بقلم ندى محمود
المحتويات
تطلقني ليه .. مش على أساس إنك
مش بتحبني !
أصدر تنهيدة خرجت مصاحبة تأففا قوي منه و هو يجيبها
_ مكنتش اقصد ياجلنار .. قولتها في وقت عصبية ! إنتي مصممة على الطلاق عشان كدا !
جلنار بصلابة وجفاء
_ اللي اعرفه إن الكلام اللي بيتقال وقت الڠضب بيكون
هو الحقيقة .. وبيني وبينك إنت معملتش أي حاجة تثبت عكس اللي قولته
ثم مدت يدها تعبث بقميصه في رقة مقصودة وأعين شرسة كلها قوة
_ والأولاد اللي كنت متجوزني عشانها الحمدلله معانا هنا فمتتوقعش إن ممكن اسمح إن تحصل حاجة بينا واجبلك طفل تاني .. impossible مستحيل
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
_ مش هطلقك
اتسعت الابتسامة فوق شفتيها وردت عليه بثقة
_ براحتك .. وادينا قاعدين وخلينا نشوف هتفضل ثابت على مبدأك كدا لغاية امتى
ثم نزعت يده عن ذراعه وسارت للخارج وهي تبتسم بتشفي وتلذذ متمتمة لنفسها
_ ده احنا لسا هنبدأ ياعدنان االشافعي
مدينة كاليفورنيا ......
يباشر أعماله جالسا فوق مقعده أمام مكتبه في غرفته الخاصة بشركته .. يرتدي نظارة العمل المعتاد على ارتدائها أثناء عمله لأن كثرة التطلع في الأوراق والحاسوب تتعب عيناه وتسبب له الآلام .
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
_ الساعة السابعة يا آنسة وأنا قولت ستة تكوني في الشركة
كانت على وشك الابتسام لولا أنها لاحظت نبرته الصلبة فضيقت عيناها ببعض الدهشة وسارت نحوه وهي تتمتم
_ حاتم إنت عنجد زعلت منى مبارح !
رفع نظره لها وهتف بضيق مزيف
_ ومزعلش ليه !
_ بلا ولدنة !!
لانت حدة نظراته وقال بابتسامة خفية
_ احنا موضوعنا دلوقتي في التأخير يا أنسة مش زعلت ومزعلتش
_ ما أتأخرت اجيت على الوقت الطبيعي واللي تعودت عليه
ظهرت ابتسامته أخيرا وقال مستسلما لكن بنبرة تحمل الجدية
_ طيب خلاص .. المهم أنا مسافر خلال اليومين الجايين
ضيقت عيناها بحيرة وهتفت فورا بشيء من الحزن
_ لوين !
تنهيدة طويلة تبعتها همسة حازمة
_ مصر
لجمت الصدمة لسانها فبقت تتطلع إليه للحظات بسكون .. وألف سؤال يدور في ذهنها وأول سبب استنتجته هو رغبته في رؤية جلنار ! .
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
_ في شغل مهم ولازم اكون موجود بنفسي هناك وكلها اسبوع وهرجع تاني .. وفي الحقيقة كنت هسألك واشوفك لو حابة تيجي معايا ياريت والله
صمت تام يهيمن عليها وهي مستمرة في التحديق به بيأس حتى وجدته يلوح بيده أمام وجهها حتى تنتبه له فوقفت بصلابة وشموخ متمتمة بقوة
_ لا مو بدي .. سافر إنت وخلص شغلك وأنا بنتظرك هون
_ ليه !!
نادين ببساطة مزيفة
_ مو حابة
حاتم بترقب لردها
_ مش حابة تسافري مصر ولا مش حابة تسافري معايا أنا
_ بشو راح تفرق يعني !
رد بابتسامة ساحرية ونبرة دافئة
_ لا هتفرق طبعا لو مش حابة لمجرد إنك مش عايزة تروحي مصر فده أمر هين ومقدور عليه أما لو الاحتمال التاني فكدا هيكون الكلام مختلف
لا
يوجد أي احتمال من الاحتمالين صحيح .. بل الحقيقة هي فقط ليست جاهزة للتعامل مع أي موقف قد يجرح كبريائها وليست في حالة تسمح لها بمشاهدة جلنار ورؤية تودده لها بالنظرات والكلام .
غمغمت بخفوت تام تختار الاحتمال الأول
_ تقدر تقول أول احتمال
_ لا إذا كان كدا مفيش مشكلة .. إنتي بقى تجهزي نفسك وشنطتك من دلوقتي عشان هتسافري معايا خلاص
نادين بذهول
_ شكلك ما سمعتني منيح عم اقلك مو حابة
حاتم بعين تطلعت إليها في نظرات اذابتها
_وأنا هحتاجك معايا يانادين .. سواء في الشغل أو انك تكوني جنبي
لمعت عيناها بوميض مختلف وكلماته أصابت الهدف تماما حيث صعدت ابتسامتها لوجهها دون أن تشعر وردت عليه بعفوية في لهفة
_ عنجد يعني بدك ياني اكون جنبك !
_ امممم عنجد ونص كمان
غيرت رأيها بجملة واحدة منه وردت عليه تتصنع ثقل الشخصية حتى لا تثبت له تلهفها
_ ماشي راح فكر واقلك
ضحك حاتم ببساطة وهو يعلق نظره عليها يتفحص حالاتها الغريبة ومحاولاتها لعدم إظهار رغبتها في الذهاب بعدما أوضح لها رغبته في مجيئها معه أيضا .
بصباح اليوم التالي ......
بينما كانت مهرة في طريقها لعملها اعترت طريقها بدرية التي اوقفتها في منتصف الطريق وهتفت
_ ازيك يامهرة
رمقتها مهرة
بنظرة ڼارية ولم تجب عليها وهمت باستكمال طريقها لكنها أسرعت وقالت باعتذار يضمر خلفه نوايا خبيثة
_ متزعليش مني يابنتي كانت دخلة شيطان وراحت لحالها .. منهم لله ولاد الحړام اللي مش سايبن بنات الناس في حالها حقك عليا يامهرة سامحيني
مهرة بعصبية وڠضب هادر
_ اسامحك في إيه .. انتي غلطتي في اهلي وشرفي وتقوليلي دخلة شيطان !
همت بدرية بأن تمسك بكفها لكن مهرة أسرعت وسحبته فورا بقرف بينما الأخرى فأكملت اعتذارها المزيف متمتمة
_ طب والنعمة الشريفة أنا ما عارفة انام من ساعة اللي حصل وضميري بيأنبي كل دقيقة على اللي قولته في حقك .. حقك عليا وخلينا نفتح صفحة جديدة ده احنا أهل وعشرة وجيران برضوا
اطالت مهرة النظر في وجهها بابتسامة ساخرة ولم تلين نظراتها ولو بقدر ذرة لها كانت تتطلع لها بكل نقم وقالت بالأخير في قوة تليق بها
_ عليكي نور .. أهل وعشرة والعشرة متهونش إلا على ولاد الحړام وإنتي هانت عليكي العشرة
القت بجملتها القاسېة في وجهها وابتعدت من أمامها تكمل طريقها لمكان عملها بينما بدري فظلت مكانها كالصنم ودمائها تغلي في عروقها من فرط الغيظ للاهانة التي تعرضت لها للتو وبعد لحظات من الصمت تمتمت بوعيد
_ شكلك مش هتجبيها لبر يابنت رمضان
خرجت جلنار من الحمام بعدما أخذت حمامها الصباحي الدافيء وتمسك بمنشفة صغيرة تجفف بها شعرها .. تسمرت مكانها حين رأته يرتدي ملابسه ويستعد للخروج فقالت فورا باستغراب
_ رايح فين !
رد عليها بإيجاز وهو يرتدي سترته
_ رايح الشركة هخلص كام حاجة ضروري وراجع
انزلت يدها الممسكة بالمنشفة في حركة بطيئة ثم ألقت بها علي الفراش في عدم مبالاة وتقدمت نحوه متمتمة بلهجة آمرة
_ مش هتروح
سكون مريب للحظات وكأنه يستوعب لهجتها الآمرة وهي تلقي عليه بالأوامر ثم الټفت لها برأسه مبتسما بشيء من الاستنكار
_ نعم !!!
وقفت أمامه مباشرة وهتفت بنبرة قوية وصلبة لم تهزها نظرته
_ مش هتخرج ياعدنان .. كلام الدكتور كان واضح وقال الراحة التامة وإنت لسا مكملتش أربع أيام حتى وعايز تروح الشغل !
طال النظر بها بأعين مريبة ففهمت هي من خلال نظرته أن طريقتها استفزته لكنها لم تكترث واكملت بكل برود وهي تمد يدها لسترته تنزعها عنه
_ متبصليش كدا عشان نظراتك دي مش هتجيب بفايدة .. إنت اللي اخترت تقعد عندي يبقى تستحمل شروطي اقلع هدومك ويلا عشان نفطر
قبض على كفيها بيديه وانزل يدها للأسفل وهو يرمقها بنظرة تلوح بها بشائر الڠضب واعاد سترته لوضعها الطبيعي وهندم من مظهره ثم استدار وهم بالانصراف لكنها هرولت ووقفت أمامه تسد طريقه وتهتف بإصرار
_ قولت مش هتخرج
جز على أسنانه بغيظ وتمتم بهدوء ما قبل العاصفة
_ابعدي ياجلنار
_ لا مش هبعد .. ومينفعش تخرج
تمالك أعصابه ورسم ابتسامة متكلفة وهو ينحنى عليها ويطبع قبلة على وجنتها هامسا بصوت يحمل الإنذار
_ طيب ابعدي يارمانتي ربنا يهديكي .. عشان أنا ماسك نفسي ومش عايز اتعصب عليكي
ردت جلنار بغيظ من قبلته وهي تقف على أطراف اصابعها حتى تكون في مستوى طوله
عدنان مسايرا إياها بغيظ مكتوم
قطعت اللحظة هنا الصغيرة التي دخلت ووقفت بجانب والدتها تنظر لأبيها وتسأل بضيق ظهر على ملامحها البريئة
_ رايح
فين يابابي
نظرت جلنار لابنتها وتمتمت بلؤم متصنعة البراءة
_ هنون احنا مش لما نكون تعبانين بنفضل في البيت لغاية ما نخف
_ أيوة
_طيب ياحبيبتي بابي تعبان وعايز يروح الشغل .. ينفع كدا !
اقتربت الصغيرة من أبيها وتشبثت بقدمه متمتمة برجاء وهي تنظر له بنظرات مستعطفة
_ مش تروح الشغل يابابي عشان خطړي خاطري .. كدا إنت هتتعب وتروح الدكتور تاني
لم يتمكن من التفريط بها وبنظراتها التي تأثره أثر فانحنى عليها وحملها فوق ذراعيه لاثما وجنتها بحنو ثم رفع نظره لجلنار فرآها تقف عاقدة ذراعيها أمام صدرها وترمقه بابتسامة نصر عض على شفاه بغيظ وبعيناه يتوعد لها بينما هنا عندما لم تحصل منه على أجوبة عادت تسأل من جديد بلطافة
_ مش هتروح صح
لحظات من الصمت وهو يستمر بالتحديق في جلنار التي تضحك بتشفي ثم عاد بنظره إلى صغيرته وكان على وشك أن ينفي سؤالها لكنه خر مستسلما أمام نظراتها ولم يتمكن من رد طلبها فتنهد مغلوب على أمره وهو يوميء لها بالإيجاب .. فصاحت هنا بسعادة وهي تتعلق برقبته هاتفة
_ هييييه بحبك أوي يابابي
_ وأنا كمان بحبك ياروح بابي
اتسعت ابتسامة جلنار وقالت بثقة ونظرات متعمدة بها استفزازه
_ أنا هروح احضر الفطار .. وإنت غير هدومك يا أبو هنا يلا
تابعها بعيناه وهي تستدير وتنصرف زفر بصوت مسموع ونظر لابنته وتمتم بعدم حيلة شبه مبتسما
_ والله ما في
حد تاعبني غير أمك .. آخ منها
لم تفهم ما قصده فاكتفت بضحكتها الخاڤتة دون أن تفهم لتتسع ابتسامة بحب على ضحكتها ! .
في تمام الساعة الرابعة عصرا دوى صوت رنين الباب فاستقام عدنان الذي كان يشاهد التلفاز اتجه نحو الباب ليفتح .. أمسك بالمقبض واداره ثم جذب الباب إليه فقابل أمامه كل من أخيه وأمه التي عانقته بقوة فور رؤيتها له وتمتمت بحب واهتمام حقيقي
_ عامل إيه ياحبيبي .. مقدرتش مجيش اشوفك
رفع نظره لآدم يرمقه معاتبا لأنه جلبها فرفع آدم كتفيه بعدم حيلة بينما عدنان فملس على ظهر أمه بلطف هامسا
_ أنا كويس ياماما الحمدلله متقلقيش
ابتعدت عنه أسمهان وهتفت بضيق واضح وملحوظ
_ بقى كدا متجيش تقعد معايا جمبي وتقعد هنا
عدنان بابتسامة متصنعة
_ مش وقته الكلام ده ياماما
لوت فمها بخنق ثم دخلت ولحق بها آدم الذي انحنى على أذن عدنان وهمس
_ اعمل إيه صممت تيجي معايا لما عرفت إني جايلك
رتب على كتفه أخيه باسما
_ طيب ادخل خلاص .. ربنا يستر ومتحصلش مشاكل عشان أنا مش ناقص
خرجت الصغيرة هنا من غرفتها وفور رؤيتها لجدتها ركضت عليها تعانقها واستقبلتها أسمهان بحرارة وحب بينما جلنار فوقفت على بعد خطوات منها وتمتمت بابتسامة صفراء
_ أهلا يا أسمهان هانم
رمقتها بقرف وغل وكانت على
متابعة القراءة