بنبرة عملية
انتي متأكدة
أجابتها العاملة مؤكدة
ايوه حضرتك هما بقالهم يومين مش موجودين والأوضة محتاجة تتروق والملايات تتغير و...
قاطعتها الموظفة بجدية
اوكي اعملي شغلك وروقيها وأنا هاشوف مع المدير هانتصرف معاهم ازاي
أومأت العاملة برأسها مرددة بهدوء
ماشي عن اذنك
اتفضلي
انصرفت بعدها العاملة لتسحب عربة التنظيف الخاصة
بها واتجهت نحو المصعد لتواصل عملها في تنظيف الغرف بالطوابق العليا.
بعد برهة وصلت إلى الغرفة المنشودة.
فتحتها بإستخدام النسخة الإلكترونية الاحتياطية التي بحوزتها وولجت إلى الداخل.
كان كل شيء كما ترك منذ أكثر من يومين فبدأت هي في تنظيم وترتيب الشراشف ثم غيرت المناشف القطنية بأخرى جديدة.
لفت أنظارها الحقائب المفتوحة فعمدت إلى إلقاء نظرة سريعة على محتوياتهم قبل أن تغلقهم. ولكن وقعت أنظارها على كيس بلاستيكي داكن.
دفعها فضولها لإختلاس النظر إلى ما به. وبالفعل فتحته بحذر شديد.
اتسعت حدقتيها في إندهاش عجيب وسيطر على حواسها رغبة طامعة لقد كان الكيس يحتوي على أموال كثيرة.
ازدردت العاملة ريقها بتوتر كبير وحدثت نفسها قائلة
كل الفلوس دي معاهم!! تيجي ازاي وهما شكلهم كحيتي!
عضت على شفتها السفلى وبرقت عيناها بوميض غريب. سريعا ما اتسعت ابتسامتها الخبيثة لتحدث نفسها بطمع
مش هيجرى حاجة لو أنا خدت الفلوس دي ولا من شاف ولا من دري!!!!!
هزت رأسها نافية محاولة إقناع عقلها بالعكس
لالالا أنا ممكن أتمسك وأروح في داهية لو اتعرف إني أخدتهم!
لعب شيطان رأسها بها ووسوس لها أن تأخذ ما لا تستحقه.
بدا الطمع جليا على نظراتها إلى تلك النقود وفي الأخير استسلمت لإغرائه وسحبت كيس النقود بالكامل وأفرغت ما به ثم دسته في عربة التنظيف بعد أن لفت الأموال بملاءة متسخة حتى لا تلفت الأنظار إليها.
أسرعت بإتمام عملها وهي تتصبب عرقا من فرط التفكير في طريقة تمكنها من إخراج النقود من الفندق دون أن تثير الشبهات أو الريبة حولها.
تعمدت ترك الحقائب كما هي حتى لا يظن أي شخص أنه تم التلاعب بها ووضعت بالكيس البلاستيكي إحدى قطع الثياب المتسخة ليبدو حجمها طبيعيا.
تنفست العاملة بعمق لتضبط إنفعالاتها قبل أن تخرج من الغرفة ويفتضح أمرها. ثم أسرعت بمواصلة تنظيف بقية الغرف وهي تمني نفسها بتحقيق أحلامها بأموال غيرها.
................................
بقي منذر بالصالة جالسا بإسترخاء على الأريكة مترقبا وصول أبيه للحديث معه.
بالطبع لم يسلم من غمزات ولمزات والدته المنزعجة من تهوره بإحضار تلك الغريبة إلى منزلهم محطما كل القواعد والتقاليد والأصول التي تربوا عليها.
طلب منها بهدوء وهو يطالعها بنظرات حادة
طلي عليها يا أماه
ردت عليه بإكفهرار بائن
عاوزني اعملها ايه
مال للأمام بجسده وتجمدت أنظاره عليها ثم أجابها وهو يضغط على شفتيه بضيق
اكسبي فيها ثواب دي غلبانة ويتيمة!
لوت فمها للجانبين بحركة مستنكرة وهي تضيف بضجر
لا حول ولا قوة إلا بالله أمري لله! أما نشوف هترسى على ايه في الأخر!
لم يقل المزيد وأعاد ظهره للخلف وهو يحدث نفسه بحيرة
محدش عارف ايه اللي جاي!
..................................
كان يتناول الطعام بفتور غير مهتم بما يدور حوله من ثرثرات فارغة فقد كان باله مشغولا بالتأكد من ذلك الخبر الخطېر.
جاءته البشرى من أحد جواسيسه الذين جلسوا إلى جواره وانحنى عليه برأسه ليهمس له
طلع الكلام صح يا كبير
توقف مجد عن ابتلاع الطعام والټفت ناحيته بوجهه الصارم ليسأله باقتضاب
اتأكدت
هز المسجون رأسه بالإيجاب قائلا بحماس خفي وهو يجاهد لإخفاض
نبرة صوته
ايوه اسمك طلع في الكشوفات وقريب أوي هتخرج من هنا يا معلمنا
انفرجت شفتي مجد لتبرز أسنانه الصفراء من خلفها وربت على كتف جاسوسه بإعجاب ثم استدار عائدا برأسه ليحدق أمامه بنظرات مظلمة.
أردف قائلا بغموض مخيف
وأنا مستني اليوم ده من زمان أوي عشان أصفي حساباتي القديمة كلها!
.........................................
تحركت جليلة بخطى ثقيلة نحو غرفة ابنتها أروى لتتفقد أحوال تلك الغريبة النائمة على سريرها.
اقتربت من الفراش وهي تتفرس في شحوبها الحزين وسكونها المقلق. دققت أكثر النظر في ملامحها البسيطة فلاحظت جمالها البسيط وضعت إصبعيها على طرف ذقنها وتمتمت مع نفسها بامتعاض وهي تمصمص شفتيها
صحيح شكلك حلو بس حظك وحش!
جلست على طرف الفراش إلى جوارها ومدت يدها لتمسح على وجنتها الباردة برفق.
رأت تلك العبرات العالقة بأهدابها فأشفقت عليها نوعا ما.. فهي لا تزال شابة صغيرة ملامحها تشير إلى ضعفها وخذلان الحياة معها ربما هي لم تكن سوى تعيسة حظ عاندتها المقادير وألقتها في أصعب الطرق وأقساها.
أزاحت الغطاء عنها قليلا لتجد ثوبها مهدلا شبه ممزق ومتسخ. فتبدلت تعابيرها للضيق والتأفف.
همست لنفسها بعزم
انا هاشوفلك جلابية عندي كده ولا قميص بيت طويل بدل الهدوم دي مش هاتفضلي نايمة بيهم!
وبالفعل اتجهت إلى غرفتها لتسحب من خزانة ملابسها إحدى عباءاتها المنزلية لتعيرها لتلك اليتيمة.
انتقت عباءة ملائمة لها ثم أغلقت الضلفة.
توقفت في مكانها تفكر في شيء أخر وهمست بحسم
ايوه أما أعمل كده هي بردك محتاجة شوية نضافة!
راقب منذر والدته وهي تتحرك بغموض في أرجاء المنزل تحضر بعض الأشياء دون أن تصرح بأي شيء.
أراد أن يستفسر منها عما تفعله ولكنه خشي أن يزعجها أو يثنيها عما تفعل خاصة حينما رأها تلج لغرفة أروى أكثر من مرة.
عادت جليلة للغرفة ومعها صحن مليء بالمياه الساخنة ومنشفة قطنية صغيرة لتستخدمها في تنظيف وجه أسيف وكفيها.
عمدت أولا إلى نزع ثوبها عنها فرأت ما بذراعها من خدوش وأثار چروح سطحية فعبس وجهها وهزت رأسها هاتفة بإستنكار
ده مين المفتري اللي عمل فيكي كده! معندوش قلب ولا رحمة!
نظفت چروحها بلطف وأزاحت حجاب رأسها عنها.
وبرفق شديد ألبستها عباءتها المنزلية ولفت حول رأسها ما يشبه عصابة الرأس.
راعت جليلة أن تكون الألوان داكنة مراعاة لشعورها الحزين بفقدان أمها.
وما إن انتهت حتى أعادت تغطيتها ثم خرجت من الغرفة وهي تنفخ بإنهاك.
أقبل عليها منذر متسائلا بفضول
ايه اللي أخرك جوا يامه
أجابته بنبرة متعبة
مش عقبال ما غيرتلها ونضفتلها وشها وايديها وجسمها
هز رأسه بحرج وأخفضت نظراته نوعا ما وهو يفرك رأسه بكفه بينما تابعت هي بسجيتها
البت يا نضري مافيهاش نفس تتحرك أصلا ده غير ما شكلها هفتان وسوفيفة ولا فيها شحم ولا....
قاطعها قائلا بصوت شبه متحشرج
مافيش داعي يامه للتفاصيل دي!
هتفت والدتها قائلة بإشفاق
أنا بأفكر أعملها شوربة خضار ولا فراخ حاجة تتقوت بيها كده
ابتسم منذر لتبدل حال والدته من الضيق إلى الرفق واللين وهتف مشجعا إياها
وماله اللي يطلع من ذمتك أنا راضي بيه!
تعجبت هي من ابتسامته الغريبة وهتفت مستنكرة عفويته
ليك نفس تضحك!
تجمدت تعابير وجهه ورد عليها متذمرا
هو أنا عملت حاجة!
نظرت إليه بقلق وهي تجيبه معللة
الخۏف من اللي جاي يا بني محدش بيسيب حد في حاله!
أخذ نفسا عميقا وزفره دفعة واحدة ليجيبها بتبرم
أنا عارف ده كويس وإن شاء الله خير
يا رب
في نفس الأثناء فتح الحاج طه باب منزله ليلج سريعا للداخل وهو يتساءل باهتمام
ها يا بني عملتوا ايه
ردت عليه جليلة بعتاب جاد وهي تتحرك صوبه
مش تقول الأول سلامو عليكم يا حاج
أشار لها طه بعكازه
قائلا بصوت شبه لاهث
معلش يا جليلة عقلي مش فيا دلوقتي!
نظرت إليه وإلى ابنها البكري بنظرات ذات مغزى وهي ترد بغموض مريب
ايوه ماهو باين عليك انت وابنك!
لم يفهم أحدهما المقصود من نظراتها تلك لذلك لم يعطياها أي اهتمام.
تساءل طه مجددا بجدية
البت جوا
أجابه منذر بصوت آجش محركا رأسه بالإيجاب
اه يا حاج وأمي عملت معاها الواجب!
أشار له والده محذرا بسبابته
مش لازم تفضل هنا كتير كده غلط
رد عليه منذر بتفهم
ما أنا عارف يا حاج الأصول كويس!
ثم قست نبرته وهو يكمل
بس كنت هاتصرف إزاي وقريبها الحيوان ده مستقوي عليها و....
قاطعه أباه قائلا بتوجس
ده موال لوحده احنا محتاجين نفكر هنتعامل معاه ازاي اللي زي الناس دي مش سهل يسيبوا حقهم
عندك حق
استأنف طه حديثه بصرامة أشد وهو يشير بعينيه
قبلة الأول بس كلم عمتها تيجي هنا لازم تعرف ان بنت أخوها عندنا!
هز رأسه قائلا بإيجاز
ماشي!
فتح دياب باب المنزل قائلا بصوت مرتفع
سلامو عليكم!
استدار الاثنان نحوه متعجبين من وجوده في ذلك التوقيت.
تساءل طه بنزق
دياب!! خير يا ابني رجعت بدري ليه في حاجة حصلت
أجابه ابنه بفتور وهو يهز كتفيه
عادي يعني أنا قولت أريح
متابعة القراءة