بقلم ندى محمود

موقع أيام نيوز

الطاولة الصغيرة بجوار الفراش .. ثم قوص ذراعيه ليهم بنزع قميصه لكن أوقفه صوت الأنين الضعيف المنبعث منها .. غضن حاجبيه باستغراب وسكن دون حراك للحظات يتأكد من الأنين الذي سمعه عله يكون قد هيأ له .. لكنها عادت تأن پألم مكتوم من جديد .
_ جلنار إنتي كويسة .. جلنار ! 
_ جلنار افتحى عينك وردي عليا .. جلنار متقلقنيش ردي عليا 
سمع همسا ضعيفا منها دون أن تفتح عيناها 
_ مش قادرة افتح عيني ياعدنان تعبانة 
استمرت أنامله في التجول فوق وجنتها الساخنة ويجيبها بحيرة 
_ إيه اللي حصل مرة واحدة .. ما إنتي كنتي زي الفل الصبح قبل ما اطلع 
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
ابعد يده والټفت برأسه يمد ذراعه ليتلقط

هاتفه ويهدر باهتمام ملحوظ في نبرته 
_ هتصل بالدكتور 
احس بلمستها الضعيفة فوق كف يده الآخر تقول بخفوت متعب 
_ لا متتصلش ملوش لزمة أنا هبقى كويسة
احتضن كفها الناعم بين قبضته وهتف بصرامة ولهجة لا تقبل النقاش 
_ ملوش لزمة إزاي يعني .. هو أنا هستني لما تبقى كويسة واسيبك تعبانة كدا
_ قومي يلا غيري هدومك عشان الدكتور في الطريق
_ لا لا لا مش قادرة أقف 
احكم قبضتيه حول خصرها يسندها ويهتف في حنو 
_ أنا هساعدك يلا معلش استحملي دقيقتين 
تطلعت إليه بأعين واهنة وقالت بصوت مدهوش 
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
_ هتساعدني إزاي .. لا خلاص اطلع برا وأنا هعرف اغير وحدي 
مد يده يبعد خصلاتها عن عيناها ويهدر شبه ضاحكا 
_ مش وقت عند خالص يارمانتي .. مټخافيش هغمض عيني 
_ كذاب ! 
تنهد بيأس ثم اغمض عيناه وفوق شفتيه ابتسامة جذابة ليجيبها 
_ أهو حلو كدا 
جلنار بخفوت لعدم قدرتها على الكلام 
_ عارف لو طلعت بتكذب عليا وشايف .. مش هكلمك بجد المرة دي ومش هسامحك 
تمتم بصوت منخفض وهو يضحك بعبث ووقاحة 
_ على أساس هشوف حاجة جديدة يعني ! 
لكزته بضعف في كتفه بعدما سمعته وقالت بغيظ 
_ قولت إيه ياوقح ! 
_ ولا حاجة اخلصي احسن افتح عيني بجد .. قولتلك مش شايف
دققت النظر به للحظات في عدم ثقة لكن بالأخير استسلمت فهي للأسف لا تقوي على الوقوف ولولا
يديه التي تحاوطها الآن لسقطت فوق الفراش من جديد .. بدلت ملابسها سريعا بمساعدته البسيطة لأنها لم تسمح له بالتعدي الزائد .
فتح عيناه بعدما انتهت وحملها ثم وضعها فوق الفراش برفق ودثرها بالغطاء .. دفعته بعيدا عنها فورا قبل أن تفتح فمها وتغطيه بكفيها تعطس عدة مرات متتالية .. ثم خرجت همسة ضعيفة منها بعدما توقفت عن العطس 
_ الحمدلله 
ابتسم وانحنى يطبع قبلة دافئة فوق جبهتها مجيبا 
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
_ يرحمكم الله 
سمعت صوت رنين الباب فاعتدلت هي في نومها وجلست نصف جلسة تستند بظهرها على ظهر الفراش بينما هو فخرج حتى يفتح للطبيب .
اختفى من الغرفة فور رحيل الطبيب .. تركها وغادر ولا تعرف ماذا يفعل لكن هناك اصواتا خاڤتة تلتقطها أذنيها .. وترجح أن الأصوات منبعثة من المطبخ .
وصلت أخيرا للمطبخ فاتسعت عيناها بدهشة وتجمدت بأرضها تحدق به في ريبة يقف ويقوم بتقطيع الخضروات في مهارة بحركات متقنة هي نفسها لا تحسن امساك السکين بهذا الاحتراف يديه سريعة في التحضير والطبخ لم تكن تظن أبدا أنه يحسن تحضير الأكل بهذا الشكل ! .
انتفضت على أثر صوته الذي خرج هادئا دون أن يلتفت لها 
_ روحي ارتاحي في السرير وأنا دقايق وهاجي وراكي 
جلنار بتعجب 
_ إنت بتعمل إيه ! 
_ روحي ياجلنار وهتعرفي لما آجي 
فوق يديه رمشت بعيناها عدة مرات في ذهول .. ظلت تتابعه بملامح وجه متجمدة حتى رأته يجلس ويضع الطعام في المنتصف بينهم .. استمرت في التحديق لحظة بالطعام ولحظة به حتى هتف هو متعجبا 
_ في إيه كلي !
جلنار مشيرة للطعام بسبابتها في دهشة 
_ إنت عملت الأكل ده عشاني !!!!
_ امال عشان مين يعني !
اعتقدت أنه يعد الطعام لنفسه لم تتوقع أبدا أنه لها فظهر شبح ابتسامة رقيقة فوق شفتيها لكنها قالت برفض 
_ شكرا بس أنا مش قادرة أكل والله ومليش نفس
رأته يبتسم بطريقة مريبة ويمسح على وجهه مطلقا زفيرا حارا .. وكانت حركته القادمة أشدهم دهشة حيث وجدته يمسك بالمعلقة ويملأها بالحساء ثم يرفعها لفمها يحثها بنظراته الحازمة أن تأكل .. لكنها أمسكت منه المعلقة وانزلتها في الصحن مرة أخرى تهتف في دهشة 
_ عدنان في إيه مالك إنت مش طبيعي !! 
عاد يمسك بالمعلقة من جديد ويقول مبتسما ببساطة ولهجة آمرة 
_ أنا هبقى مش طبيعي فعلا لو مكلتيش .. يلا كلي
لم تتمكن من أظهار رفضها مجددا بعد لهجته فانحنت تبتلع الحساء الذي بالمعلقة في نفور وعدم رغبة وقبل أن يضع المعلقة ويملأها من جديد جذبتها من يده وقالت 
_ ميرسى خلاص أنا هكمل وحدي 
لم يعترض وتركها على راحتها يشاهدها بتركيز وتأمل وهي تأكل مجبورة .. كل لحظة والآخرى ترفع أناملها لتبعد خصلاتها المتمردة عن عيناها وتعيدهم خلف أذنها .. وبالمرة الأخيرة سبقها هو وابعدهم بكامل اللطف والحنو فرفعت نظرها إليه تتابعه وهو يملس على شعرها ويبعده بأنامله توقفت المعلقة بالطريق قبل أن تصل لفمها من دهشتها بتصرفاته الغريبة والغير مألوفة بعد أن انتهى وسحب أنامله ابتلعت ريقها ورفعت المعلقة لفمها لكن وقف الطعام في حلقها فجعلت تسعل بقوة وحين تمكنت من أخذ أنفاسها قليلا رأت يده يمدها بكوب الماء هاتفا 
_ خدي اشربي وكلي على مهلك 
جذبت الكوب من يده بقوة في غيظ من تصرفاته التي

لا تفهمها .. لا تزعجها بالعكس تماما لكن يستفزها كونها لا تفهم سبب تحوله الجذري .. ارتشفت كوب الماء كله دفعة واحدة وانزلته ثم قالت بحدة 
_ إنت عايز إيه بظبط !! 
فهم ما تلمح إليه ومقصدها ليبتسم بساحرية ثم يهز كتفيه بعبث متمتما في لؤم وانامله وجدت طريقها لوجنتها 
_ ولا حاجة .. مراتي تعبانة وبهتم بيها .. فين الغلط في كدا !!! 
رمقته شزرا وهتفت بشراسة مٹيرة 
_ شيل إيدك 
لم يعاندها وامتثل لطلبها وهو يبتسم بمداعبة بينما فهي فعادت تكمل طعامها لكن قبل أن تدخله لفمها مرة أخرى شعرت بمعدتها تتقلص تحثها على التقيء رافضة الطعام الذي دخل إليها .. فكتمت على فمها بيدها ووثبت من الفراش واقفة تهرول تجاه الحمام لتقف أمام المرحاض تفرغ به جميع محتويات معدتها بما فيها ما تناولته للتو .
كان صوت تقيأها مرتفع وكأن روحها تخرج معه .. اسرع هو إليها غير مباليا بتقأيها يحيطها بذراع وبالآخر يثبت خصلات شعرها خلف ظهرها .
بعد لحظات طويلة توقفت أخيرا ففتحت صنبور المياه بيد مرتعشة لتغسل وجهها وانفاسها متسارعة وقد عاد الدوار يداهمها
وضعها فوق الفراش برفق ودثرها بالغطاء ثم ابتعد عنها حتى يحمل الطعام ويعود به للمطبخ وبعد دقيقتين عاد لها من جديد ..
فوجدها متكورة في الفراش كالجنين وترتجف پعنف واسنانها تحتك ببعض من شدة ارتجافها .. ليسمع صوتها الذي يكاد يسمع بصعوبة 
_ ب..ردان..ة ياعدنان .. دفيني 
احس بلكزتها الضعيفة فوق صدرها معبرة عن رفضها لما يفعله لكنها ليست في حالة تمكنها من الشجار معه فاستسلمت لدفء احضانه واكتفت بجملتها الساخرة والمغتاظة 
_ قولتلك دفيني مش احضڼي 
سمعت بضحكته الخاڤتة يجيبها في مشاكسة 
_ ماهي دفيني دي بنسبالي احضڼي ياعدنان 
_ قلبك بيدق جامد ليه !!! 
عدنان بهمس جميل لاثما شعرها بعمق 
_ تفتكري ليه !! 
هزت كتفيها بجهل دون أن ترفع رأسها وتنظر له فحصلت على الرد منه بالصمت للحظات حتى سمعت صوته ينسدل كالحرير ناعما محملا بعواطف جديدة 
_ قربك منه بيخليه مش على بعضه
صدمها الرد وتجمدت بين يديه واحست بالبرودة تعود لجسدها مرة أخرى لكن ذلك لم يمنع الابتسامة من الخروج لثغرها تاركة نفسها تستمتع بسماع دقاته الناتجة عن قربها منه كما أوضح للتو .. وماهي إلا دقائق قصيرة وكانت تغط بنوم عميق وسط لمساته الرقيقة فوق شعرها .. وبعدها بدقائق هو أيضا أغمض عيناه مستسلما للنوم .
توقف بسيارته أمام بناية منزلها ثم الټفت برأسه لها يحدجها مبتسما بدفء فتبتسم الأخرى باستحياء وتهمس في رقة 
_ ميرسى يارائد بجد انبسطت جدا النهارده 
رائد في ابتسامة عريضة وبحنو هتف 
_ تعيشي واسعدك دايما ياقلب رائد
مدت يدها في حقيبتها وأخرجت شالا قصيرا من الصوف صنعته يدويا ومدته له في خجل ورقة جميلة 
_ كويس إني منستش .. كنت هنسى ادهولك
التقطه من يدها يتطلع له بإعجاب كان من اللون الړصاصي وسميكا لكي يبث الدفء في الجسد .. نظر لها وقال مبتسما بدهشة 
_ إنتي عملاه !!!
أماءت برأسها في إيجاب وهتفت بتشوق لمعرفة رأيه 
_ أيوة إيه رأيك 
رفعه ولفه حول رقبته في وجه مبتسم يجيب عليها في نظرات كانت لها أثر عميق على نفسها 
_ جميل أوي تسلم إيدك ياحبيبتي .. شكرا على الهدية الجميلة دي
زينة بسعادة عفوية تميل للطفولية قليلا 
_ بجد عجبك يارائد !
_ طبعا عجبني هو ده سؤال برضوا .. كفاية إن إنتي اللي عملاه بإيدك الحلوة دي
زينة بفرحة وخجل 
_ الحمدلله كنت خاېفة ميعجبكش
ثم تابعت كلامها بعد لحظات طويلة نسبيا من الصمت بينهم تودعه بعجلة وإشراقة وجهها البريء 
_ يلا أنا هطلع بقى عشان اتأخرت وماما قلقت عليا أكيد
قبل أن تفتح الباب وتنزل وجدته يمسك بكف يدها ويرفعه لفمه يلثم باطنه بعمق ويتطلع لها في أعين أثرت قلبها .. ثم يخرج همسة عاطفية
بعينان لا تحيد عنها 
_ بحبك
اڼصدمت واضطربت بشدة لكنها تصلبت بمكانها لدقيقة كاملة تحدقه بعدم استيعاب .. ولا تصدق ما سمعته أذنها .. هل حقا اعترف لها بحبه للتو ! .. كانت تسمع الأحاديث الكثيرة حول تأثير تلك الكلمة ولم تكن تصدق لكنها عاشت اللحظة بالفعل الآن وصدقت .
بصباح اليوم التالي .......
دوى صوت رنين الباب فظنت فوزية أن مهرة قد نست شيء وعادت لتأخذه .. فتحركت باتجاه الباب لتفتح لكنها قابلت جارتهم من المنطقة سميرة .. ابتسمت لها فوزية ورحبت بها بحبور هاتفة 
_ أهلا ياسميرة تعالى ادخلي اتفضلي
انحنت عليها سميرة تعانقها وتهتف في بشاشة 
_ أزيك ياحجة فوزية أنا قولت أما اجي اشقر عليكي واطمن على صحتك
فوزية بعذوبة وصفاء 
_ فيكي الخير ياسميرة أنا بخير الحمدلله .. اخبار أمك
وأخواتك إيه 
دخلت سميرة وسارت باتجاه الأريكة لتجلس فوقها وتجيب عليها 
_ زي الفل وبيسلموا عليكي
فوزية في وجه مبتسم

_ الله يسلمهم .. أنا هروح اعملك حاجة تشريبها
أمسكت بذراع فوزية توقفها هاتفة في رفض تام 
_ لا والله ما تعملي حاجة .. هو أنا غريبة .. أنا جاية اطمن عليكي مش اتعبك
_ ولا تعب ولا حاجة يابنتي هعملك حاجة سريعة كدا بس 
_ اقعدي بس ياخالتي والله ما له لزمة .. متتعبيش نفسك 
تنهدت فوزية بعدم حيلة ويأس ثم جلست بجوارها تحدجها بعتاب بينما الآخرى فملست على كتفها بلطف وهتفت في
تم نسخ الرابط