زخات العشق و الهوى للكاتبة هدى زايد من الفصل الثامن عشر لـ الخاتمة

وقعدتي هنا بتخليني اتعب أكتر ف سبيني امشي
قعدتك في بيت جدك بتخنقك يا بنت عمي 
جدك ماټ وأنا مش بنت عمك وعمي وعمك واتفرقوا الاخوات 
كفى إلى هنا لو كان مريضا نفسيا عليه أن يتعالج من مرضه النفسي هذا ويرحمها من هذه المعاملة التي كادت تزهقها روحها .
غادرت البيت ولكن إصرار عمتها بأن يتبعها كان أكبرهو بحاجة للمواجهة كما يفعل دائما مع القضايا الغامضة لن يترك لها مجالا للهروب سيضع أمامها جميع الادلة وعليها أن تثبت له أنها بريئة ولكن يجب أن يتبع اسلوب الضغط اولا توقفت فجأة وهي تتأفف منه لم تعطي لعقلها مهلة لتستمع له ولكن اليوم سيجبرها بطريقة أو بأخرى أن تستمع له عقدت ساعديها وعلى وجهها ابتسامة ساخرة من حديثه وهو يقول 
مهدية أنت متعرفيش أنا عارف عنك إيه وساكت متكلمتش أنت مهدية اللي زيك مينفعش ترفع عينها أصلا فيا 
ولما أنت عارف عني كل دا بتكلمني ليه 
تابعت سيرها بهدوء كأنه لم يقف من الاساس اصبح الوضع أشبه باالمهزلة حرفيا لكنه استوقفها قائلا 
عشان مضطر 
مضطر !!
اه مضطر المنظر العام بيقول إنك بنت عمي ولولا عمتي اتحايلت عليا عان اوصلك أنا مكنتش رحت معاك اصلا
توقفت مهدية ما إن ختم بلال حديثه الحارج لها ابتسمت له وقالت بمرارة في حلقها 
وحياة ابوك وأنت بتعايرني باللي تعرف عني ابقى اسأل نفسك أنا اعرف عنك إيه وساكتة 
على الاقل أنا راجل مش واحدة مرخصة نفسها لابن خالها عشان قرشين ملهمش لازمة
لم تتحمل مهدية إهانته لقد وصلت حد الوقاحة صڤعته لترد على اتهاماته تلك عادت خطوة واحدة للوراء وقالت بتحذير واضح 
لو لسانك القذ ر دا تجاوز حده معايا تاني هعرفك مقامك ولو أنت تعرف حاجة فأحب اقل لك إنها غلط عان لما مهدي اتكلم عن الفلوس كان بيتكلم بالالغاز عشان الناس اللي كانت جنبي مش مضطرة إني ابرر لك شئ أكتر من كدا لأنه ميخصكش أصلا لحد هنا وانتهى مشوارك معايا لأن ميشرفنيش امشي مع واحد مختل زيك ولوشفتك في سكتي تاني صدقني مش هرحمك ابعد عني واشغل نفسك بحاجة غيري أنا خلاص علاقتي بيك وبعمتك اتقطعت لحد هنا لو كنت بدخل البيت فكنت بډخله عشان جدي وجدي ماټ خلاص وإنتوا كمان بالنسبة لي اموات 

جلس على حافة الفراش مستندا بمؤخرة رأسه يفكر في حديثها يستجمع شتات عقله في محاولة بائسة منه في أن يصل إلى خقيقة الأمر لكنها لم تساعده وكيف تساعده وهو يتعامل معها كأنها جانية وليست مجني عليها
مكث في بيته يومان كاملين دون الخروج منه 
كانت عمته تدعيه للغداء لكنه رفص وطلب من أخته أن تذهب هي لو كان يعلم أنها هناك لذهب وهدر بصوته ولم يتركها حتى يعرف ماعلاقتها بذاك المهدي وماحقيقة أنها معاونة له في بيع المخډرات وأنها بائعة هوى وماذا عن الرسالة الصوتية وماذا وماذا وماذا
عاد برأسه وهو يزفر بحنق شديد اغروقت عيناه على إثر الدموع المخټنقة نظر لشاشة هاتفه وجد رسالة من أخته تمازحه فيها كاتبة 
فاتك نص عمرك الحلوة عندنا وبتتغدا وسطنا 
وكأن هذه الرسالة جمرة جديدة القت على قلبه لتأجج نيران قلبه وثب عن الفراش وقام بتبديل ملابسه خرج من البيت متجها لبيت عمته .
بينما كانت هي جالسة على أحد مقاعد المائدة المستديرة أولاد عمتها وابنة عمها وعمتها جميعهم يلتفون حول المائدة في حالة من الانسجام عدا هي ردت بملل وقالت بهدوء
عمتي اعذريني مش هقدر اتغدا أنا لسه عند مشاوير كتير النهاردا عشان كدا جت لك أنت الاول
مش هسمع حاجة ولا هنتكلم في حاجة غير لما نتغدا سوا يلا كلي 
جلست مهدية تنظر للطعام ولا تعرف أنواعه أو الطريقة الصحيحة لتناول هذه الاطعمة نظرت لهم وجدتهم يتناولونها بالشوكة والسکين 
ابتسمت وصال وقالت بعفوية وهي تمد يدها وقالت 
معلش بقى يا عمتى انا طول عمري بأكل الحمام بإيدي مش بالشوكة والسکينة 
هنا فقط انتبهت صدفة لحد يث ابنة اخيها وقالت بذات النبرة وهي تشاركها الطعام 
على رأيك احنا عرفنا اصلا الكلام دا بعد ما اتجوزت وبيني وبينك مش بيشبع ولا إيه يا مهدية 
تركت مهدية الملعقة وقالت بهدوء 
سيبك من الحوارات دي كلها ياعمتي أنا مش هتكسف اقول إني مبعرفش اكل بالشوكة والسکينة ولا إيه اصلا الأكل اللي قصادي دا ولا إيه بيتأكل بعد إيه أو قبله وسيبني الله يبارك لك اقول الكلمتين اللي جاية اقولهم 
خير يا مهدية مالك في إيه  
طبعا أنت عرفتي إن ابويا خلاص قطع رجله التانية والحال معايا مبقاش زي الأول الفلوس اللي بتطلع لي من شغلي على شغلي اللي بعمله في البيت بالعافية بيكفي عشان كدا جيت لك استأذنك إني امشي اجراءت المعاش بتاعت جدي الله يرحمه وابويا يصرفه لو معندكيش مانع 
اخس عليك يا مهدية مانع إيه اللي يبقى عندي بس مش أنا ياحببتي أول ما جدك الله يرحمه ماټ قلت لك خدي المعاش ليك بدل الپهدلة في الشغل 
معلش اللي حصل بقى 
خلصي غدا واشربي القهوة يكون بلال رجع من شغله ويوصلك ومعاك الورق اللي أنت عاوزاه 
لأ معلش أنا مش عاوزة حد يوصلني اديني الورق بس 
ماهو للأسف مش موجود عندي دا في شقة جدك الله يرحمه
تنهدت بإحباط وقالت 
طب هبقى اجاي لك مرة تانية تكوني حضرتي
وقفت عن المقعد وقالت بإبتسامة بشوشة 
معلش ياعمتي أنا مضطرة امشي أنت عارفة بابا مايعرفش يقعد دا كل لوحده
قادتها لباب الفيلا الرئيسي توقفت حتى يلج بلال لكنها تفاجأت بعمتها وهي تقول بإبتسامة واسعة 
ابن حلال وصل بنت عمك وتعال عشان نكمل السهرة
رفضت رفضا باتا لكنه لم يعير لرفضها أي اهتمام استقلت السيارة وجلست جواره بعد أن حثتها عمتها لذلك قاد سيارته والصمت سيد الموقف حينها توقف فجأة وقال 
أنت إيه حكايتك بالظبط ! 
حكاية إيه بالظبط !! 
هدر بصوته كله وقال
منين عاملة فيها دور الشريفة ومنين بتبعتي لي تقولي عاوزني ادفع لك 1000 جنيه في الليلة
ليلة إيه يا متخلف اللي هتتدفع لي فيها
لحظة واحدة مش دا حسابك على الفيسبوك 
اه 
ودا صوتك ولا مش هو 
ايوة دا صوتي بس 
بس إيه يابنت عمي ماخلاص بانت الحكاية وطلعتي بتبيعي نفسك بالليلة ولما واجهتك قبل كدا قلتي عليا كداب ودلوقتي عايشة فيها دور الشريفة !!
القت بهاتفه في وجهه وقامت بضربه ثم ترجلت من السيارة حاول منعها لكنه فشل 
سار خلفها ناداها ولم ترد عليه اخيرا استطاع أن يلحق بها قبض على ذراعها ولفها له سألها بصړاخ فلم ترد ظلت تشاهده في صمت مطبق عاقدة ذراعيها أمام صدرها انتهى من جميع تساؤلات التي جعلته فقد جزء من عقله إن لم يكن كله ردت بهدوء حد الاستفزاز قائلة 
ويخصك في إيه ابيع نفسي للي يدفع أكتر و
هدر پغضب جم وهو يضرب بيده على قلبه ثم عقله 
عشان دا ودا عاوزين يرتاحوا من التفكير
تابع ساخرا وقال
وأنت
محتاجة المعاش في إيه ماهو الدخل اللي بيدخلك من البيت يكفي وزيادة ولا أنت مش عاوزة ابوك يأكل حرام 
اخرس قطع لسانك أنا عمري دخلت بيتي لقمة حرام وربنا يشهد بكدا
رفع هاتفه ڼصب عيناها وقال بإبتسامة ساخرة وهو يتابع نظراتها الذاهلة 
ولما تتصوري كدا وتبعتي للناس عشان يبعتوا لك فلوس أو كروت شحن دا يبقى حلال ! 
في كل مرة بتثبتي لي فيها إنك اقذ رة واحدة عرفتها في حياتي ولما أنت كدا مش تيجي لابن عمك هو اولي من الغريب وهيعرف يدلعك بردو ومش هيبخل عليك بحاجة 
بلع غصته بمرارة في حلقه وهو يخرج من هاتفه جميع الصور العاړية التي قامت بإرسالها له عبر حسابها الشخصي الذي تم اختراقه من قبل مهديوهي لا تتدري لقد نجح في جميع مخطاطاته نظرت له بأعين متسعة لم تتوقع منه أن يفعل كل هذا ألهذه الدرجة يريد أن تبعتد عنه ألهذه الدرجة لا يعرف من هي مهدية ابنة عمه !! 
نظر لها وقال بصوت متحشرج ونبرة تلمؤها الرجاء حين نظر لها بأعين ممزوجة الإحمرار إثر دموعه 
قولي لي يامهدية قولي يابنت عمي أنت مهدية اللي وقفت في ضهر بلال زمان ولا الزمن غيرك قولي ريحي قلبي وطفي ڼار قلبي يابنت عمي وبلاش سكوتك دا قولي وشوفي بلال عشان هيعمل إيه بس طفي ڼار قلبي وقولي إن اللي بيتقال عنك دا كڈب وافترا
ظل واقفا أمامها و عيناه لاتبرح عيناها لو شئنا الدقة في وصف حاله حينها لقلنا أنه أصبح كالطفل الصغير الذي يتوسل أمه لتضمه لحضنها وتطمئنه أنها لن تتركه أبدا 
اترك لخيالك العنان واغمض عيناك 
ستجد نفسك تعانق أناملك بأناملها تركض خلفها على شاطئ البحر تحضتنها ثم تضمها ليسار صدرك تستمع خفقات قلبك وهي بجوارك تجدها تهمس بجانب أذنيك أن تعبرعن مدى عشقك لها تومئ برأسك علامة الموافقة ثم تبدأ في رسم قلب كبير يتوسطه حرفها ويخترقه سهمهاالذي أصاب قلبك تنظر إليه والإبتسامة تكاد تصل لأذنيها لكنها تختفي فجأة ما أن تأتي موجة بحر تهدم لك ما صنعته لأجلها ف تقف حائرا بين حزنها والبدء من جديد لترسم قلبا آخر ولكن هل ستجد السعادة التي كانت على وجهها لتجد نفسك تفعل شيئا آخر حتى تر ابتسامتها من جديد لكنك الآن حذر تعلم جيدا أن الموجة الجديدة ربما تكن أقوى من ذي قبل فلن تسمح لها بهدم أحلامك أن تقرر الإبتعاد عن مايؤذيك ليس عيبا بل سلام نفسي صنعته لقلبك وقلبها ولن تترك لأحد مجالا يدمر حياتها
أن تجتاح قلبك دون أدنى مجهود منها أن تستحوذ على تفكيرك أن ترأها في أحلامك أن تحدثها في وحدتك أن تأبى الإعتراف بأنك عاشق تذوب عشقا. 
هذا هو العشق ذاته يابلال
تمت بحمد الله