زخات العشق و الهوى للكاتبة هدى زايد من الفصل الحادي عشر لـ الفصل السابع عشر

تشكرك إنك فتحت لها الباب ومنامتش في الشارع هي وابنها  
معلش ياعمتي ربنا بيسامح سامحي بقى وعدي له 
خليك أنت كدا اهبل وبيضحك عليك من كلمة 
صحيح عاوزين نشوف موضوع وصال ونشوف السنة دي هتدخل سنة أولى ابتدائي 
ماشي سيب لي الموضوع وأنا هكلم في جدك الصبح 
لأ انا كلمته وقال لي هيقدم لها هو عن طريق واحد صاحبه شغال هناك 
طب اومال بتسأل عن إيه  
عاوز اعرف المصاريف ولبسها والدنيا دي كلها هتتكلف كام 
وأنت مالك بالمواضيع دي  
مالي ازاي اومال مين اللي هيدفع لها ياعمتي 
جدك يا واد ربنا يخلي لينا 
لا أنا يا ستي أنا اللي هدفع لها المصاريف 
نبقى نشوف الحوار دا بعدين يابلال قوم نام بقى دلوقت
تابعت بتذكر 
صحيح هتأكل أنت مأكلتش من الأكل دا 
لأ طالما أختي كلت وشبعت أبقى أنا كدا تمام هروح اعمل كوبية شاي وهنام بعدها تصبحي على خير 
وأنت من أهله
وقف بلال أمام الطاولة الرخامية يقلب الكوب الساخن وهو يفكر بحديث غفران ظل يسأل حاله أيعقل عندما يكبر ويتقدم لوالد حبيبته يرفض لعدم حصوله على شهادة جامعية الجميع يسخر منه وحبه الطفولي بينما على يقين أن الله سيجمعه يوما ما بها ويسخر هو منهم جميعا .
جلس على المقعد في ردهة الشقة يفكر فيها وهو ينفث ساحبة دخان كثيفة في سقف الغرفة ظل يرسم حياته القادمة بفرشاة الوان خاصته لن ينسى حبيبته الصغيرة في هذه الحياة الجديدة غلبه النعاس وهو على هذا الوضع .
بعد مرور عدة أيام
خرج عابد أخيرا للحياة العملية من جديد محاولات فاشلة في الهروب من العمل والتعامل مع البشر من الأساس لكن ما باليد حيلة كما يقولون المسؤوليات تجبره على الخروج تحمل مالك طيلة هذه الفترة مسؤولية البيت بأكمله إضافة إلى بيت وابنته حتى حسابات المصحة وعلاجها كان على نفقته الخاصة لم يكل ولن يمل هذه هي حياته وهو سعيدا بها مادام أهله بخير كانت والدته تصرف معاشها علي البيت لكنه بالكاد يكفي خرج من صومعته وبدأ يعمل من جديد في العيادة والمشفى ليكون مبلغ مالي وفير يكفي متطلبات البيت والمصحة حاولت وتين مساعدته للخروج من حالته تلك لكنها فشلت يعلم أنهرمقصر في حقها وحاول الإعتذار كثيرا عن هذا التقصير عاتبته عن هذا الإعتذار وأكدت له مرارا أن كل شئ مر سيمر اكتفى بالإبتسامة الباهتة وضمھا لحضنه ليؤكسد لحاله أن مايحدث الآن حقيقة مؤكدة وأن وتينه بجواره تخفف عنه أحزانه مثلها كمثل أي زوجة تمر بهذا الموقف مع زوجها .
ازيك يا فيروز عارفاني ولالأ
أردف عامر عبارته وهو يجلس مقابلتها في حديقة المصحة حاول أن يمازحها ليخفف من التوتر الذي ينتابها ما إن تر رجلا يتحدث معها تابع بإبتسامة عريضة 
طب تحبي أعرفك بنفسي أنا عامر و
وأنا سلطان
قاطعه سلطان بعد أن وضع يده في يد عامر ليصافحه بحدة كاد أن يجزم أن كفه سيتهشم في قبضته تنحنح وهو يقول بنبرة عادية 
تشرفنا دكتور سلطان 
الشرف ليا 
بس حضرتك بتعمل إيه هنا  
دي مصحة ودي جنينة المصحة ومعايا ورد ابقى بعمل إيه جاي اتعالج عندكم مكان زيادة !
ابتسم عامر له وقال ممازحا 
عندنا اماكان مش مكان واحد بس أنت انوي وأنا هعمل معاك واجب 
رد سلطان الإبتسامة بأخرى سمجة وقال 
أنا كمان كان نفسي اخدمك بس للأسف مش هينفع
سأله عامر بفضول 
ليه هو أنت دكتور إيه 
أجابه سلطان وهو مازال يحتفظ بتلك الإبتسامة 
دكتور نسا وتوليد
الفصل الرابع عشر 
مازال القلب يتألم
اه تشرفنا يا دكتور 
الشرف ليا
وقف عن مقعده أخيرا وقال بهدوء 
أنا هستاذن دلوقت ونبقى نكمل بعدين يا فيروز 
تابع بإبتسامة بشوشة وهو ينظر لذاك الذي تخرج النيران من أذنيه 
خلينا نشوفك يا دكتور سلطان 
كان نفسي اقل لك أكيد بس للأسف أنا مش هاجي هنا تاني لأن فيروز هتخرج قريب قوي 
يا عم خلينا نشوف برا المستشفى عادي 
اكيد
اطلق زفيرا طويل ما أن غادر عامر الحديقة عائدا إلى مكتبه ومنه إلى عيادته الخاصة ليبدء رحلة عمل جديدة نظر سلطان إليها وقال بعتاب 
عجبك كدا ! ماهو لوحضرتك خرجتي من هنا مكنش حد زيه غلس علينا كدا
ظلت شاردة كعادتها اصبحت تشاهد ما يحدث حولها في صمت كلماتها قليلة بالكاد تعد على أصبع اليد إلى الآن لم تتحدث معه عاد إليها ومازال يعشقها رغم ماحدث حدثها كثيرا حدثها حتى مل من سماع صوته اشتاق لفيروزته اشتاق لصوتها وحديثها تلك الثرثرة التي كان يقول عنها دائما يتوق شوقا لسماعها إبتسامتها التي اختفت منذ تلك الليلة وتبدلت بشرود وصمت شديدان اشتاق أيضا لها .
كان عيناه معلقتان على خاصتها ثم نزلت لشفتاها لقد شوهتها من فرط توترها والقضم عليهما لتهدأت حالها وماذا عن يدها وساقيها وماذا تلك الهزة التي تعصف بهما رغم المحاولات المستميتة في منع نفسها لكنها تفشل لو كان الأمر بيده لمسك يدها وهدأها هو لكنه يريد أن يحظى بقربها دون خوف فعل الكثير لأجل هذه الجلسة اليومية رغم إنشغاله بين العيادة والمشفى لكنه يداوم على المجيئ في الموعد المحدد لزيارتها وقف عن المثعد بعد مرور أكثر من نصف ساعة كاملة وقال بإبتسامة بشوشة 
للأسف الزيارة خلصت ولازم امشي
نظرت له ولم تحدثه بكلمة واحدة لكن عيناها تخبره الكثير عاد وجلس وقال برجاء 
عاوز المرة الجاية اسمع صوتك الحلو بس مش هنا عاوزها زيارة في بيتك
سقطت الدموع من عيناها فأكمل هو بصوت مبحوح إثر البكاء المكتوم داخله وتماسك لآخر لحظة وهو يقول 
لو أنت بتحبينا ارجعي أنا تعبان من غيرك كلهم بيحاولوا يعيشوا ويكملوا ومش عارفين وأنا مش عايش ولا عارف اعيش ارجعي خلينا نرجع لدنيتنا بيك 
كفكف دموعه وقال بتذكر وعلي ثغره إبتسامة خفيفة
رمضان بعد بكرا ونسيت اديك العيدية بتاعته
وضع مبلغ مادي على الطاولة ثم نظر لها وقال بإبتسامة حانية 
كل رمضان وأنت حياتي كلها
ختم حديثه وقال بعتذار 
عارف إنك زعلانة مني عشان ضربتك بس أنا آسف ڠصب عني مكنش ينفع اسيبك تخسري نفسك أو اخسرك
وقف مرة أخرى عن المقعد وقال 
هاسيبك دلوقتي وهارجع لك بكرا ونكمل كلامنا بس المرة أنا مش هتكلم أنا عاوز اسمع صوتك أنت يا روزي
بعد ذهاب سلطان بأكثر من ساعة تقريبا أتى عابد ليخرج أخته بعد تماثلها للشفاء هذا ما قاله عامر له في آخر زيارة الطبيب المتابع لحالتها بعد ذاك الأخير وافق على الخروج مع بع النصائح والارشادات والقليل من العقاقير المهدئ التي تجعلها تحصل على نوما عميق كل ليلة 
جلست على حافة الفراش تتابع أخيها وهو يرتب ملابسها في حقيبتها يحدثها بسعادة قائلا 
تعرفي إن ماما هتفرح أوي أنا سايب مالك ومليكة يظبطوا الحفلة وطبعا ملك هانم والإضافات بتاعتها .
توقف فجأة وقال بعتذار 
كلت دماغك صح معلش بس
صمت فجأة أيضا ثم قال من بين دموعه