بقلم ندى محمود

موقع أيام نيوز

على محياها علامات الألم والتعب وبعد ثواني انفتح الباب وظهر هو من خلفه .. تعمدت عدم النظر إليه واغمضت عيناها وهي متكورة بفراشها ! .
اقترب منها مسرعا وجلس بجوارها على الفراش ممسكا بيدها وهاتفا بقلق 
_ مالك يافريدة 
أجابته بخفوت 
_ كنت تعبانة وكان جسمي كله متكسر ومعدتي كانت بتآلمني أوي
مد يده إلى جبهتها يتحسس حرارة جسدها فوجدها طبيعية أردف بريبة 
_ حرارتك مش عالية ! 
فريدة بتوضيح مضيفة القليل من البهارات على كذبتها 
_ الحرارة ممكن تكون من الداخل .. بس أنا اخدت علاج قبل ما إنت تيجي وبقيت كويسة شوية الحمدلله
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
_ علاج إيه ده ! .. وإزاي تاخدي حاجة من نفسك يافريدة ! 
كانت جملته تحمل الانفعال والاستياء فردت هي عليه بهدوء 
_ متقلقش ياحبيبي أنا متعودة باخده دايما لما بتعب كدا
رمقها بنظرة مطولة ثم أخرج هاتفه من جيب بنطاله وهم بالاتصال بالطبيب فأمسكت بيده وقالت وهي تعتدل جالسة 
_ أنا بقيت كويسة شوية
صدقني مش مستاهلة دكتور لو كنت تعبانة أوي زي قبل ما تيجي كنت هخليك تكلمه 
تفحص معالم وجهها لثواني ثم انزل الهاتف مستسلما ومد يده إلى وجنتها يملس عليها بحنو هامسا 
_ طيب اتعشيتي ولا لسا 
هزت رأسها بالإيجاب ثم لفت ذراعيها حول رقبته وقالت بدلال أنوثي 
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
_ أنا آسفة عارفة إني ضايقتك كتير الأيام اللي فاتت مني .. وكنت غلطانة بس وعد كل اللي حصل ده مش هيتكرر تاني ووعد إني هرجع فريدتك وحبيبتك تاني وهعوضك عن فترة الخلافات اللي كانت بينا دي
ابتسم بلؤم يليق به ثم استطرد بجملة غير متوقعة تماما 
_ فريدة هو إنتي تعبانة بجد ! 
استغربته واستقرت بعيناها نظرة حائرة .. حتى فهمت ما يرمي إليه فقررت أخيرا آثر الحقيقة وقالت بهمس به لمسة خبيثة 
_ الصراحة لا .. بس بما إننا يعتبر كنا مټخانقين فمكنش في طريقة اخليك تيجيلي بيها غير دي للأسف وأعتقد إن إنت كنت عند جلنار مش كدا 
_ إنتي من إمتى بقيتي تغيري منها ! 
فريدة بنظرة شرسة 
_ من وقت ما بدأت أحس إنها بقت تشاركني فيك فعلا
_ خلينا نفترض إن كلامك صح .. هل ده هيغير حاجة 
تصنعت عدم الفهم وعزمت على أن تكون الليلة هي ليلتهم
وتبادر هي ببدأها 
_ يعني ! 
تمتم بعين تلمع بوميض الرغبة 
_ يعني بحبك يافريدتي
ليلة أخرى .. ستكون

فيها معه جسد فقط بلا روح تستغل الفرص المعطاة لها حتى تحافظ على زواج لا تريده سوى للمصلحة تظهر الحب والوفاء لزوج وټطعنه بشرفه في الظهر ورغم كل هذا تتقرب منه كأسلوب منحدر منها حتى تمنعه عن التفكير بغيرها وتظل هي المهيمنة والآمرة ولا ينهدم ما قامت ببنائه لسنوات ! .
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
في تمام الساعة الثالثة فجرا ......
بمجرد ما أن فتحت الباب وخرجت فتح هو عيناه دفعة واحدة كالذئب المترصد لفريسته بقى معلقا نظره على السقف للحظات وانفتح فمه قليلا بانحناءة مرعبة ولسانه بدأ يسير على ضروسه العلوية في عينان حمراء كالدم ونفس ثائرة على وشك أن تعلن قيام عاصفتها المدمرة .. يستمع إلى همهاتها القادمة من الخارج وهي تتحدث في الهاتف ويزداد ثورانه .
عدنان بصوتا كان كافي لبث الزعر في نفسها 
_ كنتي بتكلمي مين 
نزلت بعيناها إلى الهاتف الذي بيدها تلقي نظرة مرتبكة عليه ثم عادت بنظرها إليه وقالت متلعثمة في كڈبة كانت سخيفة جدا هذه المرة 
_ دي .... دي لميا بتكلمني تسألني عن حاجة 
رفع حاجبه مستنكرا كذبتها 
_ في الوقت ده ! 
فريدة بتوتر ملحوظ 
_ آه ما إنت عارف إنها قريبة جدا مني ومش بتعرف تعمل حاجة غير لما تاخد رأى الأول
تحرك حاجبيه باستهزاء في شكل مثير للأعصاب ثم مد يده حتى يجذب الهاتف من يدها لكنها ضغطت عليه بتلقائية كنوع من الرفض لكنه باغتها بصرخته العڼيفة بها 
_ هاتي الزفت ده 
أرخت عضلات يدها عليه فجذبه من يدها وفتحه لكن ظهرت شاشة ادخال الرقم السري أولا فرفعه أمام وجهها وهتف بحدة 
_ افتحيه
مدت يدها وفتحته وهي تقول پغضب امتزج باضطرابها 
_ هو في إيه بظبط ياعدنان ما تفهمني !
_ هنفهم كلنا دلوقتي في إيه
فتح آخر المكالمات وقام بالاتصال على آخر رقم في قائمة الاتصالات بسط الهاتف في المنتصف بينهم وفتح مكبر الصوت ينتظر الرد .. أحست هي بأنها ستفقد وعيها وانفاسها انسحبت في رئتيها من الخۏف يبدو إنها وصلت لنهاية الطريق ظل صوت الرنين يعلو صوته في أذنها كالبرق وهي تدعو ربها أن لا يقوم نادر بحركة متسرعة ويجيب .
انتهى الرنين دون رد فحدقها بنظرة ممېتة وقال 
_ إنتي مش لسا كنتي بتكلميها برضوا .. مبتردش ليه 
_ معرفش يمكن دخلت الحمام .. بعدين أنا عايزة افهم إنت إيه اللي بتعمله ده
كانت كلمات اندفاعية منها وهي تسحب الهاتف من يده لكنه باغتها بحركة مفاجأة منه وهو يجذبها من ذراعها ويضغط عليها بقسۏة هامسا بنبرة دبت الړعب في أوصالها 
_ اللي حصل بينا من كام ساعة ده .. كان برغبة مني عشان أتأكد من حاجة وأتأكدت حابب أقولك إن الحصانة بتاعتك خلصت يافريدة واستنفذتي كل الفرص اللي ادتهالك 
كلمات كلها مبهمة لا يفهم منها سوى شيء واحد أنها أصبحت على الهاوية وأن النهاية المحتومة تقف على أعتاب الباب .
هل كان كل الحب والحنان الذي امطرها به في ليلتهم متصنعا حتى يحقق مبتغاه المجهول ! .. كيف !!! لا تفهم شيء من الذي يحدث سوى أنه شك بل وأصبح شبه متأكدا من خيانتها له ! .
تجلس بجوار ابنتها في فراشها الصغير وتملس على شعرها بحنو حتى تخلد للنوم .. بعدما كثرت اسألتها التي لم تجد لها إجابة حول غياب
والدها منذ مساء الأمس .
بينما هي فهناك بعض التفاصيل تتذكرها جميعها كان موجود بها بالأمس .. لا تتمكن من التذكر جيدا لكن هناك صور بعقلها له وهو يحملها ويتجه بها للغرفة تتذكر أنها رأت وجهه وابتسامته وهو يحملها وبعد ذلك لا يوجد اي شيء بذاكرتها .. ظنته حلم عندما استيقظت من النوم في صباح اليوم التالي لكن كيفية وصولها إلى الفراش وهي كانت نائمة على الأريكة أمام التلفاز بالخارج هذا ما جعلها تتأكد من أنه جاء في المساء .
ألقت نظرة دافئة على صغيرتها التي خلدت للنوم بعمق ثم انحنت عليها وطبعت قبلة رقيقة على جبهتها واستقامة واقفة لتغادر الغرفة بهدوء شديد ..
وصلت إلى غرفتها ورفعت يدها تنزع المشبك الذي تثبت به شعرها .. همت بالدخول للفراش حتى تنام لكن صوت الباب وهو ينفتح سمرها مكانها .. ظلت ثابتة مكانها تستمع إلى خطواته معتقدة إن وجهته الأولى ستكون إليها كالعادة لكن ما أصابها بالتعجب أن صوت خطاه توقف ولم يدخل للغرفة .. رفعت حاجبها بحيرة ثم استدارت واتجهت بخطا قدماها الناعمة إلى الخارج .. رأته يجلس على الأريكة بالصالون ويرجع برأسه للخلف إلى الحافة العلوية من ظهر الأريكة مغمضا عيناه لم تكن علامات التعب أو الإرهاق بادية على وجهه .. بل أخرى كلها ڠضب وحنق ويحدق في السقف بفراغ كالذي ارهقه التفكير فلم يعد يعرف بماذا يفكر أكثر ! .
صوت في ثناياها ألح عليها أن تقبل عليه وتسأله مالذي به

لكنها قټلت ذلك الصوت وفضلت التجاهل وكانت على وشك أن تستدير وتعود لغرفتها لكن همسته القوية باسمها أوقفتها بأرضها 
_ جلنار 
ظلت مكانها لا تلتفت له ولا تجيب عليه فقط تنتظر منه أن يستكمل جملته .. فخرج صوته مستكملا 
_ تعالى عايز اتكلم معاكي شوية 
ردت ببرود وعدم اكتراث 
_ أنا تعبانة وعايزة انام .. تصبح على خير 
أنهت جملتها وتحركت نحو غرفتها بينما هو فاستشاط غيظا وبلحظة هب ثائرا من مكانه واندفع خلفها كالۏحش .. جذبها من ذراعها إليه قبل أن تخطو قدماها الغرفة 
جلنار بتحد وعصبية 
_ إنت عارف أنا عايزة إيه كويس 
لحظة عابرة ممن الصمت مرت حتى استكمل صياحه المرتفع بها منفعلا 
_ وأنا قولتلك مليون مرة انسى الطلاق ده نهائي 
اردفت جازة على أسنانها بغيظ في خفوت 
_وطي صوتك البنت نايمة 
انتقل بنظره إلى باب غرفة ابنته ثم جذبها من ذراعها خلفه ودفعها لداخل الغرفة ثم دخل هو واغلق الباب فصړخت به بسخط عارم 
_ إنت مش طبيعي والله 
_بالعكس أنا لغاية دلوقتي طبيعي وهاديء أوي معاكي كمان بس شكلك مش هتخليني استمر في الهدوء ده كتير
اندفعت نحوه ثائرة حتى وقفت أمامه مباشرة شبه ملتصقة به وغمغمت في غل 
_ أعمل ما بدالك ياعدنان .. وبرضوا هطلق طالت أو قصرت هتطلقني ڠصب عنك 
ضحك بازدراء منها فاستكملت هي 
_ بعدين مش احنا كنا متفقين إننا هنطلق 
_ ده كان قبل ما تاخدي بنتي وتهربي بيها 
_ وفرق إيه دلوقتي 
انحنى عليها يهمس أمام وجهها تماما في نبرة مثلجة 
_ مفرقش حاجة بس أنا غيرت رأى ومش هطلق
تلألأت العبارات في عيناها بحړقة وألم من بطش وقسۏة ذلك الظالم لوهلة احست بضعفها أمامه وأن لا يسعها شيء سوى استخدام قواها الضعيفة مقارنة بقوته الجسمانية الضخمة .. فغارت عليه تلكمه في صدره بشراسة صائحة به في صوت مبحوح وعينان تلمع بالعبارات 
_ إنت واحد حقېر .. ومتستهلش إيه حاجة في يوم عملتها عشانك .. عايز كل حاجة تكون ليك وحدك متملك ومغرور ومش بتتقبل أخطائك .. إنت أناني ياعدنان بتحب فريدة وفي نفس الوقت عايز جلنار تكون معاك مفكرتش في مرة إيه احساس فريدة أو احساسي أنا .. عارف ليه عشان إنت مبتفكرش غير في نفسك مش معنى إنها وافقت على إنك تتجوز عليها وإنت فهمتها قد إيه بتحبها يبقى خلاص هي تقبلت الفكرة بصدر رحب لا يمكن يكون في ست تتقبل فكرة إن جوزها يتجوز عليها .. وأنا رغم إني مش بحبك بس فكرة إني على الرف بتقتلني صدقني احساس الست إنها في خانة الاحتياط بيوجع أووووي وأنا استحملت الاحساس ده كتير ومش هقدر استحمل اكتر من كدا
استهدفت بكلماتها الهدف لم تخطأ في حرف واحد .. لكن أخطأت في الوصف .. بقدر جفاء وحدة الكلمات بقدر ما وصلت لأعمق نقطة
من قلبه خرجت هذه الخناجر من فمها بالوقت الخطأ .. في وقتا كان يحاول هو لملمة شتات نفسه المبعثرة بعد الوساوس التي تنهش عقله نهشا منذ مساء الأمس وهو يفكر بأفعال زوجته المريبة محاولا إسكات الصوت الوحيد الذي يتردد في ذهنه منذ إيام خېانة .. خېانة .. خېانة !! ويرفض حتى مجرد التفكير في فكرة لعينة كهذه جاءت زهرته وواجهته بحقيقته التي يحاول التغافل عنها وزادت من سوء الوضع لكن حتما أن أنانيته تضمر خلفها أحد الأسباب الحقيقية الذي يرغب باحتفاظه بها لنفسه .
تنهد الصعداء بعبث وغمغم أخيرا
تم نسخ الرابط