اخطائي كاملة الفصول
المحتويات
هي ونكزته
يا حمود انت بتحبطني ليه ده بدل ما تحاول تقنعها معايا
سيبيها براحتها يا ميرال دي حياتها وهي حرة فيها
طب انت ايه رأيك
انا معنديش مانع وشايفه حد محترم جدا واللي عجبني فيه أنه لا لف ولا دار ويعرف الأصول كويس رغم عيشته بره
تأففت شهد ونهضت تقول بتردد شديد
برضو انا لازم اخد وقتي أصل يعني عيشته مش زي عيشتنا ولازم برضو اشاور طمطم و أعرض الموضوع على حماتي
معتقدش أن طمطم هترفض هي متكرهش تشوفك مبسوطة
وموضوع حماتك فأنا بصراحة مش شايفة داعي لده
لأ ازاي لازم اقدرها واحطها في الصورة مش هاخد بنتهم وادخل بيها لراجل غريب يبقى لازم تعرف وترضى كمان
بس
قاطعها محمد بعقلانية
خلاص يا ميرال سيبيها براحتها وتاخد الوقت اللي محتجاه
هزت رأسها بطاعة لتقول شهد وهي تهم وتخرج من الغرفة
لترجوها ميرال
بس بسرعة يا شهد
فور نطقها كان يضع كتفه حولها ذراعها ويهمس
سيبيها براحتها متستعجلهاش علشان في وعد ناوي اخل بيه
شهقت هي وبرقت عيناها وهبت من جلستها مهرولة للخارج
لأ مفيناش من كده خديني معاك يا شهد
استنى يا حلو هقولك
نفت برأسها بشدة مما جعله
يخربيت جمال ضحكتك
رغم حزنه الشديد على أبيه ولكن لم يطاوعه ضميره أن يغضب عليها كونها شهدت بالحق وكيف يفعل وهو ذاته كان لا يرضى بتضليله ولكن لا ينكر انه ېموت قهرا لم آل إليه حال ابيه وكم لعڼ ذلك الشيطان اللعېن الذي استغل ضعف نفسه أمام المال و اقحمه في ذلك المأزق اللعېن
ولدي حمد الله على سلامتك يا نضر ابوك انت زين طمني
شدد حامد على عناقه وأخبره بملامح حزينة متهدلة بأسى
انا بجيت زين يا ابوي زين
طيب هسيبك يا حامد مع ابوك بس عشر دقايق مش اكتر
رد حامد ممتنا وهو يفصل عناق أبيه
تشكر يا بيه
بينما نظر عبد الرحيم متمعنا بوجهه وكأنه يتأكد انه لم يهيأ له كون ولده أمامه وبخير ثم قال حامدا
حمد والشكر لله أنه ريح جلبي عليك يا ولدي
نظر له حامد نظرة مطولة جعلت عبد الرحيم ينكس رأسه حين سأله مؤنبا
اجابه بخزي من نفسه
سامحني يا ولدي انا مدريتش بحالي من جهرتي عليك
ليستأنف عتابه
چوز بت عمتي كان ممكن ېموت من ورا عملتك المغفلجة دي
رد عبد الرحيم بحسرة وكأن لم يتعظ
ياريته كان ماټ وريحنا منيه بس الغريب بسبع ارواح
هز حامدرأسه بلا فائدة وتابع عتابه المضني وهو يجذبه ليجلسه على الاريكة الجلدية التي خلفهم
واني كمان يا ابوي كنت ھموت لولا ستر ربنا كيف مفكرتش أن الړصاصة اللي صابتني كانت رصاصة رحمة علشان تفكرك إن ربنا مش غافل عن نواياك وعايزك تتوب وتتعظ لكن انت تنيتك على عنادك
نكس عبد الرحيم رأسه واجابه
كنت رايد ارچع حجي في مال خيتي إحنا اولا بيه من الغريب ولما لجتيك غرجان في دمك مدرتش بحالي
المال كان هيغنيك عني وعن راحة بالك يا ابوي كنت هتبجى مرتاح لما تجتله وتحرج قلب امه ومرته عليه كنت هتحط جتتك كيف على فرشتك وتنعس يا ابوي من غير ما يوجعك ضميرك! ليه عملت إكده وهينت شيبتك وضيعت هيبتك يا ابوي
اني راضي بأيتها حاچة يا ولدي غير أن يصيبك سوء
بس اني كان نفسي تربي ولدي لما يجي وتنضره بيكبر جصاد عنيك
تقلصت معالم عبدالرحيم مستغربا والتمع بعينه السؤال ليجيبه حامد
مرتي حبلة ياابوي
هنا هب عبد الرحيم من جلسته وقال بضغينة دون أن يعير الخبر أي أهمية
واه يبجى عشان إكده شهدت علي بكل عين وچباير وحبلها جوي جلبها وخلاها تشهد علي وتودرني
بلاش تظن السوء فيها يا ابوي هي خبرتني باللي حوصل وهي مظلمتكش يا ابوي هي جالت الحج وكل الخلج شهدت عليك حتى الغفير جال على اللي حوصل في التحجيجات
لولا هي سبجت مكنش حد فيهم اتچرأ وفتح خشمه كلالتهم هيعملولي ألف حساب
عشان خايفين منيك يا ابوي
ومن چبروتك لكن لما نطجت هي بالحج كل واحد چيت عليه واستجويت ردهالك
واه بكفياك انت جاي تجف جصادي عشان تنجرزني ولا ايه
ده بدل ما تچبلي محامي يطلعني منيها
تهدلت معالم حامد وقال بيأس شديد من ذلك الكبرالذي مازال يسيطر على قلب أبيه
مش جصدي انجرزك ولا اجف جصادك إني بس حزنان عشان لساتك على عنادك و مكابرتك أطرق عبد الرحيم رأسه ولم يجيبه ليستأنف حامد
انا چبت محامي زين هيتولى كل حاچة وهدعيلك يا ابوي ربنا يهديك ويزيح عنك شيطانك
قالها تزامنا مع دخول الضابط و أحد الأمناء الذين اعلنوا نهاية زيارته وإن قبض الأمين على ذراعه وبدأ في سحبه معه ليرجعه للحبس صدر قول عبد الرحيم بنبرة راجية اكثر منها متسائلة وعينه متعلقة على ولده
هتبجى تعاود تزورني يا ولدي ولا هتجاطعني
استشعر رجاءه بنبرته فلم يطاوعه قلبه أن يتركه دون أن يطمئنه فرغم افعاله المخزية إلا انه مازال أبيه لذلك تنهد بعيون غائمة وبقلب يتألم هرول إليه يلاحق خطواته ثم بقلة حيلة انحني على يده يقبلها قائلا ودمعاته تزف حسرته
هعاود يا ابوي ومش ههملك واصل وهدعيلك ربنا يفك كربتك
ويرچعك لينا سالم
ربت عبد الرحيم على كتفه ثم دون حديث استجاب لجذب الامين له تارك ولده ينظر لآثاره بقلة حيلة وبعيون دامعة متحسرة
كانت في المسجد تأخذ درس في تلاوة و تجويد القرآن الكريم كما تعودت في المواظبة عليها قبل سفرها تلك العطلة الصغيرة التي حظت بها مع والدها وعائلته في احد محافظات الوجه البحري وبعد انتهائها وأثناء سيرها خارج المسجد ودون أن تخرج من ساحته الواسعة لمحت شخص هيأ لها انها تعرفه يقوم مع مجموعة شباب مثله بأعمال تطوعية تخص نظافة المسجد تجمدت بأرضها تستوعب كونه هو وكم استغربت هيئته المختلفة كل البعد عن سابقتها استغفرت الله بسرها كونها اطالت النظر ثم التفتت كي تغادر ولكن اتاها صوته حين رأها و تقدم منها دون النظر لها مباشرتا
ازيك يا نغم
التفتت بمضض وردت بإقتضاب
الحمد لله يا فايز
كادت أن تغادر ولكن فضولها دفعها لسؤاله بتحفظ
هو انت بتعمل ايه هنا
اجابها فايز بفخر ظهر جلي في نبرته
انا انضميت للزملاء في خدمة بيوت الله
هزت رأسها بتفهم وقالت بتحفظ
ربنا يجازيك خير اللي بتعمله ده من باب تعظيم حرمات ربنا وتعظيم شعائره وربنا سبحانه وتعالى قال ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب
ابتسم بسمة صافية واخبرها وهو مطرق الرأس يتحاشى النظر لها
الحمد لله على نعمته ليتحمحم ويتسأل بتردد
كنت منقطعة من فترة طويلة يارب يكون المانع خير
استغربت سؤاله ولكنها أجابته بتحفظ
اه فعلا كنت مسافرة مع بابا اجازة البلد بس غريبة انت عرفت منين!
كنت بشوفك وانت مروحة من الدرس بتاع الحجة فاطمة اصل انا كمان بحفظ قرآن بقالي فترة ومواظب الحمد لله مع الشيخ خضر
هزت رأسها وكادت تعتذر وتغادر ولكن فضولها دفعها كي تسأله
ايه اللي غيرك كده انا مش مصدقة ان ده انت فايز اياه صاحب طارق المسيري وضله اللي مكنش بيفارقه
أجابها بنبرة استشفت بها حزنه
يضل الله من يشاء ويهدي من يشاء
وبعدين طارق اتوفى الله يرحمه ويسامحه
الله يرحمهاكيد زعلت عليه صح ده كان صاحبك اوي
بعد مۏته دخلت في حالة اكتئاب لغاية ما ربنا جمعني ببعض الزملاء اللي و وجهوني لطريق الصواب
ربنا يتقبل منك عن اذنك لازم امشي
نغم هو ممكن اخد رقم والدك
عقدت حاجبيها و سألته مستغربة
ليه مش فاهمة
ناولها هاتفه وطلب بأدب دون أن يدخل في تفاصيل
هتفهمي كل حاجة بعدين بس ممكن تسجليلي الرقم هنا علشان ميصحش وقفتنا كده وآسف إني وقفتك بالطريقة دي
فعلت ما أراد وهي مرتبكة للغاية وإن انتهت هرولت مسرعة من أمامه مما جعله يبتسم على خجلها ويدعوا الله أن يرزقه وصالها في الحلال
واه بكفياك يا جلب جمر
قالتها بعيون دامعة وبنبرة مواسية وهي تمسد على رأسه المسنودة على حجرها بحنو شديد ليضيف هو بدمعات حاړقة
مش هاين علي اشوفه إكده يا جمر جلبي كان بيتجطع جطيع عليه واللي جاهرني اكتر إن المحامي هيجول أن عجوبته مش هتجل عن خمستاشر سنة
شهقت قمر ا نادمة
يامري يامري ياريت كان لساني انجطع إني السبب
اعتدل بجلسته وقال وهو يمرر كف يده على وجهه
انت جولتي الحج وما افترتيش عليه وبعدين هو اللي ودر حاله لحاله
نكست رأسها وتسائلت بتقريع ضمير
يعني أنت مش عاتب علي يا حامد
أجابها بثقة
جولتلك لع يا جلب حامد الساكت عن الحج شيطان اخرس
وإني لو عندي شك واحد أن ابوي مظلوم كنت مش بس عتبت عليك كنت جصيت لسانك كمان
هزت رأسها بتفهم وردت دون مجادلة
وجتها كان حجك تعمل فيا اللي انت رايده بس يعلم ربنا أني مظلمتهوش ولساني نطج من جهرتي وحرجتي عليك
خابر زين يا حبة جلبي وخابر كمان ان جواك كيف اللبن الحليب مهيعرفش اللوع
حانت منها بسمة عاشقة ممتنة لثقته المتناهية بها ثم رفعت رأسها و تسائلت بأهتمام
طب وايه العمل مينفعش چوز نادين يتنازل او
نشوف طريجة تهون الحكم عليه
تنهد تنهيدة مثقلة ثم اجابها بملامح متهدلة
لولا ستر ربنا الحكومة ملجتش اللي طخني وابوي مچبش سيرته واتجيدت ضد مجهول و المحامي هيجول أن الجضية التانية طالما چناية واتحولت للمحكمة مهينفعش تنازل وحتى لو غير اجواله مبجاش ينفع مع شهادة أهل البلد يعني خلاص ملهاش مخرج وابوي هيتحكم عليه يجضي الباجي من عمره بعيد عننا
كان يتحدث بنبرة حزينة مغلفة بالأسى قطعت نياط قلبها ه تخفي دمعاتها كي لاتزيدها عليه وكأنها تود أن تتقاسم معه ما يشعر فليس هين عليها رؤيته على ذلك الحال فقلبها يأن مثل قلبه وضميرها ينهش بها ولكن ليس لما اقدمت عليه بل من أجل حزن زوجها
مر يومان على رقدته ومن حينها وهي لم تفارق موضعها هي واطفالها كي تطمئن عليه و اول شيء رأه حين فتح عيناه كانت هي ببسمتها المعهودة التي ذكرته بذلك الربيع الذي كان يهفهف على قلبه بعدها رمش عدة مرات يود أن يتأكد كونه لم يهيأ له لتتحدث هي
حمد الله على سلامتك يا حسن
حانت منه بسمة ضعيفة باهتة وهمس بضعف
رهف هو ده انت صح انا مش بحلم مش كده معقول فضلتي جنبي
أنت ابو ولادي يا حسن ومكنش ينفع اسيبك إن شاء الله هتبقى احسن
متابعة القراءة