رواية عقوق العشاق للكاتبة هدى زايد من الفصل الالحادي عشر لـ الفصل العشرون
المحتويات
خلفه تحاول ايقافه لكنه لا يبالي لندائها أبدا أما أبيه جلس يسرد لهم ما حدث له
اتعرفت على چوليا مامت شاهيناز من حاولي تسع سنين كنت بشتري المكن الجديد للمصنع كانت في حفلة عاملها واحد صاحبي هي يونانية وعايش في المانيا كانت بتشتغل عارضة أزياء
رد ريان بسخرية وقال
فرحة قلبي رايحة تتجوز يونانية ! وشغالة عارضة أزياء كمان
اصبر يا ريان خلينا نشوف حصل إيه !
رد ادهم وقال بهدوء حد البساطة
محصلش حاجة ياماما اتعرفنا على بعض وعرضت عليها الجواز وهي وافقت كل دا في حاولي شهرين رحنا اليونان عشان نتجوز عند أهلها وهناك عرفت إن مامت ساجد عملت حاډثة هي ومرات عدنان الله يرحهمهم وماتوا رحت المطار عشان احجز اول طيارة ملقتش غير بعدها يومين المهم رجعت على مصر ومشيت في إجراءت الچنازة والډفن وانا بسأل نفسي اقول ايه لساجد اقل له إني متجوز يوم ۏفاة أمك !! ولا افضل كاتم على الخبر هكتم عليه لحد إمتى اسئلة كتيرة جت في بالي عدا شهرين عليا معرفش عدوا ازاي وبعدها سافرت المانيا تاني وعشيت معاها حاولي ست شهور
بابا ارجوك أنا مش متحمل كلام بجد أنا بالعافية عرفت امسك نفسي عشان اعرف ساجد إن له اخت تانية
كمل يا آخرة صبري كمل
المهم چوليا عرفت إنها حامل هي كانت قلقانة في الأول لكن أنا طمنتها و
يا حنين وطمنتها ازاي بالالماني ولا اليوناني !
اديني خرست كمل يا اخويا
كانت مشاكل حملها بتزيد يوم بعد بيوم لحد يوم الولادة ولدت وبعدها بساعات توفت معرفتش اعمل إيه اجيبها هنا ولا اسيبها هناك لحد ما قررت إن اخليها مع جدها وجدتها ولما جدتها توفت وهي عندها خمس سنين وبعدها جدها دخلتها مدرسة داخلي في المانيا وكنت بزورها مرة كل ست شهور وبعدها بقت كل سنة في شهر رمضان
يا حنينة دا اللي فارق معاك !! مش فارق معاك إن رمى بنته في مدرسة داخلي
تابع ريان حديثه بنبرة مغتاظة وقال پغضب شديد
وأنت يا أخي جن س ملتك إيه ! ترمي عيلة عندها خمس سنين في مدرسة في بلد غير البلد وتزورها مرة كل سنة أنت جايب الجبروت دا منين يا واد أنت !!
شاح أدهم بوجهه تجاه النافذة ثم عاد ببصره وقال بضب مكتوم
رد ريان بعصبية شديدة وقال
إن شاء الله عنه ما وافق ولا وقبل هو بمزاجه !
بنتنا احنا الغرب يربوها وفي الآخر تترمي في مدرسة داخلي ! ليه عدمت ابوها ولو عدمته أهل أبوها موجودين
ختم حديثه بإنفعال وقال
طول عمرك مقرف ومتعب تعمل الغلط وغيرك يدفع تمنه تعمل العاملة وتسيبها وتجري وتقول مليش دعوة ومطلوب مننا إننا نلم بلاويك ونقول عيل وغلط بس أنت لا عيل وغلط ولا أنت بتعمل بلوى والسلام دي إنسانة من دم ولحم هاتظلمها في الدنيا .
اهدأ بس يا ريان صحتك مش كدا
تابع بذات النبرة متسائلة
قل لي يا أدهم أنت إيه اللي خلاك تجيبها مصر وتحديدا دلوقت
بنتي كبرت يا ماما ومل شوية تسأل عن أهلها أنا كلمتها عنكم كتير وهي بقت مشتاقة تشوفكم كل يوم والتاني تطلب مني إنها تكلمكم حتى في التليفون فجأة بنتي بقى عندها 9 سنين وكام سنة وتبقى في الجامعة ومش عارف وقتها أنا هابقى عايش ولا مېت قلت اجيبها تتربى وسط عيلته ومع اخوها في مصر
وقف ريان عن المقعد وهو يتحامل على نفسه مرددا بنبرة ساخرة وقال
لأ ونعم التفكير جابها قبل ما ېموت ياريتك مت يا اخي وريحتنا من همك وبلاويك
ردت جميلة بلهجة المعتذر وقالت
متزعلش يا أدهم يا حبيبي أنت عارفه لما بيقفل يبقى يلا السلام حتى أنا مبعرفش اتعامل معاه معلش يومين ويروق وترجع المية لمجاريها والدنيا تبقى تمام اطلع أنت بس غير هدومك ويلا عشان نتغدا
في بهو الفيلا من الجهة الأخرى كان سليم جالسا خلف البيانو يعزف مقطوعة من أفضل أغاني مطربه المفضل جذبها حلاوة عزفه قادها فضولها نحوه لم تفهم لمن هذه المقطوعة لكن اعجبتها كثيرا دارت حوله وهو يعزف تابعها بأعين دهشة وهو يرأها تتراقص بليونة ويسر وكأنها راقصة باليه محترفة انضم صوته العذب لهذه الحفلة قائلا بهدوء
جانا الهوى جانا ورمانا الهوى رمانا
لم تفهم هذه الكلمات لكنها اعجبت بصوته كثيرا توقفت ما أن توقف عن العزف تمتمت باليونانية لأنها هذه لغتها الأم
لماذا توقفت ! عزفك رائع حقا
فرغ فاه سليم ما أن وجدها تتحدث اليونانية بطلاقة وهي في عمر التاسعة وهو بلغ الحادي والعشرون من عمره هز رأسه وحدثها بالانكليزية عله يجد لغة حوار مشتركة لكنها فعلت ما فعله هو ما إن استمع لحديثها باليونانية ولج والدها وقال بإبتسامة واسعة وهو يضع يده على كتفها
شاهي بتتكلم يوناني والماني لسه متعرفش تتكلم انجليزي كويس بس أنا بدأت اعلمها مصري شوية ومع الوقت هتتعلمه كويس
اكتفى سليم بالإبتسامة بينما جذبت شاهي يد والدها واخبرته بجانب أذنه عن ما حدث منذ قليل نظر لابن أخيه وقال
هو أنت كنت بتغني إيه يا سليم
عبد الحليم حافظ جانا الهوى
نظر ادهم لابنته واخبرها بإسم الاغنية التي كانت تريد أن تعرف اسمها أومات برأسها علامة الموافقة وجلست على أقرب مقعد بدأت تبحث عن اسمه في موقع التواصل علمت عنه كل شئ بدأت تستمع لأغانيه رغم أنها لاتعرف العربية جيدا لكنها اعجبتها كثيرا .
أتت الخادمة واخبرتهم بأن وجبة الغداء جاهزة والجميع في إنتظارهم التفوا حول المائدة في انتظار ساجد وتاليا الذي أتى بعد توسل شديد من جده وجدته جلس مقابل اخته غير الشقيقة
ينظر لها لا يعرف إن عليه أن يعترف بها أم ينبذها ويرفضها أما هي كانت تنظر لهم وكأنها في متحف من متاحف الشمع كل شئ هنا يحتاج للمسة فنية
من يدها حتى ذاك الذي يطالعها ولا تعرف لماذا يطالعها هكذا اعادت خصلات شعرها الذهبي خلف أذنها ثم تناولت مافي يدها نال اعجابها كثيرا تمتمت بالالمانية علهم يفقهون حديثها هذه المرة وقالت
إنه لذيذا حقا يا أبي من الذي صنعه اودأن اشكره بنفسي
إنها جدتك جميلة عزيزتي هي من تصنع لنا الطعام ولكنها لن تفهم الالمانية
أومأت شاهي علامة الإيجاب ثم وقفت عن مقعدها متجهة نحو جدتها جميلة مالت قليلا وطبعت على خدها الأيسر قبلة خفيفة ثم ضمت كفيها أمام صدرها هذه هي الطريقة الوحيدة التي استطاعت بها أن تعبر عن شكرها ابتسم ريان
وهو ير طفلة جميلة بشوشة تعبر عن اعجابها بأبسط الاشياء في نظرها
متابعة القراءة