اوتار الفؤاد أوس للكاتبة منال سالم
المحتويات
كليا
اسمي أوس باشا ماتنسيش نفسك معايا.
ابتلعت ريقها في حلقها الجاف قبل أن تعاتبه برفق شديد الحرص
بقى دي صلة الرحم يا باشا
لم يحب أبدا أسلوبها الدوني في استجداء عطفه أو حتى الحصول على شفقته لم ينس ليوم ما اقترفته في حق زوجته طغت ذكرياته معها على السطح فقست نظراته وتوحشت ملامحه ثم رد عليها بصوته المتصلب والذي أرعبها كثيرا
قبل ما تكلمي عن صلة الرحم افتكري اللي عملتيه في تقى زمان وإزاي كنتي هتخسريني بنتي كمان فاحمدي ربنا إنها سامحتك لأنها لو مكانتش عملت كده مكونتش هاسيبك تتنفسي لحد دلوقتي وبدل ما كنتي خسړتي عينك كنت هتخسري روحك
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
أنا توبت ورجعت لربنا وأديك شايف بأعاملها إزاي
رد عليها بقساوة ووجه جاف للغاية
شغل الأونطجية دي مايخلش عليا
حركت فمها لتقول
أنا...
قاطعها بغلظة جعلها تنتفض في وقفتها
ولا كلمة زيادة!
أومأت برأسها في خنوع وتحركت مبتعدة عنه لتنجو ببدنها من شره المتراقص في عينيه ورغم هذا فكرت في استمالته نحو أطماعها إذ ربما يوافق على طلبها إن أقنعته بحجة قوية ترددت قبل مفاتحته لكنها حسمت أمرها بالمحاولة فإن وافق كانت هي الفائزة وإن اعترض فلن تخسر شيئا استجمعت جأشها لتقول بصوت شبه مرتبك
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
نظر لها بازدراء محتقر كان على يقين تام أن نواياها خبيثة وأن شخصها الكريه لن يتغير أبدا استأنفت قائلة بابتسامته جمعت بين الانكسار والرجاء
يعني إنت ماشاءالله ربنا فاتحها عليك من وسع ومعاك شيء وشويات ربنا يزيدك بس يرضيك جدة عيالك تعيش هنا في المكان الموبوء ده
رد ببرود قاس ونظراته المتأففة نحوها تعلو وجهه
أه عندك اعتراض
أشعرتها لهجته الخشنة بأنه على وشك الھجوم عليها وسڤك دمائها دون إبداء ذرة ندم واحدة تخلت على الفور عن أطماعها لترد بتهكم ساخط
لأ خلاص طالما إنت راضي بكده هاتكلم أقول إيه أديني هاحط الجزمة في بؤي وأسكت
يكون أحسن
استشاطت غيظا من ازدرائه العلني لها تركته واقفا في مكانه لتجلس على الأريكة وهي تغلي كمدا وحنقا كټفت ساعديها أمام صدرها ووجهها المشتعل يكاد ينفجر تجاهلها عن عمد وتحرك حولها يجوب الصالة بنظرات فاترة استدار برأسه للخلف حينما سمع صوت والدته تناديه بتلهف
أوس ابني!
لوحت فردوس بذراعها في الهواء ساخرة
اجري
سلمي يا تهاني على ابنك..
نظرة واحدة ڼارية منه كانت كفيلة بإخراسها تنحنحت مصححة بابتسامة سمجة وكأنها تعتذر له
قصدي سعادت الباشا ابنك!
رد بهدوء لطيف يناقض أسلوبه الجاف والحاد مع من تسمى خالته
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
انتبهت فردوس لجملته الأخيرة وتحفزت في جلستها لتتلصص عليه محاولة تفسير مقصده بينما عقدت تهاني ما بين حاجبيها في استغراب وهي تسأله
فوق فين
أجابها مبتسما ونظراته المتسلية بإغاظة فردوس مركزة عليها
في الشقة اللي فوق ما هو أنا نقلت ملكيتها باسمك عشان لو تحبي تقعدي براحتك من غير ما حد يضايقك
نجح أوس في استفزازها وجعلها تعض أناملها غيظا تركها في مكانها تحترق واتجه مع والدته للطابق العلوي. تمتمت فردوس مع نفسها بتبرم وهي تلطم على فخذها بيدها
حظوظ! ناس ليها شقق وناس ليها عوض ....................................... !!
كانت سهلة الإرضاء غير طامعة في شيء سوى الحصول على حبه الصافي وعلاقة أمومية غير مشروطة بينهما ابتسم أوس لرؤية والدته مبتهجة بقدومه وسعادتها التي لا توصف لمجرد تلفظه بذلك اللقب العزيز على قلبها وعلى عكس أختها أبت القبول بهديته متعللة أن وجوده في حياتها يغنيها عن أي شيء ثمين في الأخير اضطرت أن ترضخ أمام إصراره العنيد ووافقت على امتلاك المنزل إذ ربما تحتاج إليه مستقبلا. تركها لينهي أمرا آخرا كان معلقا يتحتم عليه تواجده بنفسه ليضع الأمور في نصابها الصحيح اتجه إلى البناية المقابلة حيث تسكن النسخة المستنسخة من فردوس والمسماه ب أم بطة. لم تختلف عنها كثيرا كانت الامتداد المستفز لنفس سماجتها وسعيها اللاهث وراء الأطماع المادية بغض النظر عن الأضرار التي قد تلحق بفلذات أكبادها.
صعد إلى منزلها بالطابق العلوي دق الباب بدقات ثابتة وانتظرها تفتح له وما إن رأته الأخيرة حتى شهقت مذعورة وارتدت متراجعة للخلف وقسماتها تعكس فزعا مقروءا. وطأ أوس بخطوات ثابتة للداخل دون أن يحيد ببصره عنها رمقها بنظرة مطولة مليئة بالحنق والكراهية ثم استطرد متسائلا بخشونة ضاعفت من حالتها المرتعدة
مش أنا حذرتك قبل كده ما تجيش جمب هالة
ردت نافية ومدافعة عن نفسها فورا
والله يا باشا ما عملتلها حاجة دي هي اللي انطست في نافوخها وكانت عاوزة ټنتحر.
هدر بها بصوته الجهوري الذي جعلها تقفز من مكانها لترتد خطوة أخرى للخلف
ومين خلاها تعمل كده
أجابته بتلعثم مرتبك وهي توضح كذلك بكفها
مش أنا.. ده المخفي على عينه منسي وأهوو غار في داهية والبوليس مسكه و...
بدت مبرراتها كالعادة إلقاء اللوم والذنب على الآخرين لتنفي التهم عن نفسها متناسية عن قصد أن ما مرت به ابنتها كانت هي سببا أساسيا فيه استفزه ادعائها للبراءة
متابعة القراءة