مهران
عمر قليلا عن تاريخ عائلته .. وعن جدوده .. وكيف وصلوا من الحضيض الى القمة .. كانت ياسمين مبهورة بما تسمع وأعجبت للغاية بتاريخ كفاح جدوده .. وبدا عمر معتزا بجدوده وهو يتحدث عنهم .. لمست جانبا جديدا فى زوجها .. وفرحت أن الحديث قربها منه خطوة أخرى
دخلت غرفتها تلك الليلة وهى تشعر براحة أكبر من الليلة الماضية .. رأت حقيبتها التى مازالت لم تفرغها موضوعه على الأرض بجوار السرير .. فحملتها ووضعتها على السرير وفتحتها .. أخرجت ملابسها وفتحت الدولاب لتضعه فيه لكنها شهقت فى دهشة .. وجدت فستان عرس أبيض اللون .. مرصع ومطرز .. كان شكله يخطف الأبصار .. تركت ما بيدها وتلمسته كان ناعما للغاية .. أخرجته من الدولاب ونظرت اليه فى دهشة .. كم حلمت بإرتداء هذا الفستان الذى حرمت نفسها منه فى زواجها الأولى .. لأنها لم تكن تشعر ببهجة العرس .. وضعته مرة أخرى فى الدولاب وأنهت افراغ حقيبتها ثم استسلمت للنوم وابتسامة صغيرة مرسومة على ثغرها
فى اليوم التالى اتصلت كريمه ب
عمر الذى استيقظ من نومه على صوت جرس الهاتف قالت
مبروك يا حبيبي عليك انت وعروستك
الله يبارك فيكي يا ماما
فين ياسمين اديهالى أكلمها
توتر قليلا ثم قال
هى مش جمبي دلوقتى .. شوية وهخليها تكلمك
طيب يا حبيبى .. أنا بس كنت عايزة أقولك اعملوا حسابكوا انى هعملكوا حفلة كبيرة هعزم فيها صحابنا وحبايبنا .. شوفوا انتوا المعاد اللى يناسبكوا
قال عمر بدهشة
حفلة ليه
ايه اللى حفلة ليه .. انت تسمع اللى أن بقولك عليه مش كفاية جوزت ابنى الوحيد سكيتي
خلاص يا ماما زى ما تحبي .. بس مش دلوقتى يعني سبينا شوية كده
أنا قولت ان انتوا اللى هتحددوا المعاد اللى يناسبكوا .. بس متتأخروش عايزينها بسرعة عشان كل اللى يعرف انك اتجوز يزعل مننا .. ويفتكر اننا عملنا فرح ومعزمنهوش
حاضر يا ماما هشوف ياسمين ونحدد معاد
خرج عمر من غرفته واتجه الى غرفة ياسمين .. طرق الباب كثيرا ولم تجب .. فتح الباب فلم يجدها فى غرفتها .. نزل لم يجدها فى المنزل .. أخبرته الخادمة الجديدة والتى كانت سيدة فى العقد الخامس من العمر أنها قالت انها تتمشى قليلا فى المزرعة .. صعد عمر وارتدى ملابسه وخرج .. علم أنه سيجدها هناك .. عند شجرته .. وكان مصيبا .. رأته فابتسمت .. اقترب منها بإبتسامه قائلا
عرفت انى هلاقيكي هنا
أشارت الى الشجرة قائله
دى خلاص بقت شجرتى
قال بمرح
نعم .. دى شجرتى أنا .. شجرتك منين
قالت بمرح ممثال
أيوة شجرتى عندك شجر كتير فى المزرعة .. لكن دى حبيتها من أول ما جيت المزرعة ومش بحب أعد الا فى ضلها
جلس بجوارها على الجذع وقال
على فكرة بأه أنا اللى زرعت الشجر دى
قالت بعدم تصديق
يا سلام .. بجد
أيوة والله أنا اللى زرعتها .. اتأكدتى بأه انها بتاعتى
قالت بعند مازحه
مليش دعوة برده دى شجرتى
طيب وأنا مستعد أخليكي انك تشاركيني .. زى ما بتشاركيني حياتى
ابتسمت ونظرت اليه قائله
انا شوفت فى دولابي فستان .. فستان فرح
أيوة ده فستانك ..
ابتسمت قائله
وعرفت مقاسي منين
من فستان ريهام اللى اديتيه ل كرم .. انتى وأختك نفس الطول ونفس الوزن تقريبا .. لو مش مظبوط عليكى قوليلى وأنا أجيب واحدة تعدلهولك
قالت بصوت خاڤت
ما قستوش
قال بهمس
وأنا مشتاق أوى انك تلبسيه وأشوفه عليكي .. بس متلبسيهوش أدامى إلا لما تحسي انك مستعده انك تكونى عروستى أكمل هامسا
أنا بحبك أوى
تسارعت ضربات قلبها مرة أخرى .. اقترب منها أكثر .. فجأة رن جرس هاتفها ليقطع سحر تلك اللحظة .. نهضت من على الجذع والاحمرار يغزو وجهها وقالت بسرعة دون أن تنظر اليه
دى ريهام هروح أكلمها من البيت
مشت فى اتجاه المنزل وهى تحاول تنظيم ضربات قلبها .. ردت على أختها
سمسمة حبيبتى صباح الخير
صباح النور يا ريهام
ايه أخبارك النهاردة
تمام الحمد لله
مال صوتك .. متوترة كدة ليه .. اخانقتوا ولا حاجه
ابتسمت ياسمين قائله بصوت مضطرب
لأ .. لأ .. متخانقناش .. عادى يعني .. مش متوتره .. عادى
ضحكت ريهام قائله
عيني عليكي بارده
ريهام بطلى
طيب أنا حبيت أطمن بس مكنتش أعرف انى بتصل فى وقت مش مناسب
ياسمين پغضب
ريهام لو مبطلتيش هقفل
استمرت ريهام فى الضحك قائله
أنا اللى هقفل أنا مش فضيالك .. يلا سلام
اقترب منها كرم قائلا
بتكلمى مين
ابتسمت قائله
ياسمين كنت بطمن عليها
جذبها من يدها قائلا
طيب تعالى أقولك كلمه سر
هتفت قائله
هو انت لسه فى عندك أسرار
ضحك قائلا
يووووووه كتير أوى تعالى بس وأنا أحكيلك
توجهت ياسمين الى المطبخ .. لتعد مع الخادمة طعام الغداء .. أرادت أن تطبخ بيدها .. لترى رأسه فى طعامها .. عاد عمر ليجدها فى المطبخ نظر اليها بخبث وغمز يعينه
احمرت وجنتاها مرة أخرى وتجاهلت النظر اليه .. فقال
بتعملى ايه
بحضر الغدا
اقترب منه مبتسما
يعني هتأكليني من ايدك النهاردة
أومأت برأسها مبتسمه .. فابتسمت الخادمة وخرجت من المطبخ .. فنظر اليها