رواية مقيدة بأصفاد مخملية

موقع أيام نيوز


جن جنونه..
فإلى الآن جميع عروض الزواج التي تنهال عليها ينتهي بها المطاف بالرفض من قبل والدها الذي يريد زوجا أسطوريا لها..
لم تكن تتوقع إقبال جبريل على تلك الخطوة الجريئة .. لكن فور أن سمعت جملته الأخير بأنه مجرد زواج قائم على المصلحة من أجل الحصول على الظهور لحساب اسم أبيها السياسي المشهور اتقد ڠضبها وتشرست ملامح وجهها بشدة..

نعم هي لا تؤمن بأمور الطبقات وهذه الأمور كما يفعل والدها ويقدس الأمر بطريقة غير طبيعية لكن كونه يريد استغلالها لأجل نجاحه وبناء اسم له جعل الډماء تفور بعقلها وهي ټلعن جرأته ووقاحته..
خرجت من غرفتها نحو والدها الصارخ والذي يكاد أن يصاب بذبحة صدرية ووالدتها التي تجاهد لجعله يهدأ وتترجاه..
وقفت بجانب والدتها لتقع أنظار جبريل الشديدة عليها نظرة خاطفة قبل أن يبعد أنظاره وقال بإبتسامة خفيفة
أهي زيتونة وصلت أهي .. يلا يا قطوف خليك شطورة واقنعي بابا بجوازنا كفاية رفض للعرسان لغاية هنا .. هنتجوز وأعملك أحلى فرح في الحارة وهفرشلك أوضة من أول وجديد يا زيتونة وأنضف موبيليا مش خسارة فيك .. ومن ناحية إن هصونك وأحميك فأظن أنتوا أدرى الناس بالنقطة دي..
دا أنا أسبوعيا بخلصك من عصابة شكل وأرجعك لغاية ما وسطي اتحل. 
زيتونة كل يوم تتخطف وباباي رجل المخاطر ينقذها ويخلصها..
سارت حتى وقفت أمامه ولعجبها أبعد أنظاره عنها فسخرت بداخلها من غروره فقد فسرت ردة فعله غرور وتكبر..
أردفت قطوف بقوة وشراسة
أطلع برا بيتنا وياريت ما نشوفش وشك البجح ده هنا تاني لو أنت أخر واحد على الأرض ومفيش ألا أنا وأنت مش هتجوزك أبدا يا .... باباي...
أديك قولت دي مهمتك .. تنقذ وبس وتنفذ الأوامر..
انتفخت أوداجه بشكل مخيف وضغط على أسنانه بشدة كادت أن تكسرها ورغم نيران الڠضب التي تكوي روحه إلا أنه قال بنبرة مثقلة بالهدوء والثقة
طب بلاش الثقة الزيادة دي أوي يا ...زيتونة..
وصدقيني مجرد ما تبقي مراتي هنتحاسب على الكلام إللي قولتيه ده بس ساعتها متلوميش ألا نفسك ... والنفخة الكذابة إللي أنتوا فيها دي هتودعوها إن شاء الله..
ووقف أمام شريف واقترب منه قائلا بفحيح أمام وجهه
متنساش أنك متقدرش تستغنى عن جبريل رستم الفتوة أبدا يا شريف بيه..
أنا واثق إنك هتترجاني أرجع..
ورحل خارجا من القصر بشموخ وقوة فهو حقا له حضوره الطاغي بالمكان الذي يحل به..
تنهدت قطوف براحة بينما اتجه والدها لغرفة مكتبه شارد الذهن متوترا ولا ينكر قلقه الشديد لرحيل جبريل..
نظرت قطوف لوالدتها وقالت بإحباط وملل
إحنا كان مالنا ومال العيشة دي .. عايشين أيامنا كلها في توتر ومصايب يا ماما..
حقيقي النجاح أحيانا بيكون نقمة وشكلنا هنبقى ضحېة نجاح بابا..
عاتبتها والدتها عبير وقالت بلطف وهي تمسد فوق ذراعها
وحدي الله يا قطوف .. إن شاء الله خير يا حبيبتي ويلا نادي البنات علشان وقت الغدا..
صعدت قطوف للأعلى وهي قد ضجرت من تلك الأصفاد المخملية المجبرون هم على التقيد بها.
هطل الليل وخيم على الأرجاء وبينما هو غارق في شروده أتته مهاتفة جعلته يسقط فوق مقعده مصډوما وقد شل تفكيره لأكثر من نصف ساعة..
فقط جاحظ العينين ينظر پصدمة...
وعلى الفور رفع هاتفه بلهفة فآته صوت هذا الشامت
أيه لحقت أوحشك يا شريف بيه..
قال شريف دون تردد
لازم ترجع يا جبريل ...لازم تتجوز قطوف في أسرع وقت ... ومهم أعرف أنت مين يا جبريل!!!
مقيدة بأصفاد مخملية 
الفصل الثاني ٢
انتفضت من جلستها پصدمة ورددت باستنكار وهي تنظر لوالدها بأعين متسعة
حضرتك بتقول أيه يا بابا أنا مش مصدقة أنت لسه من ساعة بس كنت ھتتجن لما طلبني للجواز.
أنا مستحيل أتجوز واحد زي ده..
دا استغلالي ودا جواز مصلحة بس وهو قال كدا بلسانه عايز يتجوزني علشان يستفاد منك يا بابا..
تنهد شريف بثقل وقال بجدية بينما والدة قطوف فالتزمت الصمت
أنا عارف جبريل وهو شخص كويس يا قطوف وراجل يقدر يحميك ويكون في ضهرك دايما..
زاد چنونها وأردفت بقوة وهي لا تقبل هذا المزاح وكونها فقط مجرد أداة لهذا الشخص البارد الھمجي
وأنا مش موافقة يا بابا أنت ليه وافقت تجوزتي ليه وبالطريقة دي هو هددك..!!
صاح شريف پجنون ونفاذ صبر
قطوف .. لاحظي
 

تم نسخ الرابط