بقلم ندى محمود

موقع أيام نيوز

عن أمها ونظرت إلى الخالة ثم ركضت إليها وتعلقت بقدمها تقول بصوت عابس وعينان شبه دامعة 
_ بابي تعبان وماما زعلانة يانينا انتصار 
نظرت انتصار إلى جلنار نظرة معاتبة لعدم تمالكها نفسها أمام الصغيرة ثم وضعت الصينية فوق الفراش وانحنت على هنا تحتضن وجهها الصغير بين كفيها وترد عليها بحنو وحب 
_ بابي تعبان شوية صغنين أوي ياحبيبتي وإن شاء الله هيبقى كويس وزي الفل 
ثم ألقت نظرة سريعة على جلنار التي تتابعهم بعيناها وانحنت على أذن هنا وهمست 
_ و زي ما إنتي بتحبي بابا وزعلانة إنه تعبان ماما كمان زي كدا
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
التفتت الصغيرة برأسها ناحية أمها ثم عادت بها أخرى إلى الخالة وسألت بحزن به لمسة الاطمئنان 
_ يعني بابي هيبقى كويس 
_ طبعا هيبقى كويس ياحبيبتي إن شاء الله .. يلا بس إنتي زي الشطار كدا اجري على السرير ونامي عشان بابي لما يرجع ميزعلش إن هنون بتنام متأخر 
ابتسمت هنا بلطافة وجهها الملائكي ثم ركضت فورا نحو الفراش وتدثرت بالغطاء فضحكت انتصار بخفة وارسلت لها قبلة في الهواء ثم حملت الصينية مرة أخرى وأشارت لجلنار بأن تلحق بها .
الخالة انتصار .. كانت تعمل خادمة في منزل نشأت الرازي وكانت علاقتها بوالدة جلنار حميمية جدا وتحبها كثيرا .. ساعدتها في تربية جلنار من الصغر لذلك تعتبرها جلنار والدتها الثانية .. حتى بعد ۏفاة أمها في سن صغير كانت انتصار دائما بجوارها لم تتركها تماما كأمها وكانت جلنار تتردد على منزلها كل آن وآن بعدما تركت العمل في منزلهم فور ۏفاة أمها .
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
خرجت خلفها وجلسا على الأريكة الكبيرة في الصالون فقالت انتصار بنبرة مشفقة 
_ كلي إنتي مكلتيش حاجة يابنتي 
جلنار برفض 
_ مليش نفس يادادا 
_ احنا مش اتفقنا إنك تمسكي نفسك قدام البنت ياجلنار 
_ مقدرتش والله من غير احس لقيت دموعي نزلت 
تنهدت انتصار مبتسمة ثم قالت بوضوح وصراحة تامة وهي مثبتة نظرها عليها بثقة 
_ اللي يشوفك خاېفة عليه بالشكل ده ميشوفكيش وإنتي عايزة تتطلقي منه 
ارتبكت قليلا وردت عليها بحزم 
_ دي حاجة ودي حاجة .. الاتنين ملهمش علاقة ببعض
انتصار ضاحكة 
_ لا إزاي ملهمش علاقة ببعض !! .. ده إنتي من ساعة ما رجعتي من المستشفى وإنتي دموعك موقفتش وده معناه حاجة
واحدة هي إنك بتحبيه
رمقت جلنار انتصار بدهشة امتزجت بالتوتر الذي سرعان ما حاولت إخفائه وهي تهتف نافية بجفاء 
_ لا طبعا مش بحبه !! .. أنا بس زعلانة على الوضع اللي هو فيه وطبيعي ازعل في الأول والآخر هو أبو بنتي .. بعدين بحبه إيه يادادا إنتي كأنك متعرفيش اللي بينا
انتصار بابتسامة مستنكرة 
_ عارفة وعشان كدا مستغربة ! .. عموما ربنا يقومه بالسلامة يارب 
همهمت جلنار بخفوت وصوت يكاد يسمع 
_ يارب
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
على الجانب الآخر من العالم بمدينة كاليفورنيا بأمريكا .....
انتهى الاجتماع أخيرا وخرج الجميع تباعا من الغرفة وقفت نادين وحملت أوراقها واشيائها تهم بالانصراف لكنه قبض على رسغها يجبرها على الجلوس ويهتف بجدية 
_ اقعدي احنا لسا مخلصناش كلامنا
ردت عليه بقسۏة غير معهودة منها 
_ بعتقد انو خلص .. ممكن تترك إيدي
تأفف حاتم بنفاذ صبر ثم هب واقفا واتجه نحو باب الغرفة في خطوات قوية واغلق الباب پعنف ثم عاد لها وهتف بشيء من العصبية 
_ نادين أنا خلقي ديق وإنتي عارفة كدا .. اتكلمي وقولي إيه اللي حصل 
طالعته بابتسامة ساخرة وهدرت بعد ثواني معدودة من التحديق به في عدم اكتراث 
_وأنا مو طلبت منك تهتم بشو مضايقني .. إنت ياللي سألت وأنا رديت وقلتلك ولا شيء 
حاتم پغضب 
_ ياسلام .. امال إيه موضوع الصور ده وكذاب ومعرفش إيه !!
نادين ببرود تام وهي تهم بالانصراف 
_ بتقدر تعتبرني ما قلت شيء
القت بجملتها واندفعت نحو الباب في خطوات سريعة فلحق بها وجذبها من ذراعها هاتفا بسخط 
_ أنا لسا مخلصتش كلامي يانادين 
نظرت ليده المقبضة على

ذراعها بقوة فاشتعلت نيران ڠضبها وصاحت به منفعلة
وهي تسحب يدها من بين قبضته 
_ وأنا بالنسبة إلي الكلام خلص ياحاتم .. ما تنسي حالك وتقربلي بهاي الطريقة مرة تاني عم تفهم ولا شو !
رفع حاجبه في استنكار ملحوظ بنظرته من أسلوبها الجديد ولاحت ابتسامة متسلية فوق ثغره على عكس حالته الغاضبة منذ قليل .
وجدته يتقدم نحوها بخطوات متريثة وتلك الابتسامة المريبة تزين وجهه ارتبكت وتوترت بشكل ملحوظ .. وبشكل تلقائي منها تقهقهرت للخلف وهي تهتف بتحذير سخيف وترفع سبابتها المضطربة مثلها تماما في وجهه 
_ لا تقرب .. حاتم لا تقرب قلتلك !!
لا يبالي لتحذيرها اللطيف كان هدفها بث الخۏف بهذا التحذير ولكنها فعلت العكس .. ظلت تتراجع وقد نست أن نهاية هذا الاتجاه هو الحائط فاصطدمت بظهرها به والتفتت برأسها للخلف تتطلع للحائط بتوتر ثم عادت برأسها إليه وحدقته بشراسة تليق بجمال أنثى فاتنة ورقيقة مثلها .. وقف أمامها وابتسامته المتسلية زاد اتساعها على ثغره ثم رفع كلتا ذراعيه وأسند كفيه على الحائط يحاوطها من الجهتين يرمقها بنظرة مشاكسة متحدثا بنفس لهجتها اللبنانية 
_وإذا قربتلك شو بتسوي ! 
ازدردت نادين ريقها بارتباك واستحياء ملحوظ على وجهها ابتسامته ونظراته أذابتها في لحظة كقطعة ثلج وضعت فوق النيران ظلت تتأمله بهيام ولسانها انقعد فلم تتمكن من الرد عليه استمرت فقط في التحديق به مسلوبة العقل .
ابتسم باتساع اكثر حين رأى سكونها التام واستسلامها وهي تتطلع إليه بعينان شاردة فغمز لها بعيناه البندقية وتمتم شبه ضاحكا 
_ شششش .. سرحتي في إيه 
فاقت من رحلتها القصيرة على أثر صوته وغمزته المٹيرة فزاد توترها وخجلها أكثر وبعفوية وضعت يديها الناعمتين على صدره ودفعته بعيدا عنها فارتد هو للخلف وهرولت هي نحو الباب تفر منه قبل أن يمسك بها مرة أخرى .. فتحت الباب وكانت على وشك الرحيل لكنها توقفت والتفتت له برأسها هاتفة بغيظ ووعيد حقيقي 
_راح حاسبك على هاد الشي اللي سويته هلأ
تفوهت بتلك الجملة ورحلت فورا دون أن تغلق الباب حتى خلفها من فرط توترها بينما هو فضحك بخفة وهو يلوح بيده في عدم حيلة .
عودة إلى القاهرة في مصر .....
أخرج آدم هاتفه من جيب بنطاله بعد ارتفاع صوت رنينه الصاخب .. قرأ اسم المتصل الذي ينير الشاشة ثم رد بخشونة صوته الرجولي 
_ هاا عملت إيه 
رد عليه الطرف الآخر بأسف 
_ للأسف يا آدم بيه لغاية دلوقتي مقدرتش أوصله 
صړخ به بصوت جهوري لكن سرعان ما حاول إخفاض نبرته عندما تذكر أنه موجود بالمستشفى 
_ وهو أنا باعتك تدورلي عليه عشان تقولي مقدرتش اوصله .. بكرا عايز ده يكون قدامي وقبل ما البوليس يمسكه فاهم ولا لا 
أجاب عليه الآخر بنبرة متلعثمة قليلا تحمل القليل من الخۏف 
_ حاضر يابيه 
انزل الهاتف واغلق الاتصال ثم اتجه نحو أقرب مقعد وجلس فوقه قم رفع كفه ماسحا على وجهه متأففا بإرهاق وتعب .. لمح الطبيب يخرج من غرفة أخيه فتوقف وهرول مسرعا يلحق به قبل أن يرحل .
اوقف الطبيب وسأله باهتمام 
_ طمني يادكتور حالته تحسنت شوية ولا لسا زي ماهي 
لمس الطبيب نبرة القلق والارتعاد في صوت آدم فابتسم له وقال مربتا على كتفه بنبرة متفائلة 
_ للأسف لسا زي ماهي .. بس متقلقش إن شاء الله هيقوم بالسلامة ولغاية بكرا الصبح ممكن كل حاجة تتغير وحالته تتحسن ويفوق كمان 
تنهد آدم بأسى ورد في تمنى 
_ يارب .. متشكر جدا يادكتور
_ على إيه ده واجبي 
انصرف الطبيب وبقى آدم يقف بأرضه متسمرا في حزن .. ثم تحرك بقدماه نحو زجاج الغرفة ووقف أمامه من الخارج ينظر لأخيه المتسطح على الفراش امعن النظر به في قلب منفطر للحظات حتى خرجت همسة تحمل في طياتها الوعيد وكلها ڠضب 
_ أنا شاكك في حد وصدقني لو طلع هو السبب في الوضع اللي إنت فيه دلوقتي ده مش هرحمه
خرجت فريدة من الحمام وهي تجفف وجهها بمنشفة صغيرة فصك سمعها صوت رنين هاتفها .. تحركت باتجاهه والتقطته تنظر للشاشة وتقرأ اسم المتصل الذي كان مسجل باسم لميا .. تأففت بخنق ثم حركت اصبعها على شاشة الهاتف لتفتح الاتصال ورفعت الهاتف تضعه على أذنها تجيب بشيء من السخط 
_ خير 
نادر مبتسما بسخرية ونبرة لا تبشر بخير 
_ اخبار اللي لو حصله حاجة مش هترحميني عشانه إيه !! .. فاق ولا لسا 
ردت فريدة في استهزاء من سؤاله وبعصبية 
_ مهتم اوي يعني سيادتك مثلا تعرف وضعه إيه .. طيب يانادر عدنان حالته خطړة ودخل العناية المشددة ياترى إنت مرتاح كدا
ضحك ورد ببرود وفرحة داخلية 
_ جدا .. الحقيقة أنا اللي مش فاهمك هو مش انتي برضوا بتحبيني ومش بتحبيه .. امال ايه لزمة الخۏف

ده كله عليه ولا بقى إنتي كنتي
مفهماني غلط وبتحبي عدنان
أصدرت زفيرا حارا بنفاذ صبر وردت عليه باستياء 
_ هو الكلام ده وقته دلوقتي يانادر .. بقولك حالته خطړة وممكن ميقومش منها وإنت بتقولي بتحبيني وبتحبيه و.....
قاطعها بخنق وصوت أجش 
_ خلاص خلينا نركز في الأهم دلوقتي .. جلنار عرفت إزاي 
_ معرفش كانت نقصاها هي دي كمان
.. لو مكتمناش نفسها هتفضحنا ووقتها عدنان هو اللي ھيقتلنا 
نادر بابتسامة شيطانية ونظرة لعوب لم تراها بسبب تحدثهم في الهاتف 
_ ده في حالة لو مكتمناش نفسها زي ما بتقولي 
فريدة متأفف بقرف وحنق 
_ اقفل يانادر أنا مش في وضع يسمح ليا بالتخطيط والكلام دلوقتي خالص .. لما افوق وعدنان كمان يطلع من العناية وحالته تتحسن نبقى نفكر هنعمل إيه في المصېبة اللي نزلت فوق راسنا دي
انهت الاتصال دون أن تنتظر رده حتى .. مما جعله ينزل الهاتف من على أذنه ويتطلع إليه بشيء من الدهشة مبتسما بازدراء ثم هدر بغل ينبع من صميمه 
_ عدنان ! .. أصلا حاډث زي ده المفروض كان يوصل المستشفى مېت لكن هو بسبع أرواح 
ثم سكت للحظة يفكر بشيء وسرعان ما اڼفجر ضاحكا وهو يهتف بتسلي لمجرد مرور الفكرة على ذهنه 
_ كنت ناوي اخلص منك ياديدي ياحبيبتي بنفسي بس هسيبك للي مش بيرحم بجد وهبقى ضړبت عصفورين بحجر واحد خلصت منك وعدنان الشافعي دخل السچن
ثم انحنى على كأس الڤودكا الموضوع فوق المنضدة الصغيرة وسكب منه في الكأس البيضاوي ورفع الكأس لفمه يرتشفه كله دفعة واحدة ويهتف مستكملا ضحكه الشيطاني 
_ مجرد التخيل باللي هيعمله فيكي لما يعرف بخېانتك بيشعرني بالنشوة ياديدي
في صباح اليوم التالي داخل منزل نشأت الرازي ......
يمسك بفنجان القهوة الصباحي المعتاد جالسا في حديقة المنزل على مقعد أمام طاولة بيضاء ودائرية مستمتعا بالأجواء الهادئة من حوله واللون الأخضر الذي يملأ نظره .
قطع عليه خلوته الصباحية اقتراب مساعده الخاص ووقوفه أمامه مغمغما 
_ صباح الخير يانشأت بيه 
_ صباح النور
تم نسخ الرابط