رواية عقوق العشاق للكاتبة هدى زايد من الفصل الالحادي عشر لـ الفصل العشرون

موقع أيام نيوز

بين سلطان وفيروز يحذرون بعضهم البعض رغم خصامهم إلا إنهم يحافظون على المظهر العام أمام ابنهم الذي يشعر بكل شئ لكنه لايريد التدخل كي لا يزيد من حدة الموقف.
ردت فيروز بنبرة صارمة لكنها هادئة حتى تصل إلى مسامع ابنهما وقالت بصرامة مصطنعه 
متحاولش أنا قسيت قلبي عليك خلاص 
يعني كدا مافيش صباح الخير يا حبيبتي  
ولا حتى صباح النور ياسولي شفت اديني قلتها من فضلك احنا كبرنا على الحاجات وابعد كدا عشان زعلانة منك 
حاضر 
قل لي كلت ولالأ  
مش أنت زعلانة مني بتسألي ليه  
لتكون فاكر اني مش عاوزة اكل غير لما تيجي لا ياحبيبي أنا بس بمثل قدامهم اننا عادي لكن أنا اصلا زعلانة
قولي لي اخدتي علاجك ولالا  
بتسأل ليه مش أنت زعلان مني 
اوعي تكوني فاهمة اني مهتم بيك وبسأل عنك وكدا أنت من يوم رجعتي مصر وأنا مريح دماغي على الآخر
بابا أنا خارج بقى ماما اهي جنبك ياريت بقى تكلمها هي متتصوريش يا ماما كام مكالمة تليفون في الساعة وكل شوية العلاج عشان امك بتنسى الاكل خلي بالك عشان لما بتشوف الحوادق بتنسى نفسها السكريلت ياصهيب
والله هو قال لك كدا  
اه وبعدين يعني انا عاوز اعرف ليه كل شوية تقولي كلم ابوك اطمن عليه الاكل تفتكر ابوك نايم ولا صاحي واقولها طب يا ماما كلمي تقولي اصل تليفوني مع صبا وقالت ممنوع تليفون لحد ما نشبع منك 
خرج صهيب من البيت تاركا والدته تنظر لزوجها و قالت بإبتسامة واسعة 
يعني كنت بتسأل عليا ها وتقول إنك قاسې عشان تعرف إن وجودي في حياتك نعمة 
ومين قال إن وجوك في حياتي نعمة 
قصدك ايه 
قصدي وجودك نعمة وضحكتك نعمة وجود ابننا في وسطنا نعمة دعوتك ليا كل يوم الصبح أكبر نعمة أنت النعمة اللي بدعي ربنا كل يوم إنها تتدوم في حياتي ويدوم لما ابننا ونفرح بي سوا أنت الدنيا الحلوة بتاعتنا يا فيروز
وضع سلطان علبة مخملية من الأزرق القاتم أمام أعين حبيبته تناولتها ثم قامت بفتحها وجدت به خاتم من الذهب الخالص وقال 
كل سنة وحبيبتي وحياتي بخير بسعادة وعقبال مليون سنة واحنا مع بعض ولبعض
نظرت له وقالت بتعجب 
أنت مش جبت لي أسورة من يومين
تابعت بسخرية قائلة 
إيه بتقدم فروض الولاء والطاعة !
صمت لبرهة قبل أن يقول بتلعثم بعد أن قدم ابنه هدية نيابة عنه ل يلطف الاجواء.
ماهو أنا قلت طالما ماردتيش عليا يبقى لسه زعلانة وبعدين مش أنت جبت لي الساعة اللي كان نفسي فيهاو...
ردت فيروز مقاطعة سلطانها بنبرة متعجبة وقالت 
ساعة !! ساعة إيه هو أنت ...
تنهد سلطان وهو يتناول كفها طبع قبلته الحانية في باطن يدها رفع بصره لها وقال بحنو وحب 
كفاية زعل وخصام لأن مش قادر اتحمل بعدك عني يا روزي
ردت فيروز بصوت هادئ ونبرة تملؤها العتاب قائلة
ياسلام مش أنا اللي بتحب تتنطط كل شوية في مصر وتسيبك زي العيال الصغيرة  
حقك عليا كنت متعصب بس أنت عارفة إن عصبيتي دي مبتطلعش غير لما تقولي عاوزة ترجعي مصر وتقضي 4شهور من ضمنهم شهر كامل بعيدة عني في
ردت فيروز بنبرة حائرة قائلة 
ايوة ياسلطان اعمل إيه بس مش أهلي وحقهم عليا يشوفوني ويطمنوا عليا وكمان صهيب ابنك بيرتب لشغله الجديد ولازم أكون معاه خطوة بخطوة ابنك ولي عليا حق
رفع سلطان أناملها وقام بالعدد ثم قال
يعني أمي ليها حق فيك وأمك ليها حق وابنك لي حق وصحابك هنا في مصر ليهم حق حتى المركز بتاعي أنا واخوك لي حق طب وأنا يا روزي فين من كل دول أنا كمان ليا حق.
ردت بنفاذ صبر من نبرته التي تؤثر عليها من الوهلة الأولى وقالت 
يا سلطان أنا ببقى معاك طول الوقت في المانيا ولا بخرج ولا بروح في أي مكان ومهتمة بيك وبس يعني مجتش من الكام شهر اللي بجي فيهم في مصر 
خلاص يا روزة قلبي حني عليا وارجعي لي نعيش سوا في شقتنا
ردت بإبتسامة واسعة وقالت 
حاضر ياحبيبي عشان خاطرك هعمل المستحيل
تابعت بجدية مصطنعة وهي تترك يده وقالت
بس أنت كمان لازم تقدرني أنا عشانك هعمل تنازلات كتيرة
رد باسما وقال
عيوني لقلب السلطان

في غرفة ربى بالمشفى كانت جالسة تستمع لحديث خطيبها السابق عيناها تتطالعه وهو واقفا حاملا باقة من الزهور الچوري اعتذر عن مابدر منه ووعدها بعهدا جديد خاو من المؤامرات والخطط الشيطانية ابتسمت ملء شدقيها وهي تتناول منه باقة الزهور وقالت
وأنا قبلت اعتذارك يا رامي وموافقة ارجع لك تاني
سحب مقعد وجلس مقابلتها وقال
كنت واثق إنك هترجعي لي مبروك ياروحي رجوعنا لبعض بس...
ردت ربى مقاطعة بتفهم قائلة
من غير بس أنا فاهمة عاوز تقول إيه يا رامي تقصد رد فعل بابا مش كدا 
هز رامي رأسه علامة الإيجاب وقال 
ايوة بس أكيد هيكون رافض وبشكل قاطع وبعدين...
قاطعته ربى قائلة ببساطة شديدة
بابا كان رافض ارتباطنا من البداية ومع ذلك ارتباطنا رفض إننا نكتب الكتاب وبردو كتبنا تفتكر هيرفض رجوعنا لبعض مرة تانية 
سألها بجدية قائلا 
طب شرعا احنا مش متجوزين وقانونا لسه هنعمل إيه في المشكلة دي 
أجابته ربى بذات الإبتسامة الخفيفة وقالت 
ولا أي حاجة هنفضل مخطوبين عادي ولما بابا يوافق على رجوعنا نبقى نطلق ونرجع نكتب من جديد 
خلاص النهاردا هطلقك عند المأذون وبعدها ارجع اكتب من جديد و....
ردت ربى مقاطعة بجدية قائلة  
لأ بلاش نتطلق دلوقت خلينا كدا لفترة وبعدها نعرض على بابا الموضوع ولو رفض نخلي جدو يضغط عليه
لكل معضلة بالنسبة ل رامي يجد لديها الحل الواضح والسريع وأيضا المنطقي كان هيمنته عليها أسرع مما يتوقع كان يعرف أنها تتوق شوقا له أراد كسر أنفها ونجح ابتعد بمحض إرادته وعاد عندما قرر هذا أما هي كانت كالعروس الماريونيت تتحرك حيثما يشاء هو لا تعرف مالذي يحدث بعد موافقتها تلك لكنها واثقة من قرارها فهو أتى بعد صراع طويل بينها وبين حالها .

صبا بابا وماما مټخانقين
كانت هذه الجملة الحزينة ل صهيب الذي جاهد ليوطدد العلاقات بين والديه رغم الحړب الباردة التي تسود بيهما إلا أن شعر بها ابنهم فهو يعلم أبيه جيدا يعشق والدته ويريدها جواره طيلة اليوم وهي تعشقه ولكن عائلتها لها حق فيها أيضا بدأت الأمور تهدأ قليلا بعد اعتذار سلطان لكن تغير الأمر فجأة عندما عرضت عليه أن تسافر إلى مدينة شرم الشيخ لقضاء بعض الوقت مع عائلتها اعترض وقال لها أنه يريدها بجواره هذه الأيام وعندما ينتهي من عمله بالقاهرة يسافران معا لكنها رفضت بدأت الحړب الباردة حتى لايشعر صهيب بذلك لكنه يعلم جيدا أنهما في حالة طورائ كما قال عنها .
ردت صبا بجدية مصطنعة لتخفف من حزنه قائلة
بيدور على عروسة و انا موجودة حسابه معايا بعدين سولي دا 
عروسة إيه اللي بيدور عليها يا صبا ركزي معايا
تم نسخ الرابط