بقلم ندى محمود

موقع أيام نيوز

وجهه وهتف يسأل الطبيب 
_ طيب كدا هيخرج من العناية ولا لسا 
_ لا للأسف لازم يفضل تحت الملاحظة تحسبا لأي تطورات ممكن تحدث .. بس هو حتى الآن حالته مستقرة ومفيش خطړ الحمدلله 
اماء آدم برأسه في تفهم وعاد يطرح سؤاله الثاني بترقب 
_ طيب اقدر ادخل اشوفه 
هز الطبيب رأسة بالموافقة وتمتم ببعض للأسف 
_ تمام بس اتنين بس اللي هيدخلوا ليه و كل واحد ثلاث دقائق بحد أقصى وبدون كلام كتير عشان متحصلش مضاعفات ويتعب 
_ تمام يادكتور شكرا 
_ على إيه .. وحمدلله على سلامته مرة تاني 
_ الله يسلمك
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
ابتعد آدم بعد رحيل الطبيب وأجرى اتصال بأول شخص كان في آخر قائمة الاتصالات ووضع الهاتف على أذنه يستمع الرنين بانتظار رده .
التقطت جلنار هاتفها ونظرت لاسم المتصل فقفزت جالسة بفزع وأجابت هاتفة بتلهف وهي تجفف دموعها التي مازالت فوق وجنتيها 
_ أيوة يا آدم 
لاحظ بحة صوتها وهي تجيب عليه فابتسم بإشفاق وهتف في فرحة 
_ عدنان فاق ياجلنار وحالته كويسة الحمدلله 
خرجت منها تنهيدة كان بمثابة عودة الروح لقلبها المنفطر وظهرت على شفتيها الشاحبتين ابتسامة شكر وعادت الدموع تتجمع في عيناها مرة أخرى من السعادة
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
ثم ردت على آدم بصوت مبحوح 
_ الحمدلله .. طيب اقدر ادخل اشوفه لو جيت يا آدم
ابتسم الآخر واردف بوداعة 
_ انا متصل بيكي عشان كدا أساسا .. الدكتور قال اتنين بس اللي يدخلوا تعالي عشان تدخلي تشوفيه وكمان ماما هتصل بيها وهتيجي عشان تدخل وتشوفه 
اتسعت ابتسامتها أكثر ثم سرعان ما قالت بريبة
_ وإنت مش هتدخل تشوفه ! 
_ ياستي

تعالي انتي بس وملكيش دعوة بيا 
هبت من مقعدها واقفة وقالت بحماس وفرحة 
_ طيب طيب انا هلبس وآجي دلوقتي فورا 
.........
_ الفصل السابع عشر _
ارتدت الملابس الطبية الخاصة بالزيارة .. ووقفت أمام باب غرفته للحظة تسحب أنفاسها لصدرها في راحة ثم تخرجها زفيرا متمهلا وعلى ثغرها ابتسامة سعادة وشوق .
تلألأت الدموع في عيناها في لحظة لكنها شدت على محابسهم بسرعة واقتربت بخطواتها الهادئة منه وقفت بجانب فراشه بالضبط واستغرقت لحظات قصيرة وهي تمعن النظر في وجهه الشاحب فلم تتمكن من حجز دموعها أكثر فانهمرت على وجنتيها بغزارة .. مدت يدها الناعمة وامسكت بيده الكبيرة احتضنت كفه بقوة تستشعر لمسة يده التي ترغب بالشعور بها لأول مرة .. وعيناها لا تتوقف عن زرف الدموع .
توقفت عن البكاء وتجمدت ملامحها حين شعرت به يضغط بوهن على كفها الممسك بيده وباللحظة التالية يفتح عيناه ببطء في تعب وتخرج همسة خاڤتة منه 
_ جلنار 
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
تهللت اساريرها وعلت الابتسامة الواسعة شفتيها فور سماعها لصوته ورؤية عيناه طالعته بنظرة دافئة دون أن تجيب فمال هو برأسه بعض الشيء وتطلع لوجهها وعيناها الغارقة بالدموع فلاحت شبح ابتسامته الواهنة على شفتيه وهمس بصوت بالكاد يسمع وهو يزيد من ضغط يده على كفها 
_ متعيطيش أنا كويس 
ردت عليه أخيرا بصوت ناعم كلمسة يدها تماما بعينان معاتبة ودامعة 
_ كنت عايز تفارقني واحنا متفقناش على فراق زي كدا 
ازدادت ابتسامته اتساعا وحرك إبهامه بضعف على كفه الصغير يملس عليه متمتما بصوت بدأ يظهر عليه التعب الحقيقي 
_ مټخافيش .. طول ما فيا النفس .. يبقى .. مفيش فراق 
وضعت كفها الآخر فوق يده وملست على ظهره بلطف متمتمة باهتمام وقلق 
_ طيب متتكلمش كتير عشان متتعبش .. وشد حيلك أنت بس وقوم بالسلامة يلا عشان هنا واحشتها اوي وكل دقيقة بتسألني عليك وعايزة تشوفك 
خرجت همسة خاڤتة بابتسامة جانبية بها بعض اللؤم 
_ هنا بس ! 
ابتسمت وهي تشيح بوجهها الجانب الآخر في عدم حيلة منه ثم قالت بوداعة 
_ أنا هطلع عشان مينفعش أفضل وقت طويل .. وإنت ارتاح
سحبت يدها من بين يده ببعض الصعوبة كأنه لا يرغب بتركها ثم ألقت نظرة مطولة عليه تبادلا فيها النظرات قبل أن تستدير وتنصرف مسرعة .
خرجت وبدأت تنزع عنها الملابس الطبية فاقترب منها آدم وتمتم يسألها 
_ كلمك 
هزت رأسها بالإيجاب في ابتسامة وهتفت 
_ أيوة الحمدلله هو كويس .. بس طبيعي بيتعب من الكلام الكتير زي ما قال الدكتور فمخلتهوش يتكلم كتير وطلعت علطول
تنهد آدم تنهيدة حارة براحة ثم ابتسم وطالعها بنظرة ذات معنى 
_ الحمدلله .. وإنتي بقى 
فهمت ما يرمي إليه فبادلته الابتسامة وقالت بخفوت وهي شبه ضاحكة تعطيه الإجابة المقصود سؤاله من أجلها 
_ بقيت كويسة .. المهم إنت مش هتدخل تشوفه 
_ لا لا أنا تمام .. وهو حالته مستقرة وكويس الحمدلله يعني ممكن بكرا الصبح يطلع من العناية وهشوفه
ثم استكمل كلامه في شيء من المشاكسة اللئيمة وهو يضحك 
_ بعدين أنا اخدت ثواب فيكي إنتي وماما حالتكم تصعب على الكافر .. بس ماشاء الله اللي يشوفك وإنتي طالعة من عنده ميشوفكيش وإنتي داخلة 
رفعت جلنار حاجبها مبتسمة باستنكار وقالت بضحكة مكتومة 
_ لم الدور يا آدم ! 
قهقه بصوت مرتفع قليلا ثم هتف ببعض الجدية 
_ طيب خلينا في الأهم .. تعالي نقعد شوية عايز اتكلم معاكي قبل ما توصل ماما وفريدة
توقعت الأمر الذي يرغب في تبادل أطراف الحديث معها عنه فتنهدت مغلوبة على أمرها وسارت خلفه دون اعتراض .
ملازمة فراشها منذ ساعات وتعبث في هاتفها تتصفح موقع التواصل الاجتماعي الانستغرام .. ضغطت على منطقة البحث فارتفعت لوحة المفاتيح أمامها .. سكتت للحظة تهمس لنفسها بصوت مسموع 
_ هو كان اسمه إيه .. آه آدم الشافعي 
كتبت اسمه باللغة الانجليزية فظهرت لها نتائج لأشخاص لا تعرفهم .. بحثت بينهم قليلا حتى عثرت على ملفه الشخصي حيث كان يضع صورته ضغطت على الملف وفتح استغرق لحظات حتى يتم تحميل جميع الصور وبدأت هي تشاهد الصور واحدة تلو الأخرى وفي مقدمة الصور كانت صوره من داخل افتتاح ذلك المعرض .. صورا كثيرة له مع أصدقاء له وعائلته وصوره بمفرده وبعضا من الصور كانت مع فتيات من الطبقة المخملية أيضا لكن الذي لفت نظرها أكثر شيء بين كل هذه الصور هي صوره الكثيرة التي تظهر فيها طفلة
صغيرة معه .. صور جميلة يظهر بها مدى حبه لتلك الطفلة وهو يلتقطون معا صورا طريفة ودافئة .
توقفت عن التقليب بين صوره للحظة وهي تحدق في اللأشيء أمامها بشرود امتزج بالدهشة وهي تهز رأسها بالنفي وعدم الاستيعاب 
_ لا لا أكيد مش بنته ! 
ارتفع صوت جدتها وهي تصيح منادية عليها

من الخارج فالقت بالهاتف بجوارها على الفراش والقت هي الأخرى بجسدها ووضعت رأسها على الوسادة وتدثرت بالغطاء متصنعة النوم ! .. فتحت فوزية الباب ودخلت ثم قالت وهي تتجه نحوها 
_ بت يا مهرة إنتي نمتي 
جلست بجوارها على حافة الفراش وهزتها برفق في كتفها متمتمة 
_ مهرة قومي عايزة اقولك حاجة مهمة 
تأففت لتوقعها الحاجة المهمة التي ترغب بمشاركتها معها .. اعتدلت جالسة وهي تتطلع لجدتها بابتسامة مغلوبة وتهتف 
_ نعم يازوزا 
فوزية بعفوية وبتساءل حقيقي 
_ أنا سمعت الإعادة بتاعت المسلسل اللي بتسمعيه والحلقة خلصت على إن الولا ابو شعر اصفر ده اضرب پالنار .. هو ھيموت ولا لا 
مسحت مهرة على وجهها وهي تتأفف بقوة أشد وهدرت بنفاذ صبر 
_ ياتيتا ارحميني ابوس إيدك .. دي عاشر مرة تسأليني السؤال ده .. بعدين قولتلك اسمه اردا مش الولا الأصفر 
لوحت فوزية بيدها في قرف ثم قالت وهي تحاول نطق الاسم 
_ اسمه إيه .. ارداف !! 
مهرة پصدمة 
_ ارداف !! .. اه اسمه ارداف ياتيتا 
_ ما تخلصي قولي ھيموت ولا لا يابت 
أمسكت بهاتفها عن طريق الخطأ وقالت بعدم حيلة 
_ والله مش عارفة .. استني أما اكلملك ارداف واسأله ھتموت ولا لا الحلقة الجاية ! .. أكيد معرفش
يعني ما انا بتفرج معاكي زي زيك
لمحت فوزية صور آدم على الهاتف فقالت فورا بدهشة 
_ مين ده !!
أدركت مهرة الخطأ الفادح الذي ارتكبته دون قصد وابتسمت ببلاهة متمتمة وهي تخفي الهاتف عن أعين جدتها 
_ ده الولا الأصفر ارداف .. بس صبغ شعره وخلاه اسود 
جذبت فوزية الهاتف من يدها عنوة وهي تدقق النظر في صورة آدم وتهتف باستهزاء 
_ لا مش هو .. ده احلى من ارداف اللي عامل زي صفار البيض ده 
قهقهت بصوت عالي وهتفت مهرة من بين ضحكها 
_ إيه ده يازوزا إنتي بتعاكسيه قدامي !
تجاهلتها فوزية ولم تجب عليها فقط ظلت تتطلع في صورة آدم .. تحاول تذكر أين ومتى رأته حتى قفز الموقف وصورته في ذهنها فقالت مسرعة 
_ مش ده الشاب اللي قابلانه عند الصيدلية وكان هيخبطني بالعربية ! 
هزت مهرة رأسها بالنفي حتى لا تفتح على نفسها ابوابا من الأسئلة اللامتناهية .. وقالت نافية 
_ لا مش هو يازوزا التاني كان بني آدم غتت ده واحد تاني 
فوزية بثقة تامة 
_ لا هو أنا متأكدة الحمدلله لسا بعقلي وصحتي وفكراه كويس .. اسمه إيه كمان 
قربت الهاتف من وجهها أكثر لتستطيع قراءة اسمه وتمتمت تقرأ اسمه بصعوبة بسبب ضعف النظر 
_ آ..ډم .. الشافعي 
ثم نظرت إلى مهرة وقالت بنظرة ثاقبة 
_ وإنتي عرفتي اسمه منين عشان تبحثي عنه ! 
لوت مهرة فمها مغلوبة على أمرها وقالت 
_ المعرض اللي اخدتني سهيلة معاها ليه .. طلع هو صاحب المعرض وعرفت اسمه من هناك 
_ المعرض اللي وقعت سلسلتك فيه ! 
_ أيوة هو يا زوزا .. على حظي النحس السلسلة متلاقيش غير هناك وتقع مني ! 
رتبت فوزية على ذراعها بحنو متمتمة 
_ ولا يهمك يابنتي .. متعرفيش الخير فين أنا هقوم انام وانتي كملي نومك 
اماءت لها بالموافقة وتابعتها وهي تنهض وتتجه نحو الباب فور انصرافها أخذت مهرة نفسا عميقا واخرجته زفيرا قوي ثم أغلقت الهاتف ووضعت رأسها على المخدة من جديد ثم مدت يدها واطفأت ضوء الغرفة وبعد دقائق قليلة غاصت في ثبات عميق .
ارتفع رنين الباب فظنت انتصار أن جلنار قد عادت .. ضيقت عيناها باستغراب وهتفت وهي تسير نحو الباب 
_ حاضر حاضر .. هو إنتي لحقتي تروحي تشوفيه ! 
وصلت إلى الباب ثم أمسكت بالمقبض وإدارته وجذبت الباب إليها .. فتصلبت بأرضها كالصنم حين رأت نشأت أمامها .
كانت هنا في الداخل وحين سمعت صوت رنين الباب ركضت وهي تهتف بحماس 
_ ماما 
لكنها وقفت تحدق في جدها بدهشة .. لم تراه منذ أكثر من شهرين وقاربت على ثلاثة أشهر فانطلقت منها صيحة عالية بفرحة 
_ جدو ! 
انتبه نشأت على أثر صوتها الرقيق فعلت الابتسامة المشرقة وجهه وهو يتقدم خطوة للداخل وينحنى للأمام بجزعة فاردا ذراعيه لها يحثها على الركض والانضمام لحضنه ففعلت الصغيرة فورا والقت بجسدها الصغير بين ذراعين جدها الذي امطرها بوابل من قبلاته وهو يتمتم بشوق حقيقي 
_ وحشتيني أووي ياحبيبة جدو 
هنا بصوتها الطفولي الساحر 
_ وإنت
كمان .. إنت كنت فين ياجدو 
أبعدها عنه قليلا وحدقها
تم نسخ الرابط