رواية عقوق العشاق للكاتبة هدى زايد من الفصل الالحادي عشر لـ الفصل العشرون
المحتويات
علي سطح المنضدة ولم يأتي على باله أن والده سيعود من جديد للتدخين رغم التحذيرات الواضحة من الأطباء له .
حالة من الصمت التام احتلت المكان حتى كسره عابد بسؤاله عن ابن أخيه قائلا
فين ابن عمك يا تيم
مين فيهم
نوح
قاعد جوا مع تيتا وعماتي
نادي لي عليه وخلي يجهز عشان هنخرج
خير يا بابا
بعد مرور عدة دقائق
كان نوح أمام عمه بكامل أناقته نظر له عابد وقال بعتذار
خذلتك للمرة التانية وبنتي خذلتني للمرة اللي تعبت في عدها حقك عليا يانوح
ابتسم نوح رغم مرارة حلقه وحزنه الذي يكسو قلبه وقال بهدوء
ولا يهمك ياعمي كل شئ قسمة ونصيب والظاهر إن ربى مش نصيبي أنت عمي وهي أختي ومافيش حاجة حصلت .
صبا أم لا لكنه تفاجئ به يستوقفه قبل أن يلج شقة جدته وقال
صهيب
استدار له وقال بإبتسامة عريضة
نعم يا خالو
هتف عابد على ابنه ليأتي بخاتم الخطبة والهدايا التي أتى لها بها خلال الشهر الماضي وضعها بين يده وقال بجدية مشددا على كلماته أمام الجميع
نظر ل نوح وصهيب وقال باسما
أنتوا هتفضلوا ولادي وأنا هفضل أب ليكم مش خال ولا عم ومش معنى إن الخطوبة ماتمتش لحد منكم إنكم تبعدوا عني لأ أنتوا ضهري وسندي زيكم زي تيم بالظبط.
تلك الجملة كانت كفيلة بأن تجذبه لحضنها وتخفف عنه لكنه أبى أن يضعف وقف عن الاريكة وغادر البيت عاد لمحل عمله الجديد وبدأ في تحضيرات الاحتفال بهد مرور وقت طويل من العمل نال منه التعب جلس على الارض مسند برأسه للخلف نظر لخاتم خطبته الموضوع ببنصره وابتسم بمرارة
ترى هي استمعت لمشاجرته التي نشبت بينه وبين والديه عندما أتت فيروزته وقالت أن أخيها قام بسبها والسبب في ذلك تسلق ابنها على قلب ابنه الملكوم وخطبة صبا رغم تحذيرات سلطان
صبا صبا صبا كل حاجة صبا مين قال إني بحب صبا وعاوز اتجوزها ليه بتتخانقي مع اخوك ولا بابا محدش يعمل موضوع من مافيش
رد سلطان وقال بحدة واضحة في نبرته
نعم!! دا العيلة كلها عارفة إنك بتحبها دا البنت نفسها فاهمة كدا
يبقى فهمت غلط يابابا
غلط في عينك هي قلوب بنات الناس لعبة في ايدك ولا ايه ولما رحنا نكلم خالك عابد عشان نخطبها ولما لبسنا الدبل وحددنا معاد الخطوبة ولما أنت كل يوم تكبمها لحد الفجر كل دا كان غلط !!
بابا دي حياتي وأنا حر فيها أنا اتعرفت على صبا ولقيتها مش مناسبة لي ارجوك يابابا كلم خالي وعرفه إن مافيش نصيب بنا وياريت بلاش تتخانق مع ماما ولا أنت ماما تتخانقي مع خالي و...
وقف سلطان وقال بنبرة حازمة
أنا مش هكلم حد بس خليني اعرفك حاجة واحدة بس إن خسړت صبا المرة دي لو عشت عمرك كله مش هتعرف تعوضها البنت دي خسارة فيك مش أنت لا وبيجاد كمان واي حد مش عارفة إنها جوهرة للأسف بنات عابد ملهمش حظ في الحب ولا أنت هتعرف تلاقي حد يحبك قد ما هي حبيتك بجد وبكرا تقول سلطان قال
العلاقة بين صهيب وسلطان لم تكن علاقة أب وابنه بل علاقة اصدقاء من الدرجة الاولى الجميع يشهد لوالده بحسن تربيته وصدقاته مع ابنه وكم تمنوا أن يكون سلطان وفيروز والديه
عاد بذاكرته من الماضي على صوت نوح الذي جلس جواره يحدثه عن احزانه العاطفية نظر له وقال بمرارة
أنا مش هعرف اعوض صبا تاني يانوح
متزعلش بكرا ترجعوا لبعض ياما بيحصل بين المخطوبين
لأ يا نوح صبا مستحيل ترجع لي
إيه اللي مخليك واثق كدا
أنا هاحكي لك بس يفضل سر
هي دي اول مرة يا صهيب يعني !!
نظر له وبدأ يسرد له ما حدث من البداية وحتى هذه اللحظة الصمت كان هو الحالة الوحيدة التي انتابته حين حكى له صهيب مط شفتاه وهو يقول بنبرة حائرة
أنا مش عارف أنت عملت كدا ليه ياصهيب بس بجد ليها حق تسيبك واحدة سمعت بودنها أنك مش حاببها ولا عاوزها منتظر منها إيه غير إنها تقولك خد حاجتك اهي !
انا شاكك إنها سمعت مش متأكد لأن قبل كنا تمام اوي مش عارف اعمل إيه اروح واسالها ولا اسيبها خالص لما تهدأ ولا اعمل إيه
والله يا صهيب أنا زيي زيك مش عارف لو رحت هيبقى رد فعلها إيه بس أيا كان إيه هو هيكون افضل كتير من إنها تعدي المرحلة دي لوحدها ولا أنت إيه رأيك
مش عارف يا نوح بجد مش عارف
بعد مرور اسبوعا كامل
لم يحدث شيئا جديد يذكر سوى تجاوز كل حزين أحزانه وبدء مرحلة جديدة في حياته أم عابد فقرر أن يرتب اوراق السفر ليعود إلى دولة الكويت ليباشر عمله لكنه لم يستطع فعل ذلك بعد أن تم القبض عليه بسبب التوقيع الذي وقعه كضامن لابن اخيه كان نوح يعمل بشكل جيد حتى تعثر في في بعض العقبات كان عمه يظن أنها مثلها كمثل أي عقبة في بداية اي عمل خاص لم يسيطر نوح على الديون التي لا يعرف كيف أتت ولا من أين وقبل أن يكتشف أن والد رامي السبب الرئيسي في حر ق مرزعة نوح التي بالكاد تقف على ساقيها فدمرها له وتركمت الديون من كل جانب قرر أن يبتاع الاشياء اللازمة لتقف المزرعة من جديد لكنه قرر أن يضع عمه في مأزق وهو لايدري بعد أن وقع عابد علي الشيكات تتدمرت المزرعة بالكامل وسقط عابد ونوح ضحېة والد رامي كانت القضية سارية دون أن يعلم أحد بها حتى ليلة الحكم إما أن يدفع نوح أو يسجن عابد
بدأت التحركات من كل حدبا وصوب ولم يجمع أكثر من نصف المبلغ اڼهارت وتين
ما أن رأت نوح أمامها هدرت بصوتها أمام الجميع
مرتاح كدا يا نوح
متابعة القراءة