رواية عقوق العشاق للكاتبة هدى زايد من الفصل الالحادي عشر لـ الفصل العشرون
المحتويات
هاتسيبي جوزي لمدة ساعة.
خرجت ربى من الغرفة والإبتسامة لاتفارق شفتاها بينما نظرت وتين لزوجها وقالت
طمني إيه الأخبار
اطمني بنتنا بخير طول ما احنا في ضهرها
تابع حديثه برجاء قائلا
ارجوك يا تيا لو جيت في يوم من الأيام وحد من ولادنا بعد عننا لأي سبب من الأسباب اوعي توافقيني على كدا اقفي في وشي وامنعيني المرة دي ربنا ستر المرة الجاية مافيهاش تهريج
مش قصدي حاجة بس مش كل مرة تسلم الجرا
في السابعة صباحا
كانت جالسة على المقعد الموضوع جوار أحد الاطفال وبين يدها بعض الخضروات تقوم بإعدادها لوجبة الغداء غنت لهم وهي تقلم الفاصولياء الخضراء قائلة بصوت مرتفع
واحد هو ربي اتنين بابا وماما تلاتة هما اخواتي
رد أحد الاطفال قائلا ببراءة
بس أنا يا ميس مش عندي غير أخت بس !
بكرا يبقى عندك يا أنس يا حبيبي
تابعت بجدية
اربعة هما صحابي خم....
قاطعتها إحداهن قائلة بجدية وكان الأمر غاية في الخطۏرة
بس انا يا ميس مليش صحاب اناخاصمتهم كلهم
الخصام حرام يا لميس خليك شطورة وكلمي صحابك
تابعت قبل أن ينفذ صبرها قائلة
قاطعها احدهم قائلا
بس أنا بقوم سبعة ياميس
عيااااال محدش يقاطعني تاني عان اقسم بالله اللي هيقاطعني هعلقه على باب الشق ...
أردفت ليلي عبارتها وهي تلقي بالسكي ن علي الصحن پعنف قاطعها هذه المرة قرع ناقوس الباب الذي لم يهدأ أبدا وقفت عن المقعد بصعوبة بالغة سارت تجاه الباب وكأنها تعرج إلى السماء فتحت الباب وليتها لم تفتحه وجدته ماثلا أمامها بعد مرور عامين كاملين يقف أمامها لو كانت الصدفة خدمت أحدهم ف بالطبع هو وليس هي لم يتغير فيه شئ أمام هي فتغيرت تماما زاد وزنها لأكثر من خمسون كيلو جرام لتصل إلى وزن المئة وعشر كيلو جراما أما هو ف باقي من الزمن خمس ثوان ليختفي على مايبدو أنه يعاني من النحافة المفرطة كما هي تعاني من السمنة المفرطة ولج طفل لا يتجاوز الخمس سنوات مندفعا قبل أن تكتشف تأخره وتعاقبه كعادتها كاد أن يصطدم بالجدار لكنه حافظ على توازن جسده وهو يقول بدهشة من وجودها هنا
كادت أن ترد عليه لكنها دعست على قلبها وقالت بجدية مصطنعه
خير حضرتك ليك عيل هنا
رد عليها وقال باشتياق
لأ امه هي بس اللي هنا و...
قاطعتها وهي تصفع الباب في وجهه كاد أن يلامس وجهه انتشلته من أحلامه الوردية بأن ظهورها أخيرا يعني العودة اغتاظ من رد فعلها قرع الناقوس مرة أخرى فتحت له وقالت
فاجأها برده قائلا بعصبية شديدة
ممكن تقفلي الحضانة اللي فاتحها الساعة سبعة الصبح دي عندي مرافعة الساعة عشرة وملحقتش انام
سألته بفضول كعادتها معه
ومنامتش ليه إيه اللي منعك
رد مراد بعفوية كما كان يفعل دائما
مكنش جاي لي نو....
قاطع نفسه قائلا بعصبية
وأنت مالك هو أنت هتفتحي لي محضر مش عاوز اسمع صوت لمدة تلت ساعات عاوز انام
بقلك صوتك واصل لحد عندي في البيت اللي قصادك ارحمي الناس التعبانة شوية مش كدا
بقلك إيه يا استاذ دا مكان اكل عيش ثم دي حضانة يعني عيال طالعة وعيال نازلة وواسع كتفك كدا شوية خلي العيال تتدخل
كدا ماشي
عيال يلا فسحة
قالها مراد ظنا منه أن الاطفال سيغادرون المكان لكنه وجدهم كما هم يشاهدون مايحدث دون صوت نظرت لهزوقالت بتباهي
عيب يا استاذ دا أنا مسيطرة روح كمل نومك يلا
يلا عيال نكمل واحد ربي اتنين ماما وبابا تلاتة...
لم ييأس مراد كرر حديثه ولكن هذه المرة بطريقة أخرى قائلا
ياعيال أي حد هينزل دلوقتي عند عم محيي البقال هياخد اللي هو عاوزاه على حسابي يلا ياعيال
اندفع الاطفال واصواتهم تتعالى في كل مكان انتصر أخيرا رفع حاجبه الايسر وقال
مسيطرة هاا !
أنت إيه اللي أنت عملته دا كدا نزلت الغيال !
لمي نفسك بقى لمي نفسك محتاج انام ورحمة ابويا كلمة كمان وهخلي اسمك يبقى في صفحات الحوادث واخلي الطب الشرعي مايعرف سبب الوفاه أنا بقلك اهو
ردت ليلي بوعيد قائلة
ماشي يامراد والله ماهعدي اللي عملته دا كدا
جذبها مراد من مؤخرة رأسها وقال بنفاذ صبر
انا هنزل دلوقتي لو بس سمعت صوت عيل بيعيط نهارك مش هيعدي يا ليلي اقسم بالله
نزعت مؤخرة رأسها من بين يده وقالت بحدة لا تقل عن حدته
ماشي يا مراد بتقف لي في اكل عيشي وربنا ما انا سيباك وبكرا تقول ليلي قالت
طرق علي باب شقتها وقال بعصبية
الحضانة دي تتقفل يا ست
ردت ليلي جملتها المعروفة بينهما في مثلا هذه الأمور قائلة بسخرية
مراد بيك لا تهددني من شان الله لا تخبص بالحكي
فلوسي يا خالي فلوسي شقى عمري راح يا خالي وربنا ما هاسيبه وهطلع ....
أردف شاهين عبارته وهو يقفز من فوق مقعده بين الفنية والأخرى رغم محاولة الجميع في تهدأته لكنه لا يستمع لاحد يكاد قلبه يقفر من بين أضلعه الوضع بالنسبة له غاية في الخطۏرة حاول مالك وعابد السيطرة عليه بعد أن فشل والده وأخيه لكنهم أيضا فشلوا في ذلك .
تحدثت فيروز بنبرة حزينة لحزن ابن اختها وقالت
صحتك يا حبيبي خلاص خد الشړ وراح
شړ إيه يا خالتي دول نص مليون جنيه دا أنا عملت البدع عشان اجمع المبلغ دا دا أنا استلفت من مراد اخويا وخالي عابد حتى تولين ادتني اللي تقدر عليه
ختم حديثه قائلا بصوت مرتفع وهو يلطم بكفيه على وجهه
وتقولي خد الشړ وراح خد الشړ وراح تعبي وشقاي راح راح راح
تنهد عابد بعمق وهو يربت على فخذه وقال
اهدأ بس يا شاهين وكل شئ هايتحل ولو على الفلوس مش عاوزهم .
انضم صوت مراد وتولين لصوت خالهم عابد مؤيدين رأيه العقلاني وقالوا
واحنا كمان يا شاهين المهم صحتك ياحبيبي
وثب شاهين كالمجذوب تجاه باب الشقة خرج ولا يعرف أحد إلى أين سيذهب لحق به
مراد و نوح محاولين إيقافه لكن باءت محاولاتهم بالفشل .
بعد مرور يومين
اختفى فيهم شاهين ولا احد يعرف أين هو وعاد مراد يراقب ليلي ليعرف مالذي. حدث لها أما نوح فكانت مفاجأته أكبر بكثير تم إعلان خطبته على فتاة كانت زميلة له في الجامعة وكانت من المرشحات له من قبل أمه نظرا لأن والدته ووالدتها أصدقاء كانت تروق ل سيلا من حيث أخلاقها ومكانتها وتعليمها هي متناقضة تماما لابنة عمه في كل شئ من وجهة نظرها وافق دون أدنى تفكير انتشر الخبر كالبرق في سرعته بارك له الجميع حين جلس في الردهة وقال للاحفاد جميعا عدا ربى التي لم تجلس معهم تجنبا للخلافات بين عمها وزوجته .
أنا خطبت يا ولاد
رد مراد بعفوية شديدة
ربى صح !
ارتسمت الجدية علي ملامح نوح وقال
متابعة القراءة