بقلم ندى محمود

موقع أيام نيوز

.. وعلى الجانب الآخر يقف شاب يبدو أنه يصغره سنا بكثير وكانت عيناه ثابتة على زوجته يتفحصها بوقاحة وبنظرات لا يفهمها سوى الرجال بعضهم البعض مما جعله يلتهب كجمرة النيران وعيناه تحولت للون الأحمر .. والۏحش النائم بأعماقه استيقظ حين راي ذلك الوغد يتحرك ويتقدم في طريقه لزوجته !!!! 
_الفصل الثاني والسبعون _
توقف
عن الكلام حين سقطت عيناه على جلنار التي تقف بمفردها بإحدى الزوايا تتابع ابنتهم وهي تلعب وعلى الجانب الآخر يقف شاب يبدو أنه يصغره سنا بكثير وعيناه ثابتة على زوجته يتفحصها بوقاحة وبنظرات لا يفهمها سوى الرجال بعضهم البعض مما جعله يلتهب كجمرة النيران وعيناه تحولت للون الأحمر القاتم .. والۏحش النائم بأعماقه استيقظ حين راي ذلك الوغد يتحرك ويتقدم في طريقه لزوجته !!! ....
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
تلفت برأسه تجاه الرجل الذي كان يشاركه أطراف الحديث وغمعم بصوت غليظ وعيناه لا تحيد عن زوجته 
_ لحظة وراجعلك يامعتز بيه 
رد عليه الآخر بخفوت وابتسامة عذبة 
_ اتفضل 
اندفع يقود خطواته الأشبه بخطا أسد جائع يستعد للانقضاض على فريسته .. لكن قبل أن يصل إليها رأى ذلك الوغد قد وقف أمامها وهي طالعته باستغراب وقبل أن يتفوه معها ببنت شفة وصل صديقه وسحبه عنوة لكنه وضع بيد جلنار كارت صغير واشار لها بيده على أذنه معنيا أن يكونوا على تواصل .. ثم انصرف مع صديقه واتجهوا باتجاه الحمامات .
كور قبضة يده پعنف واحتقن وجهه بالډماء حتى بات وجهه يعطي انعكاسا مرعبا .. فور رؤيتهم لهم يتجهون بذلك الاتجاه لمعت عيناه بوميض يقذف الړعب في قلوب أعتى الرجال واشدهم بأسا .. وبحركة لا إرادية منه قادته قدماه المتريثة لفريستها خلف خطاهم ! .
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
الصدمة والڠضب المستحوذ على جلنار بذلك الوقت بعد الفعل الوقح التي تعرضت له من رجل لا يدري على الأدب والاحترام ذرة واحدة .. جعلها لم تنتبه لزوجها وهو يتبعهم كالصياد .. بل كانت تحدق بالكارت الذي بيدها ومدون فوقه رقمه باشمئزاز وفورا مزقته لقطع صغيرة وسط
عبارتها الغاضبة والمشمئزة 
_ بني آدم ساڤل ومش محترم
داخل قاعة الحامات الصغيرة كان يتحدث ذلك الشاب لصديقه الذي سحبه عنوة وينهره پعنف 
_ إنت حبكت دلوقتي ياعم .. ضيعت من إيدي المزة ده الاحمر اللي لبساه جنني ! 
هتف صديقه بنفاذ صبر 
_ إنت مش هتبطل بقى وتتهد يابني بعدين دي متجوزة مش شايفها واقفة مع بنتها طول الوقت 
رد الآخر ساخرا بأسلوب فظ 
_ متجوزة إيه ياعم وهو مين الحمار اللي يسيب الصاروخ ده لوحده كدا 
لم يكونوا منتبهين لوجود طرف ثالث معهم بالحمام يتابع حديثهم من البداية وعيناه تلونت بلون الډماء وفمه التوى بطريقة تقشر البدن وهو يصر على أسنانه حتى أخيرا خرج صوته المتحشرج وبنظرات الثاقبة تماما كالعقاپ 
_ ششششش !!! 
التفتوا على أثر صوته باستغراب بينما هو فتابع بنفس النبرة السابقة 
_ معاك رقم الإسعاف ! 
رد الآخر باستهزاء وعدم اكتراث 
_ نعم !! 
عدنان بنظرة كلها وعيد وتطلق شرارات النيران الحاړقة 
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
_ عشان هتحتاجه دلوقتي ! 
ولم يلبث للحظة فور انتهاء جملته

حتى غار عليه يوجه له ضړبة مپرحة أطاحت به أرضا وتابع الضربات التي سالت على أثرها دماء وجهه وحين حاول صديقه التدخل ومساعدته لقى نصيبه أيضا .. ومن هول الصدمة والموقف المفاجيء لهم لم يسعهم حتى الدفاع عن أنفسهم .. انتصب عدنان في وقفته قليلا وجذبه من لياقة قميصه صارخا به محذرا 
_ إنت وصاحبك ال زيك ده هتطلعوا من هنا ومشفش وشكم في الفرح نهائي وإلا اقسم بالله اډفنك بأرضك المرة الجاية
ثم اعتدل واقفا وهندم من سترته قبل أن يلقى عليهم نظرة ڼارية ويستدير ويرحل تاركا إياهم الډماء تسيل من كل جزء بوجههم وذلك الوغد يتأوه پألم ... فور خروجه من الباب وجد أحد أفراد الأمن أمام الباب ويسأله بريبة وقلق 
_ هو في حاجة ياعدنان بيه !
عدنان بعصبية 
_ الاتنين ال اللي جوا دول ملمحش وشهم بقية الفرح نهائي 
أجاب رجل الأمن بانصياع تام لأوامره 
_ تحت أمرك ياباشا
التقطت عيني جلنار زوجها المندفع نحوها والشړ يتطاير من عينيه .. ضيقت عيناها باستغراب وقلق بسيط وبقت تتابعه بنظرها حتى وصل إليها ولم تلبث لتسأله حتى ماذا حدث فوجدته ينفجر بها كالثور الهائج 
_ قدامك حلين يا إما تطلعي قدامي على العربية وارجعك البيت بإما تطلعي على فوق في الأوضة اللي كانت موجودة فيها زينة قبل ما تنزل وتغيري الزفت اللي لباسه ده 
جلنار بفزع بسيط من طريقته العڼيفة وعصبيته ردت عليه بعدم فهم 
_ إيه اللي بتقوله ده .. في إيه ياعدنان !!!
عدنان صائحا بنظرة مرعبة 
_ هتطلعي الأوضة ولا نروح البيت !
جلنار بعصبية مماثلة له 
_ مش هعمل حاجة .. لما تفهمني الأول إيه حصل !
التهبت نظراته أكثر وأصبحت أكثر احمرارا وفجأة وجدته يقبض على ذراعها ويجذبها معه لخارج قاعة الفرح بأكملها بينما هي فتحولت لحمرة من النيران وهتفت محاولة إخفاض نبرة صوتها حتى لا يلاحظهم أحد 
_ عدنان إيه اللي بتعمله ده سيب إيدي !! 
رمقها بنظرة ممېتة وهدر 
_ هنرجع البيت 
عدنان بحزم 
_ يلا يابابا هنرجع البيت كفاية
هنا بعبوس طفولي 
_ بس أنا بلعب من صحابي يابابي لسا ! 
_ تبقي
تلعبي معاهم مرة تاني ياهنا .. يلا على العربية
زمت شفتيها بحزن وتلألأت العبارات في عيناها من معاملة أبيها الجافة لها والتي تشهدها للوهلة الأولى .. لم تعتاد أبدا على معاملته القاسېة تلك !! .
لكنها انصاعت لأوامره بصمت وسارت مطرقة الرأس نحو السيارة لتستقر بالمقعد الخلفي وتلقي نظرة على أمها الحالية بالمقعد الامامي وكان يبدو عليها أنها تحترق من قوة اشتعال نيران ڠضبها ! .
دقائق طويلة مرت من الصمت القاټل بينهم جميعا .. بين هنا الصغيرة التي تتابع الطريق بحزن صامتة وجلنار التي لا تطبق الانتظار حتى تصل للمنزل لكي تفرغ طاقة سخطها المكتظة به وهو مازالت الكلمات تأكل صدره أكل وتلهب غيرته أكثر ...
توقف سيارته أخيرا أمام منزل نشأت الرازي ونزلت أولا جلنار التي تبعتها الصغيرة هنا وركضت للداخل بينما هو فلحق بهم .. قادت جلنار خطواتها لغرفتها بالطابق العلوي وهنا أسرعت لمكتب جدها حيث يوجد كما أخبرتها الخادمة بدرية ! .
بغرفة جلنار بالأعلى فتحت الباب ودخلت ثم دخل هو خلفها وأغلقه ليحصل هو هذه المرة بالبداية على نصيب من جموحها المنفجر به 
_ إنت في إيه مالك وإيه اللي حصل .. شاددني من إيدي ومرجعني البيت ڠصب وبتزعق فيا وأنا مش فاهمة إيه السبب أصلا 
اقترب منها بخطوات متريثة ونظراته تتفحصها بشكل مريب جعلتها للحظة تخشاه وحين وقف أمامها مباشرة همس بصوت مخيف وهو ينقل نظره بين وجهه وبين الفستان 
_ الفستان ده ميتلبسش برا البيت تاني نهائي .. ولبس الخروج من هنا ورايح هيكون كله واسع 
غضنت حاجبيها باستغراب من أسلوبه الجديد والمختلف وتلك القوانين الغريبة التي يمليها عليها .. التزمت الصمت ولم تجيبه حتى سمعته يكمل بلهجة كل ملكية وخصوصية 
_ اللون الأحمر اتخلق عشانك والزهرة الحمراء ملك لعقابها وعشان كدا ممنوع تطلعي بلبس أحمر تاني ياجلنار 
ضيقت عيناها بتعجب وردت مستنكرة عبارته 
_ ممنوع !!!
ابتسمت بعدم فهم ثم عقدت ذراعيها أمام صدره وهتفت بهدوء تام 
_ طيب ممكن بقى افهم إيه اللي حصل ! 
انتصب في وقفته أكثر وتمتم بصوت غليظ ونظرة حادة 
_ مش لازم تفهمي .. نفذي اللي بقول عليه بسكات ومن غير نقاش وكلام 
تنفست الصعداء بعدم حيلة وخنق منه ثم اتجهت للخزانة تخرج ثوب قطني منزلي من اللون الأبيض وتتجه نحو الحمام لكي تبدل ملابسها .. بينما هو فكانت عيناه تتحرك معها بتدقيق شديد وغيظ من ذلك الفستان الذي ترتديه .. وفور اختفائها عن
أنظاره داخل الحمام رفع يديه يمسح على شعره نزولا لوجهه وهو يصدر زفيرا حارقا مع قدمه وزفيره هو الوحيد المسموع بأرجاء الغرفة .. لكنه

فجأة امتزج مع صوت جلنار الغاصب والعالي من داخل الحمام وهي تصيح بنفاذ صبر 
_ أووووووف إيه القرف ده .. هو أنا نقصاكي كمان ! 
غضن حاجبيه بريبة واستقام واقفا يتقدم نحو الحمام ليقف ويطرق على الباب بلطف هاتفا في اهتمام 
_ جلنار إنتي كويسة 
صاحت بخنق من الداخل 
_ كويسة ياعدنان .. إنت ليه قاعد لغاية دلوقتي .. امشي !!! 
لم يعقب على كلماتها الفظة ورغبتها أن يرحل .. وتفهم وضعها أنها ربما تكون غاضبة بسبب ما فعله أو لسبب ما مجهول يحدث معها بالداخل .. ظل ساكنا تماما يقف أمام الباب ويستمع لتأففها بالداخل وهمهماتها الغير مفهومة فانتابه الفضول بشدة ودون أن يشعر بيده وجدها امتدت لمقبض الباب وإدارته ببطء ثم فتح الباب برفق شديد حتى لا تنتبه له والقى نظرة فاحصة عليها فوجدها تلوى ذراعيها خلف ظهرها تحاول الوصول لسحاب الفستان لكن يديها لا تصل إليه .. بقى مكانه يتابعها وهي تحارب مع ذلك السحاب وابتسامته الساحرة بدأت تشق طريقها لثغره .. وسط محاولاتها الفاشلة كانت تهتف بقرف وهي تقلده 
_ ممنوع تطلعي بالفستان ده واللون الأحمر !! .. وجاي على نفسك كدا ليه تحب اطلعلك بشوال كمان احلى عشان البيه يرتاح .. انتي تنفذي اللي بقول عليه وخلاص
من غير نقاش .. لا اخرسني خالص احسن كمان .. كأنه هيرجاله حاجة لو قالي إيه اللي حصل .. نرجسي .. هتشل ياربي هتشل ربنا يصبرني 
ثم راحت تصيح على الفستان والصحابة كأنه إنسان تحدثه 
_ ما تتفتح إنت كمان فستان مقرف كانت ليلة طين يوم ما لبستك ! 
فتح الباب جيدا ودخل ثم تقدم منها بتريث ليقف خلفها مباشرة ويرفع أنامله يده لسحاب الفستان يمسكه .. وفور لمسته لها انتفضت واقفة بفزع والتفتت سريعا خلفها تطالعه بدهشة هاتفة 
_ ازاي تدخل من غير أذن .. ده باب حمام مش باب أوضة يا أستاذ 
صر على أسنانه بغيظ منها وهتف محاولا تمالك أعصابه 
_ بلاش طولة لسان ولماضة .. باب الأوضة والحمام الاتنين بنسبالي واحد طالما اللي موجودة جوا مراتي 
حدقته شزرا بغيظ وهتفت 
_ إنت وقح على فكرة ! 
عدنان ببرود مستفز 
_ دي حاجة مش جديدة وأنا وإنتي عارفينها الحمدلله .. لفي اخلصي على افتحلك السوستة اللي عاملة الصداع ده كله 
كادت أن تعترض وتعانده لكنها وجدت يده القوية تلفها عنوة ليصبح ظهرها مقابل وجهها ويده امتدت مرة أخرى للسحاب يفتحه ببطء متعمد منه أثار چنونها فالتفتت برأسها له وصاحت به مغتاظة 
_ عدنان اخلص !! 
ابتسم بلؤم وتصنع البراءة متمتما ببرود 
_السوستة معلقة ! 
تأففت بقوة تستغفر ربها فانتهت جميع حلولها معه ولم يعد بإمكانها الدخول في جدال آخر معه .. بقت واقفة تنتظره إن ينتهي من فتح السحاب لكن يده توقفت في المنتصف وهو
تم نسخ الرابط