بقلم ندى محمود

موقع أيام نيوز

ممدوح الأعور والد العريس وهو يتنحنح بأدب ويحمل بين يديه علبة مستطيلة من التفاح الأحمر 
_ ازي الصحة ياحجة فوزية 
_ بخير الحمدلله ياحج اتفضل اتفضل .. ولا كنش له لزوم والله التعب ده ياحج 
أجابها ممدوح بوجه مبتسم 
_ يزيد فضلك .. ولا تعب ولا حاجة دي حاجة صغيرة كدا 
وأخيرا كان آخرهم يدخل صابر العريس ويحمل على ذراعيه قفص كبير من المانجا .. القى التحية على فوزية التي رحبت به ترحيب حار وببشاشة .
كانت مهرة من داخل غرفتها تدور يمينا ويسارا منتظرة شيء معين حتى سمعت صوت صافرة من أسفل شرفتها .. فخرجت إلى الشرفة تطل منها تنظر للصبي الصغير ميدو وتشير له باصابعها الخمسة وتهمس بصوت غير مسموح 
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
_ خمس دقايق 
دخلت للداخل فورا ثم ألقت نظرة أخيرة على مظهرها في المرآة ثم غادرت الغرفة فور سماعها لصوت جدتها وهي تنده عليها .. اتجهت نحوهم وكانت نظراتهم مستنكرة ومدهوشة لما ترتديه .. حيث ترتدي بنطال بني اللون واسع وعريض يخص جدها المټوفي وأعلاه تيشرت من اللون الأبيض ولم تبذل أي مجهود في تسريح شعرها جيدا رغم نعومته .. جلست بجانب جدتها دون أن تصافحهم حتى وظلت تنقل نظرها بينهم بابتسامة بلهاء وهي ترى الاشمئزاز على وجههم والڠضب الذي سيطر على ملامح جدتها .. لتقول بمزاح وهي تضحك 
_ لا مؤاخذة أصل البنطلون غسلته الصبح ومنشفش .. والجيش قال اتصرف 
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
تبادلوا النظرات المنصدمة بين بعضهم البعض بينما فوزية انحنت على حفيدتها وهمست بوعيد حقيقي وهي تستشيط غيظا 
_ والنعمة الشريفة لاربيكي يامهرة .. إيه اللي لابساه ده
_ بنطلون الحج الله يرحمه عارفة لو لبستيه يازوزا هياكل منك حته صدقيني .. تحبي اروح اغيره وتلبسيه 
تمالكت أعصابها واشاحت بنظرها عنها تنظر للضيوف وهي تبتسم بتصنع ونيران الغيظ مشټعلة بداخلها .. هم ممدوح بأن يتحدث متجاهلا منظر مهرة لكنها قاطعته وهي تهب واقفة وتقول 
_ يوه يقطعني .. لا مؤاخذة نسيت الشربات وحياة قرعتك اللي بتلمع دي ياحج ما أنت قايل حاجة غير لما تشربوا الشربات الأول 
رفع ممدوح يده إلى رأسه يتحسس ملمسها الأملس والناعم لعدم وجود أي شعر بها ونقل نظره بين الجميع بوجه مكتوم من الغيظ .. بينما والدة العريس فاقتربت على فوزية وهتفت بنظرات ساخرة بعد رحيل مهرة 
_ هي مالها بنت بنتك يافوزية !! 
ابتسمت فوزية بتكلف وقالت بإحراج 
_ معلش صغيرة بقى وهي بتحب تهزر كدا كتير .. ډمها خفيف ماشاء الله 
ظلت مهرة تجوب في المطبخ إيابا وذهابا وهي تهتف باغتياظ 
_ ماشي ياميدو الكلب .. وحياة امك لاربيك 
ثم صك سمعها صوت طرق الباب العڼيف ولم يكن لايدي واحدة فركضت للخارج فورا حتى تفتح
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
الباب ودخلت مجموعة من أطفال المنطقة ثم أشارت لهم على الداخل وهي تغمز .. فركضوا فورا متصنعين أنهم في طريقهم للغرفة الداخلية التي سيأخذوا فيها الدرس المزيف لكن توقفوا عند مرورهم من أمام الصالون الذي موجود به العريس وعائلته وصاح واحدا منهم وهو يشير على صابر 
_ الحقوا 
نظروا جميعهم إلى إشارة اصبعه واسرعوا إلى الداخل ووقفوا جميعهم وهم يرددون ويتراقصون بأجسادهم الصغيرة ويخرجون لسانهم 
_ ياصابر ياجزمة يالي ملكش لزمة 
نظر صابر وتبادل النظرات الڼارية مع والديه فوزية بينما مهرة هرولت راكضة من الخارج إلى الأطفال وهي تصيح عليه پغضب مزيف حتى تدفعهم للغرفة الداخلية بينما صابر نظر لفوزية وقال باحتدام 
_ إيه ياحجة فوزية هو احنا جايين بيتك نتهزق ولا إيه 
هبت فوزية واقفة وصاحت في الأطفال بعصبية وهي تدفعهم للخارج بينما مهرة فقالت وهي تهتف محدثة صابر بابتسامة مستفزة 
_ لا مؤاخذة ياجزمة .. اقصد ياصابر اصل انا بقيت بدي دروس والنهردا معاد الدرس 
صړخت فوزية بانفعال 
_ دروس إيه دي ومن امتى ! 
هزت مهرة أكتافها بعدم مبالاة وقالت ببرود 
_ من النهاردة 
استقام ممدوح واقفا وهو يقول بوجه محمر من الڠضب 
_ لا ده كدا زادت قوي .. قوم بينا ياصابر ويلا ياحجة وهات علبة التفاح وقفص المانجا ده معاك كمان 
استقاموا وحملت والدته علبة التفاح وهو القفص واتجهوا للخارج وسط محاولات فوزية للإعتذار منهم عن ما صدر عن حفيدتها بينما مهرة فهتفت وهم على الباب وتقول ببرود وهي تكتم ضحكتها 
_ طاب سيب كيلو مانجا حتى اتسلى عليه وهندفعلك حقه 
ثم همست لنفسها وهي تلوي فمها بقرف 
_عيلة نتنة بصحيح 
ثم رفعت نظرها لجدتها التي طردت الاطفال وصړخت فيهم بصوتها المرتفع ثم أغلقت الباب ونظرت لمهرة وعيناها حمراء كالدم من الڠضب ثم التقطت حذائها

من قدمها وقالت بوعيد 
_ شايفة الجزمة دي .. هنزل بيها على نفوخك وهدعكك بيها 
شهقت مهرة بفزع وأسرعت ركضا نحو غرفتها وأغلقت الباب عليها لتسمع صوت جدتها من خلف الباب وهي تصرخ 
_ أما ربيتك يابنت رمضان الأحمدي مبقاش أنا فوزية 
سمعت صوتها الساخر وهي تهتف ببرود ضاحكة 
_ طلقني .. لو مش عاجبك طلقني 
_ الصبر من عندك يارب .. هتجلطيني يابنت 
ارتفعت ضحكات الأخرى من الداخل بينما فوزية فظلت تحاول فتح الباب ولكن باءت كل محاولاتها بالفشل فجذبت مقعد وجلست أمام الباب تقول بنبرة متوعدة 
_ طيب اديني قعدالك اهو أما اشوف هتعرفي تطلعي ازاي من جوا .. خليكي قاعدة عندك
فتح عدنان الباب ودخل فوجد أمه تجلس على الأريكة أمام التلفاز وتشاهد أحد المسلسلات الكلاسيكية تنهد بقوة واقترب منها من الخلف وانحنى على رأسها يطبع قبلة حانية عليه ويهتف بوجه واضح عليه الهم والضيق 
_ عاملة إيه ياست الكل 
التفتت له أسمهان بجسدها وطالعته بنظرة قلقة وهمست 
_ كويسة ياحبيبي .. إنت مالك شكلك مضايق من حاجة !! 
عدنان بخفوت فهو ليس في مزاج أبدا للحديث 
_ مفيش حاجة متقلقيش تعبان بس من الشغل هطلع اريح في اوضتي شوية 
هزت رأسها بأيجاب وقالت بحنو وهي تضغط على كفه بحب 
_ ماشي ياحبيبي ريح دلوقتي وبكرا نبقى نتكلم 
هز رأسه بالموافقة في ابتسامة باهتة ثم استدار واتجه نحو الدرج وقبل أن يصعد أول درجاته هتفت أسمهان بنبرة ليست طبيعية 
_ صحيح فريدة مش فوق
تسمر بأرضه على أثر جملتها .. كيف ليست بالأعلى الساعة الآن تجاوزت الثانية عشر بعد منتصف الليل !! .. الټفت بجسده ناحية أمه وهتف بنبرة غليظة 
_ إزاي يعني مش فوق .. امال فين !! 
أسمهان بنبرة واضح عليها الحنق 
_ هي مقالتلكش !! .. طلعت من الصبح وقالت إن في واحدة صحبتها عملت حاډث وهتروح تزورها في المستشفى واحتمال تتأخر ولغاية دلوقتي مرجعتش ورنيت عليها مش بترد 
عدنان بوجه بدأت تظهر عليه بشائر حالته المرعبة 
_ مش بترد .. وقاعدة برا لغاية الوقت ده ! .. تمام لما ترجع قوليلها إني مستنيها فوق 
ثم استدار وصعد الدرج متجها إلى غرفته وهو يخرج هاتفه ويجري اتصال
بها ولكن بلا إجابة منها .. مما هيج عواصفه أكثر فما فعلته جلنار والڠضب المكبوت بداخله منذ لحظتها يبدو أنه سيكون من نصيب فريدة وستحظى بضعف حالته العصبية بالصباح .
فتح الباب على مصراعيه ودخل ثم جلس على الفراش وقدماه تهتز بشدة من فرط السخط .. ينتظر عودتها حتى تنال عقابها المستحق .
دقائق مرت حتى أصبحت ساعة كاملة !! وأخيرا وصلت وكانت وجهتها فورا إلى غرفتها بالاعلى بعد أن أخبرتها أسمهان بأن زوجها بانتظارها بالأعلى وكانت يبدو عليها الحنق والقرف منها وهي تحادثها مما أكد لها أن عدنان هو عبارة عن قنبلة موقوتة بالأعلى وتنتظرها حتى ټنفجر بها ! .
فتحت
الباب ببطء وخوف ثم دخلت وهي تنظر للجالس على الفراش وهيئته مرعبة رمقها بنظرة دبت الړعب في أوصالها فظلت واقفة مكانها لا تتحرك كالصنم تماما حتى سمعت همسة متحشرجة خرجت منه وهو يسأل بهدوء ما قبل العاصفة 
_ إنتي عارفة الساعة كام دلوقتي ! .. الساعة واحدة يا مدام يامحترمة 
ابتلعت ريقها بتوتر وقالت پخوف بسيط 
_ أنا أسفة بس صحبتي كانت تعبانة أوي ياعدنان واضطريت اقعد معاها وأنا مرجعتش وحدي .. باباها وصلني 
وثبت واقفا وغار عليها كالثور الهائج وهو ېصرخ بصوت جلجل في أرجاء القصر كله حتى أن آدم الكامن بغرفته سمع صوت صياح أخيه 
_ أنا مليش دعوة بالزفت اللي بتقوليه ده ولا بصحبتك ولا قرف .. أنا ليا دعوة بمراتي اللي قاعدة برا البيت لغاية الساعة واحدة بليل من غير ما تقولي ومبتردش على تلفونها كمان 
كانت أسمهان من الأسفل تسمع صوت صياح ابنها وتبتسم پشماتة في تلك الشيطانة الصغيرة .. بينما فريدة بالاعلى فصابتها نفضة فور صرخته العڼيفة بها وقالت بارتعاد 
_ التلفون كان في الشنطة والله ياعدنان ومسمعتهوش 
قبض على ذراعها بقسۏة وجذبها إليها وهو يهتف بنبرة مرتفعة وانفعال 
_ أنا ليا فترة سايبلك السايب في السايب وبتطلعي وتدخلي براحتك من غير ماتقوليلي وأنا مطنش بمزاجي عشان مش عايزة ازعلك مني .. بس لغاية هنا وكفاية أوي قسما عظما يافريدة لو رجلك عتبت برا عتبة القصر من غير أذني لتشوفي اللي عمرك ماشوفتيه مني فاهمة ولا لا .. واللي حصل النهارده ده اعتبريه اول تحذير مني ليكي 
ثم سكت لبرهة وهدأت نبرة صوته قليلا ليقول بصوت أشبه بفحيح الأفعى 
_ مش معنى إني بحبك وإنك اغلي حاجة عندي يبقى تستغلي النقطة دي وتعملي اللي على هواك أنا صبري ليه حدود وإنتي عارفة ده كويس متضطرنيش إني

اتصرف معاكي بالطريقة دي تاني ياريت 
ثم ترك ذراعها بجفاء ونزع سترته وهو يستدير ويلقيها على الفراش وهو متجه نحو الحمام .. تاركا إياها تقف پصدمة لا تصدق أن هذا هو عدنان الذي طالما كان مثال في الحنان والحب ولم يعاملها بهذه الطريقة قط منذ زواجهم لابد أن تلك الأفعى جلنار هي السبب ! .
أجاب نشأت على الهاتف بتلهف ليسمع صوت الطرف الآخر وهو يقول بحماس 
_ عايز الحلاوة الاول بقى ياباشا على الأخبار السكرة اللي جبتهالك دي 
_ اخلص ياحيوان .. اتكلم وإلا اقسم بالله أااا ....
قاطعه وهو يقول پخوف وضيق 
_ خلاص وعلى إيه ياباشا من غير إلا .. بنت سيادتك موجودة في أمريكا مع الواد اللي اسمه حاتم الرفاعي .. بس مش قاعدة معاه في نفس بيته هو في بيت وهي في بيت وبتشتغل معاه في شركته 
_ والعنوان 
_ العنوان في كاليفورنيا ....... 
هتف نشأت بفرحة 
_ استنى اتصال منى عشان اقولك تاجي وتاخد بقية فلوسك 
أجاب الآخر بنظرات جشعة وصوت مسرور 
_ تسلم ياباشا .. وأنا هستنى اتصالك 
انهى معه الاتصال وألقى بالهاتف بجواره وهو يبتسم بسعادة .. وبدأ يعد الخطط الجديدة من الآن فعثوره على ابنته خير فرصة له بكل شيء وليس عمله فقط ! .
........ 
_ الفصل الخامس _
كانت جلنار تجلس في حديقة المنزل وتتصفح هاتفها وتشرب كوب اللبن الصباحي الخاص بها وبجانبها صغيرتها كذلك
تم نسخ الرابط