رواية عقوق العشاق للكاتبة هدى زايد من الفصل الالحادي عشر لـ الفصل العشرون
المحتويات
كلا من غفران وبلال واحتفلا ب ليلة زفافهم قرار بلال بعد أن تناقش مع صديقه كثيرا وصلا لتحديد ثالث أيام العيد هو يوم زفافهم الأيام تمر سريعا بالنسبة لها دقات قلبها تقعر كالطبول سعادتها تكتمل حين يأتي والدها ويضع يده في يد ابن أخيه ولكن دائما سعادتها تكن ناقصة اقيمت عمتها حفلة صغيرة اجتمعت فيها كل الفتيات و صديقات عمتها المقربات ك جميلة وفيروز وغيرهن من أهالي منطقتها أتت صديقة العمر ومعهاصبا ابنة اخيها كنوع من تغيير الاجواء ظلت تتابع بأعين ذاهلة ما يحدث ولأول مرة تحضر حفل شعبي كهذا انسجمت سريعا تاركة عمتها تتبادل اطراف الحديث مع صديقتها قائلة
طبعا وهو عابد اخويا عنده حاجة وحشه مراته قمر وهو قمرين عاوزة ولاده يطلعوا ازاي !
طب وأنت قلت للبت إن صهيب ابنك عاوزها
لأ الواد صهيب قالي سيبني أنا هافتحتها بطريقتي أنت مهدي الموضوع خالي قلته مكلش دعوة بخالك عشان المهم عنده رأي عياله خصوصا في موضوع الجواز بس مش دا اللي قلقاني يا صدفة
خاېفة مالك وبيجاد يزعلوا مني اكمن يعني رحت خدتها
أنت مش رحتي وسألتي ابن اخوك وقالك كل شئ قسمة ونصيب
ايوة
خلاص إيه يزعل اخوك في كدا
ماهو أنا بردو سألته أول ماسابوا بعض
أول ما سابوا إيه يا فيروز دا أنت سألتي بعدها بست شهور وعموما هو لو لي غرض فيها كان جري وراها ورجعها بس الواد ملوش نية يكمل والبت كمان شكلها مش عاوزة
وتوجعي قلب ابنك
اوجع قلب ابني مرة بدل ما يتوجع هو منهم الف مرة بس بقى عشان صبا جاية علينا .
مالت صبا بجذعها العلوي هامسة بجانب أذن عمتها وقالت
عمتو صهيب بيسألنا قعدين شوية كمان ولا نمشي
أنت عاوزة إيه !
بصراحة الجو تحفة ومش عاوزة امشي بس خاېفة بابا يضايق من تأخيري
هزت صبا رأسها علامة الإيجاب موافقة على اقتراح عمتها لتبدأ في التواصل مع والدها الذي لم يعترض نهائيا مادامت هي تشعر بالراحة والسعادة يعلم أنها لا تريد أن تتقابل مع خطيبها السابق منعا للخلافات التي تحدث دوما في كل مرة يجتمعان فيها أما صهيب كان يشعر بالضيق الشديد كلما حاول الإنفراد ليعترف لها بمشاعره تجاهها فشلت خطته انسجمت من جديد وقضت وقتا جميل مع الفتيات حتى أتى بلال ليصافح العروس ويجلس معها لدقائق معدودة قبل مغادرته.
عقبالك يا صولا
ربنا يخليك ياعمتو
ردت فيروز بتذكر وقالت
هو صهيب كلمك اصل تليفوني فاصل
اه كلمني تاني وقالي إنه زهق فقلت له يروح هو ونتمشى احنا لأن المكان قريب يعني
ماشي ياحبيبتي هاتقعدي ولا كفاية كدا
لا كفاية كدا عشان بابا ميزعلش بردو إني اتأخرت
بعد مرور عدة دقائق
كانت تسير جوار عمتها والصمت يسود المكان قررت أن تسألها بطريقة غير مباشرة عن ابنها اجابتها بعفويتها الشديدة دون مجاملة سكتت مليا ثم نظرت لها وقالت
أنا عارفة إنه مش وقته بس هو أنا عاوزة اقولك
كل دا يا ماما بجد كدا كتير اوي
أردف صهيب جملته في الوقت المناسب بالنسبة لها نظرت له وهي تتنهد بأنه أتى في اللحظة الحاسمة ابتسمت بخفة ثم استقلت في المقعد المجاور لمقعد القيادة وقالت
قل بابا اخد الدوا
رفع كتفيه وقال بجدية
مش عارف
ردت فيروز بعصبية وقالت
ازاي يعني مش عارف مش قلت لك تكلمه وتأكد عليه يأخد الدوا ويصبر نص ساعة وبعدها يأكل
قاطعها بعتذار قائلا
أنا آسف يا ماما والله انشغلت في المكان الجديد بتاعي وافتكرت حضرتك متابعة معاه زي كل مرة
تابع بتساؤل
هو حضرتك ليه مش بتكلمي
أجابته بكذب
عشان تليفوني بايظ و...
قاطعها بتعجب قائلا
بايظ ازاي وهو جديد
أنت هاتفتح لي تحقيق! سوق يلا من غير كلام كتير
أومأ لها برأسه علامة الإيجاب نظر لصورتها المنعكسة في المرآة كانت شاردة في الطريق كان الصمت يسود السيارة إلا من صوت ضجيج أفكارهم تنحنح وقال بهدوء
أنا فاضل لي يومين واعمل الافتتاح ياماما
كانت فيروز شاردة في زوجها الذي كاد أن يفقدها عقلها بإهماله لدوائه انتشلهامن بئرأفكارها بصوته الذي ارتفع قليلا وقال
ماما
نعم
بقول لحضرتك أنا فاضل يومين على الافتتاح
ردت متسائلة بعصبية قائلة
وأنت بقى هتعمل الافتتاح من غير ابوك و ...
قاطعها قائلا بإبتسامة واسعة
ودي تيجي بردو دا البوب بابا وصل من ساعتين وقاعد مع تيتا
بجد طب يلا بينا بسرعة دا واحشني اوي
ردت فيروز بصوت مرتفع ونبرة تملؤها الغيرة
إيه دا إيه دا إيه دا إيه اللهفة دي ! دا جوزي أنا ياسكر والمفروض اللي يتلهف غليه كدا أنا مش كدا ولا إيه !
ضحك صهيب على مشاجرة والدته التي بدأت والتي تبدو أنها بداية الملحمة تنحنح وقال بجدية ليفض الڼزاع بينهما
خلينا نتكلم جدا جاهزين للأفتتاح ولالأ
طبعا ياحبيبي جاهزين ربنا يكملك فرحتك على خير قل لي يا صيهب أنت كدا نش ناقصك حاجة صح
أنا لسه محتاج عمال ومحاسبيين بدل اللي سابوا المكان دول
ردت صبا بإقتراح وقالت
إيه رأيك في نوح ابن خالك محاسب شاطر جدا وطبعا مش محتاجة اقل لك على امانته عاملة ازاي وبالنسبة للعمال تقدر تعمل اعلانات وهتلاقيهم بسهولة
والله فكرة ياصبا إيه يارأيك يا صهيب
مافيش مانع بس تفتكروا هو هايوافق !
وليه لأ أنا هكلمه وهو مش هايرفض طلب لعمته ابدا.
تيتا فاكرة العيش اللي كنت بتعملي في البيت وأنا اقعد جنبك عند الفرن وتحطي في سمنة وسكر وبعدها تحمصي في الفرن وتديني
أردفت صبا عبارتها وهي تشرح بيدها ماتريده علها تفلح في وصفه ضحكت الجدة على حركات يدها ثم نظرت لها وقالت بإبتسامة واسعة
اه يا قلب تيتا فاكرة عاوزة منه يا صبا
اه يا تيتا أنا بحبه اوي ومهما عملت زيه مش زي اللي بيطلع من ايدك
خلاص نادي لعماتك وخليهم يجيوا يخبزوا وأنا هقعد معاكم واعملك اللي تحبي
وأنا يا تيتا
حاضر يا مراد
وانا يا تيتا
ياسلام وأنت يا ربى
أتت فيروز ومليكة بعد أن استدعهما والدتهم جلستا جوارها نظرت فيروز للاحفاد وقالت
خير ياولاد في حاجة متجمعين كدا ليه
ردت والدتها وتحدثت وهي ترفع اكمام جلبابها البيتي وقالت
الولاد عاوزين عيش بلدي بالسمن والسكر قومي هاتي الطبق عشان اعجن العجينة بنفسي و
ردت مليكة بجدية وهي تنهاها عن ماتريده وقالت
ايوة يا ماما بس أنت تعبانة متقدريش تعملي دا دلوقتي وبعدين احنا ممكن نشتري
ردت فيروز مقاطعة بغيظ مكتوم
وبعدين احنا نضفنا وفرشنا البيت دا العيد بكرا هنخبز دلوقتي !!
تجاهلت ولاء ثرثرة بناتها وهي تأمر حفيدها بأن يبتاع لها
متابعة القراءة