زخات العشق و الهوى للكاتبة هدى زايد من الفصل الثامن عشر لـ الخاتمة

موقع أيام نيوز

حزينة غادر المكان مع تقديم الكثير من الاعتذار فلم يضغط عليه والدها وتركه يرحل دون أن وعد بلقاء آخر .
عادت الحياة نوعا ما لطبيعتها مع مرور الأيام وخاصة بعد إعلان القبض على محسن الورداني 
لا احد يعرف السبب ولكن الوحيد الذي يعرف هو ريان الانصاري لقد دبر له قضية من العيار الثقيل والتي لم يتوقعها أحد مازال غاضبا من زوجته معتزلا إياها ولا يقربها ابدا رغم محاولاتها في الاعتذار لكن دون جدوى .
ابتعدت مهدية تماما عن عائلة أبيها بعد أن نجح مهدي في خلق عداوة بينها وبين ابن عمها والعكس صحيح فأصبح لا يطيق المكان الذي تجلس فيه وإن صادف وأتت في وجوده تأفف وتغيرت ملامح وجهه حاولت معرفة سبب غضبه الشديد منها بهذه الطريقة لكنه يحدثها بالالغاز فلم تفهم شئ سئمت منه ومن وجودها في مكان غير مرحب بها فيه .
ولكن اليوم أتت لتتحدث قليلا مع عمتها لتعرف سبب غيابها طيلة هذه الفترة فلم تجدها جلست خلف ماكينة الحياكة وبدأت تنهي عمل عمتها نظرت لشاشة هاتفها وجدت مهدي يهاتفها ضغط على زر الإجابة وقالت 
ايوة يامهدي أنا عند عمتي في المحل تعال ونمشي سوا خلاص ماشي مستنياك جبت اللي قلت لك عليه خلاص ماشي سلام
لا تعلم أن هذه المكالمة ستكون نهايتها في عائلة أبيها للأبد تابعت ماتفعله قرابة الساعتين ملت وهي تنتظره غادرت وهي تعتذر لعمتها قائلة
أنا همشي بقى ياعمتي مهدي لو جه وساب لك شنطتي خديها عشان فيها حاجات تخصني 
ماشي بس اوعي متجيش الصبح هزعل منك هاا 
حاضر
بعد ذهاب مهدية بعشر دقائق تقريبا أتى مهدي ووضع الحقيبة الجلدية الخاصة وراح يقول بين أنفاسه بعد أن علم أنها غادرت المكان 
طب خلي دي عندك عشان دي شنطتها سلام
عقدت صدفة مابين حاجيبه متعجبة من حاله الذي يثير الدهشة والريبة وقفت من خلف مكتبها متجه نحو الحقيبة قامت بفتحها جحظت أعينها وهي تر مسحوق الهرويين في أكياس بلاستيكية فرغ فاها وهي تغلقها مرة أخرى انتفضت إثر صوت أحد الضباط وهو يسألها عن مواصفات تدل علي أنه مهدي 
بدأ التوتر والذعر يظهران على وجهها نظر لها الجندي وقال 
هي دي الشنطة ياباشا
سار الضابط تجاهها ونزع منها الحقيبة قام بفتح ثم دس يده ليخرج منها أحد الأكياس حركت رأسها وقالت بنبرة صادقة 
والله العظيم معرف عنها حاجة ولا أعرف جت منين !! 
ابقي قولي الكلام دا في القسم ياقطة
بعد مرور وقت طويل
كانت تقف مقابلة ابن أخيها تحدثه بصوت كاد أن يكون مسموعا قائلة 
الشنطة بتاعت مهدية وهي قالت لي إنها بتاعتها بس أنا مكنتش اعرف فيها إيه والله يا بلال الواد مهدي جه حطها وجري مافيش دقيقتين والبوليس جه
لم يدعها تكمل حديثها غادر المكان متجها حيث يقطن مهدي لكنه لم يجده لقد فر هاربا لاياما معدودة هو و مهدية التي ظنت أنها مسافرة لقضاء أيام العيد في مدينة الإسكندرية مع العائلة .
عاد بعد أن تحول الشك لليقين علم جده أن ابنته وقعت في مأزق يفوق خطۏرة عن زواجها بذاك المحسن إلى أين يذهب ومن الذي ينجده لا يعرف حقا .
قدم مالك مساعدته والتي تفوق قدرته في مثل هذه المواقف لكنه فعل ما بوسعه حقا .
أما عاكف فقام بإرسال المحام الخاص بها لها ليقف معها في التحقيق .
جلس بلال يفكر في حديث عمته وحديث مهدي حتى كاد أن يجن ولج جده وجلس على حافة الفراش وهو يقول بتعب واضح في نبرته 
عمتك عاملة إيه يا بلال وليه مخلتنيش اروح اشوفها 
تروح فين بس ياجدي هي كويسة وأنا جبت لها اكل وسبت لها فلوس عشان لو احتاجت حاجة من جوا
طب احنا لازم نقوم محامي شاطر 
محامي شاطر يعني فلوس وبيني وبينك يا جدي مافيش احسن من المخامي اللي جابه عم عاكف هو بيقول إن هيقدر يكسبها بس هي تقول إن الشنطة مش بتاعتها 
وهي ليه مصممة إنها بتاعتها بس
رد بلال كاذبا وهو يقول 
معرفش ياجدي بس هو بيقول إنه هيقدر يخرجها من القضية بكذا طريقة في كذا ثغرة متقلقش 
ربنا يسترها 
يارب ياجدي قوم ارتاح وبكرا ربنا هيكرمنا بإذن الله .
في صباح اليوم التالي
كانت صدفة تقف أمام وكيل النائب العام صامتة لا تريد أن تتحدث عن صاحب الحقيبة 
فقررت أن تتحمل هي مسؤؤلية هذه القضية بدلا من ابنة اخيها .
علم عاكف أنها تحمل لقب عائلة الدمنهوري فظن أنه شقيقته لايعرف لم أتى هذا الاحتمال على عقله فجأة بحث كثيرا حتي وصل إلى أن لاوجود لهذا الاحتمال وأنه مجرد تشابه أسماء .
تجدد الحبس لمدة أخرى وعرضها للينابة العامة علمت مهدية ماحدث عن طريق الصدفة فقامت مشاجرة بينها وبين أمها لتعود لعمتها وبين شد ومد عادت لتجد الچحيم في انتظارها كان بلال في منزل جدها يصنع قدحا من القهوة صدح قرع الناقوس ذهب وقام بفتح الباب ليجدها ماثلة امامه تجاوزته وهي تبحث عن جدها فلم تجده جلس على المقعد فيزانتظار انتهاء رحلة البحث خاصتها عادت وقالت من بين أنفاسها المسموعة 
فين جدي يا بلال 
في الجامع 
طب عمتي عاملة إيه وإيه اللي حصل أنا عرفت بالصدفة و
قاطعها بصوته المرتفع وهو يقترب منها وقال 
أنت هتستهبلي يابت ما أنت عارفة اللي حصل
بدأ يهزها في وجهها وكتفها پعنف شديد وهو يسبها بأسوء الالفاظ واتهمها بتاجرة المخډارات مع ابن خالها مهدي هنا فقط بدأت تستوعب ماحدث وأن ابن خالها قامت بتلفيق عدة اټهامات لابأس بها لتشويه صورتها أمامه وأمام عائلته أبيها حاولت اددافع عن حالها لكنه لم يستمع لها من الاساس وكانها كانت هذه فرصته للتعبير عن حالة الڠضب الكامنة داخله .
غادرت المكان قبل أن يفصل رأسها عن جسدها كم هي حمقاء كيف لاتفكر في كل هذا من قبل ماذا تفعل لتثبت حقيقة الأمر عادت لبيتها وسردت المأزق الذي وقعت فيه عمتها دون أن تخبرهم بما حدث بينها وبين 
بلال .

بعد مرور. عدة أيام عصيبة مرت على الجميع 
لا يعرف أحدا كيف مرت خرجت صدفة 
بعد أن استغل المحام الخاص ب عاكف أكثر من ثغرة قانونية رغم رفضها الشديد بأن مهدية هي صاحبة الحقيبة إلا إنه كان إصراره لها كان أكبر بأن تنكر أن الحقيبة تخصها لن تنسى حين اتخذ دور القاضي وصدر حكم البراءة عنها لتلج عش الزوجية بدلا من السجن المشدد .
كانت تنتظر زيارة ابنة أخيها لكنه لن تأتي من المحال أن تخطو خطوة واحدة بعد اليوم لمنزلهم فكفى ما حدث لهم من تحت رأسها 
كما أنها لم تتحمل كلمات بلال القاسېة والذي لم يكلف نفسه عناء التكلفة ليعرف الحقيقة منها . 
تمت الخطبة في منزلها وتحديد موعد الزفاف بعد مرور عام علي ۏفاة والدتها لم تحضر مهدية مراسم حفل الخطبة رغم توقع مجيئها والتحجج بمرض والدها الذي وصل لبتر ساقه بعد صراع طويل مع المړض .

بعد مرور
تم نسخ الرابط