رواية مقيدة بأصفاد مخملية

موقع أيام نيوز


يعني لما تنتهي نقدر بقى نعملك فرح ونفرح بيك وأجهزك..
لم ترد قطوف أن توضح لجدتها الأمر وتخبرها بالصحيح انحنت تقبل رأسها بحنان وتنظر داخل عينيها الكهرمانية التي ورثتها عنها قطوف واحتضنتها بشدة قائلة بنبرة مهزوزة
طبعا يا سلطانة فريال هو أنا أقدر أعيش من غيرك كل يوم هجيلك هنا أقضيه معاك...
أخذت يد الجدة تسير على شعر قطوف العسلي الثائر والمموج بنعومة وتتحسس غرتها التي تسقط على جبينها وجانبي وجهها فكانت في غاية البساطة والفتنة..

أنا متأكدة إن جبريل بيحبك وأكيد شريف عرف إن هو بيحبك علشان كدا وافق..
والله كنت عارفه إن رفض شريف لجوازك من ناس كتير أوي كدا وراه سر كبير والحمد لله طلع إن هو عايز يسلمك للي بيحبك بجد وهيصونك مش هيتجوزك علشان فلوسك واسمك..
أغمضت قطوف أعينها پألم وقبضة قاسېة تعصر قلبها فها هي توضع من جديد أمام قيد آخر..
والأكيد أنها لن ترضخ أبدا ولن تخرج من تلك المعركة خاسرة..
نعم إنها بالنسبة لها معركة..
قطوف أنت إللي بتعمليلي كل حاجة وبتهتمي بيا وتقعدي معايا .. متغبيش عني..
ابتسمت قطوف بتوسع وقالت بحنان
أنا معاك عالطول يا تيتا ومش هسيبك وماما وروزان وميرا مش هيسبوك خالص في الوقت إللي مش هكون فيه هنا متقلقيش..
طبعت الجدة قبلة فوق رأس قطوف وداخلها مغمور بالخۏف فهي متعلقة بقطوف بشكل خاص جدا وروحها متعلقة بها بشدة..
في هذا الأثناء دلفت عبير للغرفة لتهتف بأنفاس منقطعة
أنت هنا يا قطوف .. يلا يا بنتي علشان تلحقي تلبسي..
جاءت تعترض لكنها كتمت إعتراضها بأخر لحظة حين أدركت تواجدها بجانب جدتها التي سارعت تقول بسعادة
يلا بسرعة يا قطوف البسي ووريني وتلبسي فستان أبيض .. يلا يا عبير روحي جيبي لبسها علشان تلبس هنا وأشوفها..
كظمت قطوف غيظها وقبضت على كفيها بشدة حتى أبيضت مفاصلها ورمقت والدتها بوجه معقود..
كتمت عبير ما بقلبها ونظرت لها بحنان وحزن قبل أن تنصرف لتحضر ملابس تلك الغاضبة..
في الأسفل كان يجلس بكبرياء وشموخ أمام شريف الذي يرمقه بسخط واضعا قدما فوق الأخرى في حالة إسترخاء وهدوء..
اعتدل جبريل وقال بإبتسامة واسعة
يلا يا شيخنا .. توكل على الله علشان أخد عروستي على بيتي..
رماه شريف بنظرة ڼارية متوعدة في حين شرع المأذون في إلقاء كلماته وإبرام الزواج...
لتصبح قطوف زوجة جبريل شرعا...
في الأعلى كانت تشاهد ما يحدث بثبات خارجي بجانبها جدتها ووالدتها وشقيقتيها روزان وميرا...
تقف تنظر له بنظرة غاضبة محتقرة وهي تعلم غرضة من هذا الزواج ومن المؤكد أنه هدد والدها بأمر ما .. لكن أوالدها من الأشخاص الذين يخضعون لټهديد من رجاله الذين يعملون لديه..!
ترتدي فستان أبيض رقيق واسع من قماش حريري منتفخ الذراعين ومطرز من فوق الصدر برقة على هيئة فروع أشجار تمتد حتى الكتفين واكتملت طلتها بحجاب أبيض صغير داخل عنق الفستان .... وقد ارتدت ما ارتدته إكراها رغما عنها لأجل جدتها فقط..
رفع رأسه للأعلى صدفة لتقع أعينها فوقها فيبتسم لها بهدوء لكن كانت لها إبتسامة أشعلت نيران الڠضب بقلبها وهي تتوعده بالويلات..
عندما نادها والدها هبطت بشموخ وكبرياء تقترب منهم وهي تلحظ إبتسامته السمجة وبأعينه تلك النظرة المنتصرة..
جلست بجانب والدها الذي قال بحنان
تعالي يا حبيبتي..
وقال المأذون بهدوء وهو يشير لها نحو موضع التوقيع
إمضي هنا يا عروسة..
رفعت أنظارها لهذا البارد الجامد وتتأمل جلسته المستريحة الظافرة وكأنه حصل على مبتغاه أخيرا نظرت له بتحدي ثم ابتسمت بينما تترك القلم وقالت ما جمد أوصال الجميع وجعل أعين جبريل تتوسع پصدمة وڠضب
ولو قولتلك إن الجواز ده بالإكراه وڠصب عني يا فضيلة المأذون .. همضي بردوه.!!
مقيدة بأصفاد مخملية 
الفصل الثالث ٣
اصفر وجه شريف وهو ينظر بعدم تصديق لقطوف التي تجلس هادئة في حين بقى جبريل ساكنا ينظر لها نظرات حادة ويناطح التحدي الصارخ فوق ملامحها..
ظل المأذون يوزع أنظاره بينهم مستنكرا ما يحدث..
تسائل بدهشة
الكلام ده مظبوط يا شريف بيه..
رفعت قطوف رأسها للأعلى لترى جدتها التي تقف تستند على شقيقتها قد شحب لونها وبدى عليها الصدمة حولت قطوف أنظارها نحو المأذون ثم توسعت إبتسامتها وقالت ضاحكة
أنت صدقت يا حضرة المأذون ولا أيه هو بقى في جواز ڠصب
 

تم نسخ الرابط