رواية مقيدة بأصفاد مخملية

موقع أيام نيوز


يا زيتونتي...
رمقت قطوف والدها الغاضب بعتاب وخرجت وهي ملتزمة الصمت بعدما أجحمت ثورانها وداخلها حرب عضال..
وفور أن خرجت أمام السيارة وقف جبريل بجانبها لوى وجهه لها مبتسما ورفع يده يطوق بها خصرها بمكر هامسا
أخيرا يا زيتونة بقيتي لباباي...
لكن ما حدث بعد ذلك جعل جبريل يقع صريعا بين مخالب الصدمة يخبره أن القادم أسوأ وأنه سقط بمعركة جسيمة لا قبل له بها..!!

مقيدة بأصفاد مخملية 
الفصل الرابع ٤
تخشب جسد جبريل پصدمة حين شعر بشيء حاد جدا ينغرز بيده بشدة..
سحب يده من حول خصر قطوف بسرعة ليجد الډماء تنسكب منها بغزارة..
رفع رأسه نحو قطوف التي جرفته بنظرات شرسة حادة وألقت كلماتها بضراوة بوجهه
إياك تتجرأ وتلمسني تاني أوعى تفكر إن بالجوازة الشؤم دي هتعمل إللي أنت عايزه وهتوصل للي أنت عايزه..
أنا مش هسمحلك أبدا .. إياك تتجرأ وتلمسني وتمد إيدك ناحيتي تاني..
نظر للخاتم الذي باصبعها والذي به بروز مدببة حادة فعلم أنه سبب جرحه..
انقبض وجه جبريل بشراسة وتربد وجهه بالڠضب وأخذ يقترب منه بتمهل حتى حاصرها بين جسده والسيارة تأمل وجهها الحاد الشرس ورفعت أعينها هي تنظر له بقوة ردد جبريل من بين أسنانه وأعينه ينبثق منها الڼار
زيتونه مش عايز صبري ينفذ عليك إياك ثم إياك إيدك تتمد تاني .. أنت مراتي قدام ربنا وقدام كل الناس .. وأظن حرام ومينفعش تقولي كلمة زي دي .. أنا طلبتك للجواز وأنت رضيتي ووافقتي ومضيتي على الجوازه الشؤم...
لم يغرب التحدي والشراسة من فوق ملامحها وهدرت بصوت محتقن
مش راضيه أبدا .. مش راضيه ولا موافقه من جوايا .. لساني بس إللي اضطر يوافق..
عمق النظر بأعينها أكثر واقترب منها وهمس أمام وجهها بنبرة ذات مغزى
أنا مش بصدق كلامك يا زيتونتي أنا بصدق عيونك..
انتفض قلبها وارتبكت أوصلها لكنها نجحت في إخفاءه بينما عقدت وجهها وصاحت وهي تضربه فوق صدره تبعده پعنف
أبعد عني وبلاش تقولي زيتونة دي يا باباي كلامي وعيوني بيقولوا نفس الكلام..
أنت شخص منافق ومخادع وانتهازي ورخيص..
أطبق أسنانه يطحن نواجذه بينما أخذ يفتح أعينه ويغلقهم بتكرار يتمالك نفسه ليثبط غضبه كي لا ېؤذيها بالڠضب الذي تفجر بداخله مد أصابعه يداعب خدها بجمود لتنفض يده پعنف فيهمس هو بتحذير
حلوتي .. زيتونتي الجميلة احذري ڠضبي وعصبيتي لأن مش كتير بقدر أتحكم فيهم يا روحي..
ضړبته بقسۏة بقبضتها في صدره واستدارت تصعد للسيارة وهي تتمتم پغضب
يك ساحبه لروحك يا بعيد .. إنسان بارد..
صعد بجانبها خلف المقود رماها بنظرة سريعة وهو ينطلق بسيارته يخرج من حدود قصر شريف الهواري وهمس يقول
أهلا بيك في عالم جبريل رستم يا زيتونة..
نظرت له سرا فلمحت يده التي ټنزف وهو يضع منديلا يجحب به خروج الډماء..
نظرت بالخاتم الذي باصبعها ذا البروز المدببة الحادة الخاتم الذي ابتاعته لحمايتها هي وشقيقتها فنظرا لمكانة والدها وعمله فهم دائما بخطړ الخطڤ لذلك كانوا يرتدونه لحمايتهم..
تنهدت بثقل وهي تسند رأسها للخلف شاردة في الحياة الجديدة التي تنتظرها كيف ستكون وكيف ستتحمل القادم.!
في وقت لاحق..
انتبهت بوصول السيارة لحارة هادئة نوعا ما تململت بجلستها تشاهد الأرجاء بقلب واجف لكنها احتفظت بجمودها..
توقفت السيارة أمام منزل متواضع يحاوطه جدار قصير مزروع أمامه شجرتان زينة بينما الكثير من الدجاج يركض في هذا الفناء الصغير..
نظر لها جبريل بهدوء وقال
يلا يا زيتونة وصلنا بيتنا..
زفرت بسخط قبل أن تهبط بفضول له وللأشخاص المتواجدين به..
حمل جبريل حقيبتها وعلقت قطوف حقيبتها على كتفها سارت خلف جبريل وهي تلتفت حولها حتى دلوفوا للمنزل..
حملت طرف فستانها ودلفت خلف جبريل وفور أن ولجت صدح صوت ساخط غاضب من ردهة المنزل
أخيرا جبريل باشا شرف ومعاه السنيورة إللي جابها من بيوت البهوات علشان تشوف نفسها على أمه وأخواته..
بردوه اتجوزتها يا جبريل وعصيت أمك أنا مش راضيه ولا هرضى عن الجوازه دي أبدا..
التفتت قطوف تنظر بتعجب لصاحبة هذه الكلمات لتجد سيدة يبدو أنها في نهاية الخمسون من عمرها تجلس على أريكة بردهة المنزل ترتدي جلباب بنية اللون وتعقد وشاحا فوق رأسها وينجلي عليها الڠضب بينما ترمق قطوف بحنق وكره ... وبجانبها فتاة في بداية العشرون من عمرها..
وضع جبريل الحقيبة
 

تم نسخ الرابط