قطة في عرين الأسد بقلم منى سلامة
المحتويات
لجيتك .. الحمد لله .. الحمد لله
رغم العبرات التى كانت تتساقط من عينيها وشهقات بكائها الصغيرة التى خرجت منها رغما عنها .. إلا أنها وجدت ابتسامة صغيرة وقد رسمت على ش فتيها وأخذت تتمسك بيديها بملابس هذا الرجل الذى يعانقها .. تشبثت به وكأنها تخشى أن يتركها .. كالغريق الذى يتعلق بطوق نجاته ..عائلتها التى فقدتها منذ سنوات .. وذاقت بعدهم مرارة الوحدة واليتم والحرمان .. وها هو الله الآن قد رزقها بعائلة والدها .. لتعوضها عن فقدان عائلتها .. ولتخرجها من وحدتها القاټلة الممېتة .
دى صور بوكى يا بنتى .. صورى آنى وهو وعمك عثمان وعمتك صباح وعمك ياسين الله يرحمه ويحسن اليه
تطلعت مريم الى الصور وقد أغرورقت عيناها بالعبرات وهى تتطلع الى صورة والدها وعائلته .. كانت تنظر صور والدها بشوق ولهفة .. تساقطت عبراتها الصامته .
بنت ولدى .. ما عاد سيبك واصل .. احنا اهلك يا بنتى .. احنا منك وانتى منينا .. وحشتينى كتير .. دورت عليكي كتير .. على ولاد الغالى .. والحمدلله لجيتك .. الحمد لله .. الحمد لله
اتفلضوا .. اتفضلوا
جلس جدها وعمها فى حجرة الصالون وأخذا يتطلعان الى الشقة المتواضعة وأثاثها المتواضع .. استأذنتهم ودخلت المطبخ لتعد لهم الشاى .. لم تشعر بنفسها إلا وهى تسجد شكرا لله على أرض المطبخ .. تشكره لأنها أخيرا ستشعر أنها وسط عائلة كأى فتاة أخرى .. لها عم وجد وعمه .. يا ما أحلى ذلك .. أخذت تتسائل ترى هل جدتها على قيد الحياة .. هل لدى عمها وعمتها أطفال .. هل سيرحب الجميع بها .. لكم تتمنى رؤيتهم جميعا .. والتعرف عليهم .. عادت بلهفة حاملة أقداح الشاى وقدمتها اليهما .. جذبها جدها من يدها وأجلسها جواره قائلا
ابتسمت له . ابتسمت فى سعادة .. رفعت رأسها وقالت
أنا لسه مش مصدقة .. حسه انى بحلم .. أنا فرحانه أوى .. فرحانه أوى انكوا جيتوا وانكوا دورتوا عليا
قال عبد الرحمن بتأثر
من يوم ما عرفت بمۏت أبوكى وأنا عم دور على ولاده
.. والحمد لله لجيتك يا بنتى .. الحمد لله
قال عثمان مستفهما
انتى عايشه لحالك اهنه
نظرت اليه وابتسمت بخجل قائله
أيوة عايشة لوحدى
شعرت فورا بالألفة مع جدها .. لكنها كانت متوجسه خيفه من عمها .. ربما لتعبيراته الجامدة التى تظهر على ملامح وجهه .. ربما لو ابتسم لها لذاب الجليد قليلا .. نظرت الى جدها قائله
قال عثمان
لا نبجى ناكل فى البيت ان شاء الله .. يلا لمى خلجاتك عشان تيجي معانا
نظرت اليه مريم بدهشة وشعرت بالإضطراب قائله
آجى معاكوا فين
قال عثمان
تيجي معانا البلد .. النجع .. بيت أهل أبوكى
بدت عليها الحيرة فقال عبد الرحمن
مش معجول نسيبك عايشه اهنه لحالك يا بنتى .. انتى مهما كان بنت وصغيرة والدنيا معدتش أمان
ارتطمت عيناه بالدبلة فى أصابع يدها اليمنى فابتسم قائلا
انتى مخطوبة يا بنتى
نظرت مريم الى دبلتها ولمستها بأصابعها بحزن وقالت بصوت خاڤت
مكتوب كتابى
اتسعت ابتسامة جدها وقال
ما شاء الله .. خلاص كلمى جوزك ييجى عشان نتعرف عليه ويتعرف علينا عشان يعرف انك ليكى أهل وعزوة
ترقرقت العبرات فى عينيها وقالت بصوت مرتجف
هو .. مېت
ظهر الحزن على وجه جدها وقد شعر بالحزن الذى بداخلها .. قال عثمان
وليه لابسه دبلته .. ماټ الله يرحمه .. لازمن تجلعيها للناس تفتكرك مخطوبه
تضايقت من طلب عمها .. لكنها تمالكت مريم نفسها وأخفت حزنها وضيقها سريعا .. وابتسمت قائله
هو تيته موجودة .. يعني عايشه
قال عبد الرحمن بإستغراب
تيته .. تيته مين
قال عثمان
تجصد أماى يا بوى .. اييوه عايشه
ابتسمت بسعادة وقالت
نفسي أشوفها أوى .. بابا الله يرحمه كان بيحكيلى عنها كتير
ربت عبد الرحمن على ظهرها قائلا
وهى كمان نفسها تشوفك كتير .. هى مستنيانا .. يلا جومى يا بنتى جهزى حالك
قالت مريم بتردد
بس مش هينفع آجى كده مرة واحدة .. يعني أنا عندى شغل .. ومش عارفه .. مكنتش متخيلة أبدا انى هفارق البيت ده
قال عثمان پحده
عيزانا نسيبك لحالك اهنه ولا اييه .. ليه عيلتك مفيهاش راجل ولا اييه
قالت مريم بسرعة
لأ مش قصدى
متابعة القراءة