بقلم ندى محمود

موقع أيام نيوز

مما أكد له أنها نامت بوقت مبكر الليلة فتنهد الصعداء بقوة وراحت الذكريات المؤلمة تسير أمام عيناه كأن الزمن يعيد نفسه من جديد 
كيف أصبح المنزل تسكنه الكآبة والتفكك كصحراء قاحلة لا أثر لوجود الحياة بها ! .. لا يدري من المتسبب في ذلك الخړاب بنفوسهم هل أمه وبأفعالها الشنيعة .. أم هو بأخطائه التي لا تغتفر حين صمم على الزواج من فريدة رغم رفض الجميع للفكرة وعندما أصر أيضا على الزواج من جلنار فقط كيدا بأمه .. لينتهي به المطاف في النهاية هو الخاسر الوحيد .. وهو على مشارف خسارة طفلته وكذلك المرأة التي لو قضى بقية عمره كله يبحث عن شبيه لها لن يجد .
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
ربما لم تكن أسمهان هي وحدها الجانب السيء بالحكاية .. هو أيضا كان يملك جانبا وربما أسوء منها !!! 
مسح على وجهه وهو يتأفف بحرارة ثم تحرك بخطوات طبيعية للطابق العلوي حيث توجد غرفة أمه .. فتح باب غرفتها ببطء شديد ودخل فوجدها نائمة في فراشها بسكون .. الټفت برأسه للخلف واغلق الباب بكل حذر ثم اقترب منها ليجلس على حافة الفراش بجوارها ويتمعن في معالم وجهها الضعيفة الذي ذهب رونقها وقوتها .. لم يكن السن يظهر عليها أبدا كأنها كانت تستمد قوتها وبأسها من وجودهم معها لكن حين تركوها فقدت كل هذه القوة وعادت لطبيعتها ! .
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
مهما فعلت ستظل أمه ومهما وصل مقدار غضبه منها لن يستطيع
التحكم في قلبه الذي يشتاق لها كثيرا .. يبدو أنها النهاية وكما هي نهاية كل شيء يجب أيضا أن تنهي الخړاب وتعيد تعمير الصحراء من جديد .
دون أن يقترب منها أو حتى يلمسها فتحت عيناها وكأن فطرتها الامومية نبهتها خلال نومها بوجود ابنها فور استقرار عيناها عليه هتفت بدهشة 
_ عدنان !!! 
وثبت جالسة فورا وهي تبتسم بسعادة وتقول بتلهف 
_ إنت كويس ياحبيبي 
ابتسم لها بحنو ثم مد كفه يلتقط يدها ويحتضنها هامسا 
_ أنا كويس ياماما .. المهم إنتي تكوني كويسة 
غامت عيناها بالعبارات واجابته ببحة عاجزة وضعيفة 
_ أنا كويسة طول ما أنت جمبي وبخير ياعدنان 
نظراته كانت دافئة كلها حب خالية من أي مشاعر قسۏة أو ڠضب بهذه اللحظة فقط تأكدت أن عزيزها وابنها عاد مرة أخرى لا يمكنه تخيل لكم تمنت واشتاقت لنظراته تلك ! .
وجدته يرفع كفها لشفتيه ويقبل ظاهره هامسا 
_ أنا دايما جمبك ولا يمكن أسيبك ياماما
_ أنا وآدم هنفضل دايما جمبك ومن هنا ورايح لا يمكن نسيبك تاني .. بس

إنتي كمان توعديني إنك تتغيري بجد ومترجعيش أسمهان القديمة أبدا 
أسمهان بنفي قاطع وصدق نابع من صميمها 
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
_ لا يمكن اكرر الغلط مرتين واخاطر بخسارتكم مرة تاني .. كفاية وقوفي في صف فريدة اللي مش هقدر اسامح نفسي عليه أبدا 
فور ذكرها لاسم فريدة تشنجت معالم وجهه وهتف بحدة وڠضب 
_ ال دي اسمها ميتذكرش ياماما وبالأخص قدامي 
أسمهان معتذرة بضيق من نفسها 
_ أنا آسفة ياحبيبي .. اوعدك محدش هيجيب سيرتها ولا يذكر أسمها تاني أبدا 
سكتت للحظات وتابعت مبتسمة 
_ هنا وجلنار عاملين إيه 
عدنان ضاحكا بعدم حيلة فور تذكره لحدث الصباح وقال 
_ كويسين .. القردة الصغيرة دي تعباني هلاقيها منها ولا من أمها ! 
قهقهت بخفة وقالت بود ودفء 
_ بتدلع عليك حقها ياعدنان .. ولو على جلنار فهي بتحبك جدا 
_ أيوة عارف ياماما وأنا والله بحبهم .. حياتي من غيرهم ملهاش طعم أساسا ومقدرش اعيش لو بعدوا عني للحظة واحدة 
رتبت أسمهان على كتفه بلطف وتمتمت بعينان تفيض حنانا 
بعد مرور ساعتين تقريبا بالضبط في تمام الساعة الثانية عشر بعد منتصف الليل ....... 
كان عدنان يقف بسيارته أمام منزل نشأت وعيناه عالقة على بوابة المنزل ينتظر خروجته رمانته وفي شفتيها ابتسامة واسعة حتى رآه خرجت وتسير باتجاه سيارته وهي ترتدي بنطال جينز يعلوه كنزة طويلة وفضفاضة بأكمام طويلة وتترك شعرها الأسود يتطاير على ظهرها .
فتحت باب مقعدها الخاص بجواره بالسيارة واستقلت به هاتفة بحيرة 
_ في إيه ياعدنان وليه خلتني اسيب هنا مع بابا في البيت ! 
عدنان باسما بكل بساطة 
_ مينفعش نجيب هنا معانا ياحبيبتي 
ضيقت عيناها بريبة وسألت 
_ ليه !! 
غمز لها بلؤم ورد وهو يحرك محرك السيارة وينطلق بها 
_ قررت اخطڤ رمانتي الليلة دي 
ضحكت وردت بدلال مثير 
_ وياترى هتخطفني فين بقى يابيبي !
عدنان 
_ فاكرة الشقة اللي على النيل 
اتسعت مقلتي عيناها پصدمة وصاحت به بعدم استيعاب 
_ بتتكلم جد .. الله أنا بحبها أوي الشقة دي ياعدنان ووحشتني من بدري أوي مروحناش هناك
تطلع بعيناها في لمعة مميزة وقال 
_ فاكرة أول مرة روحناها 
التزمت الصمت للحظات فور تذكرها للحظاتهم الأولى معا بتلك الشقة .. وارتفعت
البسمة لثغرها وهي توميء له بإيجاب فتابع هو بعينان تفيض عشقا 
_ أول وأجمل لحظات بينا كانت فيها .. وكمان بلغتيني بخبر حملك في هنا هناك
_ إنت لسا فاكر !! 
_ لا يمكن انسى طبعا 
طالت نظراتها له وهي تبتسم بحب أما هو فعاد بنظره بتابع الطريق أمامه وهو
داخل الشقة بعد وقت طويل نسبيا ..........
فحبيبك منتظر .. ياعاشقة الورد 
فحبيبك منتظر .. ياعاشقة الورد 
حيران أينتظر والقلب به ضجر 
ما التلة .. ما القمر .. ما النشوة .. ما السهر 
ان عدت إلى القلق
هائمة في الأفق 
سابحة في الشفق
فهيامك لن يجدي 
ياعاشقة الورد .. انتي كنتي على وعدي 
فحبيبك منتظر .. ياعاشقة الورد 
_ زهرتك ملك ليك .. الرمانة ملك لعقابها 
قالت عباراتها ورغما عنها سقطت دمعتها فدنى منها ولثم وجنتها تحديدا تلك الدمعة وهو يهمس 
_ أوعى في يوم تفكري تبعدي عني وتسبيني .. إنتي وبنتي لو بعدتوا عني للحظة واحدة مش هعرف اعيش 
جلنار بنفي تام وعينان ثابتة كلها عاطفة 
_ مش هيحصل ياعدنان .. أنا لا يمكن ابعد عنك .. احنا اتخلقنا لبعض ياحبيبي وروحنا بقت مرتبطة يعني لا يمكن نقدر ننفصل أو نبعد عن بعض 
رفع أنامله ومررها بكل رقة فوق بشرتها الناعمة وهو يبتسم بعين لامعة بينما هي فمالت بوجهها على يده وهمست مبتسمة تتفوه بعبارته الخاصة 
_ النهاية محتومة من البداية !
سكنت للثانية ثم تابعت باستسيلام 
_ أحب اباركلك واقولك مبرووك إنت اللي كسبت ياعدنان .. زي ما بدأت الحړب أنت اللي نهيتها وأنا خسړت
قدام عشقك وحبك 
عدنان بصوت ينسدل كالحرير ناعما 
_ أنا كسبت فعلا بس كسبتك إنتي يارمانتي 
اتسعت بسمتها لتتسع ثغرها كله وراحت تجيبه بغنج أنثوي مثير 
_ ورمانتك بتهنيك على الفوز العظيم ده يابيبي
بصباح اليوم التالي داخل منزل حاتم .........
تقوم نادين بترتب الغرفة بأكملها في مزاج صباحي جميل وعلى شفتيها ابتسامة لا تعرف مصدره وسببها هي فقط تتذكر ذكريات قديمة لهم وتضحك .. قد تكون ذكريات تافهة ولا تدعي للضحك أبدا لكنها تضحك !! .
ووسط ترتيبها للغرفة فتحت أحد أدراج المكتب الصغير وكانت ترتب الأوراق بالدرج فعثرت على صورتين .. أخرجت الأولى وكانت تجمعه بهنا رغم غيرتها لأنها تعلم تعلقه الشديد بهذه 
_ مالك يانادين ! 
رفعت الصورة أمام ناظريه وهتفت پغضب مكتوم 
_ شو بتسوي هاي هون !! 
نقل نظره بين الصورة وبينها بصمت وقد أدرك خطۏرة الوضع التي تسببت به هذه الصورة .. فاقترب منها بتريث وهمس في كل

لطف وحنو 
_ حبيبتي دي صورة قديمة جدا ليا أنا وجلنار يمكن حتى قبل ما تتجوز عدنان ! 
صاحت منفعلة 
_ ما أنا بعرف إنها زفت صورة قديمة .. أنا بسألك شو بتسوي بالدرج هون !!! 
حاتم بهدوء ليحاول تهدأتها 
_ معرفش يانادين يمكن أنا حطيتها من بدري ونسيتها .. ممكن تهدي ومتعصبيش نفسك عشان متتعبيش احنا لسا امبارح كنا عند الدكتور وهو منبه نبعد عن العصبية
لم تبالي بتبيهاته حول الهدوء بل صاحت بعصبية أكثر وغيرة متأججة 
_ وليش تحطها بغرفتي .. مش على أساس إنك رميت من كل صوركن القديمة 
وصل إليها أخيرا وجذب الصورة من يدها ليلقيها بعدم اهتمام فوق الفراش ويقول بدفء 
_ نسيتها يانادين .. في إيه ياحبيبتي اهدي مش معقول صورة تعصبك بالشكل ده 
_ لك إنت مش شايف حالك شلون مقرب منها لا وعم تضمها كمان من كتافها !! 
رد ببسمة لطيفة وصوت لا يزال يحتفظ بهدوئه 
_ طيب ما أنا بقولك صورة قديمة .. لكن دلوقتي إنتي عارفة إن حتى الكلام اتقطع بينا .. طبعا في المقام الأول بسبب الباشا عدنان اللي بيتجن لو شافني بكلمها بس كأني هاكلها مراته يعني !! .. وتأتي حاجة ودي الأهم أن عشانك أنا قطعت أي صلة تواصل بيني وبين جلنار 
كانت أن تجيبه لكن داهمها شعور بالألم اجتاح بطنها فأصظرت تأوها عاليا وجلست بسرعة على الفراش .. صابه الهلع واسرع يهتف وهو ينحنى أمامها بفزع 
_ نادين إنتي كويسة !
سكنت ولم تجيب عليه فقط كانت تضع يدها على بطنها تشعر بالألم الذي بدأ يهدأ مجددا ويختفي .. لكن صمتها اصابه بالجنون فصاح بارتيعاد 
_ نادين ردي عليها إنتي كويسة .. اخدك ونروح للدكتور طيب 
نادين بصوت خاڤت 
_ ما في داعي ياحاتم أنا منيحة ..
حسيت پألم بسيط بس هلأ راح 
حاتم بانفعال ناتج عن قلقه واهتمامه 
_ قولتلك متعصبيش نفسك .. لكن إنتي عنيدة ومبتسمعيش الكلام .. لو إنتي مش خاېفة على نفسك فأنا خاېف عليكي وعلى ابني 
وضعت كفها فوق كفه وهمست برقة وبسمة حانية 
_ أنا منيحة والله ما تقلق .. معك حقك ما بيصير عصب حالي مشان ابننا 
طال تمعنه بها وهو يتنفس الصعداء بخنق رغم راحته أنه بخير .. ودون أن يشعر وجد نفسه يقترب منها ويلثم شعرها بلطف ثم يمد يده ويلتقط الصورة مجيبا 
_ هي دي الصورة اللي معصباكي !!
ثم راح يمزقها أمام عيناها وألقي بها بسلة القمامة الصغيرة .. ليهتف في نظرات ثابتة عليها 
_ مفيش حاجة ولا حد في الدنيا أهم منك إنتي وابني اللي جاي
مالت عليه وعانقته بحراره وهو تغدق مسامعه بكلماتها الناعمة والعاشقة الذي اذابته تماما وانسته كل شيء ! .......
يتأملها منذ استيقاظه ويتمعن في ملامحها الساحرة ويستمع لانفاسها المنتظمة والدافئة .. أما يده فكانت تعرف طريقها إلي بطنها مستقره المفضل حيث يسكن طفله الصغير وبين كل لحظة يدنو منها لينهل منها بقبلاته الرقيقة دون أن يوقظها من سباتها الجميل .
وسط لحظاته الخاصة مع زهرة قلبه وهو يستمتع بمتابعتها أثناء نومها .. صدح صوت رنين هاتفه فأسرع بسرعة يلتقطه ويكتم صوت الرنين خشية من أن يزعجها في نومها ثم أجاب على المتصل الذي كان نشأت ولكن الصوت الذي وصله عبر الهاتف لم يكن نشأت أبدا .. بل صغيرته المشاغبة وهي تهتف بعبس 
_بابي إنتوا فين 
أجابها بصوت منخفض وهاديء 
_ صباح الخير ياهنايا .. أنا وماما روحنا مشوار وراحعين دلوقتي 
هنا بتذمر وضيق ملحوظ في صوتها 
_وليه سبيتوني ومخدتونيش
تم نسخ الرابط