بقلم ندى محمود

موقع أيام نيوز

يهمس بالقرب منه أذنه 
_ هي الغيرة بقت نرجسية ! 
التفتت برأسها له وأصبحت بمواجهة وجهه مباشرة وسألته بترقب 
_ وإيه سبب الغيرة !!
تنهد الصعداء مطولا وشعر بأن فتيل النيران تشتعل من جديد داخل عند تذكره لما حدث بالحفل لكنه تجاهل ذلك الشعور ورد عليها بثبات تام ونظرة ثابتة على عيناها البندقية 
_ غرت زي أي راجل بيحب مراته وبيغير عليها لما لقيت كل العيون بتبصلك 
لاحت شبح ابتسامة خفية على شفتيها وطالعته بطرف عيناها في غرام ثم عادت برأسها لوضعها الطبيعي وهدرت بنعومة مبتسمة 
_ طيب كمل ! 
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
ابتسمت ابتسامة جانبية على شفتيها كلها خبث بعد جملته وعاد يكمل فتح السحاب وبعد انتهائه ارتفعت يديه ينوي تمريره من فوق كتفيها لينزعه لكنها ابتعدت فورا وهتفت بدهشة وخجل بسيط 
_ بتعمل إيه 
عدنان ببراءة مزيفة ونظرة تعكس تلك النبرة البريئة 
_ بساعدك يارمانتي !
جلنار مستنكرة رده وهي تبتسم مغلوبة 
_ وهو أنا طلبت مساعدتك أولاني عشان تساعدني تاني ! 
رد بعبث وأسلوب مختلف وجديد عليه 
_ الاهتمام مش بيطلب مش كدا ولا إيه !
لما تتمكن من حجب ضحكتها التي انطلقت عاليا رغما عنها ثم قبضت على ذراعها ودفعته للخارج بلطف وهو تضحك هاتفة 
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
_ مش بيطلب فعلا .. بس مش في ده ياوقح 
علت صوت قهقهته الرجولية بأرجاء الغرفة وقبل أن تغلق الباب على نفسها هتف وهو يغمز لها بمكر 
_ هستناكي هنا يارمانة 
ردت برفض وهي مبتسمة 
_ امشي ياعدنان الله ! .. أنا مطولة أساسا هاخد شاور 
أنهت عباراتها وأغلقت الباب لتتركه يضحك بصمت لكن قطع اللحظة صوت طرق الباب .. ظنها أنه ابنته كالعادة فتحرك باتجاه الباب وفتحه لكنه قابل أمامه بدرية التي هتفت بعبوس 
_ عدنان بيه .. هنا رافضة تاكل وتتعشى نهائي وبتعيط بس ونشأت بيه بيحاول معاها مفيش فايدة مش عايزة تبطل عياط وهو طلب

مني آجي اندهك 
غضن حاجبيه باستغراب وقلق وفورا غادر غرفة جلنار وسار مسرعا نحو صغيرته ......... 
لا تستطيع إخفاء شعورها بالسعادة والثقة بعد فعلته تلك .. كأنه يخبر الجميع بأنها حبيبته وزوجته المستقبلية .. فخره وسعادته بها جعلتها تحلق بالسماء فسارت معه للداخل وهي تبتسم بثقة وقوة لكن حين سقطت عيناها على بعض الفتيات ورأتهم يحدقون به بإعجاب ويرمقونها بقرف وغيظ .. فاشتعلت غيرة وحاولت عدم إظهارها لكن اكتفت بأنها التصقت به أكثر وعلقت ذراعها بذراعه في تحكم وتملك أكثر .. تثبت لجميع هؤلاء الفتيات أنه لها ! .
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
هبط آدم بنظره لها حين وجدها تضغط على ذراعه بقوة وتمتم مبتسما 
_ في إيه يامهرة مسكاني كدا ليه هو أنا ههرب منك ! 
مهرة بشراسة وعيظ 
_ ومين قالك اني هسمحلك تتحرك خطوة واحدة من جمبي أساسا 
قهقه بخفة وأردف 
_ في إيه يابنتي مالك .. ما إنتي كنتي زي الفل قبل ما ندخل 
لم تجيبه وعادت تتجول بنظرها بين الحشود فوقع نظرها على أسمهان لتقول بسرعة 
_ مامتك قاعدة هناك اهي تعالى يلا نروحلها وأنا هروح اسلم عليها كمان 
كان يتطلع لها بعدم فهم ولم يتحرك معها بإرادته بل هي التي جذبته عنوة نحو أسمهان .
لمحتهم أسمهان على مسافة قريبة يتقدمون إليها فقابلتهم بابتسامة عريضة وسعيدة وفور وصولهم اقتربت منها مهرة وعانقتها بود هاتفة 
_ عاملة إيه يا أسمهان هانم 
أسمهان بعذوبة 
_ الحمدلله
كويسة يامهرة .. اقعدي ياحبيبتي 
جلست على المقعد المجاور لها وجلس بجانبها آدم الذي كانت نظراته عالقة على زينة وهشام وهو يبتسم بسعادة .. البسمة تحتل ثغر ووجه زينة كله
وسعادتها تظهر بعيناها قبل وجهها .. ولا يمكنه إنكار أن ذلك اشعره بالراحة والسعادة فلطالما كان شعور الذنب يطارده ويلوم نفسه أن تركها وكان السبب في حزنها .. لكن ذلك كان القرار الصحيح لكيلهما .. لو كان استمر معها لإسعادها كانت النتائج ستكون سيئة عليهم هم الأثنين ولن يتمكنوا من العيش بسعادة أبدا .. لكن الآن هو متيقن أن هشام هو الرجل المناسب لها وسيسعدها حقا وهي ستنسى كل ما مرت به معه .
أما هو فحبببته العنيدة التي بجواره تعنى الدنيا وما فيها بالنسبة له الآن .. سيكرث حياته وقلبه وعشقه كله لها .. لكل منا يمتلك من الحب نصيب .. ونصيبه تمثل في فتاته المميزة ...
هم بأن ينهض من على المقعد لكن مهرة قبضت على ذراعه بقوة تمنعه من الوقوف هاتفة بنظرة صارمة 
_ رايح فين !! 
آدم بتعجب وهو ينزع يده من قبضتها 
_ في إيه يامهرة هروح اسلم وابارك لزينة وهشام ! 
ردت وهي تهب بالوقوف معه 
_ هاجي معاك 
آدم برفض قاطع وهو يشير لها بالبقاء مكانها 
_ لا خليكي مكانك متجيش أنا هسلم عليهم وارجعلك 
عبس وجهها بعد رفضه وعدم رغبته في ذهابها معه .. الذي لا تفهم سببه .. وحين التفتت لأسمهان رأتها تطالعها مبتسمة بدفء كأنها تواسيها وتخبرها أن لا تحزن .
مهرة بترقب وخنق 
_هو مرضيش ياخدني ليه !! 
حاولت أسمهان التهرب من سؤالها خشية من أن تخبرها بالأمر وتتسبب في مشكلة بينهم وقالت باسمة بخفوت 
_ يمكن محبش يتعبك يامهرة متزعليش نفسك يابنتي 
مهرة بذكاء فطري ونظرة دقيقة 
_ إنتي عارفة حاجة يا أسمهان هانم 
_ لا هعرف إيه بس ياحبيبتي 
طالت نظرات مهرة المعاتبة لها وحين وجدت أسمهان نفسها محاصرة فقالت بإيجاز 
_ بصي لما يجي آدم هو هيفهمك كل حاجة أفضل 
مهرة بخنق وضيق 
_ آدم مش هيتكلم 
أسمهان بثقة تامة 
_ هيحكيلك متقلقيش أنا واثقة 
عادت تلقي بنظرها عليه لتتابعه وهو يهنيء العروسين ببشاشة ووسط متابعتها للمشهد رأت زينة تنظر لها فجأة وتبتسم بود فلم يكن منها شيء سوى تبادل الابتسامة لها أيضا ! .......
فتح عدنان باب الغرفة ودخل فوجد ابنته تجلس على الفراش وبجوارها جدها يحاول تهدأتها وهي ترفض حتى النظر إليه .. فاقترب منها بسرعة متلهفا وجلس بجوارها يضمها لصدره هاتفا 
_ هنون مالك ياحبيبتي بټعيطي ليه !
ابتعدت عنه وزمت شفتيها بحزن ترفض اقترابه منها وتهمس 
_ أنا زعلانة منك يابابي 
اتسعت عيناه بدهشة ونقل نظره بين نشأت وبدرية فرأهم يضحكون بصمت بعد جملتها وراح يصدح صوت نشأت وهو يقول نعاتبا 
_كدا يا هنا طيب مش تقولي من الأول إنك زعلانة من بابا ياجدو بدل ما إنتي سيبانا بنحاولة نكلمك وانتي مش معبرانا 
بدرية بضحكة خفية 
_ بتدلع على ببابها يا نشأت بيه .. حقها ! 
_ بتفكريني بأمك كانت زيك كدا عنيدة جدا ومازالت عنيدة ورقيقة وحساسة أوي زيك بظبط كدا ياهنون 
رفعت نظرها تتطلع بجدهت باهتمام عند ذكره لأمها وأنها كيف تشبهها جدا في طباعها وتناست حزنها وبكائها وفقط كانت كلها آذان صاغية

له حتى وجدته يقف ويرتب على كتف عدنان ويقول ضاحكا 
_ نسيبكم بقى احنا على انفراد .. ربنا يعينك يا بابا 
ابتسم عدنان رغما عنه وتابعهم بعيناه وهم يرحلون ثم استدار برأسه تجاه صغيرته وطال 
_ طيب مش هتقوليلي أنا زعلتك في أيه في هنايا 
اكتفت بهز رأسها بالنفي دون أن تجيب أن تلتفت له .. فتسمعه يكمل بصوت عابس وحزين 
_ بس كدا أنا مش هعرف أنام النهارده خالص وهفضل أفكر وأنا زعلان ومضايق .. أنا زعلت هنايا في إيه .. وكمان مقدرش اسيبك وانتي زعلانة مني كدا يابابي ! 
مطت شفتيها للأمام بضيق ولان عنادها على أثر كلماته الحانية فردت عليه بصوت طفولي خاڤت ومبحوح 
_ إنت زعقلتي ومرضتش تخليني العب مع صحابي في فرح طنط زينة ورجعتنا البيت 
زفر بخنق من نفسه ثم تمتم معتذرا 
_ أنا آسف ياحبيبتي صدقيني مقصدش أبدا والله واوعدك مش هيتكرر تاني 
رفعت كتفيها لأعلى كإشارة على رفضها لإعتذاره وعدم مسامحتها له ليبتسم هو ويقول بصوت منخفض 
_ طيب تحبي احكيلك أنا كنت متعصب ليه ورجعتكم البيت إنتي وماما 
عم الصمت للحظات كانت تفكر فيهم حتى التفتت له فورا واماءت برأسها بالموافقة في حماس فضولي لمعرفة سبب غضبه ! ...
مال عليها وحملها لتجلس فوق قدميه ثم هدر بسرد لها ما حدث بإيجاز وخفوت تام 
_كان في ناس مش كويسة بتضايق ماما في الفرح وأنا اتعصبت جدا وعشان كدا رجعنا البيت علطول 
سألته بحماس ودهشة 
_ مين الناس
دي يابابي 
ابتسم وغمز لها بخبث 
_ ناس مش كويسة بس بابي عرف إزاي يربيهم أنهم ضايقوا مامي 
هنا بعينان متسعة من فرط الحماس والذهول على ما يسرده لها والدها وعادت تسأله من جديد 
_ عملت معاهم إيه يابابي ! .. ضربتهم 
سكت وطال تطلعه إليها يحاول إيجاد الرد المناسب لسؤالها فأخذ نفسا عميقا ورد عليها بهدوء 
_ يعني حاجة زي كدا ! 
هنا بفرحة وتشفي 
_ احسن يستاهلوا عشان ميضايقوش مامي تاني 
ضحك بخفة ثم دنى منها ولثم وجنتها برقة متمتما في نبرة خشنة تبنع بالآمان والحنو 
_ محدش يقدر يضايقكم يابابي طول ما أنا موجود
على الجانب الآخر خارج الغرفة وأمام الباب كانت تقف جلنار وتستمع لحديثه هو وابنتهم وتبتسم بعاطفة جياشة وترفع أناملها لشفتيها تخفي بهم ابتسامتها الواسعة .. تشعر بقلبها يتراقص على الحان سمفونية العشق الذي يعزفها بكلماته وحبه ولمساته الخاصة لها ! .....
داخل منزل هشام وزينة بعد انتهاء حفل الزفاف ...... 
كان هشام يجوب الطرقة إيابا وذهابا أمام الغرفة ويمسح على شعره بنفاذ صبر وهو يتأفف مر بالضبط حتى الآن خمسة وعشرون دقيقة وهي مازالت لم تخرج من الغرفة .. قاربت على نصف ساعة وهي تبدل ملابسها بالداخل وهو ينتظرها بالخارج يتحرق شوقا .
فاض به الكيل فوجد نفسه يندفع نحو الباب يطرق عليه عدة طرقات متتالية ويهتف بخنق 
_ لسا يازينة مخلصتيش 
كانت تجلس فوق الفراش بالداخل وترتدي ثوب وردي قصير وبحمالات رفيعة وتفرك يديها ببعضهم في توتر وخجل مفرط وعندما سمعت صوته وهو يسألها هل انتهت أم لا لم تجيبه فعاد يهتف من جديد بتعجب 
_زينة !!! 
خرج صوتها مرتبكا 
_ لسا ياهشام 
تألق بنفاذ صبر وهتف بحنق 
_ يازينة انتي ليكي نص ساعة بتغيري .. بتعملي إيه ده كله ياحبيبتي !!
كلما تفكر أنه سيراها بذلك الثوب الڤاضح الذي يظهر أكثر مما يخفي يزداد إفراز الإدرالين في جسدها وتضطرب أكثر .
هتفت بصوت متلعثما 
_ لسا شوية ياهشام
_ أنا مش عايزة اتجوز خلاص .. هي كانت لحظة شيطان وراحت لحالها أنا هقوله طلقني !
سمعت صوته المغتاظ وهو يقول 
_ زينة كفاية أوي بقى أنا زهقت .. لو مفتحتيش الباب هدخل 
أسرعت ركضا تجاه الباب ووقفت خلفه تهتف برقة 
_ هشام 
ابتسم ورد عليها بهيام 
_ عيون هشام .. افتحي ياحياتي الباب بقى يلا إنتي وحشتيني 
أخذت نفسا عميقا وهدرت بسرعة 
_ طلقني ! 
تجمدت ملامح وجهه واتسعت عيناه پصدمة .. ليستخوذ عليه الصمت القاټل لدقيقة كاملة حتى قال بجدية 
_ هو ايه اللي طلقني ده انتي اتهبلتي يازينة .. هو احنا لحقنا نتجوز اصلا ! .. افتحي الباب بلاش هطل عشان انا على اخري أساسا
ردت زينة پبكاء
تم نسخ الرابط