رواية عمر كاملة

موقع أيام نيوز

الأمر... 
روان....انت محترمة أو لا....متربية اولا....ده كله مش مشكلتي...بس ياريت ده كله يبقي بعيد عن الشغل....وده اول وآخر انذار يا روان ياريت تفهمي ده كويس....واه قبل مانسي...ابقي رتبي معاهم كل حاجة...عشان الحفلة... 
كان الصمت مخيم علي جلستهم...فقط أصوات تناول الطعام هو ما كان يسود الأمر 

بعد ان وصلت لمنزلها قامت بتغير ملابسها سريعا...ثم هبطت حيث والدها... 
كان يجلس علي مائدة الطعام كعادته ينتظرها ليتتاولوه سويا...اطلت عليه بابتسامتها المعروفة لتفترب منه باسف 
انا اسفة يا بابا انا اكلت بره النهارده...بس هقعد معاك لحد ما تخلص اكل... 
ابتسم الرجل بمرح قائلا بنبرة مؤنبة قليلا 
ومن أمتي بقي وانت بتتغدي بره يا ست لوتس...ونسيتيني خالص كده 
هزت رأسها بنفي
ابدا يا بابا....انا بس خرجت مبسوطة اننا مضينا العقود عشان كده قلت اعزم المساعدة بتاعتي روان...اتغدينا سوا 
كانت تركز علي وجه والدها ربما يصدر منه أي تعبير...الا أنه كان بملامح خالية من اي شيء...فقط هو رأسه وأكمل طعامه...بينما هي تعلم أن هناك شيء ما.... 
اما هو كان يخفي نظراته ويشغل نفسه بالطعام...ليخفي قلقه... 

في الحفلة كان يوجد عدد من الصحافة ...والعديد من رجال وسيدات الأعمال...يباركون الصفقة 
... 
كان يدخل لحفلته وبجانبه والدته عادة اكتسبها من والده....لم يترك والدته في اي من الاحتفالات... 
كان عمر يحمل ملامح خشنة قليلا...وسامته كانت من نوع خاص.. تجعل العديد والعديد من الفتيات يتهافت عليه.... 
مالت والدته عليه متحدثة بخفوت 
شايف البنات...بيبصولك ازاي...ما نختار واحدة وتتجوزها... 
خليني أفرح بيك.. 
كتم ضحكته بصعوبة بالغة....حتى في تلك اللحظات والدته لاتنفك عن الحديث في الزواج...واموره...نظر لها بيأس... 
يا امي انا حاسس انك هتعرضيني في مزاد وتقولي إبني للجواز .... 
وجهت له نظرات محتقنة غاضبة 
انت بتقول فيها...انت اصلا دخلت في طور العنوسة... 
هذه المرة لم يستطيع ان يخفي ضحكاته...التي تهاتفتت عليها عدسات المصورين وهم يلتقطونها ..ليعيد لها النظر 
انت مش ممكن يا امي.. طور...وعنوسة. .الله يحفظك والله...يلا بينا بقي نسلم على الناس... 
اعترضت وهي تهز رأسها 
لا روح انت سلم...انا هقعد واختار عروسة ابني... 
نظراته المتعجبة والمذهولة منها جعلته يصمت ليرجع نظره لها...وهي يتنهد بيأس...مغادرا إياها.. 
بعد فترة قليلة كانت والدته تجلس تراقب الفتيات حولها...حتى النادلات العاملين بالحفل لم يسلموا منها إطلاقا...وهي لا يفرق معها المستوي المادي والاجتماعي...كل ما يشغلها هو أن يتزوج ولدها الوحيد.... 
ولفتت نظرها...فتاة تدخل الي الحفل بثبات وهدوء وثقة مشابهة لولدها...شعرها الأسود منساب علي ظهرها....حسنا فستانها محتشم بلونه الأسود الذي اظهر بياض وجهها... 
التفتت لتري ولدها يقترب منها ....ابتسمت إذا يعرفها ..مهمتها ليست صعبة ولا مستحيلة...ولكنها ستراقب... 
كانت لوتس قد وصلت الحفل متأخرة كم كانت تريد ان يأتي والدها برفقتها....الا أنه تعلل بمرضه... 
دخلت تتأمل حولها...هي غير معتاده على تلك الحفلات.. الي ان رآها هو وقف منبهرا بها وبمظهرها...شعرها الأسود وفستانها الجميل...ورقتها وجمالها الواضح...كيف لم ينتبه لذلك وقت توقيع الصفقة...وجد نفسه يقترب منه دون أن يستأذن الموجودين معه....ليقترب حابسا أنفاسه.. 
رأته هي لتبتسم براحة فهي كانت تبحث عن روان...لتمد يدها وهي مبتسمة 
ازيك يا عمر باشا... 
مد يده هو الآخر...ليبتسم ابتسامة ساحرة 
ازيك يا لوتس هانم 
لوتس هانم...همستها بتعجب
هز رأسه 
اه مش قلتي عمر باشا.....عموما يلا ندخل الناس بتسأل جوا علي شركتكوا... 
كانت والدته تقف تنظر للمشهد باعين سعيدة وكأنها حصلت علي كنز سمين للغاية....ليحدث بعد ذلك ما جعل ابتسامتها تزداد. وتزداد.. 
كان ولدها بمشي بجانب لوتس الا انها اصدمت باحدهم.....ويبقى المنظر ولدها في امرأة شابة وجميلة.....ستزوجها له وانتهى الأمر.... 
اما هما...فكانت العيون تحكي قصة أخرى ليدق القلب....بينما يرفض العقل....غافلين عن التقاط العديد من الصور لهم....
الفصل الثالث
لم ينتبه على وضعه معها والذي يعطي انطباع لاي شخص يشاهد أنهم حبيبان او عاشقان....ربما مر ثواني او دقيقة علي ذلك لا اكثر الا ان كلاهما شعر بأنه قد مر ساعات وساعات علي تلك اللحظة... 
كان اول من انتبه على كل ذلك هي .... عندما استقامت وتخلصت من حصاره الذي جعلها تحبس أنفاسها...غير مسيطرة بالمرة علي دقات قلبها التي تعالت ....وتلك كانت المرة الأولى... 
اعتدل هو الآخر عندما أدرك ما يحدث....ليقف أمامها متحدثا دون النظر إليها 
اسف...بس كنتي هتقعي.. 
ليبدأ بالتحرك.. وهي بجانبه لترجع خصلة من خصلات شعرها الأسود خلف اذنيها هامسة بخفوت 
ملوش لازمة تتأسف ....انا المفروض اشكرك.. 
وبعدها لم يتحدث أحدهم الي الاخر....فقط يقفان يتبادلون التحيات والمباركات علي الصفقة الجديدة... 
ولكن والدته كانت تقف بعيدا...تراقب بقلب يتراقص من السعادة والفرحة وكأنها في زفاف ولدها الوحيدعمر ....وليس مجرد احتفال بصفقة هي لا تبالي لها إطلاقا.... 
دارت بنظرها في المكان باحثة عن يزن....لتجده كالعاده ....يقف وسط مجموعة من الفتيات كعادته يلقي بنكاته وحديثه المرح لينفجروا بعدها في الضحك.... 
نظرت له مشيره بيدها ....ليأتي لها 
خير يا مرات عمي الله يرحمه .... 
تأففت
تم نسخ الرابط