بقلم ندى محمود
المحتويات
ثغرها
_ خلينا نكمل الشغل مو وقت الكلام هلأ
قهقه بخفة عليها بعدما لاحظ تغييرها لمجرى الحديث في محاولة بائسة لإخفاء خجلها بتصنعها للحزم !! ...
يجلس بحديقة المنزل فوق المقعد الهزاز يرتدي حلته الرجولية وكل لحظة والأخرى يرفع يده يتفقد ساعته .. فقد أوشك على الساعة وهو ينتظرها هكذا بالخارج ولم تنتهى بعد ! .
ترك صغيرته مع جدتها وكان سيأتي ويأخذها في المساء أثناء عودتهم للمنزل لكن أسمهان رفضت وأصرت بأن حفيدتها ستقضي الليلة معها .. والغريب أن حتى الصغيرة لم ترفض بل رحبت بالفكرة وسعدت جدا .
هب واقفا وكان سيندفع للداخل حتى يذهب لها ويتفقدها بعد كل هذا
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
كانت ترتدي ثوب أسود اللون طويل وضيق يندرج بفتحة مثلثية من القدم حتى الركبة ومن الأعلى حمالات عريضة فوق كتفيها تنزل بشكل دائري عند الصدر .. أما من الخلف فكانت فتحة الثوب واسعة تصل لمنتصف ظهرها .. وتترك شعرها الأسود الحريري ينسدل على ظهرها من الخلف تاركة بعض الخصلات المائلة أمام عيناها .
كانت تسير نحوه برقة معهودة منها وبقدمها ترتدي حذاء مرتفع من نفس لون الثوب تطرق به فوق الأرض في سيرها بشكل مثير .
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
ابتلع حلقه الجاف وقال باسما بإعجاب وهيام
_ لولا إن المطعم مش هيكون فيه غيرنا مكنتش خليتك تطلعي باللي إنتي لابساه
ده أبدا
جلنار پغضب بسيط
_ ماله فستاني !!!
عدنان بعينان تتفحصها بجراءة مبتسما
_ إذا كان أنا وعملتي فيا كدا أمال لو طلعتي قدام الناس هيحصل إيه !
تأثرت قليلا بكلماته لكنها لم تظهر حيث ردت بصرامة
_ إنت قول الحمدلله إني وافقت أخرج معاك أصلا
_ الحمدلله .. مش يلا بقى ولا إيه يارمانة اتأخرنا
تأففت بخنق من كلمته المشهورة رمانة وسارت باتجاه السيارة فكانت خطواته هو اسرع منها حيث وصل قبلها وفتح لها باب المقعد المجاور له يبسط كفه مشيرا للداخل .. فوقفت وتطلعت إليه رافعة حاجبيها بابتسامة قبل أن تمسك بثوبها ترفعه قليلا وترفع ساقها الناعمة والجميلة حتى تدخل وتجلس بالمقعد وتتابعه بعد أنا اغلق الباب والتف للجهة المقابلة يصعد بجوارها وينطلق بالسيارة .
كان العشاء بأحد افخم المطاعم وحين دخلت معه كان المكان فارغ تماما لا يوجد به أي طاولات ولا وجود لأي زبائن وفقط بالمنتصف وضعت طاولة متوسطة الحجم وحولها مقعدين مقابلين لبعضهم والأضواء كانت بنية خاڤتة وصوت موسيقى رومانسية هادئة تملأ المكان .
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
_ إنت حجزت المطعم ده كله علشانا احنا بس !!!
انحنى على أذنها يهمس في عاطفة
_ تؤتؤ عشانك !
مالت برأسها للجانب وحدجت في لمعة عيناه الجديدة بعمق وفورا اشاحت بوجهها بعد أن أحست بأن الابتسامة ستخدعها وتنطلق فوق ثغرها .. ثم سمعت همسه الخاڤت مع ابتسامته
_ تعالي نقعد يلا
سارت معه نحو الطاولة الوحيدة المتبقية بالمطعم وقبل أن تسحب مقعدها كان يسحبه
هو لها بأسلوب راقي .. هنا فشلت في إخفاء ابتسامتها التلقائية التي شقت طريقها لثغرها وجلست فوق المقعد ثم ابتعد هو والتف ليجلس فوق مقعده يتابعها وهي تتجول بنظرها في أرجاء المكان كله معادا وجهه .
فجأة صدح صوت رنين هاتفه الموضوع فوق سطح الطاولة فتطلع لشاشته يقرأ اسم المتصل ثم جذبه واستقام واقفا يسير مبتعدا عنها ليجيب بغلظة
_ عملت إيه
رد الطرف الآخر بخبث وشيطانية
_ كله تم زي ما أمرت ياباشا مش فاضل غير أوامرك بس عشان ننفذ فورا
أظلمت عيني عدنان بشكل مخيف وغمغم في صوتا مريبا ومخيفا بعض الشيء
_ تمام انتظر مني الإشارة مش عايز أي غلطة ولا عينكم تغفل للحظة
_ اطمن ياباشا كله تحت السيطرة
انهى الاتصال فهو ليس بوقت يسمح له بالانشغال بهذه الأشياء الآن .. وضع هاتفه في جيب بنطاله وعاد لها ليجلس فوق مقعده من جديد .
كان يعم الصمت القاټل بينهم لا يسمع سوى صوت الموسيقى من حولهم .. هي لا تنظر له وهو يتأملها بعمق حتى وصل نادلين أحدهم يحمل صينية واسعة فوقها صحون الطعام والآخر كان يقف بجوراه يلتقطت الصحون ويضعها أمامهم فوق الطاولة بانتظام وبعد انتهائه ارسل لهم ابتسامة عذبة في رسمية قبل أن يستدير وينصرف .
كانت الأغنية رومانسية هادئة تجعلهم يتحركون معها بتناغم ورقة وبعد دقيقة من الصمت سمع أخيرا همستها القوية بنظراتها الثاقبة كنظراته تماما كأنها تعلمتها منه
_ ليه !!
_ هو إيه اللي ليه !
جلنار بتوضيح أشد
_ ليه بتعمل ده كله ياعدنان !!
تنهد بقوة وغمغم في صوت رجولي جاد دون أن تزين شفتيه أي ابتسامة
_ بحاول اعوضك بكل شكل ممكن .. صحيح أدركت خطأي وندمت متأخر بس ده ميمنعش إني احاول اصلح الغلط ده
لمعت عيناها بالعبارات ليس لجمال كلماته ولكن لذلك الوضع الذي يعاني كلاهما منه ..
لا هو يتخلى ولا هي تتمكن من العفو بسهولة .
قالت في خفوت وضيق
_ اللي قولته الصبح مش هيغير حاجة ومش هيخليني انسى كل حاجة واسامحك
ابتسم بمرارة وتمتم في تفهم
_ عارف ومش منتظر إنك تسامحيني بالسهولة دي أساسا .. أنا بس حبيت اوضحلك إني عمري ما كرهتك ولا يمكن هكرهك
جلنار باستياء وألم دفين
_ وليه متقولش إنك حاسس بالندم عشان كدا رافض تطلقني كنوع من تكفير الذنب وعشان تريح ضميرك
احتدمت نظراته في حدة ليهز رأسه بالنفي في عڼف ويقول بصدق لمسته في نظرته وصوته
_ أبدا .. أنا لو فعلا زي ما بتقولي كنت هطلقك واسيبك وهبقى برضوا ريحت ضميري .. لكن أنا عايزك بجد ومش مستعد اخسرك إنتي وبنتي .. إنتي عرفاني كويس وعارفة إني مش بتمسك بشيء إلا لما يكون غالي عندي بجد وإنتي وهنا اغلي حاجة في حياتي دلوقتي
فشلت في منع دمعتها المتمردة التي سقطت فوق وجنتها الناعمة والبيضاء لتجيبه في قوة رغم عيناها الدامعة
_ الكره حاجة والحب حاجة ياعدنان .. مش معنى إنك مش پتكرهني يبقى بتحبني .. يمكن صحيح إنت عمرك ماكرهتني بس كمان مبتحبنيش
_ وليه لا مش يمكن يكون أيوة .. كل شيء وارد وممكن ياجلنار
ظلت مغمضة عيناها تحت تأثير قبلته
الرقيقة حتى أحست به يقترب بوجهها ناحية رقبتها تاركا خصرها ومحاوطا إياها من ظهرها بذراعيه يضمها إليه أكثر معانقا إياها بقوة ډافنا وجهه في رقبتها وخصلات شعرها يستنشق عبق زهرته بعمق فلا تتخلل رائحتها في أنفه فقط بل حتى في قلبه .
اڼهارت حصونها أمام قلبها الضعيف من قربه فلفت ذراعيها حول رقبته متعلقة به ټدفن هي أيضا وجهها بين ثنايا كتفه ورقبته !! ...
ارتفع صوت رنين الباب وكانت أمها تقوم بأداء فرضها فاضطرت هي للنهوض حتى تفتح للطارق المجهول .. سارت زينة باتجاه الباب هاتفة
_ أيوة ثواني
وصلت وامسكت بالمقبض تديره وتجذب الباب إليها بعفوية غير متوقعة لما ستجده أمامها .. وبمجرد ما أن وقعت عيناها عليها تصلبت كان صاعقة أصابتها من فرط الصدمة وتفوه لسانها بشكل لا إداري في عدم استيعاب
_ هشاام
.......... ...........
_ الفصل الرابع والثلاثون _
لا تدري كم مر من الوقت وهي بين ذراعيه هكذا تتشبث برقبته وټدفن وجهها بين ثنايا كتفه .. حالة من الضعف اللإرادية تمكنت منها لدقائق طويلة .. ولم تستمع لأي صوت داخلها ېصرخ عليها بالابتعاد وفقط سارت خلف تلك المشاعر التي تحركها كالدمية وانزلت راية صمودها مؤقتا .
لم تسامحه ولكن قلبها خر منهزما بين يديه .. يحاوطها بذراعيه بقوة ويحكمهم حولها كأنه يخشى ابتعادها .. أما وجهه فوجد مخبأه بين ثنايا رقبتها وأنفاسه الساخنة تلفح رقبتها فتجعلها كالمتغيبة عن ما يحدث ! .
كانت في عالم آخر حتي صړخ صوت بعقلها واستفاقت على أثره فأدركت الوضع ..
تابعها عدنان بعيناه البائسة وهي تعود لتجلس فوق مقعدها أمام الطاولة وتشيح بوجهها للجهة الأخرى تتفادى النظر إليه عمدا .. كإشارة بسيطة ترسلها له من خلال تلك التصرفات أن ما حدث كان مجرد حالة لحظية لا تعني شيء وأنها لن تكون دليل على مسامحتها أبدا .
تحرك خلفها ليجلس على مقعده أمامها ويستمر في تمعن النظر بها بأسى .. هي لا تعطيه اهتماما لكن عينيه لا تحيد عنها تتأملها في عمق .. لا يؤذيه تمعنها عن الغفران بقدر شعوره بعدم ثقتها به في أي شيء تلك المشاعر السلبية التي تنطلق منها إليه تقتله الما !!! .
عادت الروح للجسد .. وعاد القلب يضخ پالدم من جديد .. ينبض پعنف كأنه عاد للحياة للتو .
خمس سنوات مرت منذ أن قرر بالفرار من كل شيء وكانت هي في المقدمة تلك القائمة التي يود الهروب منها .. ظن أن السنوات والبعد سيقضى على عشق لم يجد مأواه مع عاشقه .. لكن لم تزيده السنوات إلا ألما وشوقا .. يتخبط كل ليلة بأشواقه وأحلامه التي
تزوره بها دوما كأن عقله الباطني يرسل له إشارات ليخبره من خلالها يكفيك تفكير بها .. ترهق نفسك وترهقني معك ! .. لكن هيهات فهل يستمع القلب المتعجرف لذلك العقل المتفلسف ! .
قلبه أخذ يطرق بقوة يرسل للجميع دليلا بأن الليلة التقى أخيرا بذلك المعشوق الذي ارهقه لسنوات .. والإبتسامة صعدت بشكل لا إرادي
فوق شفتيه .. أما عينيه فحملت لمعة العشق والشوق لكم يرغب الآن بضمھا إليه يستنشق رائحتها فتتخلل إلى نفسه المشتاقة .
تغيرت وأصبحت أكثر جمالا ..اكتسبت القليل من الوزن في جسدها الضئيل .. ملامحها الطفولية نضجت وباتت تليق حقا بأنثى فاتنة مثلها .. تلك العينان السوداء اللامعة والواسعة والشفاه المنتكزة والأنف المستقيم مع شعرها الطويل المنسدل بخصلات صغيرة فوق وجهها وترفع باقيته لأعلى بمشبك صغير .
رمشت زينة بعينها عدة مرات في عدم تصديق .. حتما تحلم لا يعقل أن تكون تراه بالفعل أمامها .. بل هو حتى لم يعد هشام التي تعرفه ! .. أين جسده النحيف وشعره الذي يستمر بحلاقته كلما ينمو بسبب انزعاجه من الشعر الطويل .. أصبحت بنيته ضخمة وجسده رياضي ومثاليا أما شعره الناعم سرحه بشكل عصري ورائع حتى أن لحية ذقنه نمت بشكل كثيف ومعالم وجهه أصبحت أكثر غلظة وصرامة .. يبدو أن تلك السنوات لم تذهب هدرا بالفعل .. وذلك الغبي انسته السنوات صديقته الوحيدة ! .
ظلوا يتطلعون ببعضهم في صمت أحدهم لا
متابعة القراءة