رواية عقوق العشاق للكاتبة هدى زايد من الفصل الالحادي عشر لـ الفصل العشرون
المحتويات
جادة صارمة خالية من أي شفقة ولا رحمة .
سألها بهدوء البساطة
ليه يا صبا
عشان أنت راجل زي السكر و عشانك انا عديت الموضوع لكن متوصلش بي الوقاحة انه يدخل أوضتي الساعة 3 الفجر يصحيني عشان احضر له الأكل بتاعه فين و ليه !! هو أنا كنت مراته و أنا معرفش أنا بابا لو عرف اللي حصل هايبهدلني
وضع سلطان قدح القهوة الفارغ على سطح المنضدة وقال بهدوء مؤيدا حديثها
ومعلش يعني هو كل اللي راح المانيا و لا اتولد فيها قليل الأدب طب ما أنت اهو ياعمي بسم الله ماشاء عليك قمة الأدب والاحترام
ربنا يعزك ياصبا حقيقي مش عارف اقل لك إيه
خلاص كل اللي في قلبه حاجة عن ابني قالها !!
ولا لسه في حاجة
قالتها فيروز وهي تلج حاملة بين يدها صحن من الحلوى ناولته لزوجها بيد و بالأخرى ضغطت على كتفه بغيظ شديد.
حوش يابت الادب اللي أنت في
أنا يا عمتي مش محترمة
ايوة بتقولي لي يا فيروز من غير عمتي
أنااا
ايوة انا فاكرة لما كنتي صغيرة وبتجري علياوأنت عندك 5 سنين وتقولي يا روز
قاطع هذه المشاجرة التي لن تنتهي ما لم يتتدخل أحدهم فقرر أن يتولى هو هذه المهمة وقال
نعم ياعمو
دا قلب أمه مينفعش أبدا تغلطي في و لا تتكلمي عنه دا دلوع مامي دا يعني لو بس اتكلمتي عنه جبال كلام جميل وقلتي عليه حرف واحد غلط هتقلب عليك و تنسى انك بنت اخوها دي بتنسى اني أنا جوزها تخيلي هتعمل ايه فيك
لأ انا عڼيفة معاه أنا ببهدله اوي أنت متعرفش انا بعمل إيه معاه جوا عقلي
طبعا طبعا !!
بعد مرور عدة أيام
ولجت صبا وهي تبحث عن والدها فهو ملجأها الوحيد من بين براثن أختها وجدته في شقة الجدة يتحدث معها جلست وهي تكاد تبكي من فرط غيظها الشديد سألها بهدوء قائلا
يابت اشرحي لي واحدة واحدة إيه اللي حصل !
بص يابابا أنا قلت لها خلاص ياربى عشان أنت اختي وتوأمي هاسيب لك في طقم هعمله 200 جنيه مصري وقلت اتعامل معاها بالمصري واحنا اخوات كدا أنا غلطانة
المشكلة يابابا ياحبيبي إن انا الحمد لله ربنا وسعها عليا وشغلي بدا يسمع ومحتاجة لمخزن عشان احط في حاجاتي قلت لها ياربى أنا هاخد منك الاوضة دي بما إنها فاضية وهادفع لك ياستي اللي تطلبي
قالت لي عاوزة 5الف
5الف جنية ليه ياربى كتير في دي ملهاش حق
خلاص أناهتكلم معاها لما تيجي لو قفلت معايا هابقى افتح لك عيادتي اللي هنا من غير اي مقابل يا حبيتي
ماهي المشكلة كلها على عيادتك يابابا !!
ازاي مش فاهم !
الهانم قالت لي أنا وتيم تعالوا نفتح العيادة بتاعت بابا ونستغلها بدل ماهي مقفولة كدا رفضنا وقلنا هتبهدلنا قامت هي فتحتها واخدتها لحسابها وبتأجرها لنا بالساعة او اليوم
عيادة مين اللي بتأجروها بالساعة !
بتاعتك يابابا ركز معايا
طب ولما أنا احب ارجع اشتغل دكتور اشتغل فين
ما انا سألتها وقالت لي ساعتها ابقي أأجر له المطبخ والحمام يفتحهم على بعض واهو كله لوجه الله
ولاد وزعوا عيادتي وانا عايش طب لما اموت هيعملوا إيه فين اختك يا بت بقي بستكتروا عليا حتة العيادة اللي حيلتي دا هروح فيكم في داهية
تابع حديثه قائلا بجدية
هاتي اختك على التليفون خليني أكلمها
تراقصت أناملها لوحة المفاتيح لحظات وكانت ربى ترد عليه من الجهة الأخرى استمع إليها حتى انتهت ظنت صبا إنه سيكون قاسېا لكنها تفاجأت به وهو يقول برجاء
احنا عشمانين في كرمك يا ربى هانم طبعا كرم اخلاقك دا مش هننساه
إيه يا بابا دا أنت شوية وهتروح تكتب لها هدومك اللي فيي الدولاب عشان ترضى عننا فين يابابا القسۏة اللي وعدتني بيها عشان ترجع حقي
اخرسي يا بت ربى بنتي الحلوة ومش هاتقول لأ إيه قلت لأ طب إيه رأيك بقى أنا هنزل الشغل وافتح العيادة وابقى وريني هاتعملي إيه ويبقى القانون كما هو عليه وعلى المتضرر اللجوء لولاء سلام يا قلب ابوك
نظر عابد لابنته وقال
خدي الأوضة اللي جنبك المطبخ ولا زنقت معاك اوي يعني ابقى خدي الحمام
هي دي الشدة اللي هاتكلمها بيها يابابا في الآخر أوضة صغيرة !!! لأ قاسې فعلا .
داخل شقة ملك وأمجد
كانت تحضر له وجبة العشاء وعلى ثغرها إبتسامة واسعة ابتعدت قليلا لتقلي نظرة تفقدية قبل أن تتجه نحو غرفتها لتبدل ملابسها غادرت الردهة سريعا متجهة لغرفة النوم في نفس اللحظة التي ولج فيها زوجها
حاملا معه باقة من الزهور الحمراء اطلق صافيرا عاليا ما إن وجد الردهة مزينة بالورود والعشاء موضوعا على المائدة بشكل جذاب
اتجه نحو الغرفة بخطوات هادئة و هو يحاول قدر المستطاع أن لا يصدر صوتا كانت تقف أمام الخزانة تضع ملابسه حسب أولوياتها
حاوط خاصرها بقوة ډافنا وجهه في عنقها استوقفته بصوت ضعيف محاولة فك قبضته ولكنها لا يستمع لحديثها نجحت في فك يده من حول خاصرها لتحاوط هي عنقه محدثة إياه قائلة بدالا بالغ
عندي ليك مفاجأة حلوة اوي ومتأكدة إنها تعجبك
سألها وهو يقترب من ملامحها ببطء يكاد ېقتلها وقال
احلى منك ! مستحيل !
أجابته وهي تقترب من أذنه هامسة بسعادة قائلة
أنا حامل
سقطت الزهور من يده لجمت الصدمة ابتلعت ملك لعابه من إثر تأثير مفاجأتها عليه سألها بهدوء
ملك أنت بطلتي تاخدي الحبوب صح !
ردت ملك بنبرة صادقة قائلة
المفروض اكدب عليك واقول نسيت بس أنا مكنتش باخد حبوب منع الحمل غير أول شهر بس و بطلته لما عرفت إن ممكن يسبب لي مشاكل كتير طالما مخلفتش قبل كدا
تابعت حديثها وهي تقوده لحافة الفراش اجلسته ثم جلست على فخذه وقالت
قلت لنفسي خلاص هبطل الحبوب واحاول ابرر لك بأي حاجة بس ربنا كان لي رأي تاني وفضلت أربع شهور من غير حمل حتى لما بطلت الوسيلة
عاتبها امجد قائلا بنبرة حزينة قائلة
ليه يا ملك له وأنا كنت صريح معاك من البداية وقلت لك إن مش عاوز اخسرك زيها
احتوت وجهه بين كفيها وقالت بإطمئنان
حبيبي دي اعمار والأعمار بيد الله اللي حصل لها دا مش شرط يحصل مع كل حامل
وبعدين بدل ما أنت اللي تتطمني أنا اللي بطمنك عشان خاطري يا امجد افرح بالخبر الجميل دا
تابعت حديثها وهي تضع يدها على باطنها وقال
ومتكسرش فرحتي بابننا
وضع امجد كفه فوق كفها الصغير سحبت يدها وضعت يده هو ليشعر بابنه الذي ينبض داخلها نظر لها ثم عاد ببصره
متابعة القراءة