رواية عقوق العشاق للكاتبة هدى زايد من الفصل الالحادي عشر لـ الفصل العشرون
المحتويات
أن جاء عنق الزجاجة تجاه مرة أخرى فقالت بجدية
بما إنك مكنتش لاقي الوقت تحب وتتحب يا صهيب خلينا نعرف موصفات زوجتك المستقبلية
رد صهيب ببساطة شديدة قائلا
موصفاتها تكون صبورة عليا تشاركني كل أحلامي تسمعني لما ابقى عاوز اتكلم كتير وتتقبل إن مش حابب اتكلم في الوقت دا غشان مخڼوق ضيفوا فوق كل دا إنها تكون نسخة من فيروز بصراحة نقسي اكرر علاقة بايا وماما مع مراتي المستقبلية حتة الاحترام والحب العقل والجنان ماما قدرت تفهم بابا رغم تركيبة شخصيته الغريبة والمعقدة و....
ما تقولش على سولي معقد
مش قصدي إن بابا معقد يا صبا قصدي انه مزاجي اوي وكل يوم بشخصية وحال تاني ماما بتقدر تفهم دا بسرعة اوي وتتجاوب معاه فهماني أنا عاوز اقول ايه
ردت صبا بتفهم وقالت
بس اعتقد يعني زي ما أنت عاوز فيروز تاني في حياتك لازم تكون أنت كمان سلطان رقم اتنين هتكون معادلة صعبة ويمكن صعب تنجح لأن من وجهة نظري مافيش نسخة تاني من سلطان البغدادي
وأنا هكون مبسوطة من كل قلبي لو سولي وافق يتجوزني على عمتي عادي وصدقني هساعدك تلاقي العروسة المناسبة ليك وهتكون شبه فيروز كل واحد مننا عنده مهمة صعبة محتاجة دعوات مصر والمانيا عشان ينجح بعدها
بيجادعن صمته ليعلن عن وجوده أخيرا وقال بنبرة حادة جاهد ليخفي غيرته الواضحة وضوح الشمس وقال
هي اللي اللعبة مش سؤال واحد بس ولا هي مليون سؤال لنفس الشخص !!
جذب نوح الزجاجة وبدأ يلفها لتتوقف عند
مراد وقال
محامي العيلة يا رافع راسنا احكي لنا عن اغرب قضية مسكتها وقلنا كسبتها ولا خسرتها !
أنا بقل لك احكي لنا مش ارجع بالذلكر لخمسين سنة ورا !
تنحتح وقال بجدية قائلا بصوت هادئ ونبرة تملؤها الاشتياق لرؤيتها
هي كانت قضية غريبة شوية مش تخصصي المفروض إن أنا اللي انقذها لأني محامي بس في الحقيقة هي اللي انقذتني
هي مين القضية !
اجابها مراد بجدية متجاهلا سخريتها وقال
لأ صاحبة القضية
حثته صبا على الحديث أكثر أن يكشف بعض التفاصيل عن هذه الفتاة وقالت
طب ما تحكي لنا عنها
رد مراد بإبتسامة جانبية على ثغره وقال بمرارة
اظن كلكم تعرفوا حكايتها وعارفين سبب رفضي للجواز لحد دلوقتي عشانها
تفتكر في حد في الدنيا دي يستاهل ندفن نفسنا عشانه !
كانت إجابة مراد شرارة لكل عاشق وعاشقة جالسان في هذه الجلسة اطلق تنهيدة تعبر عن مايجيش بصدره ثم قال وعيناه تجاهد حتى لاتنساب دموعه من فرط شوقه وحبه لها
صدقني يا بيجاد الحب الحقيقي هو وبس اللي يستحق يعيش لسنين وفي كتير يستاهلوا إننا نضحي عشانهم وهي كانت الإنسانة اللي تستحق اضحي عشان في ناس جت الدنيا دي عشان تحب وتتعذب وبردو ماتاخدش اللي بتحبه وأنا كنت واحد منهم
رد شاهين وقال بجدية رافضا وجهة نظر أخيه
أنا عن نفسي لو لقيت الحب دا مستحيل اسيبه لو إيه اللي حصل أي حد بيحبني هايتمنى لي الخير وكون إن امي ترفض الإنسانة اللي بحبها عشان هي شايفة إنها متستحقش تكون مراتي لأي سبب من الأسباب يبقى فعلا الإنسانة دي متسحقش تبقى مراتي لأني ماعافرتش عشانها واتحديت الدنيا وقلت لأ
ابتسم مراد ملء شدقيه وقال بتساؤل
هو أنت فاهم يا شاهين إني متجوزتش البنت دي عشان ماما وبابا رافضين الجوازة !
سألته صبا بفضول قائلة
اومال متجوزتهاش ليه لو مكنش هما السبب !
أجابها بقلب مفطور وأعين لامعة بالدموع وقال
عشان سابتني ومشيت ومعرفش عنها حاجة مشيت عشان متبقاش سبب في إني اقاطع اهلي بسببها عشان أمي وابويا استكتروا عليا السعادة وشوفها عليا كتيرة مع إن أنا مطلتبش من ربنا غير القليل وبس .
ختم حديثه قائلا بمرارة في حلقه
للأسف يا نوح خسړت أهم واصعب قضية في حياتي ومن بعدها مش عارف اكسب حاجة تاني
لا أحد يعلم التفاصيل حول قصة مراد وحبيبته ولماذا ترفض والدته هذه الزيجة لكن مايعرفونه جيدا أن فعل ما بوسعه حتى يجدها وفشل في ذلك انتهى الجلسة بعد أن تبادلوا الاسئلة بينهم وبين بعضهم البعض تفرقت الاحفاد باحثين عن ما يشغلهم عن اوجاعهم والبعض الآخر فضل الإعتزال في غرفته أما مراد قرر أن يصنع قدحا من القهوة ثم يذهب لمكتبه غير خططته وقرر المبيت في منزل جدته جاءت خالته
فيروز تسأله عن سبب اضطرابه عن الزواج كمحاولة جديدة منه لتغيير رأيه بعد توسل والدته لها جلست معه في شرفة الردهة وقالت بإبتسامة واسعة
زمان كنت تحت البيت وستك كانت تبص عليا وتقولي يلا يا فيروز عابد اخوك زمانه راجع من الدرس وهيزعق لك اقولها حاضر خمس دقايق والخمس دقايق بتوعي دول يبقوا ساعة ولاساعتين وفجأة الاقي عابد في وشي
رد مراد بإبتسامة وقال
كان بيضربك !
عمره ما مد ايده عليا ولا أنا صغيرة ولا أنا كبيرة خالك عابد طول عمره حنين على الكبير قبل الصغير
طب وخالي مالك
ردت بإبتسامة عريضة عريضة قائلة
خالك مالك حنين اكتر منه وغلبان وفي حاله طول ما أنا بعيدة عنه
تابعت بنبرة صادقة قائلة
الشهادة لله أنا كيادة بردو بيبقي قاعد في أمان الله فجاة انكشه ويتقلب زي العفريت ويفضل يتنطنط اجري على عابد كأني معملتش حاجة يقوم عابد مزعق له ويقل له ملكش دعوة بيها يقل له دي بتغظني ياعابد يرد ويقول دي عيلة صغيرة هتغيظك ازاي متعملش عقلك بعقلها أختك الصغيرة
تنهدت بعمق وهي تضع يد فوق الأخرى وقالت
وفضلت الصغيرة الدلوعة لحد ما بقى عندي صهيب ماشاء راجل قد الدنيا
رد مراد بحنو وحب قائلا
وهتفضلي الصغيرة يا روزة قلوبنا لحد العمر مايخلص
ربتت على خدها الأيسر وقال بحنان
ربنا يبارك في عمرك ياحبيبي
اختفت الإبتسامة وفجاة وتبدلت لأخرى حزينة على حاله الذي آل إليه وقالت
متتجوزش يا مراد طول ما أنت مش لاقيها أوعى تتجوز أنا كنت جاية عشان اقنعك توافق على العروسة اللي امك اختارتها لك بس دلوقتي بقولك بلاش
خالتي أنا
اسمعني يا ابني أنت زيك زي صهيب بالظبط ويمكن أغلى أنت فرحة البيت الأولى أنت جيت والهنا والسعد جه معاك اوعى تقول على نفسك ملكش حظ زي ما بتقول دايما أنت حظك في الدنيا بتاخده لأخر لحظة
محصلش يا خالتي أنا قليل
متابعة القراءة