رواية مقيدة بأصفاد مخملية

موقع أيام نيوز


شريف..
يجلس باسترخاء فوق مقعده ويضع قدما فوق الأخرى عاد جبريل برأسه للخلف ثم قال بأعين مليئة بالنصر
بقيت صهر شريف بيه الهواري وبنته بقت على اسمي ... مبارك علينا يا شريف باشا..
تربد وجه شريف بالڠضب ونفرت الډماء بعروقه من برود هذ الماكر انتفض من مكانه راغبا في القبض على عنق هذا الذئب الماكر وإزهاق روحه..

هدر شريف من تحت أنفاسه الڼارية
أنت مين يا جبريل .. وأيه عرفك بالحاجات دي كلها ... وغرضك أيه بجوازك من قطوف...
استقام جبريل ومازال على هدوءه ووضع كفيه بجيبيه وأخذ يسير بينما يتمعن بتلك اللوحات الملكية المعلقة على الجدران..
وردد بهدوء
للأسف يا شريف بيه عيبه في حقك أوي لما تبقى راجل سياسي ليك تقلك وتكون بتنسى بالسرعة دي..
عموما هفكرك تاني .. أنا جبريل رستم خريج إدارة أعمال ... أما بالنسبة لعمري بصراحة مش بعد أوي تقريبا اتنين وتلاتين أو تلاتة وتلاتين .. بس خلاص من هنا ورايح هعرف عمري بالظبط ما زيتونة هتكون موجوده من هنا ورايح وشغل بقى أعياد الميلاد والحركات والبركات...
ما علينا خليني أكمل تعريفي بنفسي ليك..
و......
صاح شريف پغضب جما ويكاد هذا البارد أن يصيبه بالجنون
أخرس يا حقېر ... أنت فاهم قصدي كويس..
وأوعى تفكر إنك علشان اتجوزت بنتي تبقى خلاص كدا تحط راسك براسي .. لا فوق وأوعى تنسى أصلك .. أنت حتة عيل ابن حارة لا روحت ولا جيت ومتبصش لفوق أوي كدا لأصل رقبتك تنكسر قطوف دي من أسيادك وأنت اتجرأت ورفعت عينك في أسيادك والحساب ده مش هنساه أبدا وهتدفع التمن غالي..
لم يتغير ثبات جبريل لكن ملامحه احتقنت بشدة ورغم هذا ردد ببرود
شوف أنا لغاية دلوقتي محتفظ لسه بهدوئي يا شريف بيه ... متنساش يا باشا إن بقى بينا نسب ودلوقتي أنا جوز بنتك..
ومش يلا زيتونة مجيتش ليه علشان نروح على بيتنا..
كان قلب شريف يغلي فقال باشمئزاز
على عيني بنتي تروح تقعد في المكان القذر ده بس أحب أنبهك يا جبريل يا فتوة أنت متعرفش الجانب التاني من شريف الهواري..
لو قطوف بنتي مسها ضرر أو اتخدشت مش هيكفيني عمرك ... بنتي عاشت هنا طول عمرها أميرة في البيت ده لو عاملتها المعاملة إللي متستحقهاش أو جيت عليها ولا استغلتها ساعتها تبقى فتحت على نفسك أبواب الچحيم بس أنا واثق إن ده مش هيحصل مش علشان أنت مش هتعمله ... لا علشان أنا واثق إنها مش هتسمح بده أبدا..
وإياك تنسى إتفاقنا يا جبريل إياك..
دلفت حينها قطوف للردهة وهي تسحب حقيبتها وفور أن رأها والدها صاح پغضب
وأنت شايله الشنطة أنت ليه يا قطوف هي دي شغلتك..
وجاء ينادي على أحد العاملين لكن قاطعته قطوف تقول بصرامة
انتهينا يا شريف بيه .. أنا دلوقتي اتحررت من قيودك المخملية .. أقدر أحقق كل إللي اتمنعت منه...
وأكملت بصوت قوي متأجج بالنيران تأكدت من خلوه من الألم الذي يغمرها من الداخل
أنا دلوقتي خلاص .. المفروض أخرج برا بيتك وأمشي .. صح..
يعلم ألمها وأنها تجاهد لإخفاءه كي لا تظهر ضعفها رمقها بحزن وقال بنبرة حاسمة
دا بيتك دايما يا قطوف وهترجعي تاني ڠصب عن الكل فترة وهتعدي وترجع كل حاجة لأصلها ووقتها تتجوزي الراجل إللي يليق بيك ويستحقك...
وقبل أن يكمل حديثه كان صياح جبريل الهادر بشراسة يقطعه ويتردد بالأرجاء وهيئته التي أصبحت ڼارية والڠضب يقدح من عينيه وملامحه متشنجة
شريف باشا .. أنا قولتلك أنا هادي ومش عايز أقلب .. كل حاجة ولها حدود .. بتقول لمراتي وهي على ذمتي ... هتجوزها بإللي يليق بيها بعد ما أطلقها...
إياك يا شريف يا هواري تجيب سيرة راجل تاني .. التزم حدودك في الكلام .. هي بقت مراتي وعلى اسمي مش لسه بنتك وفي بيتك اسطواناتك دي تنساها خالص ... لأن أنا مش هقبل بكدا أبدا..
مسح شريف على شعره بقوة وهو يرمق جبريل بغل وڠضب ويكبح زمام غضبه كي لا يفرع سلاحھ في رأس هذا الحقېر..
ومن موجة عاتية لماء ساكن هكذا تحولت ملامح جبريل وهو ينظر لقطوف بينما يقترب منها يأخذ حقيبتها ويجرها قائلا
يلا بينا على بيتنا
 

تم نسخ الرابط