رواية مقيدة بأصفاد مخملية
المحتويات
اليومين دول!
أنا بس بهزر..
ارتسمت الراحة فوق معالم الجميع فيما عدا جبريل الذي بقى ينظر لها بتوعد وشړ..
نقشت قطوف توقيعها وجعلوها تغمس اصبعها في هذا الحبر الأزرق وتطبعه فوق الأوراق لتصبح زوجة جبريل رستم بشكل رسمي وشرعي..
ابتسمت الجدة بسعادة وتنهدت بارتياح ثم نظرت لعبير والدة قطوف وقالت
قطوف مرتاحة صح يا عبير هي راضيه بجبريل أنا كنت حاسه إنها مايله ليه..
طبعا يا أمي أنت عارفه محدش يقدر يجبر قطوف على حاجة وقطوف بتحب البساطة ومش بتحب شغل الفوارق الطبقية وكانت على خلاف مع شريف عالطول علشان الموضوع ده وحتى هي كانت بترفض الجواز بالطريقة دي أنت عارفه إن مكانش رفض شريف لواحده..
أشرق وجه الجدة بسعادة وفرحتها تملأ ما بين خوافق السموات والأرض..
ظلت تنظر تجاه قطوف وجبريل لتقول بأعين لامعة
في الأسفل كان جبريل يتلقى التهاني بوقار ونظرات قطوف الحادة المتقدة مسلطة نحوه..
تركتهم وصعدت للأعلى وهي تنظر لوالدتها بعتاب صامت اتجهت نحو جدتها التي احتضنتها بحنان وتعلق
مبارك يا ست البنات .. وعقبال الفرح وبيوت الهواري تتملى بالفرح علشان قطوف..
هتوحشيني أووي يا سلطانة فريال إن شاء الله مش هغيب عنك ومتنسيش تدعيلي..
دعيالك يا حبيبتي دايما ...أوعي متجيش ليا كل يوم .. مين هيهتم بيا يا قطوف..
خرج صوت ميرا شقيقة قطوف تقول بعتاب
وإحنا روحنا فين يا جدتي يعني إحنا مش بنهتم بيك..
بس مش زي قطوف..
اقتربت قطوف من شقيقتها ميرا وأردفت
خدي بالك من السلطانة فريال يا ميرا ومن ..
صمتت وأكملت بغصة
ومن بابا وماما .. ودراستك أنت وروزان..
نظرت لها ميرا بحزن وكادت أن تتحدث لكن رددت قطوف وهي تساند الجدة
أنا هوصل جدتي أوضتها علشان ترتاح شوية قبل ما أطبق هدومي في الشنطة وأمشي..
تبادلا ميرا وروزان نظرات الحزن مع والدتهم التي تشعر وكأن جبل يجثم على صدرها..
مددت قطوف جدتها فوق الفراش وقامت بتدثيرها جيدا ثم انحنت تطبع قبلة فوق جبينها بحنان في حين أغمضت الجدة أعينها وذهبت في ثبات عميق من تأثير الأدوية التي تتناولها..
ألقت عليها قطوف نظرة أخيرة قبل أن تخرج لغرفتها..
رمقتها قطوف بهدوء قبل أن تسحب حقيبة سفر وردية وتضعها فوق الفراش وأخذت تسحب ملابسها تضعهم بداخلها..
رددت ميرا بحزن
هتفضلي كدا يا قطوف..
لم تنقطع قطوف عما تفعل وواصلت وضع ملابسها لكنها هتفت بسخرية
وعيزاني أعمل أيه يعني يا ميرا أيه شيفاني طالعه رحلة...
استقامت ميرا واقتربت منها تختلس النظرات لأعين قطوف وقالت وهي تمسك يدها برفق
قطوف ... أكيد بابا عنده غرض من كدا أنت مش تايهه عن شريف الهواري وكون إن يوافق على جبريل دا يأكد إن في حاجة كبيرة جدا..
بابا بيحبنا وإحنا غاليين عنده حتى لو فارض علينا قيود أنت مش قبلاها..
هي تبغض البكاء والضعف وعرف عنها التمرد والقوة لذلك كتمت رغبة ملحة في البكاء بداخلها وهتفت برفض قاطع
واشمعنا أنا ... وغرض أيه!!
أكيد غرض يخص الشغل والعالم إللي إحنا عايشين فيه إللي كله أذية..
وأنت قولتي أنا إللي مش قابله القيود دي ولا قادرة اتأقلم عليها أنتوا قابلين وكمان مرتاحين وعاجبكم تكونوا في العالي والكل يبص لكم من تحت .. لكن أنا مخڼوقة وكل حاجة خنقاني يا ميرا وجوازي بالطريقة دي مش مقبول أبدا ومن مين من واحد الغرض من جوازه مني المصلحة وإن يستفيد من اسم شريف الهواري..
نظرت لها ميرا بأعين ضيقة ثم أردفت
بس دا جبريل يا قطوف وأظن يعني أنت....
قاطعتها قطوف بوجه ملامحه متشنجة من هذا الحديث التي تتلوه شقيقتها على مسامعها دائما
متكمليش يا ميرا ومتصدقيش أوهام قولتلك كذا مرة...
وأكملت وضع ملابسها وأخذ جميع أشياءهم وقد أعلنت غلق الحديث في هذا الأمر...
بالأسفل انصرف الجميع وبقى جبريل بمقابل
متابعة القراءة