زخات العشق و الهوى للكاتبة هدى زايد من الفصل الثامن عشر لـ الخاتمة

قبل أن تكتشف فيروز تهشم حاسوبها النقال 
لوحت بيدها الصغيرة وهي توزع قبلتها على الجميع كما علمها سلطان نعم تجاوزت العامين والنصف لكنها كتلة نشاط متحركة على الأرض ظن أن هذا فرط حركة منها وعرضها على أحد الأطباء المتخصصين في هذا المړض وطمئنه وبرر أنها طفلةشغوفة باكتشاف كل شئ .
في مساء نفس اليوم وتحديدا الساعة الخامسة فجرا أتى فيروز اتصالا هاتفيا يخبرها بوجود والدة سلطان في المشفى 
لخضوعها لعملية استئصال المرارة خلال يوم أو يومين على الأكثر .
ذهبت برفقة والدتها وأخيها الأكبر إلى المشفى بعد طلب من والدة سلطان وبعد التحية المتبادلة بينه وبين عابد تسلم بدوره لي لي وهو بقول بإبتسامة خفيفة 
مش هتعرف تقعد بيها في المستشفى هاتها تقعد معانا وخليك أنت مع مامتك لحد ما تطمن عليها بكرا 
مش حابب اتقل عليكم 
متقلش كدا 
لي لي شقية ومش بتسيب حاجة على حالها بلاش اضايقكم والغبط لكم الدنيا 
ياعم وأنت مالك احنا راضين 
تابع وهو ينظر للصغيرة وقال 
يلا يا لي لي قولي لبابا باي
غادر عابد بعد أن ترك والدته وأخته في المشفى مع والدة سلطان كان سلطان على حق بل كل الحق حين قال لهم إنها شقية من الدرجة الاولى .
كاد أن يفقد عقله من حركتها المفرطة وأخيرا وصل إلى البيت بسلام حملها بين ذراعيه وهو يغمرها بقبلات عديدة أجزاء متفرقة من وجهها ما أن رأها مالك حملها وداعبها ظلت تنتقل من بين أيديهم حتى جلست على فخذي وتين وداعبت القلادة 
خاصتها نظر لها عابد وقال بإبتسامة واسعة
قولي وتين كدا  
تين 
حلو يادوب شالت حرف 
لي لي قولي مليكة كدا 
لاتقيلة عليها دي يا راجل 
استني بس ياعابد خلينا نشوف هتقول ولالا 
قولي مليكة كدا يا لي لي 
ايكا 
لي لي قولي فيروز 
روز
طب قولي مالك 
مافيش 
لا قولي انا اسمي مالك 
مافيش 
يعني أنت مش عارفة تقولي مالك يا لي لي 
مافيش
ضحك الجميع على حركاتها العفوية بعد أن نفذ صبرها من تساؤلات مالك ابتسم عابد وقال 
هرومونات الست ظهرت عليها من دلوقت شوية شوية هتقلك ماهو أنت لو مهتم كنت عرفت لوحدك
ضحك الجميع على مزاح عابد وقضي السهرة في حالة من المرح بسبب تلك الاميرة الصغيرة التي تركت لهم بهجة لا تنسى .
في مكان آخر وتحديدا حديقة المشفى جلست فيروز تستمع له ولحديثه الشاغل لعقله دائما نظر لها وقال 
خاېف 
من إيه  
إني اقصر مع لي لي. يعني أنا دلوقتي الأب والأم بس لما تكبر اكيد مش هقدر اكون الاب والأم دايما الأم يافيروز بتكون بير اسرارها يعني مهما حكت لي عن يومها وخياتها في حاجات هتتكسف تحكيها لي أنا صدعتك بكلامي عن أذنك عشان عندي شغل
هو أنا ينفع ابقى امها 
أم مين  
لي لي 
يعني اشيل المسؤولية معاك ونربيها سوا وتبقى بنتنا بدل ما تبقى بنتك لوحدك 
تقلبني يا سلطان أم ليها 
تفاجأ سلطان بعرض فيروزته فرغ فاه ليحدثها بما يعتمل في صدره لكنها فجأته برجائها وهي تقول 
عشان خاطري ياسلطان متتكلمش في اللي فات انا ماصدقت عديته وبقت احسن من قبل


بعد مرور أسبوعان تقريبا
حدث فيهما الكثير والكثير وعلى رأسهم عودة عابد ووتين لبعضهما مع الاستمرار في تناول حبوب مانع الحمل لمدة ثلاث سنوات على الاقل تتألم من هذا القرار لكنها وافقت عليه لأجله كما عاد سلطان ووفيروز مع القليل من المشاكسات والكثير من الڠضب والخصام 
واحيانا يتعمد اغاظتها ب لي لي ويحدثها عن عشقه لها بصوت مرتفع فينجح في خطته ألا وهي أن تحدثه ثم بعد ذلك يبدأ الصلح 
اليوم مختلف تماما هو عيد ميلاد فيروزته ترك صغيرته لتساعدهما بطريقتها الخاصة في حفل العيد ميلاد . 
سارت لي لي بخطواتها البسيطة تجاه المطبخ تكتشف مافيه انشغل عنها الجميع في لحظة لم يحسب لها وجدت احفاد والدة عابد يقفون ويأكلون الحلوى اقتربت منهم وبدأت تشاركهم الطعام لكن رفض مراد أن يطعمها وأخذ الصحن وخرج من المطبخ برفقة ملك
ظلت تتدور حول المائدة حتى وصلت إلى البراد وجدت بابها مواربا قاما بفتحه بسهولة اتسعت عيناها فرحا وهي تر صورة فيروز على قالب الحلوى تمتمت بصوتها الرقيق وهي تصفق بيدها الصغيرة قائلة
روووز
حاولت جذب القالب ظننا منها أنها تستطيع حمله فوقعت و في إحدى محاولاتها سقطت وسقط قالب الحلوى وضعت يدها الصغيرة على خدها بعد أن اطلقت شهقة مسموعة 
في ذات الوقت الذي ولج مالك فيه صاح بصوت مرتفع وقال 
كدا دلاقتي فيروز ع الارض دي هتعمل من خدودك بان كيك دلوقت
أومأت الصغيرة برأسها علامة النفي تنكر فعلتها وقالت ببراءة 
أنا لا روز
فيروز هي اللي عملتها  
اه 
ايوا صح معاك حق وانا شاهد
انقذ مالك مايمكن انقاذه من قالب الحلوى 
ووضعه على سطح المنضدة الخشبي وهو يشير بيده قائلا بإبتسامة واسعة 
هي الحاجة الوحيدة اللي فضلت من وشك هي مناخيرك يمكن بتحشوريها في حياتنا 
ماخلاص بقى يا عم مالك خلصنا خلاص متفكرنيش
مراليوم رغم كم هائل من الحوادث توعدت له ولابنته بالاڼتقام الشديد
في صباح اليوم التالي 
كان يجلس في مطعمها الجديد والذي بدأت في اللمسات الاخيرة له منذ ايام ظل يستمع لها ولحديثها الغاضب عنه وما إن وصل سبابها لابنتهوالوعيد بالاڼتقام قال بحدة واضحة
أنا بنتي محدش يقدر يقرب لها وأنا عايش واحنا هنا في ملك الحكومة
ودي مين قالهالك يادكتور أكيد مريم صح !
لو سمحتي يافيروز ملكيش دعوة بينا احنا جاين نتغدا ونعيش ساعتين في هدوء 
امشي بقى لو سمحت عشان شطبنا والبت دي ملهاش عندي أكل تمام 
لا مش تمام وأنا هنا زبون والزبون دايما ع حق
تنحنح وهو ير لي لي تتجه نحو الاطعمة المتراصة عند باب المطعم وتريد حملها وفشلت فقررت أن تجرب مرة أخرى هرول قبل أن تتدمر لها ما قامت ببنائه وهو يقول 
احمم أنابقول امشي عشان اتأخرت على مشوار افتكرته مش مهم سلااام
اجلستها عنوة وقالت بغيظ شديد بعد أن ذهبت لتحمل الصغيرة عنوة ووضعتها بين ذراعيه وقالت 
يا ابني لو أنت لاقي كرامتك في كيس شيبسي من ابو خمسة جنيه قول وأنا اشتري لك كرتونة 
وبعدين ياعم خد بنتك وامشي دي مش بنت دي کاړثة منتقلة ع الأرض 
لأ عندك لو سمحت بنتي بكسوتاية في نفسها رقيقة حاجة كدا لسه محصلتش ولا هتحصل ثم إيه اللي حصل يعني لكل دا الكيك بتاعك وقع ع الارض عادي بتحصل 
وبالنسبة للزيت اللي بقي في كل حتة ف البيت 
عادي !! 
ااه عادي 
اييه
مش عادي اوي يعني بس دي طفلة بتلعب عادي يعني
ياعم العب أنت وهي بعيد عني وأنا ابقى كلبة لو جيت كلمتك تاني ماشي
ماشي
هوهو ممكن يا دكتور سلطان تاخدني في سكة عشان عربيتي عطلانة 
قلت مالها لي لي بقى  
دي القمراية بتاعت البيت ربنا يخليهالك وتشوفها عروسة يارب
كاد أن يتحدث لكنه شعر بسائل دافئ يسيل على صدره نظر وهو يعدل جسدها وجدها ټنزف من أنفها هزها پعنف مرارا لكن لاحياة لمن تنادي
الخاتمة 
فزع من مظهرها ومن الدم الذي تنزفه من أنفها طمئنته فيروز بأن احيانا الأطفال بسبب ركوضهم في