رواية عقوق العشاق للكاتبة هدى زايد من الفصل الالحادي عشر لـ الفصل العشرون
المحتويات
لم يحدث فيه شيئا جديد يذكر سوى زيارة عابد لابنته بانتظام في بيت جدها علم أن خطيبة ابنه السابقة وافقت على الزواج من ابن عمها بارك لها وتمنى لها السعادة من كل قلبه أما ريان رغم اعتراضه الذي جاهد في إخفائه إلا إنه تظاهر بالسعادة لاحفاده كانت زوجته على حق بل كل الحق حين قالت له يتمهل في الموافقة ولكن مالذي عليه فعله وهو ير تاليا توافق وتخبر الجميع بهذه الموافقة يالها من مسكينة توافق لتنسى ما حدث لها كانت جالسة في غرفتها تتذكر آخر مرة تحدث فيها
بس أنا هتجوزها ياجدو
أنت بتعاندني يا ولد
لا أنا بعرفك بس إن تاليا ليا أنا وبس وأي حد اي حد يفكر ياخدها مني يبقى كتب على نفسه المۏت
ليك ياجدو
أنا ياقليل الادب
مش أنت قلت لي اللي يجي علي حق من حقوقك ماتسبوش غير لما ترجع حقك
وتاليا هي حقي من الدنيا
اه بس انا بقي قلت م هتتجوزها وابوها ساب لي حرية القرار وأنا بقلك م هتتجوزها وهي كبرت في دماغي واللي عندك اعمله
هتعمل إيه يعني هتخطفها
لأ هاجيب لك تيتا جميلة وهي هتعرفك إن تيم لتاليا وتاليا لتيم من يوم ماعينهم فتحت ع الدنيا
ليه يا تيم ياحبيبي بتقفش كدا أنا بهزر معاك إيه محدش يهزر معاك ابدا كدا
هزر في اي حاجة إلا جوازي من تاليا عشان دا موضوع منهي
عادت بذاكرتها للواقع وهي تكفكف دموعها سريعا قبل أن تأمر الطارق بالدخول ولجت جدتها بخطواتها البسيطة وعلى ثغرها إبتسامة واسعة جلست على حافة الفراش ثم مسدت بيدها على ظهر يدها وقالت
ابتسمت تاليا وقالت بإبتسامة باهتة
الله يبارك فيك يا تيتا
تابعت بتساؤل قائلة
هو ليه جدو مش موافق يا تيتا نتجوز أنا وساجد !
ردت جدتها بعقلانية
مافيش يا حبيبتي حد بيتجوز بين يوم وليلة
ايوة يا تيتا الكلام لو حد مننا مش معاه فلوس لكن احنا الحمد لله مرتاحين ماديا جدا ونقدر نتجوز عادي
يا تيتا الزمن غير الزمن وبعدين أنا ساجد عارفين بعض كويس مش....
ردت جدتها مقاطعة بهدوء قائلة
ردت تاليا بتعلثم وهي تشيح ببصرها للجهة الأخرى وقالت
ايه يا تيتا حضرتك بتقولي إيه أنا
ربتت على يدها وقالت بعقلانية
انا فاهماك يا تولي عاوزة تتجوزي بسرعة عشان تقولي ل تيم ابن عمتك أنا اهو اتجوزت قبلك وواحد بيحبني والكلام دا
تيتا
مافيش تيتا أنا كنت شابة في سنك وشفت البنات بتعمل اكتر من كدا بس لا دي اخلاقنا ولا تربيتنا ولا أنا ربيتك على كدا مش عشان ټنتقمي لكرامتك تتدوسي على كرامة ابن عمك واللي المفروض هيبقي جوزك ابوعيالك لو حابة ساجد بجد حافظي على كرامته لأن كرامته من كرامتك ارمي اللي حصلك ورا ضهرك وعيشي وبس لحياتك مش تتدخلي شغل الغيرة في حياتك صدقيني يا تولي م هاتستفادي أي حاجة غير إن قلبك هيوجع وبس
وقفت جميلة عن حافة الفراش وقالت بإبتسامة خفيفة
انا هاقول لريان إننا هنعمل خطوبة تاني يوم العيد وكتب الكتاب هيكون يوم الفرح ربنا يسعدك يا بنتي ويقدرك وتسعدي ساجد لأنه يستاهل بجد حد جميل زيك
غادرت جميلة الغرفة تاركة حفيدتها تفكر في حديث جدتها ربما تكن على حق بل كل الحق ولجت غرفتها أخيرا بعد أن اطمئنت على احفادها كان في انتظارها يريد أن يخبرها ما حدث له في يومه ويشاركها افكاره
جلست أخيرا على حافة الفراش ثم دثرت نفسها وهي تخبره قائلة
أنا خلاص خلصت الموضوع مع تاليا
يعني وافقت تمشيها خطوبة !
اه وافقت ولو كانت مش موافقة مكنتش هاخليك تمشي كلامها بردو
انا م شعاوز ازعلها و
لأ ياحبيبي زعلها هي مرة احسن تزعل من قرارتها المتسرعة الف مرة
تنحنح وهو يحك مؤخرة رأسه قائلا بتردد
طب أنا عاوز اقولك على حاجة
إيه الادب اللي نزل عليك مرة واحدة دا ما تقول على طول
طب اوعديني إنك هتساعديني
مش لما اعرف الاول
طب اوعديني الأول
يا رب صبرني ماشي اوعدك قول بقى
تنحنح وهو يتعدل في جلسته وقال بهدوء
الواد ابن وتين منه لله قالي ياجدو أنا هعزمك على الفطار مع صحابي قامت خدتني الجلالة وقلت له تعزم مين ياواد أنت محدش هيقوم بالعزومة دي غيري
نظر لها وقال بتوجس
جميلة أنت نمتي ولا إيه !
لأ بسمعك كمل كلامك
طلع مش عازمني أنا وبس ولا أنا هعزمه هو بس لأ دا هو وصحابه والمفروض بكرا هيفطروا عندنا
حكت جميلة رأسها وقالت بجدية
عيد اللي قلته تاني عشان سرحت في نص الكلام
رد ريان بجدية قائلا
جمعة أنت قلت هتساعديني ساعديني بقى
أنا نفسي مرة تيجي قبل المصېبة مش بعدها
طب خلصي المشكلة اللي وقعت نفسي فيها دي
بصي أنا قلت للعيال إن هعمل افطار جماعي وسحور كمان وكنت فاهم إن هما هيقولوا لأ هنفطر برا زي كل سنة بس الشيطان اللي تيم
قرر يفطر هو وصحابه قلت وماله تلاقي جاب واحد ولا اتنين طلع جايب 150 فرد ولما سألته مين دول قالي دول جزء من شلتي الباقي طلع ع الساحل
ولما أنت مش قد الكلمة بتتسحب من لسانك ليه
صارحني وقل لي تيم وعدك بإيه وأنت وافقت كدا بسهولة
احنا نسبنا من المصېبة اللي وقعت فيها ونمسك اتسحبت من لساني ليه طب دبريني
إية رأيك تعملي الأكل الحلو الجميل اللي محدش يقدر يقاو حلاوته ولا جماله و....
بقلك إيه أنت تاخد ابن بنتك وصحبته الحلوة وتروحوا مائدة الرحمن اللي على أول الشارع احنا في العشرة الأواخر ومش عاوزة اضيع صيامي بقت ل حد إنتوا هتتدخلوا الجنة وأنا في النا ر من تحت راسكم
في عصر اليوم التالي
كانت جالسة على المقعد الخشبي الموضوع في وسط المطبخ تقوم بتقطيع الخضراوت وجوارها ربى تسرد لها ماحدث في فرنسا الوحيدة التي تحكي لها أسرارها وهي خير صديق للجميع كانت وتين تعتمد عليه في كل شئ ولكن بداخلها دور لا تعرف لماذا لا تعيشه مع ابنتها كانت تريد أن تكون هي بئر الأسرار وليس والدتها ولكن
متابعة القراءة