قطة في عرين الأسد بقلم منى سلامة

موقع أيام نيوز


ترك الكتاب من يده وفتح الورقة ليجد فيها 
حبيبتى مريم .. بل مهجتى مريم .. بل نور عيني ونبض قلبي .. انت قمر فى سماى .. ونورا فى دنياى .. وبحر شوق فى عيناى .. ورحيق حبك هو مرساى .. أحبك يا من توغل حبك الى كل كيانى .. وملك روحى وأبعد عنى أحزانى .. وجعلنى فى بحار عينيك أغرق .. وبلمسة يديك أهرب .. من ڼار الدنيا الى جنتك .. فلا تحرميني أبدا من بسمتك .. يا أرق مريم فى حياتي .. يا كل حياتى .. حبيبك ماجد.

قرأ مراد تلك الكلمات وهو يشعر بحړقة فى قلبه امتدت لجسده لتحوله الى جمرة مشتعله .. ألقى نظرة ڼارية على مريم النائمة .. وهو يشعر بغصة فى حلقة .. وضع الورقة فى الكتاب وأغلقه بعصبيه وألقاه على الكمودينو بجواره .. ثم نام

على ظهره واضعا يديه أسفل رأسه وهو يفكر وعلامات الضيق على وجهه
استيقظت مريم من نومها لتجد مراد غير موجود فى فراشه .. بعد نصف ساعة طرقت سارة الباب لتخبرها بأنهم سيتجمعون فى الأسفل لتناول الفطار .. حانت من مريم التفاته الى مراد الذى بدى واجما .. اخذت تتساءل عن السبب فلقد كان يبدو مرتاحا بالأمس .. نفضت تلك الأفكار من رأسها وقالت لنفسها وما شانى ان كان مرتاحا أم متضايقا هذا أمر يخصه هو وأموره ليست من شأنى .. توجه الجميع الى البحر ومعهم مضارب الراكيت .. بدأت سارة و نرمين فى اللعب معا وأخذا يضحكان ويمزحان فقد كانتا كلتاهما سيئتان جدا فى ضړب الكره وفى صدها .. قالت سارة 
تعالى يا مريم .. نرمين دى عاهة مش عارفه ألعب معاها
صاحت نرمين بغيظ 
أنا عاهة أمال انتى ايه يا سارة مفيش مرة حدفتلك الكورة وعرفتى تصديها
قالت سارة 
ما انتى اللى مش عارفه تحدفيها
وقفت مريم وأعطتها نرمين المضرب وأخذت تلاعب سارة .. كانت ضربات مريم موفقه لولا خبرة سارة الضئيلة فى اللعب .. قالت سارة بعد فترة وهى تنهج 
تعبت
قالت مريم بحماس 
لا عشان خاطرى نكمل لعب
قالت سارة 
بتلعبي حلو اتعلمتيها فين 
قالت مريم 
كنت دايما بلعب أنا وأختى فى نادى قريب من البيت .. مش قادرة أقولك أنا بعشق الراكيت أد ايه
ثم صاحت بطريقة طفولية 
عشان خاطرى يا سارة العبي شوية كمان
قالت سارة 
لا يا ستى ايدي وجعتنى .. خلى مراد يلعب معاكى .. مراد .. مراد .. تعالى العب مع مريم
شعرت مريم بالحرج وهمت بأن تترك المضرب .. لكن مراد نهض وأخذ المضرب من سارة ووقف أمام مريم .. نظرت مريم اليه لترى نظراته الحادة المصوبة تجاهها .. وبدأ اللعب .. كانت ضربات مراد قوية وكأنه ينتقم من الكره .. أمسكت مريم الكره ووقفت تنظر اليه بثبات وتقابل نظراته المتحدية بثقه .. ثم قالت فى نفسها .. حسنا تريدها تحدى فليكن .. كانت ضربات مريم قوية بقدر ما كانت ضربات مراد قوية بدا وكأنهما لا يلعبان بل يفرغان شحنة بداخل كل منهما .. كان كل منهما يضرب الكره وكأنه يضرب كل ما يغضبه ويضايقه .. كانت ضرباتهما قوية قاسېة واثقة تعرف وجهتها جيدا .. أخذت ناهد تتابع اللعب مع سارة و نرمين .. هتفت نرمين بدهشة 
ايه ده ملهم بيلعبوا پعنف كده
قالت سارة وهى تنقل نظرها مع الكره 
بس جامدين جدا فى اللعب هما الاتنين
أول من رفعت راية الإستسلام هى مريم التى شعرت پألم فى ذراعها .. رفعت كفها معلنة انتهاء اللعب .. فاقترب منها مراد قائلا
بتلعبي حلو
قالت وهى تنهج بقوة وحبات العرق تتصبب منها 
انت كمان بتلعب حلو
تلاقت نظراتهما للحظات .. ثم ترك مراد المضرب وتوجه الى حيث يجلس الجميع وعينا مريم تتابعانه.
أصر الجميع على مراد على أن يمد اقامتهم يومين آخرين .. فما استطاع تحت هذا الإلحاح من الجميع إلا أن يوافق.
فى المساء أخذت مريم قلم وبعض الأوراق وجلست على الأريكة تبدأ فى التخطيط والرسم الخاص بحملة مراد .. استغرقها الوقت حتى قال لها مراد .. الجالس على أحد المقاعد بجوارها يشاهد التلفاز 
كفاية كدة وقومى نامى
قالت دون أن تنظر اليه 
لا لسه شوية
قام من مكانه وأحضر الكتاب ووضعه أمامها على المنضده .. نظرت الى الكتاب ثم اليه وقالت 
عجبك 
قال مراد وهو يجلس مكانه وينظر اليها ببرود 
آه كويس
قالت مريم بإستغراب 
كويس بس .. افتكرته هيعجبك
الټفت اليها مراد وقال بنفس البرود 
أنا ما قولتش معجبنيش
قالت مريم 
شكلك بيقول انه معجبكش
قال مراد بتهكم وهو يتفرس فيها 
بتحسي بيا للدرجة دى
شعرت مريم بالخجل والضيق من كلماته الساخرة وعادت الى رسمها مرة أخرى .. قام مراد وغادر الغرفة وأغلق الباب خلفه پحده .. نظرت مريم بإستغراب الى الباب المغلق وهى تحاول أن تصرف ذهنها عن التفكير فى مراد وتصرفاته
صفع عثمان صباح پحده فى مكتب المأمور وهو يقول 
كيف ده حوصل .. كيف يا بنت بوى كيف
أجهشت صباح فى البكاء وقد أيقنت هلاكها ..
 

تم نسخ الرابط